الخميس، يونيو 26، 2008

ذات صباح





كانت الكنكة على النار ومن شباك المطبخ كنت لا استطيع التركيز فى ما أراه من صور واشخاص فهذه هى المرحلة الرمادية ما بين الانتقال المترنح من غرفة النوم فور الاستيقاظ وتناول قهوة الصباح حيث اعتمد بكوعى على طبان الشباك الذى يطل على المساحة الخلفية المزروعة بالحشائش التى تذكرنى بحشائش السافانا فى مناطق السفارى فى ادغال افريقيا والتى كلما نظرت اليها تتداعى فى عقلى مشاهد من فيلم الخروج من افريقيا الذى ابدع فى تمثيله ميريل ستريب وروبرت ريدفورد فكانا عاشقان من نوع وطراز خاص فكانت وهى صاحبة مزرعة البن التى على وشك الافلاس تحتاجه الى جانبها وكان هو يقدس حريته فلا يريد ابدا ان يلزم نفسه بأى قيد حتى ولا مجرد الوعد بأنه سيبقى معها فى مكان واحد فى يوم من الايام و بالرغم من ذلك كانت تعشقه بجنون ( حاجة غريبة الستات دول )



ثم اتذكر كيف اهمل سكان المنطقة التى كانت جميلة ومنظمة من حيث التخطيط المعمارى لاماكن البنايات والمساحات الخضراء المحيطة بها واماكن انتظار السيارات ثم انهار وتهاوى ذلك كله بسبب بخل السكان الاغبياء الذين يترددون فى دفع جنيهات قليلة مقابل النظافة والعناية بالاشجار والحشائش



وكانت الصور والافكار تعبر مساحات عقلى النصف نائم وانا فى انتظار صوت فوران القهوة ورائحتها الارومية المميزة ، ثم سمعت عويل وصراخ بعدها ظهرت الفتاة من بين الاشجار تعدو وراء شخص ما قد اختفى تحت العمارة ثم سمعت صوت محمود البواب الجدع الصعيدى من دشنا محافظة قنا بأن امسك حرامى



محمود بواب العمارة ومديرها فى نفس الوقت وصاحب الامر والنهى فى كيفية ركن السيارات وضرورة ترك فرامل اليد لخلق مساحات جديدة للسيارات الجديدة التى يشتريها سكان العمارة كل شهر تقريبا لاولادهم وزوجاتهم حتى اصبح المرآب كانه لعبة البزل التى تعشق فيها اجزاء الصورة المقطعة ، ومحمود عشرة طويلة تمتد لاكثر من خمسة عشر عاما وقفزت من مخزن الذاكرة فى عقلى الذى نشط مع تصاعد الاحداث المواقف الشريفة والشجاعة التى اثبتت مع الزمن معدن محمود الاصيل وتذكرت كيف رقد فى المستشفى وقد اشرف على الموت على اثر شلوت فى اسفل بطنه من شاب مستهتر كان يحاول منعه من لعب الكرة اسفل العمارة فى موسم الامتحانات وغيرها من المواقف التى شالها بالنيابة عننا نحن سكان العمارة إذا اصر محصل الكهرباء او الغاز على تحصيل الفاتورة من احد السكان فى يوم عسرة لا يجد فى بيته نقودا فيدفعها محمود بدون شوشرة



وجدتنى اجرى على درج السلم بملابس النوم وقد اعمانى الغضب فوجدته يمسك فى تلابيب الحرامى وهو يثنى ساقية ليزداد وزنه امام محاولات اللص الشاب الذى يريد الافلات من قبضته واقتربت بسرعة ولطشت اللص بيدى اليسرى على وجهه لطشة قوية ( يحمد ربنا انها ليست بيدى اليمنى التى امسك بها مضرب التنس فماكان هناك من اختيار امامة الا فقدان الوعى ) وجرجرنا اللص ثم فهمنا انه ضرب البنوته على وجهها ونزع منها الموبايل وجرى والبنوته عندها امتحان ثانوية عامة فلطشته لطشة جديدة باليسرى كذلك



تجمع الناس والبوابين فانسحبت الى منزلى وفى المطبخ كان الدخان و رائحة الشياط من القهوة المحروقة قد عبق المطبخ




الجمعة، يونيو 20، 2008

الفردوس المفقود





الفردوس المفقود ليس الملحمة الشعرية لجون ميلتون عن غواية الشيطان لادم التى سببت طرده من الجنه ففقد الانسان الفردوس كنتيجة مباشرة لخضوعة لرغباته الحسية غير مدرك ان اللذة الهائلة التى شعر بها اول مرة لن تتكرر مرة اخرى وانها لا تدوم الا لحظات قصيرة


ولكنه ذلك المكان الذى يستقر فى خيالى ولا يبرحه الى ارض الواقع ابدا فى مدينتى التى اصابتها اللعنات فأصبحت كالرميم ،ففى خيالى حلم كل يوم ازداد ايمانا انه غير قابل للتحقق احلم بمكان صديق يألفنى وآلفه احبه ويحبنى اعيش فيه مع احبائى السعداء الاصحاء لا انام فيه الا قليلا واتمتع بسحر يومه وتلك الفترة الرائعة التى تمتد من بعد العصر الى مغرب الشمس ، تلك الفترة الضائعة على الدوام من حياتى صيفا وشتاء


واشكر الله على طبيعة عملى التى تقتضى السفر كل اسبوع ليومين او اكثر بعيدا عن القاهرة واجوب المدن من الصعيد الى الدلتا ومن سيناء الى الصحراء فلا آنس الا الى القليل من الاماكن و اصبحت اختار مدن بعينها كنقط ارتكاز ومنها تبدأ رحلات المعاينة الميدانية للمواقع التى تقع فى المحافظات المجاورة واعود اليها اخر النهار منهكا متربا اشعثا اغبرا جوعان ظميء


