الثلاثاء، ديسمبر 23، 2008

معاناة الناس  لمجرد الاستمرار على قيد الحياة  تمنعنى من مجرد تأمل المعاناة المزيفة التى تحاول نفسى ان تقنع بها عقلى فيدفعنى هذا الاخير للشكوى ، ولست ادرى لماذا يشعر المصريين واغلبهم من الفقراء بالرضا 
هذه مفارقة تدعو للدهشة والحزن و تحجب اى تفاؤل قد يراود النفس فى مستقبل افضل ، الشعور بالرضا وانه ليس فى الامكان ابدع مما كان هو المسمار الاخير فى نعشك و ستار كثيف يحول بينك وبين الحياة الحقيقية !!!
الحياة الحقيقية ؟ هل هناك حياة حقيقية واخرى وهمية ، هل الحياة الحقيقة هى ما تراه فى اعلانات السلع عن البيوت النظيفة والوجوه المبتسمة ؟ هل تقطن الحياة الحقيقة فى قصور الاغنياء وتركب يخوتهم وسيارتهم الديناصورية ؟ هل تجدها على ارفف المكتبات فى الكتب التى تحتوى على التاريخ الانسانى ؟ هل هى تحلق فوق الصحراء العطشى والحبلى بالزرع والمعدن تنتظر ان تهبط بك لتلسع حرارة رملها قدميك ؟ او هى تنادى عليك وراء الحدود فى وطن اخر ؟
ما نفتقده هو الوعى والادراك ، واتخيل اى انسان يستقيظ من النوم وهو شاعر بالرضا والاطمئنان لن يبارح سريره اذا كان يملك سريرا فما الذى يدفعه نحو الحركة ؟ 
الوعى والادراك ان تخرج نفسك من الالة الجهنمية التى انت مجرد ترس فيها ، ان تفلت من المدار الازلى الذى تدور فيه حول شيء ما  ، ان تفقد ذلك الانتماء القاتل لجسدك الثقيل الذى يشدك الى الارض وتبحث عن روحك 
اين روحك ؟ ابحث عنها فإن لم تجدها اخترعها 

الاثنين، ديسمبر 15، 2008

بين هزيمة الاهلى وجزمة بوش

صباح السبت الماضى  خيم على الناس حزن وانكسار بسبب هزيمة الاهلى فى اليابان بعد الشحن الاعلامى المعتاد للناس بمناسبة مباريات الكرة وخصوصا عندما يكون النادى الاهلى طرف فيها ، ويزرع خبراء الاعلان والتسويق سلوك القطيع فى مشجعى الكرة لترويج المنتوجات والخدمات البائرة فيصنعون وهم يعيش فيه هؤلاء بأن فريق الاهلى نادى القرن وبطل الابطال وقاهر البطولات قادر على منافسة الفرق العالمية بل و هزيمة مانشستريونيتد ذات نفسه 
فلما حلت الهزيمة بالاهلى كان رد الفعل عند الناس ذلك الحزن غير المنطقى وغير المبرر ، فكل الناس يعرفون ان مباريات الكرة تحتمل النصر كما تحتمل الهزيمة ولكنهم تحت الضغط الاعلامى وخبث خبراء التسويق تناسوا هذه الحقيقة واستبعدوا احتمال الهزيمة فكانت الدهشة كبيرة عندما حلت بفريقهم المفضل
الناس هذا الصباح فى حالة نشوة وسعادة كبيرة ويهنئون انفسهم بسبب قذف الصحفى العراقى منتظر الزيدى حذائه على الرئيس الامريكى  دبليو بوش وهى سعادة لا اجد لها  مبرر كذلك 
فمثل هذا التصرف الطائش من الصحفى المتهور يحسب بالخصم من الرصيد العراقى والعربى واعطى الفرصة لرئيس يعتبره العالم كله بما فيه الشعب الامريكى مجرم حرب واسوأ رئيس فى تاريخ امريكا ، هذا التصرف اعطى لبوش الفرصة ان يدعى انه لولا الحرية التى منحها الغزو الامريكى للشعب العراقى لما اقدم الزيدى على قذفه بالحذاء كما انه وضع الصحافيين العرب فى خانة الهمج والغوغائيين الذين يعجزون عن الجهاد بالقلم وليس بالاحذية ، كما انه عبر عن العجز العربى وحالة الافلاس الجضارى التى نعيشها فى هذه الحقبة المظلمة
فلا مبرر للحزن يوم هزيمة الاهلى ولا مبرر للفرحة يوم ضرب بوش بالحذاء 

الأربعاء، ديسمبر 10، 2008

القمر الذى غاب

اشعر ان هناك شيء ما هام وحيوى قد انطفأ وغاب مثل القمر الذى يتحول من البدر الى المحاق فيترك السماء مظلمة والارض كأنها الفلاة القفر ، اين ذهبت كل تلك الحيوية والنشاط وحضور الذهن وسرعة البديهة والثقافة التى نبعت من مصدرين على طرفى النقيض فاجتمع عندها الحس الادبى والتاثر بالثقافة الغربية وكذلك الحارة المصرية بكل ما تمثله من سلاطة لسان ورائحة الناس الشقيانيين وغبار التراب المتصاعد فى ضوء الشمس فيبدو للناظر كأنه حبات اللؤلؤ على صدر بنت بلدى السمراء ام العيون العسلية
اين ذهبت كل هذه الغيرة على مصر واولاد مصر اين ذهبت التى تتمنى ان تموت شهيدة فى سبيل قضيتها بل قضياها التى تثيرها كل يوم بل كل ساعة 
افتقد نوارة  جدا