الثلاثاء، أكتوبر 26، 2010

ساندوتش الواحدة صباحا


حضر نفسك لسهرة طويلة ، هكذا جاء صوتها عبر الهاتف فقلت لها مولاتى سمعا وطاعة
اشتريت قنينة ماء و بعض البسكويت فسوف ننطلق فور نزولها من المترو الى الواحة (سميت مصر الجديدة عند نشأتها بواحات عين شمس ) للرفع الميدانى والتصوير
الاختيار وقع على مربع كبير من ميدان المحكمة الى  البزاليكا حيث يرقد امبان البارون البجيكى عاشق مصر الذى خطط لبناء مدينة جديدة فى مطلع القرن العشرين تحديدا 1906 و بنى لنفسه قصرا على الطراز الهندى لامثيل له فى العالم
العمارات الباقية منذ نشأة الضاحية على الطراز الاسلامى بصبغة اوروبية تضفى على النفس البهجة خصوصا انها قليلة الارتفاع و تطل على شوارع فسيحة  مما يساعد على تحديد خط السماء وهو الخط المتعرج الذى يفصل بين نهايات المبانى والسماء
وصلنا الى ميدان المحكمة وشرعت هى فى التخطيط على الخرائط وتحديد اماكن العمارات والمساجد والكنائس ثم تلتقط صورا لكل هذا من زوايا مختلفة
وحيث انى من جيل الستينات فقد اصابتنى حالة من التوجس والقلق خوفا من عسكرى او مخبر يقبض علينا بتهمة تصوير اماكن هامة وقد نقلت لها هذا الخوف ولكنها هزت كتفيها باستهانة تناسب تماما جيل الفيس بوك والتويتر
انتقلنا الى شارع هارون الذى يخترق الضاحية بسوق كبير متنوع واستمر الحال من توقيع مبان وتصويرها بدون هوادة ولا راحة وساعدنا على ذلك اننا كنا نعمل  ( هى التى كانت تعمل وانا مجرد شوفير ) قرابة منتصف الليل حتى اصابها الارهاق عند ميدان صلاح الدين ثم عودة الى ميدان المحكمة مرة اخرى
قلت يكفى ذلك فهزت رأسها متثآئبة ثم انزلقت الى الامام فى مقعد السيارة وهنا ايقنت انها تنوى النوم بدون طعام طول اليوم الا افطار هزيل تناولته على عجل فى الصباح
اسرعت الى حيث تباع ساندوتشات كبيرة محشوة باللحوم والمخلللات و عندما القيت بالسندوتش على حجرها و شرعنا فى العودة الى المنزل تهللت اساريرها واخرجت الكاميرا تصور الساندوتش
هذه مناسبة تستحق التسجيل - هكذا قالت وهى تحتضن الساندوتش بدون ان تفتح الغلاف السيلوفان ثم القت راسها على المسند وراحت تغط فى نوم عميق

