الخميس، فبراير 25، 2010

اخبار اليوم




 تداعيات اغتيال المبحوح فى دبى واستدعاء السفير الاسرائيلى فى استراليا لتوبيخه بعد اكتشاف الجوازات الاستراليه المزورة التى استخدمها القتله وعددهم اكثر من خمسة وعشرون اسرائيلى استخدموا جوازات اوروبية مزورة والتداعيات اوضحت نجاح البوليس فى دبى تحت قيادة خلفان ضاحى فى لم الخيوط و والمعلومات بحرفيه عاليه وضعت اسرائيل وحلفائها فى حرج كبير

اتفاق المصالحة بدرافور فبعد الحرب التى دامت سنوات فى جنوب السودان تم توقيع الاتفاق بين اطراف النزاع فى الدوحة عاصمة قطر
محاكمة ضباط الجيش الضالعين فى مؤامرة لقلب نظام الحكم فى تركيا حيث يخضع كبار ضباط الجيش لاول مرة فى تركيا منذ اتاتورك الذى عهد  للجيش بحماية العلمانية ومنع اى مظاهر دينية فى تركيا ولكن الرجل القوى اردوغان استطاع بهدوئه و حنكته الايقاع بهؤلاء الضباط بتهمة محاولة الانقلاب على نظام الحكم
  
تشكيل جبهة البرادعى فى مصر فقد اجتمع البرادعى مع ممثلين للتيارات السياسية فى مصر وتم الاعلان عن تشكيل الجمعية الوطنية للتغيير للعمل على تعديل الدستور ليسمح بتداول السلطة

زيارة احمدى نجاد لسوريا حيث تم توقيع اتفاقية لدخول مواطنى البلدين بدون تأشيرات وهناك اعلن نجاد ان  على الامريكيين الرحيل عن الشرق الاوسط
   
الانتخابات العراقية حيث اعلن صالح المطلك  مشاركة قائمته في الانتخابات العراقية من اجل التغيير

اغتيال قائد الامن فى الجزائر على يد احد مساعديه
  
استئناف المحادثات الهندية الباكستانية بعد انقطاع بعد احداث مومباى

هذه الاخبار كلها تدور فى منطقة الشرق الاوسط والدائرة التى حولهااما اخبار العالم الاخر فتنحصر فى خبرين رئيسيين اولهما مظاهرات اليونان وثانيهما رئيس اوكرانيا الجديد يحلف اليمين الدستورية

الأحد، فبراير 21، 2010

تويوتا امام الكونجرس



الكونجرس الامريكى استدعى رئيس شركة تويوتا اليابانية للمثول امامه لالقاء الضوء على خطة الشركة لسحب سيارتها واصلاح العيوب التى ظهرت بها ، الرجل تردد ثم اذعن فى النهاية 

الخميس، فبراير 11، 2010

صراع طبقى

 جلس بجوار ابيه فى شهر يوليو فى المنتجع الراقى بالساحل الشمالى ،وامامهما البحر وهو يحاول اختيار الكلمات التى تداعب قلب الرجل القوى الذى بيده زمام الامور .
- عندى خبر حلو
التفت اليه يحاول ان يستبق ما وراء كلام ولده ناظرا فى عينيه التى طالما احب فيهما النظره المباشرة الصريحة وجهز نفسه لتلقى الخبر السعيد
- لقد وجدت الفتاة التى اريدها زوجه لى

- من يا ترى ؟ 
وكان قد عرض عليه بنات العائلة المرشحات للزواج منه فرفضهن كلهن بحجج مختلفة 
- زميلتى فى العمل 
- حدثنى عنها 
- ذات اخلاق حميدة ومن اسرة مستورة
- كم تبلغ من العمر ؟
- تكبرنى باربع سنوات 
- مرفوض 


-لماذا؟

- لو حدث الزواج ، بعد سنوات لن تصلح كزوجة وستكون فى وضع الاختيار بين الزواج مرة ثانية او اتخاذ عشيقة
-لقد بحثت فى ما كتب عن مشاكل فارق السن فلم اجد ما يمنع 
- العرف لا يسمح
- الدين يسمح
- الدين يقر العرف الذى عليه المجتمع 

