الخميس، سبتمبر 23، 2010

مشهد


عاد من الخارج بعد صراع فى الطريق المزدحم فوجد مؤخرة عاملة النظافة المميزة تتأرجح الى اليمين والى اليسار  وهى خارجة بظهرها من حجرته، جلس على اقرب مقعد وابدى امتعاضه  
خلع الحذاء بجوار باب الشقة وشمر البنطلون ودخل الغرفة التى تسبح فى ماء التنظيف ونظر فوجد السرير بدون ملاءة ولا اثر للمخدات وقد تم فصل الكهرباء عن التلفزيون والكمبيوتر والاباجورة  وتم ترتيب الاوراق على مكتبه والاشياء على الارفف فاستغرب النظام بعد الفوضى
نظر من النافذة المفتوحة على مصراعيها فوجد الالآت الضخمة ذات الصوت الهادر قد بدأت فى خلع حجارة طوار الشارع وعلى الفور تصاعدت الاتربة الى الاعلى فحجبت الشمس الساطعة حامية الوطيس وما ان انقشع الغبار حتى شاهد فلول الخنافس والسحالى تسرع مع صغارها هاربة الى ثلاجات السوبر ماركت  بينما وقفت القطط على الاسوار تراقب المشهد فى فضول وهى ترفع اذيالها كالهوائيات التى تبث ما يحدث الى الاثير
فى نفس الوقت بالضبط وقف الناس من اصحاب السيارات التى تحول بين الالآت وبين استكمال خلع الحجارة عاجزين عن التصرف
من مكانه خلف النافذة اشار لهم بدون ان يصدر صوتا الى قمم الاشجار ليعلقوا سياراتهم فى الفروع فلا شيء سيقف دون دوران الماكينات
شعر بصدر العاملة الكبير يلتصق بظهره فالتفت ووجد ان الماء على ارض الغرفة قد ارتفع وغطى قدميه فعاد الى باب الشقة وخرج ليختبر متانة فروع الاشجار