الخميس، ديسمبر 31، 2009

ارتجال



هذه قصة فيها من الخيال بقدر ما فيها من الواقع و لقد تعارف الادباء على اضفاء صفة البطولة الى الشخصيات الرئيسية فى الروايات التي يؤلفونها بالرغم ان سير الاحداث قد ينفى اي بطولة يمكن ان توصف بها تلك الشخصيات ، و على العموم فأن بطلة قصتنا فتاة من اسرة تنتمى الى الشريحة العليا من الطبقة المتوسطة وقد تخرجت حديثا فى احدى الجامعات الحكومية وتبدأ الاحداث وهى فى طريقها الى الفندق الكبير فى اول يوم عمل وحدثتها نفسها وحدثت نفسها فى حوار داخلى دار هكذا 
 لا اصلح ابدا للزواج ، حريتى هى اغلى ما امتلكه  هذا ما اؤمن به فكيف اتنازل عن حريتى لرجل ما ، اعرف ان الزواج ضرورة لاستمرار النوع الانسانى فى اطار شرعى ولكنى لا اريد الاشتراك فى هذه اللعبة ، لا احب الاطفال ولا اريد الانجاب

الحل هو الاستقلال المادي ، حريتي مرهونة باستقلالي عن ابى واسرتي فاذا كنت ارفض الزواج هربا من سيطرة الزوج فمن باب اولى ان اتجنب سيطرة ابى ، سوف اعمل وانجح ولن اتردد فى الاقدام على فعل اي شيء فى سبيل تحقيق حريتي ، اريد شقة مستقلة وسيارة صغيرة ودولاب ملابس لا يشاركني فيه احد ومطبخ صغير نظيف لطعام الافطار وقهوة الصباح  وامشى عارية  فى شقتي ولا اهتم فلن يعيش معى احد ، انا حلوة وجميلة وينبغى ان استخدم انوثتي التي وهبتها لي الطبيعة للنجاح فى عملي الجديد

السبت، ديسمبر 26، 2009

شيء ما


كطائر اسود احاطه  بجناحيه  فلا يستطيع منه فكاكا  يستيقظ فى الليل وقد تملكه فيسرع قلبه و وتلقف انفاسه فى نهجان ولا يدرى احلم هو ام مسه طائف من الجن
 فى النهار تطارده المرده والشياطين  التى  تلبست   كائنات  صاخبه ينبعث منها الدخان الاسود و قد توكزه فى جنبه اذا سار بجوار الجدران  هوام  مسرعة تصفر فى اذنيه
فيقعد ليحتسى مشروبا فى  قدح فضى  تدور داخله دوامات واعاصير  وترتفع كأنها نبات الفطر تكنس المكان من حوله فيعود اليه صدى الصوت مع صرخات وعويل ، من ذا الذى يعذب خلف حاجز المكان ؟
 يتحسس انفه  كأنه صقيع متجمد فتأخذه نوبه من الضحك ويضع يده على بطنه فيشعر بالوخز فيجفل ويقوم عائدا الى غرفته  يتمنى لو عاد لرحم امه  وينام على فراشه وقد لف ذراعيه حول ركبتيه فينغلق جسده ولا يقدر على  الحركة
يستحضر امامه صورة فتاة مراهقة كاد يوما ان يقبلها  وقد انفرجت شفتاها ولفته بذراعيها  فانفلت منها  ونكص على عقبيه  فتساقطت دمعات  مالحة على خده
حضر الحرس فأقاموه وحمموه ومسحوا رأسه بالزيت وسقط  رسول الشمس عليه ليدور فى يوم جديد



الثلاثاء، ديسمبر 15، 2009

فى المقهى


   من داخل المقهى يرى المارة على الرصيف يتخبطون سائرين في عشوائية واضحة جباههم منعقدة ويتصايحون ولكن أصواتهم لا تصل إليه فالزجاج سميك و سماعات مشغل الموسيقى تضخ في أذنيه أغنيه لبوب ديلون

"There must be some way out of here", 

said the joker to the thief

  الناس في الداخل قلة متناثرة فالوقت قبل الظهيرة بقليل في احد أيام الشتاء، شاب وفتاة في ركن داخلي في حالة صمت والفتاة تنظر وهى ساهمة إلى الفنجان أمامها والفتى قد اسند رأسه على يده بينما دخان السيجارة يتصاعد أمام نظارته فيصنع غلالة ضبابية بينهما

السبت، نوفمبر 21، 2009

شياطين الصحافة والفضائيات

كما لو كان خيط الافكار متصل بموضوع كتابة التاريخ الشعبى وليس السلطوى ، شاء القدر ان تحدث هذه الضجة حول الاحداث التى تلت هزيمة فريق كرة القدم فوجدت الصحف و التلفزيون ان الفرصة سانحة لصياغة تلك الاحداث بطريقة تدعو الى الصدام بين بلدين كبيرين فى الوطن العربى وتسييس ما حدث من اعتداءات من الغوغاء من كلا البلدين والاتجاه فى التصعيد الى حدود استدعاء السفراء والدعوة الى ما هو اكثر بل وكتب بعضهم يذكر بالحرب التى نشبت بين جمهوريتى الموز فى امريكا اللاتينية منذ سنوات بسبب احداث مشابهة كأنها دعوة لشن الحرب على الجزائر ولم لا فقد فعلناها من قبل ضد ليبيا لاسباب مثيرة للجدال كذلك عندما ضرب الطيران المصرى ليبيا بسبب صورة معلقة فى مطار طرابلس للرئيس الامريكى كارتر وهو يطبع قبلة دبلوماسية على خد السيدة جيهان زوجة الرئيس المؤمن انذاك السادات

استدعاء السفراء للتشاور حول تكسير نوافذ الحافلات واصابات سطحية لاتتعدى الخدوش والدعوة من رموز المجتمع الى ضرورة اتخاذ ما يلزم من اجراءات للحفاظ على كرامة المصريين التى تهدرها اسرائيل بمنهجية واضحة فى قتل جنود مصر على الحدود بدون حتى ابداء الاستياء ، بل ان كرامة المصريين تهدر كل يوم بايدى مصرية تتقاعس عن توفير حياة كريمة لهم

ولا ننسى الافاعيل الشائنة لجمهور الكرة المصرى نفسه والذى يتباكى الان على احداث لاتقارن بما يقوم به جمهور الغوغاء فى الاسماعيلية او القاهرة ومدن مصرية اخرى من تكسير وبذاءات وتحرش

ولنرجع بالذاكرة الى مبارة الكرة التى هزم فيها فريقنا فى الجزائر منذ شهور ولم يحدث فيها اى اعتداءات على الجمهور المصرى او اللاعبين المصريين الا تلك الادعاءات السخيفة التى يروج لها البعض من تعمد دس السم فى طعام الفريق المصرى ونرى ان هيجان الغوغاء من الجزائريين حدث بسبب قذف الحجارة على حافلة الفريق فى القاهرة وما تلى ذلك من تهويلات الصحافة والتلفزيون الجزائرى من وجود ضحايا وقتلى ولقد توعد الغوغاء الجزائريين الانتقام صراحة وبدون مداراة فهل اتخذت مصر الاحتياطات لحماية جمهورها ولاعبيها ؟ يبدو انه لم يحدث سوى الاطمئنان الى حنكة وخبرة الامن السودانى فى البطش بالسودانيين والذى وقف عاجزا عن التدخل