لم يمنحه الموافقة فقام وقد اضمر فى نفسه انه لا مفر من الحيلة وان الحرب فى النهاية خدعة .
بعد شهر دعا اسرته الى رحلة تنظمها الشركة التى يعمل بها وبالطبع كانت الفتاة وامها معهم وكانت الخطة تعتمد على تعارف الاسرتان ولكن الخطة باءت بالفشل فلم تلق الفتاة قبولا لدى والده ولا والدته وحدث نفور عفوى من الفتاة وامها على اساس طبقى مدعم باشكالية فارق السن وزاد من تعقيد الامر تحفظ الاب على الفتاة لانها ذات جمال متوسط او اقل فى تقديره

السبت، يناير 09، 2010

طعم البيوت


عندى عشق وولع بالبيوت ليس لانى مهندس فقط ولكن ايضا بسبب كراهيتى للبيت الذى نشأت فيه ، اعرف ان هناك تناقض فى السياق ولكنها الحقيقة التى ظللت زمنا طويلا احاول ان افهمها فأفشل ثم  اتجاهلها عندما اتحامل على نفسى واذهب لزيارة بيتنا القديم  و يبدو ان هناك جذور كثيرة متشعبة فى اعماقى نبتت منها شجرة الكراهية لبيت شهد حنان امى الجارف المقترن بالخوف بل الرعب المبالغ فيه علىّ وعلى سلامتى فقد انجبت شقيقتى ثم انجبتنى وهى تعرف انها لن تنجب مرة ثانية فجعلتنا محور حياتها و شهد تمتعى  بطيبة قلب ابى وصبره العظيم على الالام الفظيعة التى كان يعانى منها بسبب النقرس والروماتويد ، بيتا شهد سعادتى باشياء كثيرة  صغيرة ومخاوف من افكار وتوقعات جالت فى عقلى الصغير فلم اشارك فيها احدا وكنت استيقظ من نومى قلقا واذهب للاطمئنان على ان ابى وامى مازالا على قيد الحياة فقد كان موتهما شبحا ظل يطاردنى طول عمرى حتى توافاهما الله وقد تجاوزت الاربعين،كما شهد ايام المرض التى كنت اعانى فيها من الملاريا مرة ومن التيفود مرة ومن الانفلونزا مرات عديدة ، بيتا عشت فيه ايام الصيف الطويلة الخالية الجميلة مع اقربائى ولم نكن نفترق خلال شهور الصيف يحضرون للاقامة فى بيتنا اسبوعا واذهب لبيتهم فى الاسبوع الذى يليه .

الخميس، ديسمبر 31، 2009

ارتجال



هذه قصة فيها من الخيال بقدر ما فيها من الواقع و لقد تعارف الادباء على اضفاء صفة البطولة الى الشخصيات الرئيسية فى الروايات التي يؤلفونها بالرغم ان سير الاحداث قد ينفى اي بطولة يمكن ان توصف بها تلك الشخصيات ، و على العموم فأن بطلة قصتنا فتاة من اسرة تنتمى الى الشريحة العليا من الطبقة المتوسطة وقد تخرجت حديثا فى احدى الجامعات الحكومية وتبدأ الاحداث وهى فى طريقها الى الفندق الكبير فى اول يوم عمل وحدثتها نفسها وحدثت نفسها فى حوار داخلى دار هكذا 
 لا اصلح ابدا للزواج ، حريتى هى اغلى ما امتلكه  هذا ما اؤمن به فكيف اتنازل عن حريتى لرجل ما ، اعرف ان الزواج ضرورة لاستمرار النوع الانسانى فى اطار شرعى ولكنى لا اريد الاشتراك فى هذه اللعبة ، لا احب الاطفال ولا اريد الانجاب

الحل هو الاستقلال المادي ، حريتي مرهونة باستقلالي عن ابى واسرتي فاذا كنت ارفض الزواج هربا من سيطرة الزوج فمن باب اولى ان اتجنب سيطرة ابى ، سوف اعمل وانجح ولن اتردد فى الاقدام على فعل اي شيء فى سبيل تحقيق حريتي ، اريد شقة مستقلة وسيارة صغيرة ودولاب ملابس لا يشاركني فيه احد ومطبخ صغير نظيف لطعام الافطار وقهوة الصباح  وامشى عارية  فى شقتي ولا اهتم فلن يعيش معى احد ، انا حلوة وجميلة وينبغى ان استخدم انوثتي التي وهبتها لي الطبيعة للنجاح فى عملي الجديد

