الأربعاء، أغسطس 12، 2009

ليلة صيف

جلست ام عادل تنتظر اختها فوزيةعلى الكنبة البلدى المكسوة بالسجاد المنسوج بشراميط القماش الملون فى فسحة البيت الذى تسكن فى احدى غرفه بالمشاركة مع جيرانها فى الغرفتين الاخريتين ، ففى الغرفة الاولى يسكن الاسطى عطية خياط الجلاليب الرجالى وفى الغرفة الاخرى تسكن زوبه الشابة الحلوة البيضاء ذات الشعر الكستنائى الطويل مع امها العجوز المريضة ويشتركون جميعا فى المطبخ القذر ذو الحوائط التى يعلوها الهباب و العنكبوت الذى يعشش فى خن السقف ودورة المياة ذات المرحاض الشرقى والكوز الصديء وحنفية المياة بدون حوض التى يتسرب منها سرسوب الماء طول الوقت

كانت ام عادل تغلى من الغيظ من زوبه الفتاة البضة الجميلة التى لاتعمل شيئا طول النهار سوى الاستماع الى الاغانى وتمشيط شعرها الطويل وهى جالسة على السرير فى غرفتها بجوار النافذة التى تطل على الحارة  المزدحمة التى لا تنام، وكانت زوبه فى ليالى الصيف ترتدى ثيابا تكشف عن كتفين ملساواتين وصدر ناهض وساقين لامعتين وكانت ابواب الغرف مفتوحة باستمرار ولا تغلق الا عند النوم

اعتاد ابوعادل سائق اتوبيس النقل العام قبل خروجه الى الوردية الليلية ان يتمهل فى فسحة البيت يرفع يداه يدعو بالستر ثم يمسحهما على وجهه وينصرف الى عمله و كان يتجنب لسان زوجته ام عادل بالسهر الى قرب الفجر فى غرزة سيد الاسمر بجوار الجراج يدخن الجوزة مع زملائه من الكمسارية والسواقين ويعود لغرفته ليلقى بجسده المنهك على الفراش حتى عصر اليوم التالى

الليلة الماضية انتظرته ام عادل على نار فلم تستطيع النوم بعد المعركة التى نشبت بينها وبين زوبه والتى حسمتها زوبه بسيل من ضربات الشبب الاحمر فطالت رأس وجسد ام عادل التى انسحبت وهى تطلق اقذع الشتائم

انت راجل ولا شرابة خرج ؟

نظر اليها فى عدم فهم

قالت والشرر يتطاير من عينيها : لازم تساعدنى اكسر عين زوبة

قال بدون اهتمام : اعمل ايه يعنى؟

قالت له وقد امسكت بتلابيبه : تغتصبها

قال : البت عفية ومقدرش عليها

قالت : مالكش صالح انا وفوزية حنقيد ايديها ورجليها وانت عليك الباقى

راقت له الفكرة ،ابتسم وهز راسه

قالت له الليلة دى ترجع بدرى شوية

حضرت فوزية اخت ام عادل وهى شابة قوية فى العقد الثالث واستمعت الى خطة ام عادل وابدت خوفها من ام زوبة فطمأنتها اختها بأن امها مريضة لن تستطيع الدفاع عن ابنتها

حضر ابو عادل فى منتصف الليل و تناول العشاء ثم دخن سيجارة محشوة بالحشيش وتخفف من ملابسه وقام مع زوجته واختها فوزية بالهجوم على غرفة زوبة التى كانت ممدة على السرير بجوار امها

جلست فوزية على صدرها بينما كانت ام عادل تمزق سروالها ، دافعت زوبة عن شرفها بضرواة وهى تصرخ باعلى صوتها الذى ضاع فى ضجة ميكروفونات الحارة وصخبها فوضعت فوزية كفها على فمها فغرزت زوبه اظافرها فى جسد فوزية التى بركت عليها ولطمتها على خدهاوضمت رأسها بين فخذيها فلم تستطيع زوبه الحركة

امسكت ام عادل بيديها بساق زوبه الايمن ورفعتها الى اعلى بينما دفعت ساق زوبه الاخرى نحو الحائط بقدميها

شلح ابو عادل جلبابة والقى بجسده على زوبه التى حاولت التملص فلم تنجح وبعد دقائق استرخت عضلات زوبه وبدأت التحرك بطريقة مختلفة وقد احاطت يديها بمؤخرة فوزية

انتبهت ام عادل الى حقيقة ما يحدث فانتفضت وتركت ساقى زوبه وامسكت بكتفى ابو عادل وهو منهمك فى انجاز دوره فى الخطة بهمة ونشاط فلم تستطيع ان تزحزحه ،صرخت ام عادل وهى تضرب زوجها بقبضتيها على ظهره فلم يبال بضربها فصرخت فى اختها وشدت شعرها من الخلف

يا فوزية قومى البت بنت الكلب مبسوطة

ملحوظة : هذه قصة حقيقية وابطالها عاشوا فى احد احياء القاهرة الشعبية ولكن باسماء مختلفة

