الأربعاء، مارس 26، 2008

فيمينست




منذ وطئت اقدام البشر سطح كوكب الارض ، عاش الذكور والاناث من بنى ادم مشغولين فى تحدى ظروف الحياة القاسية فى محاولات تنجح حينا وتفشل كثيرا فى التعامل معها والسيطرة عليها ، ومرت الايام والسنين وتراكمت خبرة الزوجان وتعارفا على تقسيم العمل بينهما ممهدين الطريق الى صناعة الحضارة
وعند نقطة ما فى القرن التاسع عشر حدثت طفرة مهمة فى الجنس البشرى فبعد ان استقرت الكروموسومات على تقسيم البشر الى ذكور x,y واناث x,x ظهر كائن جديد ذو اصل نارى بركانى متوهج او جذر نيزكى اشعاعى وقد تميز بكروموسومات جديدة نشيطة ولنطلق عليها الرمز f
هذا الكائن الرائع يتميز بانه قد نزع عنه العاطفة ، دائم الغضب على الجميع وانه رافض لكل شيء وهو يريد ان يكون رجلا وامرأة فى ان واحد لانه لا يستطيع الاكتفاء بدور محدود فى الحياة بل يريد الحرية المطلقة والمتعة التى لا سقف لها
هذا الكائن العجيب يمتلك مهارات مدهشة فى الاقناع بما لا يقنع والاقتناع بأنه محور الكون وتجده فى قاعات المؤتمرات فى الفنادق السبع نجوم كما تراه على مقاهى الارصفة يدخن الشيشة او على شاشات الفضائيات يرطن بكل اللغات وخلف فتارين المعروضات داخل المولات
ودائما يخفى هذا الكائن عينيه حتى فى الليل خلف النظارات الشمسية الكبيرة ويحشر ساقيه ومؤخرته فى الجينزات السينيه الضيقة بينما يديه مشغولة بالموبايلات وريموتات السيارات الرياضية السريعة
وهو من الذكاء بحيث اختار ان يتشكل جسده على هيئة الانثى التقليدية ليتمتع بميزة الضعف التى ترقق نحوه القلوب دون التدنى الى تدنيس هذا الجسد فى حمل او ولادة او ارضاع
وهو من الفطنه بحيث يتسلح بالعلم والثقافة وعينه على اعلى الخانات فى الهياكل التنظيمية المحجوزة دائما لجنس الذكور
وعادة يسمى هذا الكائن بالفمينيست وذلك فى اوروبا والدول المتقدمة ويطلق عليه فى مصر لفظ المرأة
تميزا له عن الموزة وهى الانثى التقليدية التى تسير الهوينى فى دلال وقد لفت ساعدها الحانية حول خصر ذكرها الذى اراح يده المتعبة على كتفها الريانه ويتعلق فى ثوبها اطفالهما الطبيعيين ذوى الكروموسومات فئة ال XX,XY



الأربعاء، مارس 19، 2008

سكر بنات


فيلم لبنانى فرنسى غاية فى الشاعرية ، وبالرغم من الانطباع الاول عن الفيلم قبل مشاهدته الذى يوحى بمشاهد ساخنة بالجراءة المعروفة لنادين لبكى مخرجة الفيلم وبطلته والتى عرفناها مخرجة لكليبات الاغانى التى تظهر مساحات من اجساد البنات اكثر مما تخفى ، الا انه فيلم نظيف وراقى من الطراز الاول بالرغم من الفرصة التى اتاحتها فكرة الفيلم لنادين الا انها تعففت عن مشاهد جنسية اغرقنا بها كل من ايناس الدغيدى و خالد يوسف فى مشاهد فجة مباشرة تهدف الى اثارة الغرائز بدون ضرورة فنية
ومن الناحية الفنية فأن الفيلم على نمط افلام الواقعية الايطالية والفرنسية التى تختلط فيها الكوميديا بمآسى الحياة فيحتار المشاهد ايضحك ام يبكى وهو من الافلام ذات النهايات المفتوحة اى انه لقطة واحدة طويلة من شريط الحياة الذى يمر بنا ولا يتوقف عند الاحداث اليومية بل تمضى الحياة بخيرها وشرها غير عابئة بمشاعر الناس المتضاربة
والمشهد المؤثر حقا هو المفارقة فى انفراد الام بابنتها ليلة الدخلة وهى فى قمة الانفعال تعرفها بما هى مقدمة عليه من علاقة حميمة وتوصيها بطاعة زوجها وتلبية رغباته التى قد يجعلها حيائها تجفل منه ولكن فى الحقيقة الفتاة لها تجربة جنسية قديمة
والفيلم مثل اللوحات التجريدية فيكاد يكون خال من الحوار ، والموسيقى حالمة فى الخلفية والتفاصيل تتسلل الى النفس فتتفاعل مع الوجدان

