الخميس، ديسمبر 31، 2009

ارتجال



هذه قصة فيها من الخيال بقدر ما فيها من الواقع و لقد تعارف الادباء على اضفاء صفة البطولة الى الشخصيات الرئيسية فى الروايات التي يؤلفونها بالرغم ان سير الاحداث قد ينفى اي بطولة يمكن ان توصف بها تلك الشخصيات ، و على العموم فأن بطلة قصتنا فتاة من اسرة تنتمى الى الشريحة العليا من الطبقة المتوسطة وقد تخرجت حديثا فى احدى الجامعات الحكومية وتبدأ الاحداث وهى فى طريقها الى الفندق الكبير فى اول يوم عمل وحدثتها نفسها وحدثت نفسها فى حوار داخلى دار هكذا 
 لا اصلح ابدا للزواج ، حريتى هى اغلى ما امتلكه  هذا ما اؤمن به فكيف اتنازل عن حريتى لرجل ما ، اعرف ان الزواج ضرورة لاستمرار النوع الانسانى فى اطار شرعى ولكنى لا اريد الاشتراك فى هذه اللعبة ، لا احب الاطفال ولا اريد الانجاب

الحل هو الاستقلال المادي ، حريتي مرهونة باستقلالي عن ابى واسرتي فاذا كنت ارفض الزواج هربا من سيطرة الزوج فمن باب اولى ان اتجنب سيطرة ابى ، سوف اعمل وانجح ولن اتردد فى الاقدام على فعل اي شيء فى سبيل تحقيق حريتي ، اريد شقة مستقلة وسيارة صغيرة ودولاب ملابس لا يشاركني فيه احد ومطبخ صغير نظيف لطعام الافطار وقهوة الصباح  وامشى عارية  فى شقتي ولا اهتم فلن يعيش معى احد ، انا حلوة وجميلة وينبغى ان استخدم انوثتي التي وهبتها لي الطبيعة للنجاح فى عملي الجديد

السبت، ديسمبر 26، 2009

شيء ما


كطائر اسود احاطه  بجناحيه  فلا يستطيع منه فكاكا  يستيقظ فى الليل وقد تملكه فيسرع قلبه و وتلقف انفاسه فى نهجان ولا يدرى احلم هو ام مسه طائف من الجن
 فى النهار تطارده المرده والشياطين  التى  تلبست   كائنات  صاخبه ينبعث منها الدخان الاسود و قد توكزه فى جنبه اذا سار بجوار الجدران  هوام  مسرعة تصفر فى اذنيه
فيقعد ليحتسى مشروبا فى  قدح فضى  تدور داخله دوامات واعاصير  وترتفع كأنها نبات الفطر تكنس المكان من حوله فيعود اليه صدى الصوت مع صرخات وعويل ، من ذا الذى يعذب خلف حاجز المكان ؟
 يتحسس انفه  كأنه صقيع متجمد فتأخذه نوبه من الضحك ويضع يده على بطنه فيشعر بالوخز فيجفل ويقوم عائدا الى غرفته  يتمنى لو عاد لرحم امه  وينام على فراشه وقد لف ذراعيه حول ركبتيه فينغلق جسده ولا يقدر على  الحركة
يستحضر امامه صورة فتاة مراهقة كاد يوما ان يقبلها  وقد انفرجت شفتاها ولفته بذراعيها  فانفلت منها  ونكص على عقبيه  فتساقطت دمعات  مالحة على خده
حضر الحرس فأقاموه وحمموه ومسحوا رأسه بالزيت وسقط  رسول الشمس عليه ليدور فى يوم جديد



الثلاثاء، ديسمبر 15، 2009

فى المقهى


   من داخل المقهى يرى المارة على الرصيف يتخبطون سائرين في عشوائية واضحة جباههم منعقدة ويتصايحون ولكن أصواتهم لا تصل إليه فالزجاج سميك و سماعات مشغل الموسيقى تضخ في أذنيه أغنيه لبوب ديلون

"There must be some way out of here", 

said the joker to the thief

  الناس في الداخل قلة متناثرة فالوقت قبل الظهيرة بقليل في احد أيام الشتاء، شاب وفتاة في ركن داخلي في حالة صمت والفتاة تنظر وهى ساهمة إلى الفنجان أمامها والفتى قد اسند رأسه على يده بينما دخان السيجارة يتصاعد أمام نظارته فيصنع غلالة ضبابية بينهما