ايضا الجماعة الاعلاميين قلبوا دماغنا بان لمهنتهم اصول يجب مراعاتها منها سماع وجهتى النظر فى اى نزاع ومحاولة التعرف على رأى الاطراف المحايدة وهذا لم يحدث فى اى قناة اشاهدتها او صحيفة قرأتها

فضوها سيرة يا جماعة ، وادعو الله فى موسم الحج ان يغفر لنا ذنوبنا وان يجمعنا مع المسلمين اخوانا متحابين بعيدا عن طريق شياطين الصحافة والفضائيات

الثلاثاء، نوفمبر 10، 2009

التاريخ الحقيقى

يلاحظ من يقرأ كتب التاريخ انها تروى احداث المعارك والحروب الكبيرة والتحولات الاقتصادية والاجتماعية ، وهى تؤرخ دائما للحكام والملوك ماذا قالوا وماذا فعلوا واين سافروا وتسجل اخبار ازواجهم وعشيقاتهم وفضائحهم ومصارعهم

الشعوب فى كتب التاريخ جموع ثائرة محاربة جائعة غاضبة تهدم وتنسف وتسفك الدماء واحيانا سعيدة هانئة تصنع الحضارة ولكن كل ذلك من خلال الحاكم او الملك هو الذى يفكر ويدبر ويشن الحروب او يمنح السلام والسعادة

تاريخ الانسان الحقيقى هو رصد وتسجيل تلك الروح الخفية التى تسرى بين الناس فى فترة زمنية يتضح فيها وسائل التعبير كأوضح ما تكون عن افكارهم و فنونهم و لحظات السعادة التى يستشعرونها وساعات الاحباط التى يرزحون تحتها ومن ثم تفرز ثقافة الشعب التى هى محصلة لكل التجارب والافكار والفنون التى يسهم فيها كل فرد من الناس

هذا هو التاريخ الانسانى الذى يجب ان يسجل بل ويحفر على صخر لا يبلى ولا يستطيع احد ان يحذفه ويتلاعب به ويستغله لتحقيق مصالحه واهدافه الخاصة

التاريخ الحالى ما هو الا كذب وغش ولعب على ذاكرة الانسان الضعيفة وعجزه الطبيعى عن رؤية الغيب فيما مضى وفيما حوله خلف الجدران وعبر الحدود

قرأت عن احد المؤرخين للتاريخ الانجليزى الحديث والذى انتهج اسلوبا مختلفا فى تناول الاحداث الفارقة التى مرت بها انجلترا واثناء بحثه وجد يوميات مواطن انجليزى كتبها اثناء خوض انجلترا للحرب ضد مصر فى السويس سنة 1956، اليوميات لم يذكر بها حرفا واحدا عن الحرب بل كانت تسجيلا لهموم المواطن اليومية فى عمله وفى بيته و مع الاخرين

قياسا على ذلك فلو افترضنا ان هناك جهة محايدة فى بلدنا مصر تسجل اهتمامات الناس الحقيقية خلال الفترة الزمنية الحالية اعتقد انه سيتم رصد الهم اليومى للمواطن المصرى فى سعيه لمجرد البقاء على قيد الحياة فى مقابل ما تعج به الصحف والفضائيات من اخبار عن مؤتمر الحزب وكوارث القطارات والضريبة العقارية وازمة القمامة والتغيير الوزارى وانفلونزا الخنازير وحتى مباراة كرة القدم المنتظرة

كل ذلك يراه المصرى ويسمعه ولكنه لا يشعر انه يخصه فى شيء فهو يشعر كانه يعيش فى بلد اجنبى لا ينتمى اليه ولا علاقه له به الا ما يحصل عليه من قروش يشترى بها رغيف الخبز وكوب الشاى مثل المصرى فى المملكة السعودية او فى احدى دول الخليج اول ما يسمعه عند وصوله هناك انه لا كلام فى السياسة ولا فى الدين وانه فى مهمة لتحصيل النقود التى تبقيه فقط على قيد الحياه مستورا فى رحلته الحتمية نحو قبره

حتى الروابط بين افراد الاسر تتعرض لهجمات شرسة لتفكيكها بدعوى تمكين النساء فى حرية لا قيود عليها وحماية حقوق الابناء فى التمرد والانشقاق على الاباء واثناء ذلك يتم تمرير تلك الافكار الخبيثة لقبول الشواذ وضمان دورهم فى نشر الامراض والرزيلة

اتمنى ان يقوم كل مصرى برصد وتسجيل ما يدور فى عقله وما يعتمل فى صدره فى يوميات خلال رحلة حياته فقد يأتى يوم يقوم احد المؤرخين من ابناء هذا الشعب بجمع هذه اليوميات ليكتب التاريخ الحقيقى لشعب مصر

الاثنين، أكتوبر 19، 2009

اللطخ والقردة

مشوار ضرورى لشركة السياحة فى شارع الحجاز ، خلاص كرهت السواقة موش قادر اتعامل مع الناس ولا الزحمة ، و مندهش من تصرفات الناس و عارف ان شعورى ده دليل على ان عقلى لسه بخير وانى لسة عاوز افهم واستوعب وموش محتاج انى اغيب عن الواقع واحس بسعادة مزيفة بنفسين حشيش ولا قرص هلوسة

كتير حواليا موش قادرين على المواجهة و خلاص اتخنقوا موش قادرين يحبسوا الاحساس البغيض بالحصار وقلة الحيلة

حاولت ضبط اعصابى عند اشارة المرور وتجاهلت بياعين المناديل وتحملت ضغط الحزام اللى انا عارف وضابط المرور عارف انى ح اتخلص منه بعد ثانية واحدة من اشارته الى السيارات للتحرك ، فى قرارة نفسى اعرف ضرورة وجود ضباط المرور فى الشارع وصعوبة عملهم الشاق ولكنى لا املك سوى كراهية السلطة فى اى شكل كانت وهذا ليس التناقض الوحيد الذى اكتشفته فى نفسى ولكنها مئات التناقضات التى وطنت نفسى على انها من ضرورات البقاء على قيد الحياة ، بداية من القاء المحاضرات على الاخرين للمحافظة على النظافة مع انى اقوم بالقاء المناديل المستعملة وعلب العصير من نافذة السيارة مرورا بابداء الاحترام لاشخاص لا يستحقون مجرد الالتفات اليهم الى تبرير التقصير فى الاداء بدافع الكسل بان الله لا يكلف نفسا الا وسعها

حانت لحظة الدوران يسارا للعودة فى الاتجاه الاخر ومن العجيب ان حركة المرور فى القاهرة تبدو للوهلة الاولى عبارة عن فوضى مطلقة ولا يوجد ادنى نظام فى الشوارع الا ان المخضرمين امثالى يعلمون ان هناك تفاهمات عميقة متفق عليها بين السائقين وقواعد يحترمها الجميع ليس للحكومة اى دور فيها فهى بره اللعبة تماما و من يشذ عن هذه القواعد يستاهل اللى يجرى له ومحدش راح يرحمه ، وليس كافيا ابدا عندما ترغب مثلا فى الانتقال من حارة الى اخرى ان تكتفى بتشغيل ضوء الغماز الذى يشير الى الاتجاه الذى تريده ولكن يجب عليك ان تفعل ذلك بدرى جدا مع التحرك ببطء وبغلاسة فى اتجاة قطرى حتى ترغم من خلفك على السماح لك بالمرور ومن القواعد المتعارف عليها ايضا ان من يملك سيارة قديمة متهالكة له الاولوية دائما ان يفعل ما يريد وياسلام لو كانت ميكروباس يبقى من حقه ان يسير وهناك من يتشعلق فى الباب الايمن بينما الاسطى المعلم يقود بيد واحدة حيث يمسك فى يده الاخرى الفكة ويكتفى بالتركيز بربع عقله فقط بينما الباقى اى من عقله يعنى يستمتع بالضجة الصادرة من الكاسيت الذى قد يكون يشغل احد اغانى العصر الجماهيرية مثل اركب الحنطور او بحبك يا حمار

