شاعت محاكم تفتيش الضمير فى اوروبا فى القرنين الخامس عشر والسادس عشر الميلادى وكانت الكنيسة الكاثوليكية تدفع الناس الى المحارق فيحرقوا وهم احياء لمجرد الشبهة فى اى انحراف عن العقيدة الكاثوليكية او لمجرد وشاية من الجيران والاقارب وكان يطلبون من الناس التوبة والندم فكان الكثيرون يبادرون الى اعلان توبتهم خوفا من العذاب وبالرغم من ذلك كان القائمين على محاكم التفتيش او المفتشين فى الضمائر فى بعض الاحيان يعتبرون انها توبة زائفة ويلقون بهم فى اتون النار واستمرت محاكم التفتيش تحرق المفكرين والعلماء وتعذبهم او على الاقل تحرمهم من الامل فى الجنة حتى القرن التاسع عشر عندما انصرف كثير من الناس عن الكنيسة الكاثوليكية
ومازال الناس حتى عصرنا هذا ينصبون المحاكم للتفتيش فى الضمائر ويدمغون الناس بتهم قد تعرضهم لكى يكونوا منبوذين فى المجتمع بل و الزج بهم فى السجون او القتل احيانا على يد المؤمنين المتعصبين
والتعصب للدين افة العصر الحديث ولم يخلو دين سماوى او غير سماوى من اتباع مستعدون على الدوام للدفاع عن تفسيرهم الخاص جدا لعقيدتهم بكافة السبل التى تشمل تشويه السمعة والتصفية المعنوية بل والجسدية لمن يخالفهم و تقسيم العالم الى معسكرين معسكر المؤمنين الذى ينتمون اليه والمعسكر الاخر هو معسكر الكفر والهرطقة
ولم يتنزه بعض المسلمين عن هذا التعصب الممقوت فهم يفتشون فى ضمائر الناس ويوزعون التهم بالكفر جزافا على اناس يعلنون على الملأ انهم مؤمنون بالله ورسوله وبالغيب ويوم الدين فقط لانهم يكتبون كلاما يحتمل التأويل ليس مقطوعا بمعناه على وجه اليقين
ولقد جاء في الحديث النبوي الشريف عن أسامة بن زيد أنه قال: بعثنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سرية فصبحنا الحرقات -مكان من جهينة- فأدركت رجلا فقال: لا إله إلا الله فطعنته فوقع في نفسي من ذلك فذكرته للنبي، فقال: "أقال لا إله إلا الله، وقتلته"؟. فقلت يا رسول الله إنما قالها خوفًا من السلاح، فقال -صلى الله عليه وسلم-: أفلا شققت عن قلبه لتعلم أقالها أم لا؟ رواه مسلم.
وكان المسلمون فى اوج مجدهم الحضارى يتقبلون كثيرا من الشعر والنثر حول الدين والتصوف والفلسفة والجنس وحفظ التراث لنا كتب لو نشرت اليوم لصدم الكثيرون
ولكنه عصر الضعف والتخلف الحضارى الذى يظن فيه بعض المتعصبون انهم بتمسكهم بالقشور والمظاهر انهم الفرقة الناجية والباقون فى نار الجحيم
هناك 3 تعليقات:
أتفق مع حضرتك من حيث المبدأ
وانا اتفق ايضاً
ان كثيراً من(الزيف)
قد داخلت (صدقنا)
ليكن
وانا أيضا أتفق معك ..كليا
وتحياتي
إرسال تعليق