السبت، ديسمبر 26، 2009

شيء ما


كطائر اسود احاطه  بجناحيه  فلا يستطيع منه فكاكا  يستيقظ فى الليل وقد تملكه فيسرع قلبه و وتلقف انفاسه فى نهجان ولا يدرى احلم هو ام مسه طائف من الجن
 فى النهار تطارده المرده والشياطين  التى  تلبست   كائنات  صاخبه ينبعث منها الدخان الاسود و قد توكزه فى جنبه اذا سار بجوار الجدران  هوام  مسرعة تصفر فى اذنيه
فيقعد ليحتسى مشروبا فى  قدح فضى  تدور داخله دوامات واعاصير  وترتفع كأنها نبات الفطر تكنس المكان من حوله فيعود اليه صدى الصوت مع صرخات وعويل ، من ذا الذى يعذب خلف حاجز المكان ؟
 يتحسس انفه  كأنه صقيع متجمد فتأخذه نوبه من الضحك ويضع يده على بطنه فيشعر بالوخز فيجفل ويقوم عائدا الى غرفته  يتمنى لو عاد لرحم امه  وينام على فراشه وقد لف ذراعيه حول ركبتيه فينغلق جسده ولا يقدر على  الحركة
يستحضر امامه صورة فتاة مراهقة كاد يوما ان يقبلها  وقد انفرجت شفتاها ولفته بذراعيها  فانفلت منها  ونكص على عقبيه  فتساقطت دمعات  مالحة على خده
حضر الحرس فأقاموه وحمموه ومسحوا رأسه بالزيت وسقط  رسول الشمس عليه ليدور فى يوم جديد



الثلاثاء، ديسمبر 15، 2009

فى المقهى


   من داخل المقهى يرى المارة على الرصيف يتخبطون سائرين في عشوائية واضحة جباههم منعقدة ويتصايحون ولكن أصواتهم لا تصل إليه فالزجاج سميك و سماعات مشغل الموسيقى تضخ في أذنيه أغنيه لبوب ديلون

"There must be some way out of here", 

said the joker to the thief

  الناس في الداخل قلة متناثرة فالوقت قبل الظهيرة بقليل في احد أيام الشتاء، شاب وفتاة في ركن داخلي في حالة صمت والفتاة تنظر وهى ساهمة إلى الفنجان أمامها والفتى قد اسند رأسه على يده بينما دخان السيجارة يتصاعد أمام نظارته فيصنع غلالة ضبابية بينهما

السبت، نوفمبر 21، 2009

شياطين الصحافة والفضائيات

كما لو كان خيط الافكار متصل بموضوع كتابة التاريخ الشعبى وليس السلطوى ، شاء القدر ان تحدث هذه الضجة حول الاحداث التى تلت هزيمة فريق كرة القدم فوجدت الصحف و التلفزيون ان الفرصة سانحة لصياغة تلك الاحداث بطريقة تدعو الى الصدام بين بلدين كبيرين فى الوطن العربى وتسييس ما حدث من اعتداءات من الغوغاء من كلا البلدين والاتجاه فى التصعيد الى حدود استدعاء السفراء والدعوة الى ما هو اكثر بل وكتب بعضهم يذكر بالحرب التى نشبت بين جمهوريتى الموز فى امريكا اللاتينية منذ سنوات بسبب احداث مشابهة كأنها دعوة لشن الحرب على الجزائر ولم لا فقد فعلناها من قبل ضد ليبيا لاسباب مثيرة للجدال كذلك عندما ضرب الطيران المصرى ليبيا بسبب صورة معلقة فى مطار طرابلس للرئيس الامريكى كارتر وهو يطبع قبلة دبلوماسية على خد السيدة جيهان زوجة الرئيس المؤمن انذاك السادات

استدعاء السفراء للتشاور حول تكسير نوافذ الحافلات واصابات سطحية لاتتعدى الخدوش والدعوة من رموز المجتمع الى ضرورة اتخاذ ما يلزم من اجراءات للحفاظ على كرامة المصريين التى تهدرها اسرائيل بمنهجية واضحة فى قتل جنود مصر على الحدود بدون حتى ابداء الاستياء ، بل ان كرامة المصريين تهدر كل يوم بايدى مصرية تتقاعس عن توفير حياة كريمة لهم