ادرت الدريكسيون ناحية اليسار وفى نفس الوقت ضربت اشارة تنبيء عن نيتى الاتجاه الى اليمين وهى حركة حضارية زيادة عن اللزوم لم يفهمها اللطخ القادم من الخلف ليس فقط بسبب انه قادم من القليوبية ( اسف على العنصرية التى قد تبدو هنا )علشان يستعرض سيارته القردة الفيات ال1100 موديل الستينات ولكن ايضا بسبب الموزة الفلاحى المربربة التى كانت تجلس بجواره و عاوز يفسحها فى بلد المعز لدين الله الفاطمى لكى يشعر ببهجة مثل التى شعر بها بوحة عندما جلس مع مى عز الدين على شط النيل

بعد لحظة من الدوران سمعت صوت الخبطة التى خبطها اللطخ المسرع الذى لم يستطيع التحكم فى القردة لكى يلبس فى المرسيدس السوداء التى تركن على اليمين والتى نتج عنها اى الخبطة انبعاج شديد فى الرفرف الامامى الايمن ناحية الفلاحة الموزة مما يدل على ان عقله الباطن ( حيث ان عقله الواعى موش هنا اصلا ) قرر التضحية بها اى بالموزة ليبقى اللطخ على قيد الحياة

نزل اللطخ يجمع الاجزاء البلاستيكية والمعدنية التى تناثرت من القردة وهو فى عجلة من امره ليستطيع الهرب بسرعة من المرسيدس السوداء والتى تحمل خطرا مضاعفا فليست فقط مرسيدس تدل على ان مالكها من الاثرياء ولكنها سوداء ايضا فهو من اصحاب المناصب وقد يكون من جهة امنية فيروح فى ستين داهية

نزلت ونظرت اليه بطريقة حيادية تماما وانا اضع يداي فى جيوبى اشارة الى انى ليس لى علاقة بالحادث ولكن بما انه لطخ فيبدو انه فهم انى ابحث فى جيبى عن نقود لكى اعطيها له تعويضا عن خسائر القردة وقد اخذ يصرخ ويولول انه لسه طالع من عند السنكرى ( يقصد السمكرى )

رفعت كتفاى فى حركة يفهمها الجميع بدليل انه قد فهمها مع انه لطخ وقلت له وانا مالى ياعم هو انا جيت جنبك ؟

وهنا تحولت الفلاحة من موزة الى ستنا الغولة وبدأت فاصل ردح بالصوت الحيانى واخذت تدعو وتتمنى ان تولع سيارتى او يركب على الترمواى ولما اشرت لها الى المرسيدس السوداء مذكرا اياها بالكارثة التى تنتظرهم جذبها اللطخ من يدها وركبا القردة مبتعدين عن المكان والدخان الكثيف الصادر من كاوتش العجلة الذى يحترق بسبب احتكاكه بالرفرف المنبعج يتصاعد الى السماء كستار الدخان الذى تطلقة فلول الجيش المنهزم

الغريب انى حتى هذه اللحظة لم استطيع التغلب على الخوف الذى يعترينى كلما ركبت سيارتى فقد تتحقق دعوات الفلاحة الموزة والعربية تولع او يركب على ترمواى مع انى بقى لى سنين طويلة ما شفتش الترمواى واعتقد ان هذا الخوف هو تناقض اخر اعيش به فكيف اكون ذلك الشخص المتحضر الذى يؤمن بالعلم وفى نفس الوقت اخاف من خزعبلات وخرافات الفلاحة الموزة؟

الثلاثاء، سبتمبر 29، 2009

انصاف الكلام

فتح فمه وتحركت شفتاه فصدر صوت استغربه في البداية ثم أيقن انه صوته فتعجب من نفسه

لم يتعود الإنصات لما يقول فهو يقول كلمات ناقصة مضغمة لامعنى لها يكررها كل حين بين الجمل والكلمات التي تلتقطها أذناه من أفواه الآخرين

تعود منذ زمن على ترك الناس تطلق الكلمات بدون مقاطعة من جانبه و كان يشعر بالإرهاق الشديد عقب كل لقاء يحاول فيه أن يتحاور مع الآخرين فكان يخفق لأنهم لا يسمعون

وكان يحشر كلمة أو نصف كلمة بين كلمات الآخرين المنطلقة مستغلا الزمن الذي يتوقفون فيه عن الكلام مجبرين لأداء زفيرا أو شهيقا فلا يقدرون على مواصلة الكلام حين التنفس لحظتها ينطق ببعض الحروف وأنصاف الكلمات وأصوات تشبه الضحك ثم أصابه اليأس فاعتاد هز رأسه وتحريك عضلات وجهه وأخيرا توقف عن تلك المحاولات البائسة و اكتشف انه لا يحتاج أبدا إلا للنظر في عيونهم مزيحا ستائر الكلمات لينظر مباشرة إلى الأدمغة

يحملق في عيون الآخرين فيصل إلى أعماقهم ويفهم معنى الأشخاص وليس الكلمات

الكلمات لا معنى لها بدون الغوص في النفوس الزئبقية الثعبانية التي تراوغ لتستر الشر والسخام

حين سمع صوته لأول مرة منذ زمن بعيد وهو في الحجرة الخلفية الصغيرة يقرأ سطورا في كتاب انتابته الدهشة والسعادة كأنه صحا من غفوة طالت فعاد إلى الحياة كطفل أدرك أن له حواسا يتعرف على الدنيا ويصرخ فيسمع صراخه فيسعد ويرتفع صراخه أعلى وأعلى

الأربعاء، أغسطس 12، 2009

ليلة صيف

جلست ام عادل تنتظر اختها فوزيةعلى الكنبة البلدى المكسوة بالسجاد المنسوج بشراميط القماش الملون فى فسحة البيت الذى تسكن فى احدى غرفه بالمشاركة مع جيرانها فى الغرفتين الاخريتين ، ففى الغرفة الاولى يسكن الاسطى عطية خياط الجلاليب الرجالى وفى الغرفة الاخرى تسكن زوبه الشابة الحلوة البيضاء ذات الشعر الكستنائى الطويل مع امها العجوز المريضة ويشتركون جميعا فى المطبخ القذر ذو الحوائط التى يعلوها الهباب و العنكبوت الذى يعشش فى خن السقف ودورة المياة ذات المرحاض الشرقى والكوز الصديء وحنفية المياة بدون حوض التى يتسرب منها سرسوب الماء طول الوقت

كانت ام عادل تغلى من الغيظ من زوبه الفتاة البضة الجميلة التى لاتعمل شيئا طول النهار سوى الاستماع الى الاغانى وتمشيط شعرها الطويل وهى جالسة على السرير فى غرفتها بجوار النافذة التى تطل على الحارة  المزدحمة التى لا تنام، وكانت زوبه فى ليالى الصيف ترتدى ثيابا تكشف عن كتفين ملساواتين وصدر ناهض وساقين لامعتين وكانت ابواب الغرف مفتوحة باستمرار ولا تغلق الا عند النوم

اعتاد ابوعادل سائق اتوبيس النقل العام قبل خروجه الى الوردية الليلية ان يتمهل فى فسحة البيت يرفع يداه يدعو بالستر ثم يمسحهما على وجهه وينصرف الى عمله و كان يتجنب لسان زوجته ام عادل بالسهر الى قرب الفجر فى غرزة سيد الاسمر بجوار الجراج يدخن الجوزة مع زملائه من الكمسارية والسواقين ويعود لغرفته ليلقى بجسده المنهك على الفراش حتى عصر اليوم التالى

الليلة الماضية انتظرته ام عادل على نار فلم تستطيع النوم بعد المعركة التى نشبت بينها وبين زوبه والتى حسمتها زوبه بسيل من ضربات الشبب الاحمر فطالت رأس وجسد ام عادل التى انسحبت وهى تطلق اقذع الشتائم

انت راجل ولا شرابة خرج ؟

نظر اليها فى عدم فهم

قالت والشرر يتطاير من عينيها : لازم تساعدنى اكسر عين زوبة

قال بدون اهتمام : اعمل ايه يعنى؟

قالت له وقد امسكت بتلابيبه : تغتصبها

قال : البت عفية ومقدرش عليها

قالت : مالكش صالح انا وفوزية حنقيد ايديها ورجليها وانت عليك الباقى

راقت له الفكرة ،ابتسم وهز راسه

قالت له الليلة دى ترجع بدرى شوية

حضرت فوزية اخت ام عادل وهى شابة قوية فى العقد الثالث واستمعت الى خطة ام عادل وابدت خوفها من ام زوبة فطمأنتها اختها بأن امها مريضة لن تستطيع الدفاع عن ابنتها

حضر ابو عادل فى منتصف الليل و تناول العشاء ثم دخن سيجارة محشوة بالحشيش وتخفف من ملابسه وقام مع زوجته واختها فوزية بالهجوم على غرفة زوبة التى كانت ممدة على السرير بجوار امها

جلست فوزية على صدرها بينما كانت ام عادل تمزق سروالها ، دافعت زوبة عن شرفها بضرواة وهى تصرخ باعلى صوتها الذى ضاع فى ضجة ميكروفونات الحارة وصخبها فوضعت فوزية كفها على فمها فغرزت زوبه اظافرها فى جسد فوزية التى بركت عليها ولطمتها على خدهاوضمت رأسها بين فخذيها فلم تستطيع زوبه الحركة

امسكت ام عادل بيديها بساق زوبه الايمن ورفعتها الى اعلى بينما دفعت ساق زوبه الاخرى نحو الحائط بقدميها

شلح ابو عادل جلبابة والقى بجسده على زوبه التى حاولت التملص فلم تنجح وبعد دقائق استرخت عضلات زوبه وبدأت التحرك بطريقة مختلفة وقد احاطت يديها بمؤخرة فوزية

انتبهت ام عادل الى حقيقة ما يحدث فانتفضت وتركت ساقى زوبه وامسكت بكتفى ابو عادل وهو منهمك فى انجاز دوره فى الخطة بهمة ونشاط فلم تستطيع ان تزحزحه ،صرخت ام عادل وهى تضرب زوجها بقبضتيها على ظهره فلم يبال بضربها فصرخت فى اختها وشدت شعرها من الخلف

يا فوزية قومى البت بنت الكلب مبسوطة

ملحوظة : هذه قصة حقيقية وابطالها عاشوا فى احد احياء القاهرة الشعبية ولكن باسماء مختلفة

الجمعة، أغسطس 07، 2009

محاكم التفتيش

شاعت محاكم تفتيش الضمير فى اوروبا فى القرنين الخامس عشر والسادس عشر الميلادى وكانت الكنيسة الكاثوليكية تدفع الناس الى المحارق فيحرقوا وهم احياء لمجرد الشبهة فى اى انحراف عن العقيدة الكاثوليكية او لمجرد وشاية من الجيران والاقارب وكان يطلبون من الناس التوبة والندم فكان الكثيرون يبادرون الى اعلان توبتهم خوفا من العذاب وبالرغم من ذلك كان القائمين على محاكم التفتيش او المفتشين فى الضمائر فى بعض الاحيان يعتبرون انها توبة زائفة ويلقون بهم فى اتون النار واستمرت محاكم التفتيش تحرق المفكرين والعلماء وتعذبهم او على الاقل تحرمهم من الامل فى الجنة حتى القرن التاسع عشر عندما انصرف كثير من الناس عن الكنيسة الكاثوليكية

ومازال الناس حتى عصرنا هذا ينصبون المحاكم للتفتيش فى الضمائر ويدمغون الناس بتهم قد تعرضهم لكى يكونوا منبوذين فى المجتمع بل و الزج بهم فى السجون او القتل احيانا على يد المؤمنين المتعصبين

والتعصب للدين افة العصر الحديث ولم يخلو دين سماوى او غير سماوى من اتباع مستعدون على الدوام للدفاع عن تفسيرهم الخاص جدا لعقيدتهم بكافة السبل التى تشمل تشويه السمعة والتصفية المعنوية بل والجسدية لمن يخالفهم و تقسيم العالم الى معسكرين معسكر المؤمنين الذى ينتمون اليه والمعسكر الاخر هو معسكر الكفر والهرطقة

ولم يتنزه بعض المسلمين عن هذا التعصب الممقوت فهم يفتشون فى ضمائر الناس ويوزعون التهم بالكفر جزافا على اناس يعلنون على الملأ انهم مؤمنون بالله ورسوله وبالغيب ويوم الدين فقط لانهم يكتبون كلاما يحتمل التأويل ليس مقطوعا بمعناه على وجه اليقين

ولقد جاء في الحديث النبوي الشريف عن أسامة بن زيد أنه قال: بعثنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سرية فصبحنا الحرقات -مكان من جهينة- فأدركت رجلا فقال: لا إله إلا الله فطعنته فوقع في نفسي من ذلك فذكرته للنبي، فقال: "أقال لا إله إلا الله، وقتلته"؟. فقلت يا رسول الله إنما قالها خوفًا من السلاح، فقال -صلى الله عليه وسلم-: أفلا شققت عن قلبه لتعلم أقالها أم لا؟ رواه مسلم.