والاسبوع الماضى كان العمل فى محافظة الدقهلية فوقع الاختيار على مدينة المنصورة للاقامة وتحديدا فى فندق مارشال الجزيرة ولم تكن المرة الاولى لى فى هذه المدينة الجميلة ولكن زياراتى لها من قبل كانت ليوم واحد فلم اقع فى غرامها الا هذه المرة الاخيرة



ولست ادرى لماذا عشقت هذه المدينة وشعرت بالسعادة لوجودى بها لساعات قصيرة امتدت من بعد ظهر الاثنين الى صباح الثلاثاء



هل هو منظر النيل والحدائق من غرفة الفندق ؟ هل هو النسيم الرقيق اللطيف القادم عبر النيل ؟ هل السبب رقة وجمال موظفة الاستقبال؟ هل لذة الريش البتلو المشوية على الفحم هى سبب السعادة ام انتقل الى ذلك السرور من اهل المدينة مساء حين ترجلت الى الشارع الفاصل بين الفندق والنيل وكأن العيد غدا ، الشباب فى السيارات الحديثة وقد اطلقوا الموسيقى واغانى الحب يسيرون الهوينى والبنات الجميلات


على فكرة كل البنات


من سن 18 الى سن 25


حلوين بدون استئناء حتى الفلاحة اللى جاية من ورا الجاموسة فى السن ده بتكون حلوة


يتمشين فى مجموعات يضحكن ويتناقشن فى سعادة ؟ هل انتقلت لى السعادة من جمال محلات الملابس التى اصطفت على طول الكورنيش والتفت مع الطريق القادم بجوار الجامعة بجوار مطاعم الاكل السريع ؟ هل بسبب حفلة الزفاف فى الفندق التى امتدت حتى اذآن الفجر ومنظر العروس وهى ترقص مع صديقاتها وقد تحلق حولهم العريس واصدقائة ثم العجائز والشيوخ فى الدائرة الاوسع ؟



لست ادرى ولكنى شعرت باننى هذه البقعة من مدينة المنصورة نبع للسعادة والحبور وان من يمشى هناك يصاب بالسعادة ويضيف الى رصيد نبع السعادة سعادة فوق السعادة







الثلاثاء، يونيو 10، 2008

HOT OR FREE




مرق الصوت بجانبى فارتعدت فرائصى وبحركة الية نقلت قدمى اليمنى الى كوابح السيارة ، رأيته على الدراجة النارية وقد اعتمر خوذته المصنوعة من الالياف الزجاجية يحاور ويناور بين السيارت المكدسة فى نهر الطريق ومن خلفه برز ذلك الصندوق الخشبى الملون وقد طبع على جانبيه اسم مزود الطعام من المعجنات الايطالية الشهيرة
شعرت بالكراهية تغمرنى واطلقت سبابا بصوت خافت وعندما انتبهت الى نفسى زاد حنقى عليه وعلى نفسى التى فلت منى عقالها
يطلقون عليه واقرانه اسم الطيارون وقد صدقوا فهو ودراجته النارية بين السيارت العاجزة عن الحركة مثل الطائرة بين طيات السحاب ولما تذكرت صديقى الامريكى الذى اخبرنى بالشعار الذى يرفعه مزودوا الطعام الى المنازل فى مسقط رأسه
Hot or free
هناك عبر المحيط يلتزمون بوعدهم فى حال وصول الطعام باردا فهو بالمجان اما هنا فلا وعود ولا صدق
حاولت التماس العذر لهذا الطيار البائس فلم تطاوعنى نفسى التى فلت عيارها تماما من الانسداد الحاد فى حركة السير ، وعندما زمجرت محركات السيارت التى امامى وانطلقت بسيارتى وقد عقدت العزم على عدم الوقوف مرتين فى امام الضوء الاحمر فى نفس المكان وعند تقاطع الطريقين وجدت الطيار وقد انبطح على الارض يبكى وقد سال الدم من ركبتيه واستقرت خوذته غير بعيد على طوار الطريق ، ودراجته النارية التى كانت منذ لحظات تهدر مسرعة طائرة بين السيارت قلبت على جانبها والشطائر والمعجنات ملقاة حولها
حاولت الغوص فى اعماق نفسى لابحث عن شعورى فى تلك اللحظة فلم اجد الا التشفى والسرور الشرير




الثلاثاء، يونيو 03، 2008

Sway With Me







When marimba rhythms
start to play
Dance with me,
make me sway
Like a lazy ocean
hugs the shore
Hold me close,
sway me more

Like a flower
bending in the breeze
Bend with me,
sway with ease
When we dance
you have a way with me
Stay with me,
sway with me

Other dancers may be
on the floor
Dear, but my eyes
will see only you
Only you have
that magic technique
When we sway I go weak

I can hear
the sounds of violins
Long before it begins
Make me thrill as
only you know how
Sway me smooth,
sway me now

Other dancers may be
on the floor
Dear, but my eyes
will see only you
Only you have
that magic technique
When we sway I go weak

I can hear
the sounds of violins
Long before it begins
Make me thrill as
only you know how
Sway me smooth,
sway me now

When marimba rhythms
start to play
Dance with me,
make me sway
Like a lazy ocean
hugs the shore
Hold me close,
sway me more

Like a flower
bending in the breeze
Bend with me,
sway with ease
When we dance
you have a way with me
Stay with me,
sway with me

When marimba
rhythms start to play
Hold me close,
make me sway
Like a ocean
hugs the shore
Hold me close,
sway me"