ولا ننسى الافاعيل الشائنة لجمهور الكرة المصرى نفسه والذى يتباكى الان على احداث لاتقارن بما يقوم به جمهور الغوغاء فى الاسماعيلية او القاهرة ومدن مصرية اخرى من تكسير وبذاءات وتحرش

ولنرجع بالذاكرة الى مبارة الكرة التى هزم فيها فريقنا فى الجزائر منذ شهور ولم يحدث فيها اى اعتداءات على الجمهور المصرى او اللاعبين المصريين الا تلك الادعاءات السخيفة التى يروج لها البعض من تعمد دس السم فى طعام الفريق المصرى ونرى ان هيجان الغوغاء من الجزائريين حدث بسبب قذف الحجارة على حافلة الفريق فى القاهرة وما تلى ذلك من تهويلات الصحافة والتلفزيون الجزائرى من وجود ضحايا وقتلى ولقد توعد الغوغاء الجزائريين الانتقام صراحة وبدون مداراة فهل اتخذت مصر الاحتياطات لحماية جمهورها ولاعبيها ؟ يبدو انه لم يحدث سوى الاطمئنان الى حنكة وخبرة الامن السودانى فى البطش بالسودانيين والذى وقف عاجزا عن التدخل

ايضا الجماعة الاعلاميين قلبوا دماغنا بان لمهنتهم اصول يجب مراعاتها منها سماع وجهتى النظر فى اى نزاع ومحاولة التعرف على رأى الاطراف المحايدة وهذا لم يحدث فى اى قناة اشاهدتها او صحيفة قرأتها

فضوها سيرة يا جماعة ، وادعو الله فى موسم الحج ان يغفر لنا ذنوبنا وان يجمعنا مع المسلمين اخوانا متحابين بعيدا عن طريق شياطين الصحافة والفضائيات

الثلاثاء، نوفمبر 10، 2009

التاريخ الحقيقى

يلاحظ من يقرأ كتب التاريخ انها تروى احداث المعارك والحروب الكبيرة والتحولات الاقتصادية والاجتماعية ، وهى تؤرخ دائما للحكام والملوك ماذا قالوا وماذا فعلوا واين سافروا وتسجل اخبار ازواجهم وعشيقاتهم وفضائحهم ومصارعهم

الشعوب فى كتب التاريخ جموع ثائرة محاربة جائعة غاضبة تهدم وتنسف وتسفك الدماء واحيانا سعيدة هانئة تصنع الحضارة ولكن كل ذلك من خلال الحاكم او الملك هو الذى يفكر ويدبر ويشن الحروب او يمنح السلام والسعادة

تاريخ الانسان الحقيقى هو رصد وتسجيل تلك الروح الخفية التى تسرى بين الناس فى فترة زمنية يتضح فيها وسائل التعبير كأوضح ما تكون عن افكارهم و فنونهم و لحظات السعادة التى يستشعرونها وساعات الاحباط التى يرزحون تحتها ومن ثم تفرز ثقافة الشعب التى هى محصلة لكل التجارب والافكار والفنون التى يسهم فيها كل فرد من الناس

هذا هو التاريخ الانسانى الذى يجب ان يسجل بل ويحفر على صخر لا يبلى ولا يستطيع احد ان يحذفه ويتلاعب به ويستغله لتحقيق مصالحه واهدافه الخاصة

التاريخ الحالى ما هو الا كذب وغش ولعب على ذاكرة الانسان الضعيفة وعجزه الطبيعى عن رؤية الغيب فيما مضى وفيما حوله خلف الجدران وعبر الحدود

قرأت عن احد المؤرخين للتاريخ الانجليزى الحديث والذى انتهج اسلوبا مختلفا فى تناول الاحداث الفارقة التى مرت بها انجلترا واثناء بحثه وجد يوميات مواطن انجليزى كتبها اثناء خوض انجلترا للحرب ضد مصر فى السويس سنة 1956، اليوميات لم يذكر بها حرفا واحدا عن الحرب بل كانت تسجيلا لهموم المواطن اليومية فى عمله وفى بيته و مع الاخرين