وكان المسلمون فى اوج مجدهم الحضارى يتقبلون كثيرا من الشعر والنثر حول الدين والتصوف والفلسفة والجنس وحفظ التراث لنا كتب لو نشرت اليوم لصدم الكثيرون

ولكنه عصر الضعف والتخلف الحضارى الذى يظن فيه بعض المتعصبون انهم بتمسكهم بالقشور والمظاهر انهم الفرقة الناجية والباقون فى نار الجحيم

السبت، أغسطس 01، 2009

صدمة ثقافية


حفلة فرقة وسط البلد الاخيرة الجمعة 31 يوليو بدار الاوبرا اصابتنى بصدمة ثقافية ، فقد جلست بين جمهور حاشد من الشباب معظمهم من طلاب الجامعة استمع الى موسيقى تهز الوجدان وتغير افكارى التى ترسخت فى عقلى العجوز عن الموسيقى والاغانى

لايمكن ان يكون الف من الشباب على خطأ اذا صرخوا او رقصوا او افترشوا الارض او غنوا مع هذا الفريق المكون من ثمانية من الشباب الموهوبين ، لابد ان الموسيقى تستحق كل هذا الحماس ولابد ان الكلمات تعبر تعبيرا صادقا عن احلام واحزان الشباب

ويبدو اننى احتاج من ان لاخر الى صدمة من هذا النوع لاقف مع نفسى وقفة لمراجعة ارائى وافكارى فى الحياة وما يجرى فيها من نشاط انسانى فى مجال الفن والادب والعلم والفقه والعلاقات الانسانية والمتغيرات العنيفة التى تحدث فيها

وجدت انى انظر بارتياب الى اغانى ما بعد عبد الحليم حافظ وجيله وان كنت استثنى الحجار ومنير وسميرة سعيد واصالة ولم اتوقف ابدا لاستمع للاخرين وجاءت فرقة الغرفة اولا فى حفلة حضرتها فى حديقة الازهر لتهز قناعاتى وتجعلنى اتردد فى رفض الجديد ثم حضرت حفلة فرقة وسط البلد لتهدم قناعاتى من اساسها لانفتح على هذا العالم الجديد الجميل من الموسيقى والغناء ، اصوات قوية جميلة وعزف متقن على الالات

صحيح ان نكهة الموسيقى لهذه الفرقة لها طعم الهندى احيانا والاسبانى احيانا والغربى معظم الاحيان الا ان الكلمات مصرية صميمة ومنها بعض اغانى سيد درويش العظيم

طبعا انفعلت انا ايضا وصفقت وغنيت معهم كما غنى باقى الجمهور الذى فوجئت انه يحفظ اغانى الفرقة و البنات يطلقن صيحات ووووووه ، وووووه وقد بحثت عن الفرقة فى النت ووجدت انهم يقدمون الموسيقى منذ 1999 وان اغانيه يمكن سماعها وتحميلها مجانا

الأربعاء، يوليو 22، 2009

ماذا حدث للمصريين ؟

المتدينين هدفهم الوصول للحكم ، هذه المقولة التى تجرى على لسان البعض و ان ما يريده المتدينين ما هو الا تدبير فى السر لجريمة لا تغتفر

فى اطار الديموقراطية ،القوى السياسية فى بلد ما من احزاب وتحالفات اخرى تعمل بهمة ونشاط فى المجال السياسى للترويج لافكار معينة لادارة مصالح المجتمع ، و نجاح ترويج هذه الافكار يتحقق بقبولها لدى الناس وحماسهم لتطبيقها على ارض الواقع ويتم تطوير الافكارعلى هيئة برامج لها اهداف واطار زمنى محدد وتكلفة تقديرية ثم يخوضوا بهذه البرامج الانتخابات ليصلوا الى الحكم لتنفيذ الافكار التى يروجون لها ، وهناك احزاب فى بعض البلاد التى رسخت فيها المباديء الديموقراطية تحمل اسماء ذات صبغة دينية ولها برامج تحترم القيم الدينية ولم يثر ذلك حساسية فى بلاد تعتنق العلمانية لدرجة التشنج

اى ان الوصول الى الحكم ما هو الا لب العمل السياسى او سمها اللعبة الديموقراطية

المقولة الثانية التى يرددها البعض ان المتدينين اذا وصلوا للحكم فسوف يعطلون الديموقراطية ويفرضون على الشعب نمطا من الحكم يستمد شرعيته من ايمان الحاكم بأنه خليفة الله فى الارض وانه لا يجوز الاعتراض على سياساته لانها سياسات تستند الى تفسير النصوص المقدسة ، والنصوص المقدسة مطلقة لا تقبل الجدل ولا اللف ولا الدوران فليس امام الشعب الا ان يسجد قائلا امين

واذا درسنا التجارب الديموقراطية فى البلدان التى تتخذها نظاما سياسيا نجد ان الحاكم فى بعض الاحيان يسوس الناس ومنهم الاقليات العرقية والدينية باغلبية ضئيلة لو حسبت منسبة الى مجموع من شاركوا فى العملية الانتخابية وبالرغم من ذلك فهو يفرض سياسته ويتخذ قرارات تؤثر مباشرة فى حياة الناس ومصالحهم مستندا الى التقاليد الديموقراطية المقدسة التى لا يسع الناس الا القبول بها قائلين امين

اذن ما هى الضمانات التى تضمن لشعب ما ان يحاسب الحاكم ويراجعه ؟ هذه الضمانات هى الرقابة الشعبية التى يعبر عنها ممثلو الشعب فى المجالس المنتخبة والصحافة التى تنشر وتفضح وهناك بعض القوى فى بعض المجتمعات التى تضمن المباديء العامة من عدل وحرية ومساواة وهى قوى محايدة لا تشارك فى اللعبة السياسية ولكنها مثل الجيش او الشرطة او القضاء لها ثقل فى المجتمع لتصحيح مسار السياسة التى يتبعها الحاكم فلا يشط ولا يتخذ هواه الها

المقولة الثالثة التى يرددها البعض هى انه لا يجوز خلط السياسة بالدين لان السياسى بطبيعته مناور وكاذب وبدون الكذب والمناورة لا تستقيم الحياة السياسية ومن غير المناسب ان ينتسب سياسى الى تيار دينى ويمارس الحياة السياسية وهى كذلك

وهكذا فان سياسة وزارة ما مثل وزارة الصحة على سبيل المثال تعتمد على المناورة والكذب فى ادارة شئونها لتقديم الخدمات الصحية للمواطنين فتصدر بيانات خاطئة وتبيع ادوية مغشوشة وتشغل اطباء وممرضات غير اكفاء ووزارة مثل وزارة الزراعة تشترى من الفلاحين محاصيلهم بابخس الاسعار وتبيع لهم مبيدات مسرطنة وتستورد قمحا ملوثا وتعرض فى الاسواق خضرا وفاكهة معالجة وراثيا ووزراة مثل وزارة التربية والتعليم مدارسها بدون تلاميذ ومناهجها غير عصرية وكتبها غير مفهومة

الى اخره من امثله نجدها فى حياتنا اليومية ثم نجد من يسأل ماذا حدث للمصريين وما هى الاسباب التى ادت الى ما نحن فيه من فقر ومرض وبطالة والاجابة هى السياسة والمباديء التى يعتنقها السياسيون

الخميس، يوليو 09، 2009

مسرحية من فصل واحد


اول الليل ، غرفة المعيشة فى بيت عصرى بها منضدة مستطيلة واربعة كراسى تعلوها ثريا من النحاس والزجاج ، فى الخلفية نافذة عليها ستارة ذات شرائح افقية ، على اليمين باب يؤدى الى المطبخ والى اليسار باب غرفة النوم

هو جالس الى المنضدة وقد فرد اوراقا وكتبا واقلاما ملونة واخد يخط سطورا على الورق الاصفر المسطر الذى يستخدمة لمسودات المواد التى يعدها لبرنامج المناقشة الاسبوعى فى القناة الفضائية السياسية ، سرقه الوقت ولم يعد امامه الا سويعات قليلة قبل تسليم المادة المطلوبة

هرش رأسه وبدا عليه التوتر والنرفزة ،احضرت هى صينية عليها بعض الشطائر و الشاى والماء المثلج


