الكونجرس الامريكى استدعى رئيس شركة تويوتا اليابانية للمثول امامه لالقاء الضوء على خطة الشركة لسحب سيارتها واصلاح العيوب التى ظهرت بها ، الرجل تردد ثم اذعن فى النهاية
هذا الخبر مدهش فالمعروف ان المجالس النيابية توافق على التشريعات والقوانين فى بلدها وايضا تحاسب الحكومة على ادائها التنفيذى ولكنها الغطرسة الامريكية التى جعلت الكونجرس يتغاضى عن حقائق الجغرافيا ليستدعى رئيس شركة يابانية للتحقيق معه بحجة حماية دافعى الضرائب مع ان الرجل فى الحقيقة يستحق التهنئة على موقفه الشجاع واخلاقياته التى تخطت اليات السوق العمياء والقاسية فاعترف بأخطاء الشركة وخسر اموالا طائلة ليرضى الزبون ويحافظ على سمعة الشركة اى انه يقوم باحراج النظام الرأسمالى الذى لا يفهم تلك الامور فقط المكسب هو الهدف النهائى
موقف الكونجرس هنا يجب ان يفهم فى هذا السياق فالنظام الرأسمالى لم يتعافى بعد من ازمته الماليه الطاحنة التى كشفت عن الوجه القبيح لتعاملات مريبة يحصد مديرو البنوك منها مكافأت تقدر بالملايين ، فكيف يجرؤ هذا اليابانى على ان يحشر الاخلاق فى نظام قام منذ نشأته على النهب وسفك الدماء .
فتحول الرجل الشجاع الى متهم مطلوب التحقيق معه امام برلمان دولة اجنبية وليس غريبا على الامريكان الكيل بمكيالين فهم الذين يصنفون الفلسطينيين كأرهابيين والاسرائيلين حمائم السلام ورسل الديموقراطية وهم الذين يصفون المجاهدين فى افغانستان والعراق بالمتمردين وهم الذين يدخلون فى نوايا البشر مطالبين بتوقيع اقصى العقوبات والحصار على ايران لان هناك احتمال ان تصنع سلاح نووى فى نفس الوقت الذى يغضون فيه الطرف عن ترسانة اسرائيل النووية و هم الذين يبشرون بالديموقراطية ليل نهار ثم يعضون اصابعهم غيظا لفوز حماس فى الانتخابات
و كل ماسبق هو ما يظهر على السطح وما خفى كان اعظم فهناك علامات استفهام كثيرة حول تمويل الناشطين فى مصر والعالم العربى والاسلامى ومحاولات تمرير التطبيع مع اسرائيل وتمرير قبول الشواذ و تمرير الجنس بدون زواج و فى النهاية تفكيك المجتمعات ووضعها فى ازمة الاختيار بين الثقافة المحلية التى تمثل الدين والاخلاق وبين العولمة و الذوبان فى نمط مسطح باهت بدون هوية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق