الثلاثاء، ديسمبر 27، 2011

لماذا فشلت الثورة


اليوم سنحت لى فرصة متابعة حوار شد انتباهى بشدة على احد الفضائيات مع علاء عبد الفتاح الناشط السياسى على حد التعبير الدارج واحد النجوم المحسوبين على ثورة ينايرالذى تم اخلاء سبيله منذ ايام ومع نهاية الحوار كان قد قدم لى الاجابة على الاسئلة التى ظلت تدور فى خلدى منذ اشتعال ثورة 25 يناير والتى لم يقدر لها ابدا ان تتجاوز يوم 11 فبراير لاسباب عديدة اهمها فشل من قاموا بها فى تطويرها لتقوى وتقف على ارض صلبة
قال علاء ان الثوار ليسوا معنيين بأى حال بتقديم حلول بقدر ما ينشطون لخلق الازمات للسلطة الحاكمة، فى نفس السياق صرح بانه لو اثار احدهم  الشك على سبيل المثال حول خطورة استمرار مصنع ما فى الانتاج على البيئة او صحة الناس فيجب غلق المصنع الى ان يثبت العكس
كما قال انه لم يفهم فى يوم من الايام العداء الذى يكنه البعض من الذين لم يستفيدوا يوما من نظام مبارك للثورة والثوار لذا فقد اختار ان يتجاهلهم تماما
ايضا صرح بانه بالرغم من مشاركته فى التصويت فى الانتخابات الاخيرة والانتخابات السابقة الا انه يرى ان الديموقراطية بهذا الاسلوب سوف يتم الالتفاف عليها لتحقيق مصالح القوى الفاعلة ليس فقط محليا ولكن عالميا ايضا ولهذا فان الحل عنده هو تشكيل كيانات ثورية تعمل على تقويض تلك المصالح
اخيرا اعترافه انه لم ينوى ابدا ان يكون من الشهداء لذلك فهو يشعر بالذنب لانه وخصوصا بعد مولد طفله الاول سوف يعمل جاهدا على الحفاظ على حياته فى المستقبل

الثلاثاء، سبتمبر 20، 2011

طبيخ


عندما عزم على كتابة تجربته فى اعداد الطعام انتابه قلق استغربته نفسه فهناك احتمال ان يخطر ببال البعض ان الكلمات التى سوف يسطرها ما هى الا صدى للاحوال العامة للوطن بسبب ابتذال تشبيه العمل فى مجال السياسة بالطبخ وما درج البعض على استخدام تعبير المطبخ السياسى كناية عن ما يحاك فى الكواليس السياسية ولكنه سرعان ما صرف تلك الشياطين التى توسوس له مستندا الى ما يتصوره من انصراف الاهتمام  بالتدوين واهله الى مواقع التواصل الاجتماعى التى نجحت فى صب خرسانة الاساس لعولمة شعوب الكوكب الازرق
عندما يهبط عليه الالهام الذى يحفزه الى ما هو مقدم عليه  يدرك يقينا ان معدته ليست وحدها صاحبة المصلحة المباشرة عندما تستقر الاوانى والصوانى التى تحتوى الطعام على المنضدة المستطيلة ذات السطح الرخامى بل يشاركها باقى حواسه فى شعور الفنان الذى يحتفل بافتتاح معرضه الذى سيحضره الجمهور ليقف فى حالة انبهار امام اعماله الفنية ولا يعنيه هنا ان يتذوق الطعام قدر ما يعنيه مراقبة الاعين والتعبيرات التى ترتسم على وجوه من تحلقوا حول المائدة يمضغون ما ابدعه الفنان الكامن داخله
مرحلة التسوق قد يختلط فيها التأثر بالوان الخضار والفاكهة مع الوان الفساتين التى تكسى اجساد النساء اللاتى يشاركنه التزاحم على سلال الطماطم والبصل ويسابقنه دافعات لعربات التسوق فى السوبر ماركت  الى ثلاجة الجبن والزبد والبسطرمة ثم وهن يحاولن قبله بلوغ الكاشيير الاقل ازدحاما
المرحلة الاكثر صعوبة والتى قد تذهب بحالة التوهج الابداعى تماما وتنهى مشروعه الفنى بالضربة القاضية هى كيف يستطيع احتلال المطبخ لسويعات قليلة يفرغ خلالها تلك الشحنة الملتهبة التى تداعب اعصابه ، فقد يستغل انشغال زوجته فى مكالمة تليفونية طويلة او اثناء مشاهدة برنامج حوارى على التلفاز او زيارة للجيران فى الشقة المجاورة فيسرع الى السكين والاورمة الخشبية يحتضنها لتتحرك اصابعه بحنكة وخبرة- اكتسبها عندما سافر بعيدا عن ارض الوطن - لتقطيع البصل والثوم والخضروات فى هدوء وسكون المتعبد فى محراب الصلاة وقد افسحت اذنيه المجال لباقى حواسه المرهفه ليحس ويشم ويتذوق الطعام فى مرحلة الاعداد
وهو يدرك رد فعل زوجته على فعلته هذه من الخبرات المكتسبة ساخرة تارة من فوضى المطبخ بعد انتهاء العمل الفنى وتارة من الكميات الكبيرة من الطعام التى تهدر المال الى اخره من تهم ومزاعم من يدافع عن مملكته وقدس اقداسه ضد الدخلاء وقد تعود ان لا يرد عليها الا بعد ان يرى بعين رأسه تلمظ الاولاد بالطعم الرائع لعمله الفنى واقدامهم على غرف اطباق اضافية من الحلل والصوانى فيعقد يديه على صدره وينظر اليها مبتسما و قد انهمكت فى التسابق مع الاولاد على المائدة موقعا على انتاجه قائلا " بالهنا والشفا "

الثلاثاء، يوليو 19، 2011

ريّح الزبون


عندما حاولت تأمل الاحداث التى تجرى بنا على الساحة ولا نجرى بها من تخبط وتهريج اشبه بالمسرحيات الهزلية من النوع الفارص ، تذكرت صديقى العزيز سيد عندما نلعب التنس الزوجى فعندما يكون فائزا باشواط تقربه من حسم المجموعة يتغاضى دائما عن اعتراضات الخصوم عندما يطالبون احتساب نقاط تحيط بها الشكوك لصالحهم قائلا
- ريٍّح الزبون
بمعنى ان احتساب نقطة او نقطتان للخصم لن يغير من النتيجة النهائية شيئا
وعلى النقيض تماما عندما يسير اللعب لصالح الخصوم فانه يتغير 180 درجة ويحاول احتساب النقاط الخلافية لصالحه وينسى تماما مقولة ريّح الزبون
ربما يكون ما يحدث فى بلدنا الان مقتبسا من نظرية صديقى سيد الخاصة باراحة المتظاهرين والمعتصمين طالما ان النتيجة النهائية على طريق الحسم لصالح خصومهم
ماذا يريد المتظاهرون اليوم ؟ تغيير الوزارة ؟ ماشى ريّح الزبون
هل يريدون محاكمات علنية ؟ ماشى ريّح الزبون
هل يريدون انهاء خدمة المتهمين من ضباط الشرطة ؟ ماشى ريّح الزبون
هل يريدون الانتخابات اولا ؟ ماشى ريّح الزبون
هل يريدون الدستور اولا ؟ ماشى ريّح الزبون
هل يريدون مواد فوق دستورية ؟ ماشى ريّح الزبون
وهكذا تسير بلدنا هذه الايام
والسؤال الذى يطرح نفسه بقوه من هؤلاء الذين يقتبسون نظرية صديقى سيد ؟ من هم الخصوم فى المباراة التى قد بدأت ولا نرى لها اى قواعد وليس لها حكاما ؟ طبعا لا اجابة واضحة لهذا السؤال
ولكن المؤكد ان هؤلاء الخصوم يراهنون على اضاعة الوقت ونحن جميعا نعلم ان اضاعة الوقت هى استراتيجية الفائز الارجح فى المباراة و ارى ان يكون السؤال هو متى ينتهى وقت المباراة الاصلى وما هو مقدار الوقت المحتسب بدل الضائع ؟
ستنتهى المباراة حتما عندما يتم ترتيب ملفات النظام السالف وتنتهى المفاوضات التى ستفضى الى التوازنات التى ترتب ملفات السياسة الخارجية وملفات الاقتصاد وغيرها من ملفات لا ندرى عنها شيئا
فى نفس الوقت سوف تأكل الثورة نفسها وتستهلك طاقتها فى تفاصيل تافهة عندئذ تنطلق صافرة النهاية

الاثنين، يونيو 27، 2011

الدهماء والمومياء


عندما بسط الدهماء السيطرة على الطرقات واقاموا قدسا للاقداس فى الباحة الرحبة اسقط فى يد الكهنة واجتمعوا فى صحن الهيكل يتشاورون
قال قائل منهم فلنرسل اليهم الجنود فلا طاقة للدهماء بهم و قام الاخر معترضا وقال نخشى الاعداء على الحدود وانقسم الكهنة الى فريقين وكادوا يقتتلون
حينئذ قام حامل المفاتيح وقال بل نقدم لهم قربانا لعلهم يرجعون الى بيوتهم ، فقد اعتدنا تقديم القرابين للالهة والفراعين والان تبدل الحال واضحى الدهماء هم الالهة فلنقدم الفرعون لهم قربانا
ذهبوا جميعا الى البلاط ونظر اليهم الفرعون فى ريبة وخفق قلبه المريض لما رأى انهم له لا يسجدون ، ولما عرضوا عليه الامر قال دعونى اخرج من المدينة فرد عليه حامل المفاتيح بل تذهب الى الضاحية فتكون فى حراستنا فلا يصلون اليك ، و من اجل ذلك يجب ان تكون فى معية الاله انوبيس فارتعد الفرعون وقال بل هو اله الموتى قالوا لاتخف سوف يكون لك معه الخلد ومعك الصولجان و الذهب والحلى التى هى لك الان
ولما انصرفوا  تركوا حامل الاختام ومعه الاطباء فى  انتظار ان يذهب فرعون الى سرير النوم وعندما ارتفع صوت شخيره ذبحوه واخرجوا احشاءه و القوه فى حوض التحنيط ولفوه بالشرائط البيضاء وحملوه الى الضاحية ووضعوا المومياء  فى تابوت من الزجاج
ذاع الخبر فى المدينة فعلا الصخب والضحك وارسل الكهنة  الى الدهماء بعربات محملة بالنبيذ انكبوا عليها يشربون ويصخبون ولما امعنوا فى السكر حضر الكهنة فى ثيابهم وحليهم وجنودهم فسجد لهم الدهماء وقالوا لقد طلع الفجر ياله من حلم جميل وغريب دعونا نرجع لبيوتنا ونسائنا واولادنا فهم ينتظرون الطعام

السبت، يونيو 04، 2011

مصر المستقبل


يحدثنا الدكتور جلال امين فى كتابه الجميل " ماذا حدث للمصريين " فى باب الاقتصاديون المصريون كيف نشأ الرعيل الاول من المفكرين واساتذة الاقتصاد فى مصر فى مطلع القرن العشرين عندما ذهب شباب الخريجين فى مدارس المعلمين والتجارة والحقوق الى بعثات فى اوروبا خصوصا الى فرنسا وانجلترا على نفقة الحكومة واحيانا على نفقتهم الخاصة لدراسة علم الاقتصاد ، فدرسوا على يد اساتذة اكفاء النظرية الاقتصادية فى كتبها الاصلية وليس فى ملخصات وشروح وعندما عادوا الى ارض الوطن كانت اول اضافة لهم فى ترسيخ علوم الاقتصاد فى مصر هى ترجمة المصطلحات الاقتصادية من اللغات الاجنبية الى اللغة العربية التى امتلكوا ناصيتها وبرعوا فيها فجاءت تلك المصطلحات المترجمة دقيقة ومفهومة وسهلة فى نفس الوقت فكانت بمثابة الاساس الذى بنى عليه علم الاقتصاد الحديث فى مصر و ما ان انقضى ثلاثة ارباع القرن العشرين الا وكان العالم كله ينتظر ابداع الاقتصاديون المصريون واضافاتهم لتترجم الى لغات العالم المختلفة
وهكذا برع المصريون فى علوم الاقتصاد لاسباب اهمها الانطلاق من رغبة طموحة لشباب تشبعوا بالثقافة النابعة من هويتهم الوطنية مكنتهم من الاحتكاك الايجابى بالعالم الخارجى ، فهم لم يتخلوا عن اعتزازهم بهويتهم عندما عاشوا فى بلدان اوروبا المتقدمة و كانت رؤيتهم واضحة لهدفهم النهائى وهو رفع شأن الوطن بتعلم العلم ونقله لابناء جلدتهم
وقد نستغرب طول الفترة الزمنية التى استغرقها هؤلاء لترسيخ علم الاقتصاد فى مصر والريادة فيه خلال خمسة وسبعون عاما ولكن يزول الاستغراب عندما نعلم ان علم الاقتصاد كان ايضا لايزال وليدا فى العالم الغربى كذلك يجب الاخذ فى الاعتبار ماكان سائدا فى هذا الزمن من وسائل انتقال واتصالات اقل سرعة من المتاح الان بمراحل كثيرة
و اعتقد ان استقراء التاريخ فى هذا المجال يفيد كثيرا فى استبيان طريقنا لبناء مصر الحديثة فى المرحلة القادمة فنبث الشعور بالاعتزاز بديننا وهويتنا ولغتنا فى ابناء وطننا ثم ننفتح على العالم لنستفيد من تجارب الاخرين فلا نخاف غزوا ثقافيا ولا اقتصاديا و على نفس النمط يمكن ان يكون لدينا فى وقت قياسى يناسب سرعة العصر قيادات سياسية وقانونية ناضجة تضع الاساس لنظرية سياسية مصرية متفردة

الثلاثاء، مايو 24، 2011

الامن المفقود


هل غاب الامن فعلا عن الشارع المصرى بعد الثورة ام انه كان غائبا عنه منذ زمن طويل ؟ الاجابة على هذا السؤال ليست بالعويصة عندما نتذكر الاحداث الهامة والتجارب الشخصية التى مررنا بها خلال الفترة السابقة على قيام ثورة 25 يناير
الم نرى التحرش الجنسى الجماعى والفردى ؟ الم تختطف الاناث ويغتصبن ؟ الم تحدث تلك الفوضى عقب مباريات كرة القدم ؟الم تختطف السلاسل الذهبية من اعناق النساء ؟ الم تغتصب الاراضى والمنقولات ؟الم تحدث حالات الغش الجماعى فى لجان الامتحانات؟الم تستعر الفتنة الطائفية فى مواجهات ومعارك بين المسلمين والمسيحيين ؟
حدث كل هذا امامنا جميعا وتحت سمع وبصر الشرطة ولم نتكلم عن الانفلات الامنى بل فسر الامر من قبل جهابذة ضيوف الفضائيات كما لوكان احداثا فردية لها اسبابها التى يمكن علاجها بتدعيم الاقتصاد او تنمية العلاقات الاجتماعية
الم نمر باحداث فردية جعلتنا على يقين من تراخى الشرطة فى اعادة ما سرق منا او احضار من اعتدوا علينا او على ممتلكاتنا ؟ كم منا من حاول تحرير محضر فى قسم البوليس ووجد الضابط او امين الشرطة يحاول اثناءه عن طلبه بحجة ان المحضر لن يفيده شيئا ؟ كم مرة اصطدمت بسياراتنا سيارات اخرى فهززنا رؤوسنا ونظرنا الى الجهة الاخرى وانصرفنا وقد اصابنا اليأس من تحقق العدل وعقاب المخطيء
كم منا من رأى مصابا ملقى على قارعة الطريق وقد صرعته سيارة مسرعة وتقاعس عن انقاذه واثر السلامة بعيدا عن التعامل مع السلطات الرسمية ؟
الاجابة على السؤال ان الامن كان غائبا فى الواقع بالرغم من هذه الاقسام المدججة بالسلاح وبالرغم من الكمائن التى طالما اخرتنا عن الوصول الى اعمالنا وبالرغم من شاحنات الامن المركزى التى كانت تجوب الشوارع او تتمركز بجوار الجامعات ، اذن لقد كنا نعيش فى وهم كبير اننا فى حماية الشرطة بينما الحقيقة ان الشرطة كانت لاهية عنا تحمى النظام الفاسد و تتغنى بالنصر على الارهاب الذى كان فى حقيقته حرب لا اخلاقية ضد بعض الشباب اليائس فى مدن الصعيد الفقيرة فآمن ان الحياة بلا قيمة وان الافضل له ان يموت شهيدا فيذهب الى الجنة مباشرة حيث الحور العين وانهار اللبن والعسل
ما الجديد اذن فى قضية غياب الامن عن الشارع المصرى ؟ الجديد هو تسليط الضوء على القضية بطريقة غير مسبوقة وقد يخطر ببال المؤمنين بنظرية المؤامرة ان ذلك تحريض صريح للمزيد من الانفلات والفوضى والا فما تفسير ان تقوم جميع وسائل الاعلام المقروء والمرئى والمسموع ليل نهار بطرق حواسنا بان الامن غاب وان الفوضى تسود جميع مناحى الحياة الا ان يكون ذلك دعوة مباشرة لكل من يريد السلب والنهب والاغتصاب ان يتقدم ويفعل ما يحلو له ولن يحاسبه احد
وما تفسير ان يسمح بعودة مباريات الكرة فى ظل الغياب الامنى الا السماح بالمزيد من الانفلات الامنى والفوضى ومن السهل تخيل ما سوف يحدث فى مباراة الاهلى والزمالك القادمة مهما كانت نتيجة المباراة
وقد يظن احدهم ان وضع قضية الامن فى بؤرة الاهتمام هو نوع من غسيل المخ للمواطن المصرى الذى يقف منتظرا ما تسفر عنه الثورة من فائدة مباشرة تحسن من وضعه الاقتصادى والاجتماعى وهذا حق مشروع يلفته عنه هذا التضخيم لقضية غياب الامن
وحيث ان هناك شيء من الشك فى ان يكون الانفلات الامنى متعمدا فان الشك يزول لو فهمنا لماذا توضع القيود على ضباط البوليس ومنعهم من اداء واجبهم بوصمهم كلهم بعار ما حدث من اطلاق الرصاص على المتظاهرين من قبل ان تتضح حقيقة ماذا حدث ومن اصدر الاوامر باطلاق الرصاص وكيف حدث الانسحاب من الشارع وكيف فتحت السجون ومن هاجم وحرق اقسام البوليس  كما ان الشك يزول لو عرفنا المستفيد الحقيقى من اختلاق الفوضى وبث شعور الخوف والرعب فى قلب المواطن المصرى

الأربعاء، مايو 18، 2011

متى تنجح الثورة


يعتقد الكثيرون ان المعيار الوحيد لنجاح ثورة 25 يناير هو استرداد  الاموال التى نهبها الاثرياء واعادة توزيعها على افراد الشعب فهم وبحسبة بسيطة جدا يقومون بجمع كل المبالغ التى يقال انها فى حوزة رموز نظام مبارك ثم يقسمون الناتج على ثمانين مليون فيكتشفون على سبيل المثال ان نصيب كل فرد من الشعب من ثروة مبارك بمفرده يتجاز المائة مليون جنيه وهكذا وبناء على رغبة البعض فأن الشعب  يريد ان يقسم مع اللصوص والمجرمين الاموال التى يثقون انها اتت من مصادر غير شريفة على الاطلاق
وهذا خلل جسيم فى الفكر السائد الذى يثمن قيما دخيلة على المجتمع المصرى المعروف عنه تاريخيا رضاه بالقليل وقناعته بالستر والكفاف من الحياة طالما انه اكتسبه من الحلال ، وهذه القيم التى تعلى من الثراء السريع بدون عمل ولو من طرق غير مشروعة ما هى الا نتيجة لما روجته النظم الحاكمة فى مصر من قيم متدنية ادت الى انهيار فى المنظومة الاخلاقية للكثيرين
ولو القينا نظرة على الفارق بين اخلاق طبقة الاثرياء قبل ثورة يوليو 52 وبعدها نجد ان الاثرياء قبل ثورة يوليو كانت مصادر ثروتهم من زراعة الارض فى الغالب الاعم ومن الاستثمار فى الصناعة اى من مصادر انتاجية تثرى اقتصاد الدولة تعود بالخير على افراد الشعب وكان الاثرياء غالبا من العصاميين الذين عملوا واجتهدوا لتنمية ثرواتهم والابقاء عليها داخل حدود الوطن  اما الطبقة الثرية فى العقود التى تلت ثورة يوليو فقد اكتسبت ثروتها بسهولة غريبة ومن طرق تحيط بها الشبهات ما جعل هؤلاء الاثرياء يفضلون الاحتفاظ بجل ثرواتهم خارج حدود الوطن
والغريب ان الحكومة الحالية بعد الثورة ومعها قيادة الجيش مازالت تثمن قيمة الربح بدون عمل فهى فى انتظار اموال السياح وقناة السويس التى تدخل خزينة الدولة لكى تدفع منها رواتب جحافل البيروقراطية والبطالة المقنعة ولا تبذل اى مجهود ملحوظ لتبنى مشروعات قومية يوظف فيها الايدى العاطلة من البلطجية وغيرهم من الفئات المهمشة ويحفز المستثمرين على ضخ الاموال فى الاقتصاد الوطنى
وسوف تكون الثورة بدون قيمة حقيقية لو نجحت فقط فى ازاحة نظام ليأتى من بعده نظام جديد يفكر بنفس الطريقة القديمة ويعتنق نفس القيم السلبية ، فلو كانت الثورة بدون نظرية فكرية متكاملة فلتبحث لنفسها عن نظرية من تجارب الاخرين الذين نجحوا فى اللحاق بقطار الحضارة
ملحوظة : الكاريكاتير للاستاذ وليد طاهر منشور فى بوابة جريدة الشروق

السبت، مايو 14، 2011

امريكا ، هل لها وجها جميلا؟


عودتنا الولايات المتحدة الامريكية منذ احداث سبتمبر 2001 على ان تكشر فى وجوهنا ليل نهار بالقوة المسلحة حينا وبالدبلوماسية الجافة حينا وبالهجوم الاعلامى فى كل الاحيان
وما لايعرفه الكثيرون ان امريكا لها ايضا وجها جميلا  نستطيع ان نراه اذا استطالت هاماتنا واثبتنا لانفسنا اننا نقبل التحديات ولو اتيحت لنا الامكانات نستطيع ان نحقق الكثير الذى يؤكد لامريكا ولغيرها ان الاستثمار فى مصر حتى وان كان لا يستهدف الربح المادى فهو رهانا على شعب يستطيع ان يحقق ارباحا هائلة على المستوى الانسانى والحضارى
بالامس كان الحفل الذى شاركت فيه بدعوة من وكالة التنمية الامريكية لتكريم الذين عملوا على مدى الثلاثين عاما الماضية فى مشروعات ممولة من المعونة الامريكية  تستهدف رفع كفاءة الخدمة الصحية فى مصر على سبيل المثال خفض معدل وفيات الامهات والاطفال ( اصبحنا على قائمة كل دول العالم فى هذا المجال ) وتنظيم الاسرة والقضاء على شلل الاطفال والامراض المعدية  وتطوير المستشفيات العامة ومراكز الامومة والطفولة ( وهذا تخصصى )وغيرها من المجالات
و كان التحدى الحقيقى لنا ان نضع التصورات على الورق على شكل اهداف يمكن تحقيقها لو توفرت الموارد المطلوبة ، وكان العامل البشرى ممثلا فى خبرة المصريين المستمدة من العمل او المكتسبة من التدريب هو العامل الحاسم الذى حفز الجانب الامريكى على ان يثق فى امكانية تحقيق الاهداف حسب الجداول الزمنية المقترحة
وباختصار وبدون الدخول فى تفاصيل يمكن الحصول عليها بسهولة ، قبلنا التحدى وحققنا انجازات مدهشة على مستوى العالم فى مجال الخدمات الصحية فى مواجهة بيروقراطية الحكومة المصرية وبيروقراطية وكالة التنمية الامريكية ولم يحدث طوال هذه المدة ولاننا كنا منخرطين فى العمل  ان شعرنا ان الجنسية او اللون او الدين او الجنس قد وقفت حائلا دون تحقيق تلك الاهداف السامية

الخميس، مايو 05، 2011

حسنى مبارك


كنا مجموعة من الاصدقاء تجمع بيننا لعبة الشطرنج فى مقهى قشتمر بحى الظاهر عندما كانت تتميز بالهدوء وعندما باعها صاحبها قرر المالك الجديد تطوير المقهى لجذب المزيد من الزبائن ، وقد تحقق ما اراد وتعرضت المقهى لغزو من الشباب جيوبهم محشوة بالنقود فتحول المكان الهاديء الى ما يشبه السوق الذى يعج بالصخب والضجيج
ولما كان الشطرنج من الالعاب التى تحتاج الى الهدوء فقد قررنا الرحيل الى مقهى اخر بميدان تريومف بمصر الجديدة وهناك تعرفنا على كابتن يونس الطيار الحربى رحمه الله
كان الكابتن يونس شخصية مذهلة غنية بتجارب الحياة وذات ليلة حكى لنا تفاصيل زمالته لحسنى مبارك واحمد شفيق اثناء بعثتهم الى الاتحاد السوفييتى السابق ، حيث ابدى الطيار حسنى مبارك تفوقا فى مجال الطيران والمناورات فى الجو و تفوق احمد شفيق عليه فى الناحية الاكاديمية  اما فى غير اوقات الدراسة والتدريب فبينما كان كل الطيارين المصريين يقبلون على الحياة بنهم وشغف وقد فتحت امامهم ابواب المتعة والمجون ظل حسنى مبارك كفلاح لم تبهره اضواء موسكو ولا فتياتها الشقر الحسناوات وكان يرفض المشاركة فى اللهو او شرب الخمر مفضلا النوم مبكرا فى مقر البعثة وكانت اقصى درجات استجابته لمشاركة زملاؤه عندما يقبل تدخين سيجارة من علبه سجائر احد الزملاء فلم يعرف عنه انه دفع قرشا لشراء السجائر فى احد الايام
وكان لا يشارك فى اى مناقشة حول اى من الموضوعات العامة او الخاصة ولم يفصح يوما ما عن مشاعره او ما يجول فى خاطره ونتيجة لسلوكه هذا لم يكن محبوبا او مرحبا به بين الزملاءعلى العكس تماما من احمد شفيق الذى كان محبوبا ومميزا
بإختصار شديد وكما وصفه كابتن يونس " حسنى مبارك مالوش فى  حاجة "
وكان سلوك حسنى مبارك ابان بعثته فى روسيا مبعث اختلاف اعضاء شلة الشطرنج على تفسير سبب انطوائه فلم يعرف عنه التدين او التصوف الذى يكبح جماح الشباب فى مواجهة متع الحياة ولم يعرف عنه اعجابه بفلسفة او فكر يدعو للعفة والتطهر ورجح معظمنا هذا السلوك الى نشأته واسلوب تربيته
فى المقابل اتفق الجميع على ان تلك الملامح التى وضحت فى شبابه تفسر بما لا يدع مجالا للشك  فشله فى ادارة شئون البلاد لتلك الفترة الطويلة التى تتميز بعدم حسم الامور والتأجيل وعدم المبادرة وعدم احساسه خلال تلك الفترة الطويلة انه يطير بمفرده خارج السرب

الاثنين، أبريل 18، 2011

الدين والسياسة




يجادل البعض بأن الدين شأن سماوى ويجب ان يظل كذلك بعيدا عن تفاصيل حياة الناس و لايصح ان يتدنى ليصبغ الاعمال الدنيوية ومنها السياسة التى هى شأن انسانى ، فالدين كما يزعمون يفسر الكون بما لا يمكن ان يصبح مجالا للعلم فى يوم من الايام اى لا يمكن عرضه وقياسه فى المعمل و ان ذلك التفسير يستقر فى ضمير الانسان المؤمن ويصبح عقيدته فيكون هو المطلق والمطلق لا يمكن مناقشته ونقده وبالتالى لا يصح ان يتخذ فريقا من الناس او حزبا من الدين مرجعية لبرنامجه السياسى فيحكم الناس باسم المطلق الذى لا يمكن مناقشته او مراجعته ويزعمون كذلك ان الحزب ذو المرجعية الدينية فى حال وصوله للسلطة سيعتبر معارضته انما هى معارضة للدين وقد تصل الامور الى تكفير المعارضين السياسيين له وبالتالى يغتصب السلطة باسم الدين ويكون فى ذلك نهاية للديموقراطية
وهم يزعمون ان  السياسة مجرد لعبة فيها من المناورات والحيل التى لا غنى عنها للوصول الى الحكم ومن ثم ادارة شئون البلاد  وهذه المناورات والحيل تتغير من حزب سياسى الى حزب سياسى اخر ومن فريق من الناس الى فريق اخر فالسياسة اذن نسبية متغيرة وهى لا تخضع لاى مبدأ اخلاقى بل هى ميكيافيلية شعارها ان " اللى تغلب به العب به "
الخطاب السابق  قد يكون صائبا وصحيحا لو كان المبدأ الذى استند اليه صائبا و صحيحا اى ان يكون الدين فعلا شأنا سماويا و مباديء كلية مثالية لا يمكن ان تتحول الى قوانين ولوائح تصلح لادارة شئون الحياة ، وتلك الرؤية لو كان ورائها نوايا مخلصة لنمت عن جهل كبير بطبيعة الدين الذى شاء الاله سبحانه وتعالى ان يختص به الناس على هذه الارض وبعث الانبياء من بنى ادم مبشرين به نورا للناس امثالهم من بنى ادم لهدايتهم الى الطريق المستقيم اى ان الدين شأن انسانى تماما يهدى الناس ليس فقط الى العقيدة ولكن يهديهم كذلك الى الشريعة وهى المباديء والقوانين التى تنظم شئون الحياة سواء وردت فى ايات محكمات تفصل وتنظم اوجه من النشاط الانسانى الذى لا يتغير ولا يتبدل بتغير الزمن او المكان أوجاءت مجملة تفتح المجال للاجتهاد البشرى فى امور تتغير بتغير الزمن والمكان
ومن الامور المتغيرة السياسة وهى الاداة التى يستخدمها الناس لادارة شئون الحكم والتى من السفه ان توصف بانها لعبة ومناورة لامباديء لها بل يجب ان تكون السياسة رؤية ومشروع يستند الى مباديء اخلاقية شرعها الله من خلال الدين
ولننظر الى التاريخ الانسانى لنرى ماذا فعل البشر فى تجاربهم على مر العصور والتى استبعدت مباديء الدين عن السياسة وتسيير شئون الحياة ، الم يبتلى الانسان بالحروب والدمار ؟ الم تتلوث البيئة ؟ الم يجوع نصف سكان الارض ؟ الم ينتشر الزنا والشذوذ والرزيلة والمخدرات والخمور ؟
فأين هو النجاح الذى حققته تلك الانظمة ؟
هل النجاح هو القدرة على ابتكار اجهزة توفر الوقت والجهد ؟ فماذا فعل الانسان بوقته الذى اتسع ؟ انه يقتله فى مشاهدة مبارايات الكرة والرقص والغناءوعندما يشعر بالملل فانه يغيب عن الوعى مخدرا او مخمورا وقد ينتهى به الامر الى الانتحار وقتل نفسه بيده
فمن العقل اذن ان تستلهم السياسة مباديء الدين لينظر الناس بواقعية الى حياتهم على الارض ويعلمون انها لن تكون مثالية وكاملة فى يوم من الايام فالحياة ستظل ناقصة عاجزة حتى تظل فى حالة حركة الى ان يرث الله الارض ومن عليها ، ولا يملك احدا من الناس او الاحزاب ان يعد الناس بالسعادة والرخاء لانه سيفعل كذا وكذا من حلول للمشاكل التى تواجه البشر ولو فعل لكان كاذبا ولو صدقه الناس لكانوا سفهاء
واعتقد ان زمن ادعاء القداسة لاحد من الحكام او ان يدعى انه يحكم باسم الله قد مضى وولى ولكن ان يسأل الشعب حكامه لماذا لم يحكموا بما انزل الله سيظل ماثلا فى الاذهان والضمائر دائما ابدا
اذن لننظر الى ما وراء هذه الحياة الفانية الى الخلود الذى بشر به الدين فاما سعادة دائمة واما شقاء مستقر واتمنى تكون البرامج السياسية لحل المشاكل وادارة البلاد من الوعى بحيث تستلهم الحديث الشريف
" اعمل لدنياك كأنك تعيش ابدا واعمل لاخرتك كأنك تموت غدا "

السبت، أبريل 09، 2011

اسئلة


هل يجب ان تستمر الثورة بوتيرة تصاعدية تدفع فى عروق الناس شهوة الشعور بالقوة والكثرة التى تغلب اى شيء يقف امامها ، هل يتمنى الثوار لو ملكوا الزمام فى ايديهم وامروا فاطاعهم الجيش والتلفزيون والصحافة والقضاء والنائب العام والوزارة والجامعات وباقى المؤسسات ؟
هل يجب ان يحصل كل انسان شارك فى الثورة منذ يومها الاول وتمترس فى الشوارع والميادين على مكافئة اعتراف المجتمع كله بفضله ويدخل التاريخ فيذكر اسمه باحرف من ذهب ويجلس امام الكاميرات والميكروفونات  ، ام يكتفى بهذه الثقة العميقة فى النفس التى اضافتها الثورة له ويشعر فى قرارة ضميره انه حارس للثورة مع باقى الثوار وانه جزء من الثورة ليس بقدر ما يعترف الناس له بهذه الحقيقة ولكن بقدر استعداده للثورة مرة ثانية وثالثة ومرات عديدة اذا صاح النفير وينزل الشارع بنية النصر او الشهادة؟
هل يترك الثائر الحياة لتعود الى النمط التقليدى لها فيعود اليه الشعور بالانسحاب الذى يعانى منه من مر بتجربة مثيرة ضخ خلالها محفزات السعادة فى دمه التى يعقب انتهاء مفعولها الشعور بالاحباط واليأس لانه اصبح فردا مطموس الملامح ؟
هل يستطيع الثائر مع اقرانه من الثوار توجيه الحراك الثورى الفوار لكى  ينعكس على الحراك المجتمعى بطيء الحركة فيغير من القوالب المتعارف عليها ؟
ليست فقط هذه الاسئلة بل مئات الاسئلة التى تنتظر اجابات على ارض الواقع

الجمعة، مارس 25، 2011

ديموقراطية على المقاس


يبدو ان الديموقراطية لن تتحقق على ارض مصر ويبدو انها كانت حلما فاصبحت سرابا خادعا والشواهد كلها تؤيد وجهة نظرى هذه فقد سمح للاخوان المسلمين بالظهور المكثف على شاشات الفضائيات وعلى صفحات الجرائد واعطوا الفرصة ليشرحوا جدول اعمالهم ( اجندتهم ) فى المستقبل وكيف سيشاركون فى الحياة السياسية ولما كان قادة الاخوان من الذكاء بحيث الزموا انفسهم بالمشاركة دون المغالبة وصرحوا انهم جزءا من الثورة وانهم يقبلون بالاخر المسيحى او اليسارى فطن من اراد ان يستدرجهم للوقوع فى الفخ الى انهم قد كسبوا ارضا على عكس المتوقع
وهنا ظهرت الخطة ( ب ) فاطلق سراح المساجين ذوى اللحى المصبوغة بالحناء وتم استضافتهم فى برامج الحوار فقالوا واستفاضوا ظانين انها الحرية ولكنهم وقعوا فى الفخ المنصوب والذى نجا منه الاخوان فبدأت الحملة ليس عليهم فقط بل على الدين الاسلامى نفسه وكل ما يمثله من ايمان مستقر فى وجدان المسلمين من الشعب المصرى وقال الذين نصبوا لفخ الم نقل لكم انهم ارهابيون انهم يسعون للسلطة انهم يعمقون الفتنة الطائفية و التفتوا فقط للدعاية التى اطلقها الاسلاميون لقول نعم فى الاستفتاء وقبول التعديلات الدستورية ولم يلتفتوا الى الحملات التى اطلقتها الكنيسة والمبالغ الطائلة التى انفقت عليها وبالرغم من تأكيدات المحللين ان التيار الاسلامى السياسى لا يمثل اكثر من 20 % من الحياة السياسية الا انهم بدأوا فى التملص من الديموقراطية
واول الغيث صدور قوانين تجرم الاحتجاجات والاعتصامات وفض اعتصام طلاب كلية الاعلام بالعصى الكهربائية ثم الكلام على مشروع قانون الممارسة السياسية والاحزاب والتى لن تكون بمجرد الاخطار كما قيل بل يمكن رفضها لو كانت لها خلفية دينية
وهكذا ارى اننا نتجه نحو تفصيل ديموقراطية على المقاس ليست كالديموقراطيات المستقرة فى بلاد العالم وما حدث فى الجزائر ماثل فى الازهان عندما ربح الاسلاميون الانتخابات لم يسمح لهم الجيش بتشكيل الحكومة بدعوى الخوف من الشريعة الاسلامية وطبعا ايدهم الغرب المسمى بالديموقراطى فى ذلك و تبع ذلك انهارا من الدماء التى اريقت على ارض المليون شهيد
والايام بيننا واتمنى ان اكون مخطئا

الاثنين، مارس 21، 2011

القيامة


يوم القيامة يقف الخلق كلهم جميعا امام المولى عز وجل لا يخفى عنه من اعمالهم شيء فهو سبحانه المحيط بكل شاردة وواردة فى الكون وهو العادل الذى يحكم بين الناس بالقسط فلا يظلم عنده مخلوق
وثورة مصر فى 25 يناير شاء الله ان تكون بعثا وقيامة لشعب مصر من حياة الظلم والقهر الى افاق مفتوحة لكل الاحتمالات ، وانا مع محاسبة النظام السابق وكل من ساهم فى اقامته على اساس من احتكار السلطة وضمن استمراره بكل الوسائل ومنها تلفيق القوانين لاضافة شرعية ممسوخة له ، والمحاسبة لها اجراءات قانونية وفنية يعرفها المتخصصون ولا يجب ان تتحول الى اتهامات مرسلة بدون براهين على صفحات الجرائد وعلى الشاشات ولنا حديث عن الشاشات لاحقا ولكن ما اريد ان اقول ان قواعد المحاسبة يجب ان تراجع بسبب تلك القوانين المشبوهة التى مكنت بعضهم من حيازة اراض وعقارات واموال والتى اى القوانين المشبوهة سوف تكون حجة لهؤلاء فى الدفاع عن انفسهم بان ما اقترفوه كان طبقا للقوانين فكيف يحاسبون على تعاملات اجازها القانون ؟
وهنا تبرز المعضلة التى سوف تواجة محاكمات رموز النظام الساقط فكيف يمكن حل تلك المعضلة ؟
اذن انا ارى انه يجب البدء بمناقشة كل القوانين التى سمحت بهذه المعاملات واضفت الشرعية على مكاسب ما كانت لتحدث لولا تفصيل مثل هذه القوانين وارى ان تلغى هذه القوانين وبأثر رجعى فتعود الاراضى والاموال الى الدولة اضافة الى ما تم اكتسابه من مزايا وارباح قد تكون قد نشأت لصالح البعض من المنتفعين من رموز النظام الساقط
هكذا تكون المحاسبة العادلة وهكذا يستطيع الشعب استعادة امواله المنهوبه

الأربعاء، مارس 02، 2011

المؤتمر الوطنى


بعد قراءات ومشاهدة برامج الفضائيات - معجبا باراء القاضية تهانى الجبالى - اعتقد اننى توصلت الى قناعة انه يجب كتابة دستور جديد قبل اى تحرك سياسى يرسم مستقبل مصر
ولما كان الدستور هو المظلة التى تعطى جميع القوانين القوة الشرعية لاعمالها وبالتالى تؤثر مباشرة فى حياة المصريين ، يجب ان يعقد مؤتمر قومى للحوار لطرح كل الافكار التى تتناول مستقبل الحياة فى بلدنا ليس فقط فى مجال مباشرة الحقوق السياسية ولكن ايضا فيما يخص التوجه الاقتصادى والاجتماعى فى المستقبل
وهذا المؤتمر يجب ان يتم الاعداد له بحيث يتم استفتاء الشعب على اختيار الاشخاص الذين يتقدمون لتمثيل التيارات الفكرية المختلفة سياسية واقتصادية واجتماعية ثم توجه الدعوة بعد ذلك الى من يريد الحضور لمتابعة النقاش فى نفس الوقت الذى تكون فيه الجلسات عانية على شاشات التلفزيون وعبر الاذاعة
واعتقد ان اولوية موضوعات النقاش على اجندة المؤتمر هى شرح المصطلحات التى تتردد على السنة المفكرين على اساس انها تشير الى مضامين مفهومة للجميع وهذا ما ادعى انه بعيد تماما عن الحقيقة ، مصطلحات مثل الدولة المدنية والدولة الدينية والليبرالية والحرية والديموقراطية الى اخره من هذه الكلمات التى يجب ان يفهم عامة الشعب معناها ودلالاتها لان ارادة الشعب فى النهاية هى التى يكتب باسمها الدستور وبالتالى القوانين واللوائح المنظمة للحياة فليس اقل من اشراك غالبية الشعب فى تفهم ما يجرى من نقاش بين النخبة من المفكرين الذين يمثلون الشعب فى المؤتمر
وارى ان يحدد هؤلاء النخبة برنامجا زمنيا للحوار والنقاش فى اطار المؤتمر الوطنى ليكن شهرا على سبيل المثال لتوضيح المفاهيم و تطلعات الشعب ورغباته فى المستقبل على ان تقوم هيئة فنية من اساتذة الجامعات الذين لهم قبول عام فى الوسط الجامعى ويمكن انتخابهم من بين الاساتذة ، بتلخيص النقاش وصياغة ورقة مباديء تكتب مسودة الدستور استرشادا بها
وارى ان يتناول النقاش شكل الاقتصاد فى المستقبل هل تترك الحرية لاليات السوق ام الافضل ان تتدخل الدولة فى الرقابة و هل يجب تطوير البورصة لضمان شفافية التعاملات وتناول دور البنوك الى اخره
وقضايا التعليم وتحديد مفهوم الامية وهل المجانية الحقيقية افضل لكل مراحل التعليم ام لا وهل يتم توحيد التعليم ام تتعدد المناهج بتعدد انواع المدارس والجامعات الى اخره
 وكذلك قضايا صحة الشعب و الوقاية من الامراض بالتوعية والانفاق على النظافة وتناول قضية العلاج والتأمين الصحى وتكاليفه وكيفية تمويله
وقضية الحرية وضوابطها وعلاقة ذلك بالابداع الفنى بكل اشكالة وقضايا الرأى  وقضية الدين ودور المؤسسات الدينية الازهر والكنيسة واستقلالها او تبعيتها للدولة
المؤسسة العسكرية هل يكون الجيش هيئة احترافية تعنى بالدفاع عن الوطن وتتخلى عن اقامة الكبارى و تنفيذ المقاولات و اقامة المخابز والمزارع وهل يلغى التجنيد الاجبارى ويكون الالتحاق بالجيش بالتطوع
هل تصبح الشرطة هيئة مدنية مستقلة عن الحكومة كما كتبت فى مقال سابق ليس لها علاقة بوزير الداخلية الذى يكون مسؤلا عن المرور والتراخيص والكوارث
ثم تعرض مسودة الدستور للاستفتاء باستخدام اليات العصر وهو التصويت الالكترونى على الحاسب الالى باستخدام الرقم القومى وهكذا يكون الشعب قد اعمل اردته فى صياغه مستقبله

