http://www.petitiononline.com/QAZ123WS/petition.html
"فتاة القطيف"
قضية هزت السعودية وشغلت العالم
محيط - جبريل محمد
بعد حملة الانتقادات الشرسة التي تعرضت لها السعودية على خلفية الحكم على فتاة تعرضت للاغتصاب بالسجن والجلد 200 جلدة، وهي القضية التي عرفت "بفتاة القطيف"، أدان سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي الحكم الذي أصدرته محكمة السعودية، ودعا لضرورة تغييره.
وقال الفيصل على هامش أعمال مؤتمر أنابوليس في الولايات المتحدة:" مثل هذه الأمور كالأحكام السيئة للمحاكم تحدث في كل مكان حتى في الولايات المتحدة، وهي عملية مازالت جارية، ويجري مراجعة هذا من خلال عملية قضائية ونرجو أن يتم تغييره".
وأشار الفيصل إلى أنه يتم استغلال الحكم لانتقاد الحكومة السعودية، على الرغم من أنها غير مسؤولة عن الموضوع، لكون المحاكم مستقلة،مضيفا:" لسوء الحظ هذه الأمور تحدث، والأحكام السيئة تحدث في النظم القضائية".
من جهته أعرب سفير المملكة لدى واشنطن عادل الجبير اليوم الثلاثاء عن قناعته بأن "العدالة ستنتصر" في قضية اغتصاب السعودية. وأوضح الجبير أن هذه القضية تأخذ مجراها ضمن المسار القضائي. لا أشك بتاتا بأن العدالة ستسود.
دفاع الزوج
ومن جانبه برّأ زوج "فتاة القطيف" بالسعودية زوجته من الخيانة وتلويث فراش الزوجية، مؤكدا أنها لم تكن ترتكب فعلا شائنا لحظة تعرضها للاغتصاب الجماعي من 7 أشخاص، وقال إنه كزوج وإنسان يعرف سبب خروجها للقاء ذلك الشخص غير المحرّم الذي اتهمت باقامة "علاقة غير شرعية" معه، وهي رغبتها في إحضار صورة لها لديه، لكنها أخطأت فقط في الاجتهاد عندما خلت به.
جاء كلام الزوج أثناء تدخله في مناظرة تلفزيونية جرت بين عبدالرحمن اللاحم، محامي السيدة التي تعرضت لاغتصاب جماعي، وبين القاضي السعودي السابق الشيخ عبدالمحسن العبيكان، بثتها قناة LBC اللبنانية مباشرة ضمن برنامج "انت والحدث"، بشأن الحكم القضائي الذي صدر ضدها والشخص الذي كان معها وضد مغتصبيها، وأثار اعتراضات داخل السعودية وخارجها.
وأكد الزوج -الذي كان يرد على كلام الشيخ العبيكان الذي كان يتحدث وكأنه يدافع عن شرف الزوج الذي "خانته" زوجته بخروجها مع رجل غير محرم- أنه حضر التحقيقات، وليس فيها اعتراف من زوجته بارتكاب الفعل المحرم، مشيرا إلى أن الخلوة غير الشرعية التي اتهمت بها لم تكن بارادتها الكاملة ولا بدوافع غريزية، وأنه واثق من براءة زوجته من هذه الخلوة، ومن الخيانة الزوجية.
مهاجمة القاضي
كما وصف زوج "فتاة القطيف" زوجته بأنها "كائن بشري محطم"، لكنه لم يلم سوى أحد القضاة الثلاثة، واتهمه بأنه لجأ إلى "الثأر الشخصي"، كما لم ينتقد طريقة تعامل النظام القضائي السعودي مع زوجته، بوصفها "جانية".
وقال الزوج، البالغ من العمر 24 عاماً، إن المجتمع السعودي يحترم المرأة، ومؤمن بأن زوجته ستحصل على العدالة، وأوضح الزوج قائلاً: "منذ البداية، تم التعامل مع زوجتي باعتبارها مدانة وارتكبت جريمة، لكن لم تعط أي فرصة لتثبت براءتها أو تصف كيفية وقوعها ضحية لعملية اغتصاب وحشية".
