الجمعة، مارس 27، 2009

امش بمرضك ما مشى بك ، خلايا جسمك ذكية متعاونة تموت وتحيا تنمو وتذبل ثم تتجدد ،تدور فى افلاك منتظمة ودقيقة كالاجرام والنجوم فى افلاكها ، تحاكى الكون فى اتساعة وجلاله الذى استمده من خالقه الكبير المتعال

الالم انسانى ، الالم لغة الجسد يحكى ويبكى ، فقط انتبه من فضلك فنحن نحملك فتحملنا قليلا لا تهرع الى الطبيب انتظر قليلا فسوف نتعافى بالشيفرات المطبوعة على الامشاج ، لا تتعجل ان الالم يطهر الروح فجمل روحك بالالم لا تتعجل

 

الخميس، مارس 12، 2009

انتمى أكثر إلى الإنسانية حين تعتمل مشاعري بالألم أو الاندهاش أو حتى القرف في مواجهة قضايا ومشاكل الإنسان المعاصر التي عملتها يداه أو فرضت عليه بينما  تهدد حياته ووجوده على الأرض ،تطفو كل حين في الصحف وعلى الشاشات  ثم تتراجع أمام الإخبار الساخنة لتعود مرة أخرى لساحات النقاش والحوار

أخيرا اكتشفت أن ما اعرفه عن تفاصيل وأبعاد هذه القضايا قليل جدا بل اقل من القليل ولا يتعدى بعض الشعارات و عناوين المقالات الصحفية  التي لا اعتنى بقراءتها غرورا منى وظنا بأني قد أحطت بالموضوع علما وانأ اجهل الجاهلين

 وعندما يثار النقاش حول قضية ما أجد أن معظم الحاضرين مثلى تماما لا يعلمون إلا ظاهرا من القول وكل ما يقال عبارة عن معلومات مشوشة وتصورات مغلوطة وفتاوى بدون حجج وأسانيد

وذات ليلة طار من عيني النوم  ، فأنا من الذين تقع أعينهم آخر ما تقع قبل أن أروح في النوم على شاشة التلفزيون وكانت هناك ندوة عن انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون وقد انقسمت المنصة إلى فريقين من العلماء والخبراء ، فريق يؤيد خفض انبعاث الكربون والآخر يرفض إنفاق المال في هذا المجال  ، وكنت احسب أن نتيجة المناقشة محسومة سلفا وانه لن يجرؤ شخص ما على معارضة تقليل انبعاث الكربون ولكنى كنت مخطئا بسبب الجهل وعدم الغوص في تفاصيل المشاكل الهامة التي تواجهني على اعتبار أنى فرد من الناس الذين يواجهون الأخطار نفسها التي أحدقت بنا وقد تستأصلنا من الدنيا

قبل فتح الباب للمناظرة كانت نسبة المؤيدين لإنفاق المال لخفض انبعاث الكربون من جمهور المناظرة حوالي 49 في المائة والمعارضين حوالي 16 في المائة والنسبة الباقية لم تحسم أمرها وهم 35 في المائة من الجمهور

وبدا المؤيدين لإنفاق المال  لخفض الكربون يسوقون الحجج التي تبين خطورة انبعاث الكربون على كوكب الأرض فتزيد درجة الحرارة على الكوكب بمقدار درجة أو درجتين فيذوب الجليد في أقطاب الأرض ويرتفع منسوب الماء في المحيطات فتغرق بلاد بأكملها ويدخل الكوكب في سلسلة من الكوارث وتغير المناخ وكنت استمع إلى تلك الحجج ولا أجد غرابة في مايقال فهذا ما تعودت على سماعة ولكن الذي أطار من عيني النوم كان الحجج التي ساقها المعارضون لإنفاق المال في محاولات خفض انبعاث الكربون ، قالوا أن الإنسان الآن يستطيع البقاء على قيد الحياة في مناخ تتغير فيه درجات الحرارة من ناقص خمسون تحت الصفر في سيبريا وجرين لاند إلى خمسون فوق الصفر في الجزيرة العربية والصحراء الكبرى فدعوى أن انبعاث الكربون سيزيد درجة حرارة الكوكب درجة أو اثنين فتزول الحياة من الأرض تبدو كأنها مزحة كوميدية