الجمعة، أغسطس 07، 2009

محاكم التفتيش

شاعت محاكم تفتيش الضمير فى اوروبا فى القرنين الخامس عشر والسادس عشر الميلادى وكانت الكنيسة الكاثوليكية تدفع الناس الى المحارق فيحرقوا وهم احياء لمجرد الشبهة فى اى انحراف عن العقيدة الكاثوليكية او لمجرد وشاية من الجيران والاقارب وكان يطلبون من الناس التوبة والندم فكان الكثيرون يبادرون الى اعلان توبتهم خوفا من العذاب وبالرغم من ذلك كان القائمين على محاكم التفتيش او المفتشين فى الضمائر فى بعض الاحيان يعتبرون انها توبة زائفة ويلقون بهم فى اتون النار واستمرت محاكم التفتيش تحرق المفكرين والعلماء وتعذبهم او على الاقل تحرمهم من الامل فى الجنة حتى القرن التاسع عشر عندما انصرف كثير من الناس عن الكنيسة الكاثوليكية

ومازال الناس حتى عصرنا هذا ينصبون المحاكم للتفتيش فى الضمائر ويدمغون الناس بتهم قد تعرضهم لكى يكونوا منبوذين فى المجتمع بل و الزج بهم فى السجون او القتل احيانا على يد المؤمنين المتعصبين

والتعصب للدين افة العصر الحديث ولم يخلو دين سماوى او غير سماوى من اتباع مستعدون على الدوام للدفاع عن تفسيرهم الخاص جدا لعقيدتهم بكافة السبل التى تشمل تشويه السمعة والتصفية المعنوية بل والجسدية لمن يخالفهم و تقسيم العالم الى معسكرين معسكر المؤمنين الذى ينتمون اليه والمعسكر الاخر هو معسكر الكفر والهرطقة

ولم يتنزه بعض المسلمين عن هذا التعصب الممقوت فهم يفتشون فى ضمائر الناس ويوزعون التهم بالكفر جزافا على اناس يعلنون على الملأ انهم مؤمنون بالله ورسوله وبالغيب ويوم الدين فقط لانهم يكتبون كلاما يحتمل التأويل ليس مقطوعا بمعناه على وجه اليقين

ولقد جاء في الحديث النبوي الشريف عن أسامة بن زيد أنه قال: بعثنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سرية فصبحنا الحرقات -مكان من جهينة- فأدركت رجلا فقال: لا إله إلا الله فطعنته فوقع في نفسي من ذلك فذكرته للنبي، فقال: "أقال لا إله إلا الله، وقتلته"؟. فقلت يا رسول الله إنما قالها خوفًا من السلاح، فقال -صلى الله عليه وسلم-: أفلا شققت عن قلبه لتعلم أقالها أم لا؟ رواه مسلم.

وكان المسلمون فى اوج مجدهم الحضارى يتقبلون كثيرا من الشعر والنثر حول الدين والتصوف والفلسفة والجنس وحفظ التراث لنا كتب لو نشرت اليوم لصدم الكثيرون

ولكنه عصر الضعف والتخلف الحضارى الذى يظن فيه بعض المتعصبون انهم بتمسكهم بالقشور والمظاهر انهم الفرقة الناجية والباقون فى نار الجحيم

السبت، أغسطس 01، 2009

صدمة ثقافية


حفلة فرقة وسط البلد الاخيرة الجمعة 31 يوليو بدار الاوبرا اصابتنى بصدمة ثقافية ، فقد جلست بين جمهور حاشد من الشباب معظمهم من طلاب الجامعة استمع الى موسيقى تهز الوجدان وتغير افكارى التى ترسخت فى عقلى العجوز عن الموسيقى والاغانى

لايمكن ان يكون الف من الشباب على خطأ اذا صرخوا او رقصوا او افترشوا الارض او غنوا مع هذا الفريق المكون من ثمانية من الشباب الموهوبين ، لابد ان الموسيقى تستحق كل هذا الحماس ولابد ان الكلمات تعبر تعبيرا صادقا عن احلام واحزان الشباب

ويبدو اننى احتاج من ان لاخر الى صدمة من هذا النوع لاقف مع نفسى وقفة لمراجعة ارائى وافكارى فى الحياة وما يجرى فيها من نشاط انسانى فى مجال الفن والادب والعلم والفقه والعلاقات الانسانية والمتغيرات العنيفة التى تحدث فيها

وجدت انى انظر بارتياب الى اغانى ما بعد عبد الحليم حافظ وجيله وان كنت استثنى الحجار ومنير وسميرة سعيد واصالة ولم اتوقف ابدا لاستمع للاخرين وجاءت فرقة الغرفة اولا فى حفلة حضرتها فى حديقة الازهر لتهز قناعاتى وتجعلنى اتردد فى رفض الجديد ثم حضرت حفلة فرقة وسط البلد لتهدم قناعاتى من اساسها لانفتح على هذا العالم الجديد الجميل من الموسيقى والغناء ، اصوات قوية جميلة وعزف متقن على الالات

صحيح ان نكهة الموسيقى لهذه الفرقة لها طعم الهندى احيانا والاسبانى احيانا والغربى معظم الاحيان الا ان الكلمات مصرية صميمة ومنها بعض اغانى سيد درويش العظيم

طبعا انفعلت انا ايضا وصفقت وغنيت معهم كما غنى باقى الجمهور الذى فوجئت انه يحفظ اغانى الفرقة و البنات يطلقن صيحات ووووووه ، وووووه وقد بحثت عن الفرقة فى النت ووجدت انهم يقدمون الموسيقى منذ 1999 وان اغانيه يمكن سماعها وتحميلها مجانا