السبت، فبراير 19، 2011

النزول من على الصليب


صلب الشعب المصرى منذ فجر التاريخ على صليب القهر والاستعباد واحيط جبينه بتاج شوك الفراعين والمستعمرين وعندما ثار الشعب نزل من على الصليب لكن تاج الشوك لازال على الجبين ، الشوك من فلول النظام واذنابه الذين يحاولون الان ضرب الثورة او الالتفاف حولها
واذا كان على الشعب ان يسير فى طريق الالآم لبناء الوطن وتطوع الجيش الباسل ليكون الملاك الحارس فعليه ان يظهر الكرامات ليطمئن قلب الشعب فليذهب الاذناب وليحاكم الطغاة وتستعاد الاموال المنهوبة وليمحص الشعب الناس فيفرق بين المذنبين وبين الشرفاء وليكن هناك ميزان واحد يعرض عليه الجميع ميزان من صدق الشعب ومن كذب عليه ومن سرق من الشعب ومن ظلت يده نظيفة فيوقع العقاب الصارم على من اخفقوا فى الميزان ، اما الضمائر والنوايا فيجب ان تترك لله الواحد القهار فيعفو عن من يشاء ويعذب من يشاء انه ولى ذلك والقادر عليه

الأربعاء، فبراير 16، 2011

الشرطة والداخلية


بعد نجاح ثورة 25 يناير وحيث ان الوطن يمر بمرحلة جديدة تتناول تعديل الدستور وما يستتبع ذلك من قوانين او لوائح تنفيذية تستهدف بالدرجة الاولى الحد من اختصاصات وصلاحيات رئيس الجمهورية  ، اعتقد ان الوقت قد حان للنظر فى مسألة الفصل بين هيئة الشرطة  ووزارة الداخلية
فهيئة الشرطة طبقا للقانون 109 لعام 1971 رئيسها الاعلى رئيس الجمهورية وتؤدى وظائفها وتباشر اختصاصها برئاسة وزير الداخلية وتحت قيادته ومن الوهلة الاولى فأن هذا القانون يضفى صفة سياسية على هيئة الشرطة ويجعلها اداة فى يد الحكومة التى ينتمى اليها وزير الداخلية كمنصب سياسى بالدرجة الاولى مما يستتبع ذلك بالضرورة ولائها للحكومة التى تمثل الحزب الذى يحصل على اغلبية مقاعد مجلس الشعب
ولما كانت - نظريا على الاقل - الانتخابات تهدف لتداول السلطة فلنا ان نتخيل مدى قوة الحزب الذى يتولى الحكم فى عملية الانتخابات مقابل الاحزاب المعارضة التى تشارك فى الانتخابات وليس لها نفس القوة التى يتمتع بها الحزب الحاكم بسيطرته على هيئة الشرطة وهذا بالضبط ما حدث فى عملية تزوير الانتخابات الاخيرة ، حزب يشارك فى الانتخابات تسانده هيئة الشرطة التى تحت قيادة وزير الداخلية واحزاب اخرى ليس لها نفس الافضلية فكيف تكون الانتخابات نزيهة ؟
وهنا تبرز اهمية فصل هيئة الشرطة عن وزارة الداخلية فتكون فعلا هيئة مدنية نظامية لها رئيس برتبة لواء ولها ميزانية خاصة بها وتخضع للاجهزة الرقابية بما يحقق الشفافية فى تعاملاتها وتكون مسئولة امام مجلس الشعب عن حفظ الامن و تتبع الجناه وحراسة المنشئآت و لاتشارك فى النشاط الحزبى او السياسى فضلا عن امتناع افرادها عن مزاولة الانشطة الاقتصادية
اما وزير الداخلية فله مجال فى ادارة الهجرة والجنسية والكوارث التى قد تحل بالوطن والمرور وما شابه ذلك من اعمال يصدر بها تعديل للقانون وتكون مهام سياسية بالدرجة الاولى

الأحد، فبراير 06، 2011

ماذا بعد ؟

تحولت الازمة فى مصر الى محط اهتمام العالم ، وقد حدث تحول خطير فى نظرة العالم الى نظام مبارك فبعد ان عبر قادة العالم عن قلقهم من العنف ضد المتظاهرين ووجهوا دعوة صريحة الى مبارك لكى يترك السلطة فورا ، تراجع الجميع عن موقفهم الحازم واطلقوا تصريحات تمدح حكمة الرجل و تشير الى تاريخه فى حفظ الاستقرار فى الشرق الاوسط حسب وصفهم 
والسبب فى التحول الحاد من موقف الى موقف اخر مختلف هو ببساطة ان اسرائيل قد عبرت عن قلقها من اثار ترك مبارك للسلطة على امنها واستقرارها واقتصادها ويبدو ان تفجير انبوب الغاز فى سيناء قد اكد مخاوفها 
التطورات المتسارعة على الساحة الدولية لا تجد صدى فى ميدان التحرير فبعد مرور اكثر من اثنى عشر يوما لم تنضج الثورة و لايزال الثوار بدون قيادة متفق عليها ولا متحدث رسمى يعبر عن مطالبهم ويكتفون بمظاهر احتفالية وهتافات  ولافتة من القماش نصبت على واجهة احد المبانى كتب عليها بعض المطالب والتى اعتقد ان الامطار قد طمست معالمها فى هذه اللحظة 
يجب ان يكون هناك اهتمام بالغ وبسرعة بما يجرى فى العالم ومتابعة للتصريحات التى تصدر عن القادة وعن سكرتير الامم المتحدة فهم  يعبرون فى الحقيقة عن وجهة النظر الاسرائيلية 
وعلى قادة المتظاهرين اذا كان لهم قادة ان ان يطمئنوا العالم انهم يحترمون الاتفاقات الدولية  اذا حدث و شاركوا فى المستقبل فى الادارة السياسية لمصر وهذا محتمل جدا ان تكون هناك فرصة لولادة حزب سياسى من شباب 25 يناير وان يكون لهم دور فى الحياة السياسية فى المستقبل 

الجمعة، فبراير 04، 2011

ادارة الازمة

ماذا يفعل رجل كهل مثلى امام الاحداث الجارية المتلاحقة والمتسارعة والتدهور غير المسبوق على ارض الواقع فلا بنزين ولا كروت شحن للتليفون ولا ماكينات البنوك تعمل لتوفير السيولة النقدية و حظر للتجول من الثالثة بعد الظهر والخبز قليل والخضروات والفاكهة ارتفعت اسعارها الى اخره من تعقيد فى الحياة 
فبعد يومين من الجلوس امام التلفزيون مثل من نوم مغناطيسيا وامام ارتباك اسرتى قررت المبادرة باخذ زمام الامور فى يدى فعندى وقت طويل  وطاقة احمد الله عليها فتوكلت على الله وقمت بالسير الى السوق ومحال البقالة واخذت اشترى اغراضا بحذر شديد تكفى لعدة ايام بالاضافة الى ما كنا قد اشتريناه استعدادا لقدوم ولدى الكبير المحجوز حاليا فى برلين بالمانيا لا يستطيع العودة الى الوطن بعد الغاء رحلات مصر للطيران 
عدت الى المنزل بتاكسى واصدرت فرامانا ينفذ ذاتيا بانى ديكتاتور المنزل الامر الناهى فلا مناقشة فى قراراتى فى تصريف امور المنزل فى كافة الشئون من اعداد الطعام الى غسيل الصحون وخلافه من النشاط اليومى تاركا زوجتى وابنائى الصغار لمتابعة الاخبار وتطورات الازمة فى مصر 
هى خبرة رائعة لا شك فى ذلك وانا استمتع بها ايما استمتاع وكنت الاحظ نفاذ زجاجة البريل صابون الصحون السائل بسرعة كبيرة فقررت ان اعد سائل مخفف من البريل فى وعاء بلاستيكى اغمس به الليفة البلاستيك والاخرى الستنلس ستيل لغسيل الصحون والحلل كما رشدت استهلاك البيض الذى يدخل فى كل الطعام تقريبا فاولادى لا يحبون الفول الا بالبيض والبطاطس بالبيض وبيض بالطماطم وبيض بالبصل والبيض على سطح صوانى الجلاش وكان البيض شحيحا فاعددت نفس الاطعمة التى يحبونها ولكن بعدد اقل من البيض بينما اكتفيت انا وزوجتى بالفول بالزيت او الجبن الابيض بالطماطم والخبز طبعا يسحب من الفريزر بحساب ويقسم الرغيف الى نصفين او اربعة اقسام حسب الطلب ثم يعاد الباقى الى الفريزر كما يقتصر السكر فى الشاى والقهوة الى ملعقتان للشباب والكبار ملعقة واحدة 
وتم تخصيص وقتا للغسيل والمكوى وينتهى اليوم حوالى منتصف الليل فاجلس ساعة او اكثر قليلا ابحث عن الاخبار الجديدة بعد العزوف عن مشاهدة التحاليل التى تهدر بها قنوات الفضائيات بدون توقف فأبحث عن اخبار مختصرة جديدة وهى قليلة جدا بالمقارنة بكم التحليل والاراء الكبير جدا والذى مثل غثاء السيل لا يغنى ولا يسمن من جوع 
وقد ساعدنى العمل اليدوى على استعادة صفاء الذهن و القدرة على التفكير والالتحام باولادى الموجودين معنا اكثر من ذى قبل ولكن المؤلم هو التناقض الذى يعتمل فى مشاعرى فبينما اشعر بالفخر تجاه شباب مصر لا استطيع ان امنع نفسى من توجيه اللوم اليهم لعدم قدرتهم على تطوير الثورة وحسن ادراتها فالجلوس فقط فى ميدان التحرير يوما بعد يوم سوف ينهكهم وسوف يجعل الناس تنقلب ضدهم اذا لم تعد الحياة الطبيعية مرة اخرى فيجب ان يعرفوا ان الثورة وضع استثنائى لا يمكن ان يدوم الا قليلا وانهم فى رأيى يجب عليهم وفورا لتطوير الثورة ان يشكلوا قيادة لهم للتفاوض وان يشهدوا الاعلام العالمى ويطلبوا محامين دوليين معروف عنهم الحياد والنزاهة ليحضروا التفاوض مع القيادات لشبابية ليضمنوا لهم توضيح المناورات التى يتقنها المفاوضين الكبار والتى تفرغ الثورة من مضمونها وتذهب بهم الى تفاصيل صغيرة تافهة ومحاولات اغراء القيادات بمخاطبة الغرائز الانسانية لاستقطابهم فاذا تحقق لهم ذلك يجب ان يعودوا الى بيوتهم ويتأكدوا انهم فعلا قد احدثوا التغيير الذى كنا نحلم به و انهم يستطيعون الدفع عن طريق التواصل مع القيادات الشبابية بالمزيد من الاصلاح والتغيير 
ادعو الله ان يسلم الشباب من الاذى والفتنة وان تسلم البلد من الفوضى 

الخميس، يناير 27، 2011

ثورة شقشقة العصافير

ثورة تلقائية بالرغم من سابق تحديد موعدها وليس لها قادة معروفين تم تحديد موعدها يوم عيد الشرطة مخاطبة للجانب الانسانى فى رجال الشرطة ومحاولة لكسب تعاطفهم مع المحتجين من الشباب فهم اشقائهم بصلة الدم والرحم يعانون جميعا شظف العيش وانكسار الحلم 
وقد ارتقى الجميع الى الصورة الحضارية فى النصف الاول من اليوم وعبر الشباب عن ما يجول فى صدوروهم وعقولهم بحرية وكان المفترض ان ينصرفوا بعد ان وصلت الرسالة واضحة ومدوية 
ولكن ما حدث ان تغير المسار الراقى الى العنف المزموم وهرع السياسيين من العجائز المستهلكين الملتحفين بالكوفيات والمعاطف الثقيلة محاولين اختطاف الثورة بمطالب ثقيلة هم يعرفون قبل غيرهم ان النظام لن يستجيب لها مباشرة لان فيها مساس بكرامته المهدورة فاصبح مثل القط وقد انحصر فى ركن امام مهاجمه فاشرع انيابه ومخالبه وصدرت التعليمات بفض المظاهرات بالقوة 
ومن ميزات الانتفاضة الشبابية انها بلا قادة على عكس ما طالب به عتاولة الاعلاميين وضيوفهم العناتيل فهى ثورة الشباب المتعلم من ابناء الطبقة المتوسطة المطحونة وليست ثورة حزب او جماعة سياسية منظمة او بلطجية يعيثون فى البلد فسادا  ولو كان لها قادة لاستطاع النظام السيطرة عليهم واحتوائهم بالطرق المعروفة التى تم بها احتواء ثورة شباب الجامعة فى الستينات وافرزت   اناس قد تم افسادهم مثل محافظ الجيزة السابق عبد الحميد حسن عليه رحمة الله
ومن تبعات ثورة الشباب تراجع البورصة بسبب مسارعة المستثمرين الاجانب الى بيع اسهمهم و هذا وحده يسقط فكر وزارة رجال الاعمال فهم يراهنون على الاستثمار الاجنبى اى قيام الاجانب بضخ الاموال الى داخل مصر بينما يقومون هم بسحب اموالهم الى خارجها 
ادعو الله ان يشمل بلدنا برعايته وان يبصرنا بما فيه خير امتنا 

السبت، يناير 15، 2011

GAME OVER

استوقفنى تعبير الرئيس التونسى المخلوع فى خطبته الاخيرة قبل هروبه  المذل 
"  انا الان فهمت مطالب الشعب بعد ما اخفوا عنى الحقائق "
هذه العبارة ليس لها سوى احد تفسيرين الاول انه رجل كذاب وانه كان يعلم تردى الاحوال فى بلده ولكنه اثر ان يعمل ودن من طين وودن من عجين كما نقول فى مصر وهذا لانه يعتبر الشعب التونسى مجرد رعاع ومثيرى شغب وانه لحكمهم يجب استخدام العصا طول الوقت ولا توجد اى جزرة لتوازن الامور 
التفسير الثانى انه فعلا لم يكن يعلم حقيقة الاوضاع وان من حوله من البطانة المستفيدة من وجوده زينوا له طغيانه وقلبوا له الامور واتخموه بالارقام الصماء المضللة التى تبين نتائج مثل مؤشرات البورصة والناتج القومى وما الى ذلك من اساليب الحواه الاقتصاديين فيخلصون الى ان الاقتصاد مزدهر وانه ليس فى الامكان ابدع مما كان ،ولما ثار الشعب لم يكن امامهم الا ان يجعلوا من الرئيس البائس  كبشا غبيا للفداء 
فهل نتعلم الدرس ام على قلوب اقفالها ؟