نظر لها من خلف نظارته وقال لها وقد لمعت فى عقله فكرة ما

هو : تعالى اشتغلى معايا شوية

رسمت على وجهها ابتسامة محايدة وفكرت قليلا

هى: طيب لحظة واحدة

غابت دقائق وعادت وقد ارتدت ثوبا شفافا قصيرا بلون ليمونى وقد تحررت من حمالة صدرها فبدا ثدييها الصغيران وجسدها الاسمر النحيل المتناسق ، جلست على حجره واحاطت عنقه بذراعيها فى دلال

اطلق ضحكة

هو: لا موش قصدى ، انا كنت محتاج اناقش معاكى شوية افكار قبل ما اكتب الشكل النهائى لمادة البرنامج

انتقلت الى الكرسى المقابل له وهزت راسها الجميل من اعلى الى اسفل باشارة الموافقة

هى: الموضوع بخصوص ايه ؟

هو : اليسار المصرى المعاصر ، يعنى مثلا تاريخ اليسار وفلسفته وكده

هى : انا ما اعرفش غير ان اليسار هم الجماعة اللى بيقعدوا على الشمال

هو : كلامك صح ميه فى الميه ولكن دى البداية لما عامة الشعب قعدوا على شمال الملك الفرنسى بينما قعد النبلاء ورجال الدين على يمينه ومن يومها اتصنفت الحياة السياسية الى يمين له افكار تقليدية جامدة ويسار بيتطلع للتطور والتجديد

هى : يعنى اليسار ضد الدين ؟

هو : لا موش ضرورى ولكن المشكلة فى رجال الدين او الناس اللى بيمثلوا الدين هم اللى بيفهموا الدين بطريقتهم وطريقتهم دى بتعطل التقدم

هى : يعنى الدين موش ضد التقدم ؟

هو : على حسب ما تفهميه انتى ، فالدين له قيم جميلة بتدعوا للخير لكن المشكلة فى التعصب وتفسير النصوص المقدسة على حسب المصالح

هى : ايوه زى اعداء المرأة اللى بيفسروا الدين بحيث دايما الستات يبقوا مهمشين

هو : قضية التهميش دى مهمة جدا وموش بس ضد النساء ولكن ضد فئات كاملة من الناس فى المجتمع لدرجة انه لا احد يعرف تفاصيل دقيقة عن الخريطة الاجتماعية فى مصر

هى : يعنى اليساريين بيدافعوا عن الحرية؟

هو : والمساواة كمان ، اليمنيين بينادوا بالحرية عشان تكون هدف فى حد ذاته ودى حاجة نبيلة لكن دايما اليمينيين بيغمضوا عيونهم عن الاساليب اللى بتوصل للغايات النبيلة بعكس اليساريين

هى : الحياة تبقى بايخة جدا بدون حرية ، انا من انصار الحرية ، ممكن بقى اروح اشوف شغلى ؟ ( تغنى بصوت عال ) اعطنى حريتى اطلق يديا

هو : ( ضاحكا )الله الله ، العبيد يتمردون على السادة

هى : مولاى الملك انا اشتغل واتعب بدون اجر مافيش حد عندك فى التاريخ دافع عن العمال

هو : كارل ماركس احسن واحد رصد العلاقة بين صاحب العمل والعامل وازاى تطور المجتمع على حساب العمال الغلابة بالقيمة المضافة

هى : يعنى ايه

هو : يعنى صاحب العمل ما بيدفعش للعامل ثمن العمل ولكن بيدفع له اجر صغير وبياخد الفرق وهى دى القيمة المضافة

هى : انا عاوزة القيمة المضافة بتاعتى دلوقتى حالا

هو : انا بادفعها لك كل ليلة حب وحنان

هى : يا شقى

هى تذهب الى الباب الايمن بينما هو ينكب على اوراقه وينهمك فى الكتابة ، بعد قليل تدخل هى وفى يدها هاتف نقال

هى : مكالمة

تعطيه الهاتف وتعود الى الباب الايمن

هو : اهلا يا باشا ، قربت اخلص الموضوع

هو : الليبرالية ؟ بلاش من فضلك نتشعب فى الحوار ، طيب طيب ممكن نشير بدون تفاصيل الى ايمان الليبراليين بالحق فى الحياة وحق الاختيار

هو: حرية التعبير موضوع صعب علشان الفنان او الاديب المبدع بيرفض اى قيود ولكن الاشكالية فى مجتمعنا ان المؤسسة الدينية واقفة بالمرصاد

هو : فى الحقيقة انا مؤمن ان الحرية المطلقة هراء

هو : ماشى ياباشا ح احاول

هى : مين الباشا ده ؟

هو : منتج البرنامج يسارى قديم ولكنه بيغير جلده زى الحرباء

هى : كلهم زى بعض ، هو تونى بلير وحزب العمال فى انجلترا موش يساريين برضو؟ موش خانوا مبادئهم ودخلوا الحرب على العراق مع امريكا؟

هو : فعلا دى نقطة مهمة جدا كانت تايهة عن بالى

هو يكتب بعض السطور

هى : انت عارف انا معجبة بمين اكتر ؟

هو : مين ؟

هى : فرويد ، راجل واضح ومعقول ومفهوم ، فسر الكون كله حسب الغريزة الجنسية ، هى اللى بتمشى العالم ده ( ترفع صوتها ) يحيا فرويد

هو : يعيش فرويد يعيش يعيش يعيش

ينهض من امام المنضدة ، يقبلها ويحملها بين ذراعيه ويمشى بها الى باب غرفة النوم ، تطفأ الانوار وتسدل الستار

الخميس، يوليو 02، 2009

السيدة ذات الثوب الابيض

جلست على حافة الفراش وفى يدها كوب القهوة بالحليب وهى تنظر إليه وقد بدأت روحه تعود إليه  فيتحرك لينقلب على ظهره وتسرع حركة مقلتيه ثم يفتح عينيه فوجدها تمعن النظر إلى وجهه ، اعتدل في الفراش وانزل ساقيه من الناحية الأخرى من الفراش فأخذت تنظر إلى بيجامته من الخلف وقد انشلحت فبانت فانلته البيضاء  ، تنحنح وسعل وقام ليدور حول الفراش متجنبا النظر إليها  قاصدا الشبشب الذي استقر بجوار قدمها اليمنى وقد ثنت ساقها اليسرى تحت فخذها على الفراش واسندت ظهرها على شباك السرير النحاسي الأصفر اللامع

في طريقه إلى الحمام أتاه صوتها الأجش  الخشن بسبب تدخين السجائر

محتاجة متين وخمسين جنيه النهار ده

تمتم بكلمة لم تتبينها

صاحت : بتقول ايه

نظر إلى جهة اليسار وقال : ماشى 

أغلق باب الحمام بطريقته المعتادة بدون صوت فهو يمسك بمقبض الباب ولا يتركه حتى تستقر ضلفة الباب مكانها فيترك المقبض فلا يصدر إلا صوت تكة واحدة

نظرت إلى سقف الغرفة وقد زوت ما بين حاجبيها وكأنما أصابتها خيبة الأمل في بدء معركة حامية الوطيس حول النقود التي طلبتها

الراجل جرى له ايه ؟

منذ ثلاثة شهور لم تخض معه اى معركة أو حتى  نقاش فهو يوافق على ما تطلبه فورا بدون أن يظهر على وجهه اى نوع  من الامتعاض وبدون اى كلمة اعتراض ، لماذا تغير ؟