الأحد، مارس 09، 2008

كلمة حق يراد بها باطل







فكرت كثيرا فى مبادرة المصالحة والمصارحة التى اطلقها بعض المدونيين للتعايش السلمى بين المسلمين والمسيحيين على ارض هذا الوطن تحت عنوان
معا امام الله
وهى دعوة للمشاركة عبر استبيانان للرأى احدهما خاص بالمسلمين والاخر خاص بالمسيحيين ، لم اقرأ الاستبيان الخاص بالمسيحيين اما استبيان الرأى الخاص بالمسلمين فهو محشو بما لذ وطاب من الاسئلة الخبيثة والفخاخ التى يتم استدراج المشاركين اليها
الاستبيان تم تصميمه بذكاء بحيث يتم التغاضى عن شخصية المشارك وهذا فخ نصب لاتاحة الحرية امام المشارك ليسب ويلعن على راحته لانه يشارك كمجهول الهوية فيمكن لمسيحى مثلا ان ينتحل شخصية احد المسلمين والعكس صحيح ويكتب ما يثير الحقد والضغائن ، كما يمكن لكل شخص ان يشارك اكثر من مرة وكل مرة يكتب اجابات جديدة مختلفة والشاهد ان هذا الاستبيان فاسد وملعوب فى اساسه
ونتيجة الاستبيان يلفها الغموض ، فكيف يتم تفريغ الاجابات ؟ وبأى منهج علمى او احصائى يتم ذلك العمل ؟ ومن هم الموكل اليهم تفريغ الاجابات ؟ ومن هم القائمين على تحليل تلك الاجابات وبأى مقياس ومنهج ؟ وهل سيتم نشر نتائج تفريغ وتحليل الاجابات ؟ واين ؟ هل هناك جهات امنية او اجنبية او اعلامية سيتم تقديم تلك النتائج لها؟ مئات الاسئلة التى بدون اجابات ، وكان فى رايى المتواضع انه من الافضل ان يشترط على المشارك كتابة اسمه وعنوانه الالكترونى حتى يشارك مرة واحده فقط وكان يجب تقديم ضمانات للمشاركين بعدم استخدام الاستبيان ونتائجه لتحقيق اغراض معينة او نشر نتائجه فى اى من الوسائط الاعلامية بدون موافقة المشارك وهكذا تكون الامور اكثر شفافية
ثم دعونا نتكلم بصراحة عن العلاقة المطلوبة بين المسلمين والمسيحيين فى مصر ولنتفق على الاساسيات وانا كمسلم اعرف قدرا كافيا عن دينى ، ازعم انه من واجبى البر والتعامل بالحسنى مع من يخالفنى فى الدين طالما انه مسالم ولا يعتدى على ولا يجاهر بالسخرية من دينى ومعتقداتى
ولكن ذلك لا ينتقص من دينى شيئا ولن امتنع مثلا عن قراءة القرآن الكريم واياته التى تكفر الذى يعتقد ان الله ثالث ثلاثه وتكفر من يعتقد ان لله ولد سبحانه وتعالى علوا كبيرا ولن اتوقف عن رفع الاذان للصلاة والمجاهرة بصوت عال انه لا الله الا الله وان محمدا رسول الله ، ولن اداهن فى معتقداتى او احاول التخفيف من تلك الاحكام لمحاباة اى شخص مهما كان ، وفى المقابل لن اطالب اى شخص لا يعتنق الاسلام ان يغير من معتقداته بهدف اكتساب صداقتى او محبتى وهو حر فى اقامة شعائر وطقوس دينه
كما ازعم اننا فى بلد له تركيبة سكانية موزعة بين اغلبية مسلمة واقلية مسيحية وهذا الوضع الديموغرافى ينعكس على كل مناحى الحياة ، وكما هو حادث فعلا فى كل البلدان التى تتعايش فيها اقليات سواء عرقية او دينية فأن تلك الاقليات تخضع للقوانين التى تنظم الحياة فى اطار الوطن وتكون مصبوغة عادة بالخلفية الثقافية للاغلبية وهذا ما يجب علينا مراعاته كحقيقة على الارض
وازعم ان دعاوى اضطهاد المسيحيين هى دعاوى باطلة ومبالغ فيها وازعم كذلك ان هناك ظلم فى المجتمع وهو موجود بالطبع ويعانى منه كل المواطنين المطحونين بدون تفرقة على اساس الدين او الجنس
على هذا الاساس فانا ادعو المسلمين والاخوه المسيحيين فى مصروادعو نفسى الى تأمل القيم الاخلاقية والانسانية التى قامت عليها الاديان لتنير لنا طريقنا فى الحياة الدنيا بعيدا عن الفتنة والشقاق

الأحد، مارس 02، 2008

الرجل القنبلة




هذا الرجل فى الصورة يهيم على وجهه صباح كل يوم تقريبا فى وسط شارع مصر والسودان بمنطقة حدائق القبة ، وقد تقلد عددا كبيرا من الصلبان على صدره ومن رقبته تتدلى صورة البابا شنوده وقد قطب جبينه وتجهم وجهه كأنه يسعى الى تحقيق غاية ما او بث رسالة الى جمهور المارة تحمل صورة من التحدى والمواجهة
وكلما رأيته وضعت يدى على قلبى من الخوف مشفقا على ما قد يحدث من رد فعل الشارع نحوه ، فأنا اتوقع انه ينتظر شيء ما من الناس ، تعليقا او سخرية او ان يقذف بحجر و اشعر من نظرة عينيه انه يحمل فى نفسه نية الاستشهاد فى سبيل قضية ما
السؤال الذى اوجهه الى هذا الرجل ومن يدفعه الى مسعاه هذا او من يراه من اهله واصدقائه ثم يسكت فلا يحاول اقناعه بالتفكير فى عواقب ما يفعله ، السؤال هو : هب ان سيارة احد المسلمين صدمته على سبيل الصدفه او افرض ان أصيص من الزرع سقط من شرفة احد المسلمين على رأسه او اى مكروه اصابه من جانب احد المسلمين دون قصد ، ماذا يكون رد فعل الرجل ؟ وماذا يكون رد فعل المسيحيين الذين قد يشاهدونه وهو مصاب لا قدر الله ؟
ثم كيف يكون رد فعل المسلمين الطائش ازاء ما قد ينجم من تصرفات هوجاء من جانب المسيحيين فى المنطقة؟
هذا الرجل فتنه متحركة وقنبلة موقوتة فمن يئد الفتنه فى مهدها ومن ينزع فتيل القنبله؟