الجمعة، أكتوبر 22، 2010

لا مشاحة فى الاصطلاح


يبدو ان المفاهيم المتعارف عليها قد اصبح لها معان اخرى خلاف ما يردده السياسيين واصحاب الاقلام والمفكرين بلا ملل ليلا ونهارا ،  فالتبجح فى البلاد المتقدمة بجنة الديموقراطية  حيث يحكم الشعب نفسه عن طريق انتخابات حرة نزيهة مراقبة من جهات محايدة تضمن للناخبين ان من يعطونهم اصواتهم سوف يعملون حسب الوعود المقطوعة فى البرامج الانتخابية و ان الشعوب اصبحت قادرة على اسقاط الحكومات التى تحيد عن تحقيق مصالح واحلام الناس ، يخالف الواقع الذى نعيشه تماما فها هو الشعب الفرنسى يعبر عن رفضه لقانون رفع سن التقاعد الذى يريد الرئيس ساركوزى ان يمرره فنرى المظاهرات تعم البلاد تضم النقابيين والعمال والطلبة والشباب ساخطين  ورافضين لهذا القانون بينما السيد ساركوزى لا يلقى لهم بالا بل ويعلن تحديه لهم وانه سوف يمرر القانون غصبا وعنوة
وبالامس القريب تجاهل حكام الديموقراطيات العريقة فى اوروبا وامريكا المظاهرات المليونية التى اجتاحت المدن ترفض غزو العراق كما يتجاهلون اليوم حصار شعب غزة ويتجاهلون المجاعات فى افريقيا ويتجاهلون تلوث الماء والتربة والهواء، اضف الى ذلك ملايين القرارات التى اتخذها الحكام عبر التاريخ الانسانى  بدون موافقة الشعوب او خداعا لها باستخدام مصطلحات فضفاضة و التى ادت الى الحروب او الخراب الاقتصادى و الاجتماعى
والشاهد ان الحاكم - اى حاكم - يصر  دائما على انه يعرف مصلحة شعبه اكثر من الشعب نفسه متشحا بعباءة الديموقراطية كأن الناس قطيع من الابقار تساق الى حيث يريد هو وقد غميت عيونهم وكممت افواههم فقد اقتصر دورهم على التصويت فى الانتخابات
وقياسا على ذلك فان اى تصريحات  فى وسائل الاعلام عن المصالح العليا للوطن يعنى ان قيودا جديدة على الحرية سوف تفرض على الناس واذا سمعت دفاعا عن حرية التعبير يعنى استباحة السخرية  من الدين والانبياء والحديث عن حرية الابداع يعنى دفاعا عن الافلام الاباحية والاغانى النص نص
وقديما قال استاذ لى انه لامشاحة فى الاصطلاح وهى قاعدة فقهية علمية عند تناول مفهوم واحد بعدة مصطلحات ولكن ان يكون للمصطلح الواحد عدة مفاهيم فهذه مفسدة مطلقة واى مفسدة ، وتفريغ المصطلاحات من المفاهيم المتفق عليها يحدث فوضى واضطراب فى الاراء مما يحط من قدر اللغة التى هى اداة للتواصل ويحولها الى مصطلحات فضفاضة تحتوى مفاهيم متعددة فتنقلب الاداة الى جدار يعزل الناس ويضمهم فى نفس الوقت نفسه الى حوار الطرشان

الاثنين، أكتوبر 18، 2010

رؤى


مابين النوم واليقظة اطارد اذيال الاحلام محاولا اعادة تركيب تفاصيل جعلت قلبي يرتجف منفعلا مزحزحا اياي الى تلك الحافة الرمادية ، ولكن هيهات فانا كباسط كفيه الى الماء
اضغاث احلام وما كنت عابرا للرؤي فهى اشباح المنقضى او بشارات الاتي ولا يعيش ابن يعقوب بين ظهرانينا ، لكن شعور التدفق يصبغ  السحر قبل الشروق ليحدد الملامح الى الغسق ثم تتبدل الوجوه وتسقط الجلود على الوسائد قوتا على موائد المخلوقات غير المرئية
انقباض يتبعه انبساط يتبعه انقباض هكذا  الرحلة عبر الكثافات المادية للحاق بالمطلق شوقا وظمأ ، الاسباب تصير الى نهايات و النهايات تتحلل وتذوب فى الزمن
لو عرفت الزمن عين اليقين فقد تنكشف لك الستر و يعبر من قلبك النور

الخميس، أكتوبر 14، 2010

التقدير


فى شيلى فى امريكا اللاتينية تم انقاذ كل عمال المناجم الذين احصروا اكثر من شهرين على عمق 700 متر فى المنجم الذى انهار عليهم هذا هو الخبر الذى تصدر الصحف وتلفزيونات العالم
ولقد ابهجنى كثيرا ان تحشد الحكومة الشيلية والرئيس هناك طاقة وسعهم لانقاذ ابناء وطنهم من العمال المحصورين ولقد تم تصميم كبسولة لرفع العمال من تحت المنجم المنهار الواحد تلو الاخر فى سابقة هى الاولى فى العالم  وعلى عكس التوقعات فقد تبارى العمال المحصورين فى ايثار الاخرين على انفسهم ولم تظهر تلك النزعة الانانية التى توقعها الاخرين
وقد تم تجهيز مستشفى ميدانى لاستقبال الناجين قبل اطلاقهم للممارسة حياتهم العادية
فى المقابل طالعتنا صحيفة الاهرام منذ ايام بخبر ان خفير احد المزلقانات بترت يده فى محاولته لمنع عربة كارو عبور المزلقان فى توقيت مرور القطار وكانت مكافأته مبلغ ( واحد ) الف جنيه