وقالوا أن خفض انبعاث الكربون بعد مائة عام من الآن  سيتكلف أموال طائلة والعائد تافه وغير مضمون وهناك من الناس في هذا العالم اليوم يعيشون في ظروف الفقر والمرض ومن العدل إنفاق تلك الأموال لصالحهم الآن

وقالوا أن استثمار قليل من الأموال في الأبحاث والتجارب لإيجاد تكنولوجيا رخيصة لاستخدام الطاقة النظيفة أفضل من إنفاق أموال طائلة لتقليل الكربون بدون عائد اقتصادي حقيقي

وقالوا كلاما كثيرا أخر وشعرت بالتضاؤل والجهل والتقصير في التعرف على تفاصيل القضايا التي تمس حياتي ومستقبل اولادى

وكانت نتيجة المناظرة أن انخفضت نسبة المؤيدين لإنفاق المال لخفض انبعاث الكربون إلى 48 في المائة

وانخفضت نسبة الذين لم يحسموا أمرهم إلى 10 في المائة

والعجيب أن نسبة الذين عارضوا إنفاق المال لخفض انبعاث الكربون ارتفعت إلى 42 في المائة بعد أن كانت 16 في المائة فقط

 

رابط المناظرة:

 

 http://www.intelligencesquaredus.org/TranscriptContainer/CarbonEmissions011309.pdf

 

 

الأحد، مارس 01، 2009

الاختلاف في الحقيقة ليس خلافا بقدر ما هو رؤية لنفس الشيء من زوايا مختلفة ، أرى الدين عقيدة تستقر في القلب فيطمئن إليها والعقيدة تدفع المؤمن إلى عمل الخير اى أن الفكرة تسبق المادة ، ويرى غيري أن الدين عمل ونظر في الأشياء من حوله ومن ثم الإيمان بقانون واحد ينظم وجود هذه الأشياء وان هناك رب قد خلق الكون فيستقر الإيمان بالربوبية في القلب اى أن المادة هنا تسبق الفكر ، ويحتاج ثالث إلى معجزة تغير المألوف تصدمه وتوقف عقله وتقيد حواسه كلها فلا يستطيع الهرب إلا إلى الإيمان بأن صانع هذه المعجزة رب قادر عظيم وهنا التغير المفاجئ يسبق الفكر ويتخطى قانون الأشياء

الفقه الشيعي يدور حول من يخلف الرسول في هداية الناس، فالرسول لاينطق عن الهوى فمن ذا الذي يفتى الناس إلا إمام معصوم ؟ والفقه السني كذلك يضع شروطا دقيقة لمن يجتهد في أمور الدين فالمذهبان الكبيران في الحقيقة لا خلاف جوهري بينهما في الهدف المرتجى

النقد الادبى للأعمال الروائية أو المسرحية له مذاهب كذلك تختلف في تناول نفس العمل الادبى  ، منها من يحلل العمل ناظرا إلى مضمونه ومنها من يحلل العمل من ناحية البناء اللغوي ومنها من يبحث عن الحالة النفسية للأديب عندما أبدع الرواية أو المسرحية أو قصيدة الشعر فكل مذهب ينظر إلى نفس العمل من زاوية مختلفة

ويمكن كذلك  فهم  أن مذاهب السياسة والاقتصاد وغيرها من مجالات نشاط الإنسان إنما تدور حول شيء واحد مثل عجلة الساقية التي تحمل على إطارها عشرات الدلاء التي تعلو وتهبط لتغترف من ماء واحد