اقترب الفتى من حاجز الشرفة وقد انتصف النهار ، انحنى واعتمد بمرفقيه على حجارة الحاجز التي قشرها تناوب الفصول ، كان يشعر بالملل ولم يدرى أين يذهب فكل معارفه يستيقظون عند العصر ، دار بناظريه على النوافذ والشرفات حتى توقف عند المنظر الغريب الذي جعله يتجمد في مكانه ويحبس أنفاسه
كانت جالسة على ارض الغرفة في شرفة الشقة السفلية من المنزل المجاور وهو فوقها تماما فلم تشعر به كانت جالسة وقد كشفت عن ساقيها وفخذيها في نور الشمس وانهمكت في فرد المادة اللدنة على جلدها الأسمر لتغطى اكبر مساحة ممكنة ثم تنزعها بسرعة وبقوة وهى تشهق بصرخات مكتومة تكررت عملية الفرد ثم الانتزاع مع الشهقات والصرخات واندفع قلبه في ضخ الدم إلى جسده ورأسه بقوة وتضخمت دقات قلبه في إذنيه مثل الطبول ، لم تكن واحدة من أفراد الأسرة التي تقطن الشقة فهو يعرفهم وقد عاشوا زمنا جيران ، كانت فتاة غريبة عن الأسرة ربما كانت قريبة لهم في زيارة واختارت تلك الشرفة التي تغمرها الشمس لتنظف ساقيها من الشعر وكانت منحنية برأسها فلم يرى سوى شعرها الأسود الخشن ، تمنى لو ترفع رأسها ليرى وجهها فعنده مقاييس للجمال تبدأ من الوجه ومهما كان جسد الفتاة التي يقع عليها بصره جميلا ومثيرا ألا انه لم يكن ليهتم ألا بذات الوجه الحسن جميل القسمات
ثار في عقله ألف سؤال بدون إجابة، من هي ؟ كم تبلغ من العمر ؟ هل تتعمد تعرية نفسها لشخص ما ليرى جمالها أم تستعرض جسدها على الملأ ؟ هل تتصرف بتلقائية وقد اطمأنت إلى عدم وجود احد خلف النوافذ المغلقة التي تطل عليها ؟
من خلفه جاء صوت أمه : ادخل، الشمس حامية
انتفض في مكانه وتراجع إلى الوراء ثم نظر بإمعان إلى كل النوافذ والشرفات المحيطة به فلم يجد أحدا يراقب تلك الفتاة ، تسلل مرة أخرى واطل بحذر إلى أسفل فلم يجدها ووجد باب شرفتها مفتوحا ولكن ستارة شفافة قد أسدلت ، انتظر قليلا وركز بصره على الستارة التي اخذ يحركها الهواء فتكشف قليلا عن ما ورائها ثم تعود لتستقر بين ضلفتى الشيش تحجب ما ورائها
يا أبنى ادخل الشمس نار
استدار ودلف إلى الداخل وقد اشتعلت به نارين ، نار الرغبة تحرق جسده ونار الفضول تشوى عقله
مر على هذه الحادثة أكثر من عشر سنوات ولا يزال كلما خرج إلى الشرفة يلوى عنقه تلقائيا إلى شرفة الجيران ولكن الفتاة لم تعد للظهور مرة أخرى
هناك 22 تعليقًا:
تأثير سخونة الشمس
هلوسة يعنى
:)
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخى الكريم
الصراحة كنت داخل اعلق جد بس لما لقيت تعليق استاذنا على ...ممسكتش نفسى من الضحك و تسألت هل فعلا ممكن تكون هلوسة ..يعنى الراجل زهقان و الجو حر و الشمس جامدة ممكن تجيبله ضربة شمس ...و بعدين الهلوسة كانت افريقية ....يعنى متوافقة مع الظروف و الجو المحيط...
بس هو الراجل ده صبور اوى .... عشر سنين مستنى؟؟؟
و بعدين طب ما يتزوج واحدة من موزمبيق ... تغنيه عن لوحة رقبته كل يوم ...
معلش و الله انا كنت داخل جد بس عم على هو اللى استفزنى ....
