الاثنين، أبريل 18، 2011

الدين والسياسة




يجادل البعض بأن الدين شأن سماوى ويجب ان يظل كذلك بعيدا عن تفاصيل حياة الناس و لايصح ان يتدنى ليصبغ الاعمال الدنيوية ومنها السياسة التى هى شأن انسانى ، فالدين كما يزعمون يفسر الكون بما لا يمكن ان يصبح مجالا للعلم فى يوم من الايام اى لا يمكن عرضه وقياسه فى المعمل و ان ذلك التفسير يستقر فى ضمير الانسان المؤمن ويصبح عقيدته فيكون هو المطلق والمطلق لا يمكن مناقشته ونقده وبالتالى لا يصح ان يتخذ فريقا من الناس او حزبا من الدين مرجعية لبرنامجه السياسى فيحكم الناس باسم المطلق الذى لا يمكن مناقشته او مراجعته ويزعمون كذلك ان الحزب ذو المرجعية الدينية فى حال وصوله للسلطة سيعتبر معارضته انما هى معارضة للدين وقد تصل الامور الى تكفير المعارضين السياسيين له وبالتالى يغتصب السلطة باسم الدين ويكون فى ذلك نهاية للديموقراطية
وهم يزعمون ان  السياسة مجرد لعبة فيها من المناورات والحيل التى لا غنى عنها للوصول الى الحكم ومن ثم ادارة شئون البلاد  وهذه المناورات والحيل تتغير من حزب سياسى الى حزب سياسى اخر ومن فريق من الناس الى فريق اخر فالسياسة اذن نسبية متغيرة وهى لا تخضع لاى مبدأ اخلاقى بل هى ميكيافيلية شعارها ان " اللى تغلب به العب به "
الخطاب السابق  قد يكون صائبا وصحيحا لو كان المبدأ الذى استند اليه صائبا و صحيحا اى ان يكون الدين فعلا شأنا سماويا و مباديء كلية مثالية لا يمكن ان تتحول الى قوانين ولوائح تصلح لادارة شئون الحياة ، وتلك الرؤية لو كان ورائها نوايا مخلصة لنمت عن جهل كبير بطبيعة الدين الذى شاء الاله سبحانه وتعالى ان يختص به الناس على هذه الارض وبعث الانبياء من بنى ادم مبشرين به نورا للناس امثالهم من بنى ادم لهدايتهم الى الطريق المستقيم اى ان الدين شأن انسانى تماما يهدى الناس ليس فقط الى العقيدة ولكن يهديهم كذلك الى الشريعة وهى المباديء والقوانين التى تنظم شئون الحياة سواء وردت فى ايات محكمات تفصل وتنظم اوجه من النشاط الانسانى الذى لا يتغير ولا يتبدل بتغير الزمن او المكان أوجاءت مجملة تفتح المجال للاجتهاد البشرى فى امور تتغير بتغير الزمن والمكان
ومن الامور المتغيرة السياسة وهى الاداة التى يستخدمها الناس لادارة شئون الحكم والتى من السفه ان توصف بانها لعبة ومناورة لامباديء لها بل يجب ان تكون السياسة رؤية ومشروع يستند الى مباديء اخلاقية شرعها الله من خلال الدين
ولننظر الى التاريخ الانسانى لنرى ماذا فعل البشر فى تجاربهم على مر العصور والتى استبعدت مباديء الدين عن السياسة وتسيير شئون الحياة ، الم يبتلى الانسان بالحروب والدمار ؟ الم تتلوث البيئة ؟ الم يجوع نصف سكان الارض ؟ الم ينتشر الزنا والشذوذ والرزيلة والمخدرات والخمور ؟
فأين هو النجاح الذى حققته تلك الانظمة ؟
هل النجاح هو القدرة على ابتكار اجهزة توفر الوقت والجهد ؟ فماذا فعل الانسان بوقته الذى اتسع ؟ انه يقتله فى مشاهدة مبارايات الكرة والرقص والغناءوعندما يشعر بالملل فانه يغيب عن الوعى مخدرا او مخمورا وقد ينتهى به الامر الى الانتحار وقتل نفسه بيده
فمن العقل اذن ان تستلهم السياسة مباديء الدين لينظر الناس بواقعية الى حياتهم على الارض ويعلمون انها لن تكون مثالية وكاملة فى يوم من الايام فالحياة ستظل ناقصة عاجزة حتى تظل فى حالة حركة الى ان يرث الله الارض ومن عليها ، ولا يملك احدا من الناس او الاحزاب ان يعد الناس بالسعادة والرخاء لانه سيفعل كذا وكذا من حلول للمشاكل التى تواجه البشر ولو فعل لكان كاذبا ولو صدقه الناس لكانوا سفهاء
واعتقد ان زمن ادعاء القداسة لاحد من الحكام او ان يدعى انه يحكم باسم الله قد مضى وولى ولكن ان يسأل الشعب حكامه لماذا لم يحكموا بما انزل الله سيظل ماثلا فى الاذهان والضمائر دائما ابدا
اذن لننظر الى ما وراء هذه الحياة الفانية الى الخلود الذى بشر به الدين فاما سعادة دائمة واما شقاء مستقر واتمنى تكون البرامج السياسية لحل المشاكل وادارة البلاد من الوعى بحيث تستلهم الحديث الشريف
" اعمل لدنياك كأنك تعيش ابدا واعمل لاخرتك كأنك تموت غدا "

السبت، أبريل 09، 2011

اسئلة


هل يجب ان تستمر الثورة بوتيرة تصاعدية تدفع فى عروق الناس شهوة الشعور بالقوة والكثرة التى تغلب اى شيء يقف امامها ، هل يتمنى الثوار لو ملكوا الزمام فى ايديهم وامروا فاطاعهم الجيش والتلفزيون والصحافة والقضاء والنائب العام والوزارة والجامعات وباقى المؤسسات ؟
هل يجب ان يحصل كل انسان شارك فى الثورة منذ يومها الاول وتمترس فى الشوارع والميادين على مكافئة اعتراف المجتمع كله بفضله ويدخل التاريخ فيذكر اسمه باحرف من ذهب ويجلس امام الكاميرات والميكروفونات  ، ام يكتفى بهذه الثقة العميقة فى النفس التى اضافتها الثورة له ويشعر فى قرارة ضميره انه حارس للثورة مع باقى الثوار وانه جزء من الثورة ليس بقدر ما يعترف الناس له بهذه الحقيقة ولكن بقدر استعداده للثورة مرة ثانية وثالثة ومرات عديدة اذا صاح النفير وينزل الشارع بنية النصر او الشهادة؟
هل يترك الثائر الحياة لتعود الى النمط التقليدى لها فيعود اليه الشعور بالانسحاب الذى يعانى منه من مر بتجربة مثيرة ضخ خلالها محفزات السعادة فى دمه التى يعقب انتهاء مفعولها الشعور بالاحباط واليأس لانه اصبح فردا مطموس الملامح ؟
هل يستطيع الثائر مع اقرانه من الثوار توجيه الحراك الثورى الفوار لكى  ينعكس على الحراك المجتمعى بطيء الحركة فيغير من القوالب المتعارف عليها ؟
ليست فقط هذه الاسئلة بل مئات الاسئلة التى تنتظر اجابات على ارض الواقع