الأربعاء، يناير 05، 2011

تحليل


يتردد كثيرا هذه الايام مصطلح الدولة المدنية الذى تبناه الغربيين فقد عانوا من تسلط رجال الدين على حركة الحياة فتمخض فكرهم الى انه لكى يحدث التقدم فى حياة الانسان الى الافضل يجب التخلص من سلطة الكنيسة التى تقف فى طريق التقدم وخصوصا فى مجالى السياسة والعلوم ، فقرروا ان العالم المادى والقوانين التى تحكمه هو الحقيقة المنشودة والكافية لحياة الانسان على الارض وان الاعتقاد الدينى لابأس به لمن اراد طالما لا يحشر معتقده هذا فى امور الدولة فظهرت الدول العلمانية اى التى تعتقد ان العالم المادى وقوانينه تكفى وحدها لادارة شئون الدول بهذا تم استبعاد الدين من الحلبة
هل يوافق الاقباط على دولة مدنية تسلبهم هويتهم الدينية وتمنحهم هوية جديدة غامضة اسمها المواطنة  ؟
فى الدين الاسلامى بكل مذاهبه وتفاسيره ومذاهبه ورجاله لا يوجد اى تعارض بين العالم وقوانينه التى تحرك الكون وبين خالق الكون بل ان الدين الاسلامى ينظم حياة المنتمى له من قبل ولادته حتى بعد موته اى ليس فى الدنيا فقط بل فى الدنيا وفى الاخرة ولهذا فمن المستحيل استبعاد الدين عن حركة الحياة بكل شعابها و التاريخ منذ ابى بكر مرورا بالدولة الاموية ثم العباسية واخيرا الدولة العثمانية اخر دول الخلافة الاسلامية  لا نجد فيه ذكر لاى قيود على الفكر والابداع الانسانى مستمدة من الشريعة خلال تلك القرون الطويلة
ماذا اذن يكون وضع المواطنين اصحاب الديانات الاخرى ؟
مرة اخرى لم يرد فى التاريخ اى اضطهاد لاى من اصحاب الديانات الاخرى اعتمد على نصوص من القران او الاحاديث او ما فهمه العلماء من هذين المصدرين للشريعة الاسلامية بل عاش المسيحيون واليهود فى امان واطمئنان بشروط لا تتعدى دفع مبالغ تقابل الذكاة التى يدفعها المواطن المسلم تحولت حاليا الى الضرائب المفروضة على كل المواطنين
ولكن ماذا لو رفض اصحاب الديانات الاخرى العيش وفقا للشريعة الاسلامية وكان عددهم لا يستهان به؟
هناك حلول  للتعامل مع هؤلاء منها اجبارهم على العيش طبقا للشريعة الاسلامية وهذا حل  محكوم عليه بالفشل فى عالمنا الحالى .
حل اخر تقسيم الوطن بين ابناء الديانات كل طائفة تظفر بقسم يناسبها وقد حدث فى حالة باكستان والهند مع استحكام العداوة بين المقتسمين الى يومنا هذا رغم مرور اكثر من 60 سنة على التقسيم وحدث كذلك فى يوغوسلافيا بنتائج كارثية من مذابح تطهير عرقى وحروب دموية كما انه على وشك الحدوث فى السودان والاحداث تسير فى اتجاه الانفصال والعداء بين الشمال والجنوب،
ولكن دول مثل اسبانيا تقاوم انفصال اقليم الباسك ولكن الاقليم يخضع للحكم الذاتى منذ عام 1979 فى اطار الدولة الاسبانية الام
واعتقد ان النموذج الاسبانى مطبق فعلا على ارض الواقع فى مصر حيث ان الاقباط يدينون بالولاء للكنيسة اكثر من ولائهم للدولة بل ويرفض بابا الاقباط تنفيذ الاحكام القضائية للدولة حتى التى تصدر لتحقيق مصالح رعاياه، اذن فوضع الاقباط حاليا اقرب الى وضع الباسكيين فى اسبانيا فقط هم يعيشون منتشرين متداخلين مع المسلمين على كامل ارض الوطن .
هل يا ترى تتدهور الاوضاع لنرى مطالبة الاقباط بالانفصال بجزء من ارض الوطن مع المجازفة بالعواقب التى تترتب على هذه المطالب لو تم تحقيقها على ارض الواقع ؟وهل تتدخل قوى خارجية لنصرة الاقباط ؟
عندنا نموذج العراق ماثل فى الاذهان فكانت نتيجة الاحتلال الامريكى ليس فقط المذابح بين السنة والشيعة بل تعاون الطرفين على ذبح المسيحيين حتى انهم يضطرون للهرب بجلدهم من ارض العراق الى الدول المجاورة والى اوروبا دون ان يحرك الامريكيين ساكنا لمساعدتهم الا الشجب بكلمات لا تغنى ولا تسمن من جوع
فى النهاية لا يملك اى انسان ان يدعى امتلاك الحقيقة  لان الله هو الحقيقة المطلقة  وما عداه سبحانه فهو نسبى مؤقت ولكن تستطيع اى جماعة من الناس  العقلاء ان تملك تصورا لحقيقة ما ، نسبية نعم  ولكنها قابلة للتحقق على ارض الواقع

الثلاثاء، يناير 04، 2011

ماذا بعد حادث الاسكندرية؟


ينادى البعض بترك المظاهرات الغاضبة للتنفيس عن ما يعتمل فى الصدور ثم يتعب الناس وينصرفوا الى مصالحهم وتبقى الاوضاع الى ما هى عليه وهذا خطأ فاحش ، بل يجب انهاء المظاهرات فورا ولو بالقوة ليعود الهدوء والشعور بالامن وان الشرطة قادرة على السيطرة لان ترك الامور هكذا يفتح الباب لبيئة الفوضى وهو ما يريده الارهابيون بالضبط
فاذا ساد الهدوء فكيف نفكر فى الواقع المصرى وكيف نضع ايدينا على اهم عوامل الخلل ونشرع فورا فى الاصلاح طبقا للمعايير العالمية فلم يعد الانعزال عن باقى العالم متاحا فيجب الاستفادة من الخبرات العالمية ويكون الهدف هو رفع المعاناة عن المواطن المصرى وليس مهما هنا ان نسمى الدولة مدنية او نبوية او سعدية المهم المضمون وليس الشكل
ومن الواضح ان هناك بعض القضايا التى يمكن معالجتها على الفور لانها تكلف مالا قليلا  والحلول فيها واضحة مثل السيطرة على اسعار السلع وتوفير الخدمات وانهاء اكذوبة الاقتصاد الحر واليات السوق التى افقرت غالبية الشعب مسلمين واقباط
وكذلك سرعة صدور الاحكام القضائية وضمان تنفيذ هذه الاحكام بحسم وتساوى الجميع امام القانون
كما يجب الاهتمام وبصورة عاجلة باصلاح التعليم على المدى القصير والمدى البعيد وتوفير الخدمة الصحية بمستوى معقول واسعار مقبولة
ما سبق اهم بكثير جدا من الاصلاح السياسى والانتخابات النزيهة فمن يقدر على الانجاز ندين له بالولاء ونعده بالحب ومن لا يقدر يجلس فى بيته امنا مطمئنا

الأحد، يناير 02، 2011

حادث الاسكندرية


ملاحظات على حادث الاسكندرية
اولا - ملاحظة ايجابية واحدة :
الرجل الذى صاح فى المصلين داخل الكنيسة بعد الانفجار مباشرة وطلب منهم الهدوء قائلا (مافيش حاجة) اعتقد انه ساعد فى عدم ارتفاع عدد الضحايا سحقا تحت الاقدام عندما التزم معظم الناس الهدوء ولم يحاولوا الهروب مرة واحدة، وهذا من لطف الله
ثانيا - ملاحظات سلبية :
1- اندفاع الناس من الشارع خارج الكنيسةمقتربين من مكان التفجير بدافع الفضول ومحاولة التصوير وهذا طبعا يعطل الاسعاف اذا كانت تحاول الوصول للجرحى كما يؤدى الى طمس الادلة فضلا عن دهس الاشلاء
2- الزحام من الناس فى مكان التفجير يعرضهم الى الموت بسبب انفجار جديد قد يكون تم توقيته بعد الاول بدقائق بهدف اسقاط اكبر قدر من الضحايا
3- لست ادرى هل يوجد ابواب اخرى للكنيسة غير الباب الامامى ام لا فقد لاحظت عبر سنوات اقتصار معظم المبانى العامة والخاصة على باب واحد
4 - الانفعال من جانب المسيحيين ومحاولة الاعتداء على رجال الشرطة يعطل مجهودات البحث عن الجناة و جمع الادلة من مكان الحادث
5 - يلاحظ ان الاسرائيليين بعد حوادث التفجير يمنعون التواجد فى مكان الحادث ويجمعون الادلة بطريقة احترافية وليس بطريقة كناسين الشوارع التى رأيناها على الشاشات
6 - كيف يتم دفن الضحايا بهذه السرعة بدون اخذ عينات من ال DNA وبدون فحصهم بواسطة الطبيب الشرعى فقد رأينا التوابيت تخرج من الكنيسة مباشرة وليست من المشرحة
7 - محاولة جريدة الاهرام كعادتها ( وقد تكون هذه سياسة باقى الصحف الحكومية المسماة بالقومية) تلوين الحقائق بكتابة عناوين لصور للمتظاهرين على انهم من المسلمين والمسيحيين حتى انها امعانا فى الغباء تكتب المسلمين اولا ثم المسيحيين على اساس ان التفجير موجه للطرفين وليس كما هو ظاهر لاى انسان بسيط موجه ضد المسيحيين وان التظاهرات من جانب المسيحيين غضبا من الحادث كما ان الصحيفة الغراء كتبت اسماء الجرحى من المسلمين اولا قبل الجرحى والقتلى من المسيحيين لتثبت نظريتها المتهافتة