وأعرب وكيل دفاع الفتاة الضحية، المحامي والعضو النشط في منظمة حقوق الإنسان السعودية، عبد الرحمن اللاحم، عن أمله أن يؤدي الصراع الحالي الذي تفجر إثر إدانة وجلد الضحية وسجنها، إلى المساعدة في إصلاح النظام القضائي في البلاد، وقال في مقابلة:" أظن أن المملكة سائرة باتجاه فترة إصلاح، وأظن ما نمر به حالياً سيمهد إلى قيام نظام قضائي أكثر حداثة سيستفيد منه جميع المواطنين".
دعوة للعفو
ومن جانبها دعت منظمة "هيومان رايتس ووتش" الدولية، العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، إلى التدخل شخصياً لإسقاط جميع الاتهامات التي وجهتها إحدى المحاكم إلى الفتاة.
كما طلبت المنظمة الدولية المعنية بمراقبة حقوق الإنسان في العالم، السلطات السعودية إلى إعادة منح ترخيص مزاولة مهنة المحاماة لمحامي الفتاة، عبد الرحمن اللاحم، والذي كانت المحكمة نفسها قد قررت سحب رخصة المحاماة منه، بدعوى أنه "سعى إلى التأثير على المحكمة"، من خلال التحدث إلى وسائل الإعلام حول تفاصيل القضية.
ومن جانبها قالت هيلاري كلينتون المرشحة الديموقراطية للرئاسة الامريكية ان الحكم على فتاة سعودية تعرضت لاغتصاب جماعي بمئتي جلدة والسجن ستة اشهر "عار", منتقدة عدم صدور رد فعل على هذه القضية من البيت الابيض.
وذكّرت كلينتون بمشاركتها في المؤتمر الدولي للنساء في بكين عام 1995 وبدفاعها عن حقوق النساء التي لا تختلف عن حقوق الرجال. وبعد ان اقرت بأن "بعض التقدم احرز لكنه غير كاف وصفت العقوبة التي صدرت بحق السعودية بانها "عار".
ودعت الرئيس الاميركي جورج بوش بأن يطلب من العاهل السعودي الملك عبدالله الغاء الملاحقات بحق الشابة السعودية, كما وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية الحكم على الشابة السعودية بانه "مستغرب".
واعتبرت فرانسيس تاونسند مستشارة الرئيس جورج بوش للامن الداخلي ومكافحة الارهاب "ان الحكم على الشابة السعودية امر مرفوض تماما". وكان قد حكم على الشابة امام محكمة اول درجة بتسعين جلدة بعد ادانتها بالتواجد وقت الاغتصاب في سيارة بصحبة رجل ليس من عائلتها وفقا للصحف.
خلوة غير شرعية
ومن جانبها قالت وزارة الداخلية السعودية إنها أصدرت البيان، بناء على ما تناقلته بعض وسائل الإعلام مؤخرا بشأن ما عرف بقضية "فتاة القطيف" وما تداوله بعض الإعلاميين عن علاقة المرأة في القضية ولماذا تم الحكم عليها وما هي التهمة المنسوبة إليها".
وأوضح البيان: " ولأهمية إيضاح الحقائق من واقع اعترافات المدعى عليهم ومنهم المرأة المذكورة وبيان ما وقعت فيه المرأة من مخالفات شرعية استوجبت الجزاء ولتصحيح ما تحدث عنه بعض الإعلاميين فيما يخص المرأة حتى يكون الجميع على معرفة بحقيقة الموضوع".
وجاء في البيان أن "الفتاة المتهمة في القضية هي امرأة متزوجة، اعترفت بإقامة علاقة غير شرعية مع الشخص الذي قبض عليه معها وأنها خرجت معه بدون محرم وتبادلا العلاقات المحرمة من خلال خلوة محرمة شرعا حصل منها باعترافها الوقوع فيما حرمه الله".
وأضاف أن المرأة اتصلت وهي في بيت الزوجية من هاتفها النقال على الشاب الذي قبض عليه معها وطلبت منه الخلوة المحرمة واتفقت معه على اللقاء في إحدى الأسواق والخروج معه خفية عن الأنظار وركبت في سيارته واتجها إلى الكورنيش في مكان مظلم ومكثا مدة من الوقت وهناك شاهدهم بقية المدعى عليهم المشار إليهم في القضية، والمرأة في حالة غير محتشمة وقد ألقت ملابسها فحصل منهم الاعتداء على المرأة والشخص الذي معها".