قياسا على ذلك فلو افترضنا ان هناك جهة محايدة فى بلدنا مصر تسجل اهتمامات الناس الحقيقية خلال الفترة الزمنية الحالية اعتقد انه سيتم رصد الهم اليومى للمواطن المصرى فى سعيه لمجرد البقاء على قيد الحياة فى مقابل ما تعج به الصحف والفضائيات من اخبار عن مؤتمر الحزب وكوارث القطارات والضريبة العقارية وازمة القمامة والتغيير الوزارى وانفلونزا الخنازير وحتى مباراة كرة القدم المنتظرة

كل ذلك يراه المصرى ويسمعه ولكنه لا يشعر انه يخصه فى شيء فهو يشعر كانه يعيش فى بلد اجنبى لا ينتمى اليه ولا علاقه له به الا ما يحصل عليه من قروش يشترى بها رغيف الخبز وكوب الشاى مثل المصرى فى المملكة السعودية او فى احدى دول الخليج اول ما يسمعه عند وصوله هناك انه لا كلام فى السياسة ولا فى الدين وانه فى مهمة لتحصيل النقود التى تبقيه فقط على قيد الحياه مستورا فى رحلته الحتمية نحو قبره

حتى الروابط بين افراد الاسر تتعرض لهجمات شرسة لتفكيكها بدعوى تمكين النساء فى حرية لا قيود عليها وحماية حقوق الابناء فى التمرد والانشقاق على الاباء واثناء ذلك يتم تمرير تلك الافكار الخبيثة لقبول الشواذ وضمان دورهم فى نشر الامراض والرزيلة

اتمنى ان يقوم كل مصرى برصد وتسجيل ما يدور فى عقله وما يعتمل فى صدره فى يوميات خلال رحلة حياته فقد يأتى يوم يقوم احد المؤرخين من ابناء هذا الشعب بجمع هذه اليوميات ليكتب التاريخ الحقيقى لشعب مصر

الاثنين، أكتوبر 19، 2009

اللطخ والقردة

مشوار ضرورى لشركة السياحة فى شارع الحجاز ، خلاص كرهت السواقة موش قادر اتعامل مع الناس ولا الزحمة ، و مندهش من تصرفات الناس و عارف ان شعورى ده دليل على ان عقلى لسه بخير وانى لسة عاوز افهم واستوعب وموش محتاج انى اغيب عن الواقع واحس بسعادة مزيفة بنفسين حشيش ولا قرص هلوسة

كتير حواليا موش قادرين على المواجهة و خلاص اتخنقوا موش قادرين يحبسوا الاحساس البغيض بالحصار وقلة الحيلة

حاولت ضبط اعصابى عند اشارة المرور وتجاهلت بياعين المناديل وتحملت ضغط الحزام اللى انا عارف وضابط المرور عارف انى ح اتخلص منه بعد ثانية واحدة من اشارته الى السيارات للتحرك ، فى قرارة نفسى اعرف ضرورة وجود ضباط المرور فى الشارع وصعوبة عملهم الشاق ولكنى لا املك سوى كراهية السلطة فى اى شكل كانت وهذا ليس التناقض الوحيد الذى اكتشفته فى نفسى ولكنها مئات التناقضات التى وطنت نفسى على انها من ضرورات البقاء على قيد الحياة ، بداية من القاء المحاضرات على الاخرين للمحافظة على النظافة مع انى اقوم بالقاء المناديل المستعملة وعلب العصير من نافذة السيارة مرورا بابداء الاحترام لاشخاص لا يستحقون مجرد الالتفات اليهم الى تبرير التقصير فى الاداء بدافع الكسل بان الله لا يكلف نفسا الا وسعها

حانت لحظة الدوران يسارا للعودة فى الاتجاه الاخر ومن العجيب ان حركة المرور فى القاهرة تبدو للوهلة الاولى عبارة عن فوضى مطلقة ولا يوجد ادنى نظام فى الشوارع الا ان المخضرمين امثالى يعلمون ان هناك تفاهمات عميقة متفق عليها بين السائقين وقواعد يحترمها الجميع ليس للحكومة اى دور فيها فهى بره اللعبة تماما و من يشذ عن هذه القواعد يستاهل اللى يجرى له ومحدش راح يرحمه ، وليس كافيا ابدا عندما ترغب مثلا فى الانتقال من حارة الى اخرى ان تكتفى بتشغيل ضوء الغماز الذى يشير الى الاتجاه الذى تريده ولكن يجب عليك ان تفعل ذلك بدرى جدا مع التحرك ببطء وبغلاسة فى اتجاة قطرى حتى ترغم من خلفك على السماح لك بالمرور ومن القواعد المتعارف عليها ايضا ان من يملك سيارة قديمة متهالكة له الاولوية دائما ان يفعل ما يريد وياسلام لو كانت ميكروباس يبقى من حقه ان يسير وهناك من يتشعلق فى الباب الايمن بينما الاسطى المعلم يقود بيد واحدة حيث يمسك فى يده الاخرى الفكة ويكتفى بالتركيز بربع عقله فقط بينما الباقى اى من عقله يعنى يستمتع بالضجة الصادرة من الكاسيت الذى قد يكون يشغل احد اغانى العصر الجماهيرية مثل اركب الحنطور او بحبك يا حمار