الخميس، أكتوبر 07، 2010

الفشل


يقال ان الانسان لكي يستمر فى الحياة  فى حالة من الاتزان النفسي والشعور بالرضى عن الذات  لابد له من نوعين من الاهداف التي يسعى لتحقيقها ، اهداف بعيدة المدى او استراتيجية واخرى قصيرة المدى او تكتيكية يحققها على فترات متقاربة
وعندما اتأمل اهدافي الاستراتيجية فى الحياة اجدها دائما غير واضحة بدرجة كافية ومتداخلة  بل وتتغير بتغير حالتي المادية او المزاجية وحسب حالة الطقس
وكنت دائما افتخر امام الناس وامام نفسي بقدرتي الكبيرة على تحقيق الاهداف قصيرة المدى بسبب وضوح معالمها فى ذهنى ايضا بسبب  تأثير مهنتى على حياتي فلكي تكون مهندسا ناجحا يجب ان تشرع فى تقسيم العمل الى وحدات صغيرة يسهل توصيفها وتحديد الموارد المطلوبة للتنفيذ فى مدة زمنية محددة
ولكن الصدأ بدأ يعلو تلك البراعة التى كنت اتميز بها وبدلا من تحقيق هدفان او ثلاثة على التوازى اصبحت الان -بسبب الظروف التى فرضت نفسها علينا و التى تلوكها الالسن ليل نهار - اهدافى التكتيكية من التفاهة وقلة القيمة بحيث ان الهدف الذى اسعى لتحقيقه هذه الايام  لايرقى اعلى من محاولة الانتقال من مكان لاخر للقاء او شراء بعض الاحتياجات او انهاء المعاملات مع الجهات الحكومية
وقد اشرع فى تحقيق تلك الاهداف الصغيرة ثم انكص على اعقابى عائدا الى حيث بدأت ليس لسبب خطير ولكن لمجرد الشعور بان اليوم ليس هو الاختيار الامثل  ، ولطالما تسألت عن الاسباب الحقيقية وراء ذلك الشعور بالعجز عن اتمام ما اريد فلم اجد مبررا جديرا بالاعتبار اللهم الا الحرص على الربح دون خسارة قيمة الوقت ولكن المحصلة النهائية دائما هى الخسارة فما اقسى الفشل فى تحقيق تلك الانجازات اليومية الصغيرة وما اثقل الاحساس بالعجز

الجمعة، أكتوبر 01، 2010

أسئلة

هل توجد علاقة بين الحكم المخفف على هشام طلعت مصطفى واحتمال براءته وعودة مدينتى الى شركته بدون سوء من جانب و بين الاستعداد للمقاطعة الاقتصادية للمسيحيين  بتشكيل جبهة اقتصادية قوية من جانب اخر ؟
وهل تصريحات بيشوى ومن وراءه شنوده تستهدف بالاساس التغطية على موضوع تخزين السلاح فى الاديرة الذى كان مجرد تساؤل للعوا على قناة الجزيرة لم يكلف احدا من المسؤولين نفسه مشقة التحقيق فيه والتحقق منه ؟
ام هى تصريحات تستهدف بالدرجة الاولى  لم الشمل المسيحى فى مواجهة المقاطعة الاقتصادية المحتملة من جانب المسلمين برغم  تعنت الكنيسة فى مسائل الزواج والطلاق الذى يقسم الطائفة الارثوذكسية عملا بالمأثور عن الساسة اذا واجهوا انقساما داخليا بحثوا عن عدو خارجى يوحد الجبهة الداخلية ؟
هل نشهد مصالحة بين الحكومة والاخوان المسلمين ذوى النفوذ والايدى فى طبقات المسلمين الفقراء بالسماح لهم ببعض مقاعد مجلس الشعب فى مقابل الدعم المادى من جانب الاخوان للحكومة بعد الدعم السياسى المباشر ؟
هل ننتظر الى ان يبدأ كل طرف  فى تخزين السلاح فعلا ام ان هذا هو التوقيت المناسب لتفعيل قانون الطواريء والتأسى بما اقدم عليه السادات من قبل ( والحدق او الحاذق فى قول اخر يفهم )؟
وهل اللقاء بالفنانين له الاولوية ام عقد مؤتمر وطنى موسع مذاع على الملأ يناقش ويقترح الحلول لقضايا الوطن اولى واهم ؟