المتدينين هدفهم الوصول للحكم ، هذه المقولة التى تجرى على لسان البعض و ان ما يريده المتدينين ما هو الا تدبير فى السر لجريمة لا تغتفر
فى اطار الديموقراطية ،القوى السياسية فى بلد ما من احزاب وتحالفات اخرى تعمل بهمة ونشاط فى المجال السياسى للترويج لافكار معينة لادارة مصالح المجتمع ، و نجاح ترويج هذه الافكار يتحقق بقبولها لدى الناس وحماسهم لتطبيقها على ارض الواقع ويتم تطوير الافكارعلى هيئة برامج لها اهداف واطار زمنى محدد وتكلفة تقديرية ثم يخوضوا بهذه البرامج الانتخابات ليصلوا الى الحكم لتنفيذ الافكار التى يروجون لها ، وهناك احزاب فى بعض البلاد التى رسخت فيها المباديء الديموقراطية تحمل اسماء ذات صبغة دينية ولها برامج تحترم القيم الدينية ولم يثر ذلك حساسية فى بلاد تعتنق العلمانية لدرجة التشنج
اى ان الوصول الى الحكم ما هو الا لب العمل السياسى او سمها اللعبة الديموقراطية
المقولة الثانية التى يرددها البعض ان المتدينين اذا وصلوا للحكم فسوف يعطلون الديموقراطية ويفرضون على الشعب نمطا من الحكم يستمد شرعيته من ايمان الحاكم بأنه خليفة الله فى الارض وانه لا يجوز الاعتراض على سياساته لانها سياسات تستند الى تفسير النصوص المقدسة ، والنصوص المقدسة مطلقة لا تقبل الجدل ولا اللف ولا الدوران فليس امام الشعب الا ان يسجد قائلا امين
واذا درسنا التجارب الديموقراطية فى البلدان التى تتخذها نظاما سياسيا نجد ان الحاكم فى بعض الاحيان يسوس الناس ومنهم الاقليات العرقية والدينية باغلبية ضئيلة لو حسبت منسبة الى مجموع من شاركوا فى العملية الانتخابية وبالرغم من ذلك فهو يفرض سياسته ويتخذ قرارات تؤثر مباشرة فى حياة الناس ومصالحهم مستندا الى التقاليد الديموقراطية المقدسة التى لا يسع الناس الا القبول بها قائلين امين
اذن ما هى الضمانات التى تضمن لشعب ما ان يحاسب الحاكم ويراجعه ؟ هذه الضمانات هى الرقابة الشعبية التى يعبر عنها ممثلو الشعب فى المجالس المنتخبة والصحافة التى تنشر وتفضح وهناك بعض القوى فى بعض المجتمعات التى تضمن المباديء العامة من عدل وحرية ومساواة وهى قوى محايدة لا تشارك فى اللعبة السياسية ولكنها مثل الجيش او الشرطة او القضاء لها ثقل فى المجتمع لتصحيح مسار السياسة التى يتبعها الحاكم فلا يشط ولا يتخذ هواه الها
المقولة الثالثة التى يرددها البعض هى انه لا يجوز خلط السياسة بالدين لان السياسى بطبيعته مناور وكاذب وبدون الكذب والمناورة لا تستقيم الحياة السياسية ومن غير المناسب ان ينتسب سياسى الى تيار دينى ويمارس الحياة السياسية وهى كذلك
وهكذا فان سياسة وزارة ما مثل وزارة الصحة على سبيل المثال تعتمد على المناورة والكذب فى ادارة شئونها لتقديم الخدمات الصحية للمواطنين فتصدر بيانات خاطئة وتبيع ادوية مغشوشة وتشغل اطباء وممرضات غير اكفاء ووزارة مثل وزارة الزراعة تشترى من الفلاحين محاصيلهم بابخس الاسعار وتبيع لهم مبيدات مسرطنة وتستورد قمحا ملوثا وتعرض فى الاسواق خضرا وفاكهة معالجة وراثيا ووزراة مثل وزارة التربية والتعليم مدارسها بدون تلاميذ ومناهجها غير عصرية وكتبها غير مفهومة
الى اخره من امثله نجدها فى حياتنا اليومية ثم نجد من يسأل ماذا حدث للمصريين وما هى الاسباب التى ادت الى ما نحن فيه من فقر ومرض وبطالة والاجابة هى السياسة والمباديء التى يعتنقها السياسيون
هناك تعليق واحد:
أولا شكرا على العرض الشيق
لموضوع ماذا حدث للمصريين
اعتقد أنهم حسدوا...ربما؟
*******
ثانيا اهديك رابط يضم 300 موقع ثقافى و أدبى على مدونتى
http://shayunbiqalbi.blogspot.com/2009/07/blog-post_23.html
أتمنى أن يحوز اعجابك
وترسلها لاصدقائك
إرسال تعليق