راقبت سلوكه بدقة لم يبدو عليه اى تغيير فمن المؤكد انه لا يخوض علاقة غرامية كما حدث في الماضي فلا عطور جديدة  فقط كولونيا بعد الحلاقة ذات رائحة الليمون الخفيف ولا ملابس ولا حتى كرافتات جديدة

إذا تأخر في العودة إلى المنزل تطلبه على  الهاتف الجوال فتسمع ضجيج الشارع ونفير السيارات وتنصت فلا تسمع أصوات ضحكات نسائية ولا موسيقى شبابية بل صوت إذاعة البى بى سى العربية بأصوات مذيعيها المميزة فهو لا يبدل أبدا محطة الإذاعة تلك وهى تعرف انه في أحيان كثيرة لايصغى إلى راديو السيارة المفتوح دائما

اتصلت بشقيقه وشريكه في مكتب مراجعة الحسابات وكلمته بلهجة عادية وسألته عن أخبار زوجته والأولاد ومتى سوف يلتقون ثم عرجت في السؤال إلى العمل وأخباره ومشاكله فاخبرها أن كل الأمور على ما يرام والعمل يسير على نفس الوتيرة

اتصلت بصديقتها الأقرب  وطلبت منها الحضور فهي  تمر بأزمة عنيفة وتريد أن تفضفض

حضرت صديقتها فاستقبلتها بالأحضان والقبلات ، نظرت إليها الصديقة في انزعاج

مالك يا حبيبتي في ايه ؟

انخرطت في البكاء ولم تستطيع أن تتكلم واستمرت في البكاء والنحيب ودخان السيجارة يلف وجهها ويزيد احمرار عينيها

اسندت رأسها على كتف صديقتها حتى توقفت عن البكاء وهدأت تماما ، انصرفت صديقتها بعد حوار قصير حول الطقس وأخبار المودة والشوبنج 

لم تعد لها شهية للطعام ولا للكلام وأصبحت تنخرط في بكاء طويل بدون صوت فقط الدموع تبلل خدودها ومخدتها وأصبحت السيجارة لاتفارق أصابعها وهى شاردة لا يردها إلى وعيها إلا سقوط الرماد الساخن على جسدها

ثم كان ذلك الصباح الشتوي البارد ، بعد خروجه إلى  عمله ارتدت ثوبا ابيض وخرجت إلى الشارع ، وقفت في شرود و هي تنظر إلى  شاطئ النهر على الناحية الأخرى  ، حاولت العبور وانتبهت إلى صوت نفير السيارة المسرعة نظرت إليها وبعد لحظة كانت ملقاة على الأرض مضرجة في دمائها

 

الأحد، يونيو 28، 2009

من الشرفة

اقترب الفتى من حاجز الشرفة  وقد انتصف النهار ، انحنى واعتمد بمرفقيه على حجارة الحاجز التي قشرها تناوب الفصول ، كان يشعر بالملل ولم يدرى أين يذهب فكل معارفه يستيقظون عند العصر ، دار بناظريه على النوافذ والشرفات حتى توقف عند المنظر الغريب الذي جعله يتجمد في مكانه ويحبس أنفاسه

كانت جالسة على ارض الغرفة في  شرفة الشقة السفلية من المنزل المجاور وهو فوقها تماما فلم تشعر به كانت جالسة وقد كشفت عن ساقيها وفخذيها في نور الشمس وانهمكت في  فرد المادة اللدنة على جلدها الأسمر  لتغطى اكبر مساحة ممكنة ثم تنزعها بسرعة وبقوة وهى تشهق بصرخات مكتومة  تكررت عملية الفرد ثم الانتزاع مع الشهقات والصرخات  واندفع قلبه في ضخ الدم إلى جسده ورأسه بقوة وتضخمت دقات قلبه في إذنيه مثل الطبول ، لم تكن واحدة من أفراد الأسرة التي تقطن الشقة فهو يعرفهم وقد عاشوا زمنا جيران ، كانت فتاة غريبة عن الأسرة ربما كانت قريبة لهم في زيارة واختارت تلك الشرفة التي تغمرها الشمس لتنظف ساقيها من الشعر وكانت منحنية برأسها فلم يرى سوى شعرها الأسود الخشن ، تمنى لو ترفع رأسها ليرى وجهها  فعنده مقاييس للجمال تبدأ من الوجه ومهما كان جسد الفتاة التي  يقع عليها بصره جميلا ومثيرا ألا انه لم يكن ليهتم ألا بذات الوجه الحسن جميل القسمات

ثار في عقله ألف سؤال بدون إجابة، من هي ؟ كم تبلغ من العمر ؟ هل تتعمد تعرية نفسها لشخص ما ليرى جمالها أم  تستعرض جسدها على الملأ ؟ هل تتصرف بتلقائية وقد اطمأنت إلى عدم وجود احد خلف النوافذ المغلقة التي تطل عليها ؟

من خلفه جاء صوت أمه : ادخل، الشمس حامية

انتفض في مكانه وتراجع إلى الوراء ثم  نظر بإمعان إلى كل النوافذ والشرفات المحيطة به فلم يجد أحدا يراقب تلك الفتاة ، تسلل مرة أخرى واطل بحذر إلى أسفل فلم يجدها ووجد باب شرفتها مفتوحا ولكن ستارة شفافة قد أسدلت  ، انتظر قليلا وركز بصره على الستارة التي اخذ يحركها الهواء فتكشف قليلا عن ما ورائها ثم تعود لتستقر بين ضلفتى الشيش تحجب ما ورائها

يا أبنى ادخل الشمس نار

استدار ودلف إلى الداخل وقد اشتعلت به نارين ، نار الرغبة تحرق جسده ونار الفضول تشوى عقله

مر على هذه الحادثة أكثر من عشر سنوات ولا يزال كلما خرج إلى الشرفة يلوى عنقه تلقائيا إلى شرفة الجيران ولكن الفتاة لم تعد للظهور مرة أخرى

 

الأربعاء، يونيو 10، 2009

الدكتورة عزيزة

انا اسمى الدكتورة عزيزة ، دكتوارة فى ادارة الاعمال من امريكا ، اول اجتماع مع اعضاء مجلس ادارة مؤسسة الاستثمار العقارى اللى تعاقدت معايا كرئيس مجلس ادارة والعضو المنتدب ، لازم مسميات الوظائف تكون بصيغة المذكر من موروثات البيروقراطية البالية اللى لازم تتغير

اعرفهم كلهم من تقارير الامن السرية اللى فيها كل تفاصيل حياة الاعضاء اللى سهرت اسبوع كامل اذاكرها ، لازم اعرفهم كويس جدا اكتر من معرفتهم لانفسهم امال ده انا عزيزة والاجر على الله ، ، اكيد انا كمان الامن عامل تقرير عنى وعن جوزى وعن اولادى وكل العيلة

حاجة مزعجة جدا ياترى اللى بيكتبوا التقارير دى ناس اسوياء ولا عندهم مشاكل نفسية ؟ يا ترى بيستمتعوا بتتبع الفضايح وكشف العورات وبيهتموا بغرف النوم واللى بيحصل فيها اكتر من اى نشاط تانى ، لازم يمسكوا لكل انسان ذلة