ادرت الدريكسيون ناحية اليسار وفى نفس الوقت ضربت اشارة تنبيء عن نيتى الاتجاه الى اليمين وهى حركة حضارية زيادة عن اللزوم لم يفهمها اللطخ القادم من الخلف ليس فقط بسبب انه قادم من القليوبية ( اسف على العنصرية التى قد تبدو هنا )علشان يستعرض سيارته القردة الفيات ال1100 موديل الستينات ولكن ايضا بسبب الموزة الفلاحى المربربة التى كانت تجلس بجواره و عاوز يفسحها فى بلد المعز لدين الله الفاطمى لكى يشعر ببهجة مثل التى شعر بها بوحة عندما جلس مع مى عز الدين على شط النيل

بعد لحظة من الدوران سمعت صوت الخبطة التى خبطها اللطخ المسرع الذى لم يستطيع التحكم فى القردة لكى يلبس فى المرسيدس السوداء التى تركن على اليمين والتى نتج عنها اى الخبطة انبعاج شديد فى الرفرف الامامى الايمن ناحية الفلاحة الموزة مما يدل على ان عقله الباطن ( حيث ان عقله الواعى موش هنا اصلا ) قرر التضحية بها اى بالموزة ليبقى اللطخ على قيد الحياة

نزل اللطخ يجمع الاجزاء البلاستيكية والمعدنية التى تناثرت من القردة وهو فى عجلة من امره ليستطيع الهرب بسرعة من المرسيدس السوداء والتى تحمل خطرا مضاعفا فليست فقط مرسيدس تدل على ان مالكها من الاثرياء ولكنها سوداء ايضا فهو من اصحاب المناصب وقد يكون من جهة امنية فيروح فى ستين داهية

نزلت ونظرت اليه بطريقة حيادية تماما وانا اضع يداي فى جيوبى اشارة الى انى ليس لى علاقة بالحادث ولكن بما انه لطخ فيبدو انه فهم انى ابحث فى جيبى عن نقود لكى اعطيها له تعويضا عن خسائر القردة وقد اخذ يصرخ ويولول انه لسه طالع من عند السنكرى ( يقصد السمكرى )

رفعت كتفاى فى حركة يفهمها الجميع بدليل انه قد فهمها مع انه لطخ وقلت له وانا مالى ياعم هو انا جيت جنبك ؟

وهنا تحولت الفلاحة من موزة الى ستنا الغولة وبدأت فاصل ردح بالصوت الحيانى واخذت تدعو وتتمنى ان تولع سيارتى او يركب على الترمواى ولما اشرت لها الى المرسيدس السوداء مذكرا اياها بالكارثة التى تنتظرهم جذبها اللطخ من يدها وركبا القردة مبتعدين عن المكان والدخان الكثيف الصادر من كاوتش العجلة الذى يحترق بسبب احتكاكه بالرفرف المنبعج يتصاعد الى السماء كستار الدخان الذى تطلقة فلول الجيش المنهزم

الغريب انى حتى هذه اللحظة لم استطيع التغلب على الخوف الذى يعترينى كلما ركبت سيارتى فقد تتحقق دعوات الفلاحة الموزة والعربية تولع او يركب على ترمواى مع انى بقى لى سنين طويلة ما شفتش الترمواى واعتقد ان هذا الخوف هو تناقض اخر اعيش به فكيف اكون ذلك الشخص المتحضر الذى يؤمن بالعلم وفى نفس الوقت اخاف من خزعبلات وخرافات الفلاحة الموزة؟