رواية الضحية
وفي أول ظهور علنى لها قامت قناة "ان بي سي" التلفزيونية الاميركية بنقل حديث ادلت به "فتاة القطيف" قال في حديثها :"ان الكل ينظر الي على انني كنت المخطئة في ما حصل، لم اتمكن حتى في اكمال دراستي ، كل ما كنت اريده هو الموت، لقد حاولت الانتحار مرتين" .
وبحسب صحيفة "دنيا الوطن" روت فتاة القطيف قصتها قائلة :"كنت في التاسعة عشرة حينما وقع الهجوم، كانت لدي علاقة مع احدهم على الهاتف، كنا في السادسة عشرة وقتها ولم اكن قد رايته سابقاً، كنت اعرفه من صوته، بدأ بتهديدي وخفت كثيراً، لقد هددني باخبار عائلتي عن علاقتنا، وبسبب خوفي وتهديداته قدمت له صورة لي، وبعد اشهر طلبت منه اعادة الصورة لكنه رفض ذلك، لقد كنت قد تزوجت الى رجل اخر وقال لي انه سيعطيني الصورة تحت شرط واحد وهو ان اخرج معه في السيارة لوحدنا، لكنني قلت له ان علينا ان نلتقي في السوق بالقرب من بيتي حيث يقع مركز سيتي بلازا التجاري".
وأضافت:" بعد ذلك قام بنقلي الى بيتي لقد كنا على بعد 15 دقيقة من بيتي وقلت له انني خائفة وان عليه ان يسرع في اعادتي، وحينما قرر الاستدارة بالاتجاه الى بيتي صادفتنا سيارة اخرى ووقفت امام سيارتنا بالضبط، وخرج منها رجلان ووقفا على جانبي السيارة، الرجل الذي كان على جانبي من السيارة كان يحمل السكين، وقد حاولوا فتح الباب، وقلت للرجل في السيارة ان لايفتح الابواب ولكنه فعل، لقد سمح لهما بالدخول وبدأت بالصراخ" .
بعد ذلك وبحسب رواية الفتاة :"وضع الرجل السكين على رقبتي، وطلبوا مني عدم الكلام، وقد دفعونا الى الخلف، قطعوا بنا مسافة طويلة، ولكنني لم ار شيئا لانه اجبرونا على الاختباء ووضع رؤسنا الى الاسفل". بعد ذلك قادونا الى مكان حيث كان هناك من اشجار النخيل الكثير ولم يكن هناك احد غيرنا، ولم يكن احد ليعرف بمصيرنا هناك. اجبروني على الخروج من السيارة ، كانوا يدفعونني بقوة، واخذوني الى مكان مظلم، وقد دخل علي الرجلان وقالوا لي ماذا ستفعلين الان؟ اخلعي العباءة.
وقد اجبروني على التخلي عن ملابسي، وبدأ الرجل الاول مع السكين باغتصابي لقد حطمني. حتى وان فكرت في الهرب في تلك اللحظة فالى اين ساذهب بعد قليل جاء الرجل الثاني وفعل الشيء نفسه ولم اشعر بما حصل بعد ذلك" .
تضيف الفتاة:"ساعتان وانا اطلب منهما تركي وشاني كنت اتوسل اليهم ، قلت لهما انني قد تاخرت وان عائلتي ستسأل عني ثم جاء الرجل الثالث وبدأ معه العنف حيث اغتصبني ثم جاء الرابع وبعد انتهاءه حاول خنقي اما الخامس والسادس فكانا اكثر شراسة وبعد ان انتهى السابع مني لم احس بجسمي ، لم اكن اعرف ماذا علي ان افعل، بعد ذلك جاء رجل سمين جدا ونام فوقي لم اكن قادرة على التنفس وعاد السبعة مرة اخرى واغتصبوني واخذوني الى البيت، لم اكن قادرة على المشي حينما قمت بضغط الجرس فتحت امي لي الباب ، وقالت لي انني ابدو متعبة، لم اتناول اي طعام لاسبوع كامل فقط كنت اشرب الماء ولم اخبر اي احد بما حدث، وفي اليوم التالي ذهبت الى المستشفى".
وأكدت الفتاة :"بدأ الجناة بالحديث عن الموضوع، لقد ظنوا ان زوجي سيطلقني كانوا يحاولون تدمير سمعتي، وتدريجيا بدأ زوجي بمعرفة ما حصل لي، وبعد اربعة اشهر بدأنا القضية، وعلمت عائلتي بالقضية حيث حاول شقيقي ضربي اول الامر ومن ثم قتلي".