الاستاذ حمدى اول الجالسين على يمينى مليونير عنده اسطول مرسيدس وشاليه فى العين السخنة ، مصادر ثروته غير معروفه على وجه التحديد وان كانت التقارير بترجح ان له نشاط فى تجارة غير مشروعة وبيغسل امواله فى البورصات

كتير جدا حاولت اخلى شوقى جوزى يستثمر فى البورصة وهو رافض على طول الخط ودايما يقول انا مشغول ومعندوش وقت للبورصة وكل الفلوس اللى بعتها له من امريكا مسحبش منها ولا مليم وزى ما هى فى حساب البنك المشترك

الاستاذ حمدى عمره 54 طويل ونحيف وشعره كثيف على غير العادة وواضح انه بيعتنى بيه ويفرقه من الجانب الايسر

فكرنى بعصام ايام الجامعة كان شعره بالضبط زيه بس كان لونه فاتح وكنت دايما اطرد الفكرة اللى بتسيطر عليا لما اشوفه انى امسح بايدى على شعره واحس بنعومته

الاستاذ حمدى نشاطه الاجتماعى محدود ولما يكون فى القاهرة ما بيروحش غير النادى الاجتماعى المقفول على اعضائه للعب البريدج وزوجته حسب التقارير حسنة السمعة ومتدينة للغاية ذهبت للعمرة والحج مرات عديدة و مخلفوش اولاد

مدام نرمين اول الجالسين على يسارى عمرها 49 ، ارملة ورثت ثروة من العقارات والاراضى ، لها علاقة قوية مع المحامى ووكيل اعمالها فى نفس الوقت والغريب ان التقارير ماوضحتش ايه نوع العلاقة دى وهل هى غرامية ولا مجرد علاقة عمل وده يخلينى اشك فى اللى كتب التقرير انه اما معجب بيها او بيقبض منها

ونرمين لها بنت واحدة تدرس فى الجامعة الفرنسية ودى بقى صايعة وعلى حل شعرها مع شلتها من اولاد وبنات الاغنياء وبيعملوا كل حاجة بدون حساب

من التفاتات نرمين الحادة وضحكاتها العالية خمنت انها عصبية وطبعا اى ست فى السن ده لازم تكون عصبية خصوصا مع احساسها الدائم بالسخونه والهبو اللى طالع عليها

الحمد لله لم تحدث عندى اى مشاكل بعد انقطاع الدورة بعد ما عشت سنة كاملة فى قلق وخوف من التغير الهرمونى وشوقى عمره ما شعر بالفرق ، ربنا يخليه ليا من غيره ما كانش البيت ممكن يمشى لكن طبعا انا موش باصرح له بكده مع انى عارفه انه بيراعى البيت والاولاد علشان هو بيستمتع بكده لكن دايما اقاوم رغبتى فى انى اشكره و احسسه انى ممتنه له مع ان ده بيتعارض مع اخلاقى والحاجات اللى انا مؤمنة بيها ، لكن فى دايما فى نفسى شك من ناحيته واكيد دى مجرد وساوس ، طبعا انا عارفه كويس كلام ماما ويمكن كل الستات عن خيانة الرجال والاحتياط بكل الوسائل للساعة اللى بتواجه ستات كتير لما تكتشف انه بيخونها او اتجوز عليها فى السر

بعد الاستاذ حمدى بيقعد الدكتور حسن متولى طبيب امراض النساء الشهير التقارير بتقول انه ناجح جدا فى عمله فى الجامعة والعيادة ولكنه فاشل فى حياته الزوجية ، تزوج وطلق ثلاث مرات وانجب ولدين وبنت اكبرهم حاليا طالب فى كلية الطب وعلاقة الدكتور متولى متوترة جدا مع ابنه الكبير اللى بيعيش لوحده فى شقة صغيرة فى مصر الجديدة

يا رب خلى لى اسامة وسامح بالرغم من كل المشاكل اللى مرينا بيها الا انهم عمرهم ما علوا صوتهم عليا ولا على ابوهم

ثروة الدكتور متولى معروف مصدرها ومعظمها من عمله فى الكويت ومن عمليات الولادة اللى لازم تكون قيصيرية ما فيش واحدة بتولد عنده طبيعى ابدا

لسة فاكره الدكتور فريد بعد ما ولدت ابنى البكرى وهو بيضحك وبيقول لزوجى انى بعد الولادة والفضل يعود الى مهارته فى خياطة الجرح حابقى معاه احسن من الاول ساعتها شوقى كشر فى وشه ورمى له الفلوس على المكتب وقعد يشتم ويسب بس انا كنت فى قمة الفضول اعرف هل كان الدكتور فريد بيتكلم جد ولا هزار

التقارير كمان فيها معلومات عن عمليات الترقيع والاجهاض اللى بيعملها الدكتور متولى وبيكسب من وراها مبالغ طائلة لانه زباينه من بنات وسيدات الاثرياء والمليونيرات

بعد الدكتور حسن متولى يجى مكان الحاج حمادة الراجل العصامى صاحب محل الادوات الصحية فى الفجالة اللى ورثه عن ابوه وفضل انه يقف فيه بالرغم من تخرجه فى كلية الهندسة

الحاج حمادة خدمه الحظ فى صفقات الاستيراد للخلاطات واطقم الحمامات اللى استوردها من اسبانيا والمانيا وباعها بمكسب رهيب لشركة مقاولات قطرية بتبنى فيلات وقصور فى مصر والصفقات دى مشيت معاه كويس لانه صديق صاحب المكتب الاستشارى المشرف على اعمال الشركة القطرية اللى زى المنشار طالع ياكل من الشركة ونازل ياكل من الموردين

فى التقرير الامنى حاجة مثيرة وهى ان جهة اجنبية ويمكن تكون المخابرات الامريكية بعد 11 سبتمبر طلبت وضع الحاج حمادة تحت الرقابة 24 ساعة فى اليوم ومراقبة تليفوناته ولكن مافيش اى اجراء اتاخد ضده

قلبى وقع فى رجليا لما حصل الهجوم على ابراج نيويورك بالرغم من وجودى فى بوسطن موش انا بس كل العرب تشأموا وتوقعوا المشاكل ولما علقوا لى ورقة على العربية مكتوب فيها ارهابى قررت انى ارجع مصر فورا

اخر واحد هو الصيدلى شحاته الشهير بالخواجة شحاته على عادة اهل الصعيد فى التعامل مع الاقباط ، الخواجه شحاته على علاقة وثيقة بالكنيسة وهو مليونير وابوه كان صايغ وتاجر ذهب مشهور فى اسيوط ولاتوجد اى شبهات على مصدر ثروته ولكن علاقته بالكنيسة هى اللى مخلياه تحت انظار الامن باستمرار

لما كنت فى امريكا كان لى اصدقاء كتير من الاقباط كانوا طول الوقت بيشتكوا من اضطهاد الاقباط فى مصر مع انها بلدهم فى الاصل وكتير منهم كمان كانوا بيشتكوا من تشدد الكنيسة فى مسائل الطلاق و زواج المطلق ومنع البابا لهم من الحج للقدس

والخواجه شحاته له طموح سياسى ومدمن الترشح فى انتخابات مجلس الشعب لكن بيسقط كل مرة ومع ذلك ما بيحرمش

الساعة دلوقتى عشرة بالضبط ، بسم الله نفتتح الجلسة

انا اسمى الدكتورة عزيزة زى ما حضراتكم عارفين ..........