اسلوب حضرتك ممتع و الله و مشوق جدا
تقبل تحياتى
well done Job
wonderful,and new story for the book
Best Regards
عشر سنين دول ولا حاجه
:)
على عبد الله
فكرتنى برواية الغريب لكامى ، يا ترى عارفها؟
دكتور على خميس
ربنا يخليك
بطل الرواية لم يكن ينتظرها وقد علق حياته على رجوعها بل اصبحت طلسما لم يعرف له مفتاحا
ناصر
كتاب ايه الله يكرمك ؟ انت ناوى تنشر مدوناتى فى كتاب ؟ ولا بتوزنى انشرها انا فى كتاب؟
اذا كانت الاولى فبها ونعمت اما الثانية فمن تجربة صديقى شيرين الكردى اقول لك يفتح الله انا موش ناقص
اخيرا لك كل المودة
عقل مهوى
فعلا
:)
هى يمكن لو كانت لابسة مايوه و بتدهن جسمها بصن لوشن
مكنتش علقت فى ذهنه كده
كل الحكاية انه شافها بتعمل حاجة خاصة جدا بعالم النساء و ده اللى كان سبب لاثارته و اهتمامه و عدم نسياه للذكرى دى
زى بالظبط لما طفل صغير يشوف موقف عقله الصغير لسه ميستوعبوش ..عمره ما بينساه حتى لو بقى موقف عادى بيفضل فاكر اول مرة
تحياتى
السلام عليكم
لا والله يا استاذ راجى
ماليش انا فى الروايات
ياترى ايه ظروف الرواية دى ؟!
يا خوفى يا استاذ راجى !!!
انا خايف ليكون فيها ((شتيمة ))
:)
طاب والله انك موهوب واستاذ كمان ،، عشان كدا انا بتابع معاك
بس هو تخمينى مش صح ؟!
والسلام عليكم
على عبد الله
رواية الغريب تأليف الاديب الفليسوف البير كامى او البير كامو حسب درجة اتقانك لنطق الكلمات الفرنسية التى تنتهى بحروف متحركة
الرواية عن شخص ارتكب جريمة قتل بسبب حرارة الشمس وعشان كده انت فكرتنى بيها
واشكرك طبعا من كل قلبى على المدح
عقل مهوى
فعلا عشر سنين كتير لما نبص للموضوع من وجهة نظرنا لكن احيانا بعض التجارب والذكريات تحبس الانسان داخلها يمكن طول عمره
داليا
كلامك معقول جدا وبيحصل على ارض الواقع تقريبا لمعظم الناس
اذا لم تبقى مثل هذه الذكرى فما هى الذكرى التى تعلق على جدار الرغبة والفضول اذا .....!!
ليته رأى وجهها ... لمرت الذكرى مر الكرام.
كلماتك رشيقة مثل افكارك
تحياتى
يــــــــــــــــــاخبر !!
عيشتنا اللحظة بكل تفاصيلها
حتى خلت اننى اسمع حفيف الستارة
الخفيفة تغلف ما ورائها بغموض
رائــــــــــــــــــــــــع
استاذ راجى
هل تتذكر قصة
للدكتور يوسف ادريس
بعنوان:لماذا اضئتِ النور
يــــــــــــــــــالولو؟
مع الفارق فبصراحة قصتك احلى
ومضمونها (انظف بكثير)لكن اللمحة نفسها فى قصتك ذكرتنى بها!
وميض ابتسامة
سعيد جدا لاعجابك بالقصة
اكرمك الله
norahaty
اشكرك على اعجابك بالقصة ولكنى فى شوق لقراءة قصة يوسف ادريس
هل كانت قصة قصيرة ضمن احدى مجموعاته القصصية وما اسم الكتاب ، وهل لها رابط على النت؟
اشكرك مرة اخرى
هى قصة قصيرة
فى مجموعة قصصية
لا اتذكر عنها تفاصيل
اكثر من المضمون ممكن حضرتك
تسال على جوجل يمكن تلاقى
معلومات اكثر .تعلم
دكتور يوسف فى بعض
شطحاته(هل لى بقول
هذا؟)تصور ان شيخ
الجامع صعد ليؤذن لصلاة الفجر
فى نفس اللحظة التى اضاءت(غانية الحى)
مصباح حجرتها فكان ما كان !لا اريد
ان افسد عليك الرواية لانى اعلم انك ستحاول العثور عليها.واسمح لى ان اشكرك مرة اخرى على امتاعك لنا بقصصك الجميلة.
norahaty
وجدتها
قصة قصيرة من مجموعة بيت من لحم
اسمها : اكان لابد يا لى لى ان تضيئى النور؟
قصة رهيبة فعلا
اشكرك على كل حال
كل يوم بانقع نفسى فى السكر علشان الناس تحبنى
جانى سكر واتلم على الدبان ولا حد عبرنى ولا حبنى
طب اعمل ايه فى الكره اللى سيطر على الناس والجنى
ومش عارف اتعايش مع الكارهين المكرهين لانـــــــى
محب ومش عارف اكره لا ابيض ولا اسود ولا بنــــــــى
ونفسى الكـــل يعيش سعيد ومرتاح واكتر من كده متهنى
فدورنا اسعاد الاخرين اينما كانوا وخد هذه الحكمة عنى
وحاول تكون كذلك كما عملت طول عمرى وسنــــــــــــى
اما رد الفعل فتجاهله وامشى فى حالك كانك متغمـــــــى
حتى لا تصاب بالياس والاحباط وهذه نصيحة لك منـــــى
إرسال تعليق