فى استقبال العام الجديد لا املك الا ان اضع يدى على قلبى وان احبس انفاسى فى انتظار رحمة ربى بهذه الامة وهذا الشعب
الأربعاء، ديسمبر 29، 2010
الثلاثاء، ديسمبر 21، 2010
الاصدقاء
عندما قفزت الكرة الصفراء من ارض الملعب الحمراء على ارتفاع الصدر حرك المضرب الى الخلف ونظر الى منتصف المسافة بين زوج اللاعبين على الطرف الاخر من الملعب ثم ضرب الكرة فاصطدمت بالشبكة وانتهت على الارض فى منتصف الملعب الذى يحتله هو وزميله ، امتعض الاخير بصوت عال
- كيف تضيع هذه الكرة السهلة ؟
شعر بالغضب يعتمل فى صدره واذنيه اصبحتا اكثر سخونة فهذا الزميل مع كل الاخطاء الساذجة التى يرتكبها لا يستطيع بكل بساطة هكذا توجيه النقد اليه فتتصاعد القهقهات من الخصوم على الجانب الاخر ولكنه بارع فى انتحال الاعذار فمرة الولد جامع الكرات مر بجانبه ومره شغلته تلك الرنات من التليفون الذى يحمله احد الجالسين خارج الملعب و مرة اخرى اضاءة الملعب المبهرة زغللت عينيه ولكن صاحبنا لا يستطيع التماس اعذار مثل هذه ، فقط يكتم الغضب والكراهية نحو زميله والاخرين الذين يضحكون على السواء
واصدقاء التنس لايمكن وصفهم بالاصدقاء الحقيقيين كما تعارف الناس على علاقة الصداقة ولكنهم مثل الناس تقابلهم فى القطار الذى يمكن ان تستقله بانتظام فى موعد محدد فتلتقى بهم يذهبون الى المحطة النهائية معك وتلتقى العيون وقد تهتز الرؤوس بتحيات مقتضبة وابدا لا يتطور الامر الى علاقة ابعد من ذلك ، فقط فى الاستراحة بين مباراة واخرى ينطلق زملاء اللعبة فى الافصاح عن بعض ما يعتمل فى صدورهم فيمكنك ان تعرف عنهم بعض المعلومات التى لا تمكنك العلاقة السطحية من مشاركتهم فيها عن طريق الاسئلة المباشرة
كان فى حالة احباط من ضياع تلك النقطة السهلة واخذ يحاول التركيز فى باقى الشوط ليعوض الخسارة وكانت تلك الكرة الماكرة الساقطة مباشرة خلف الشبكة من الخصم المقابل فانطلق باقصى سرعته متجها اليها شارعا المضرب فى الهواء و مرة واحدة شعر بالتمزق فى عضلة الفخذ كأن وترا مشدودا قطع فجأة فانطلق الالم فى عضلة الفخذ مثل سيخ من الحديد الساخن يشق العضلات
جلس على اقرب مقعد وهو يمسك بفخذه وهو يتأوه من شدة الالم فانطلق اللاعبون اليه وفى اعينهم الجزع كل يحاول مساعدته باحضار مقعد اخر ليمد ساقه عليه او رش مكان التمزق بالرشاش المخدر او جلب قارورة ماء ليشرب واستسلم لهم وجلس مادا ساقه فتوقف اللعب فى انتظاره ليكمل المباراة ولكنه لم يرد ان يزداد التمزق فاعتذر
جلس يراقب المبارة بعد اشراك لاعب اخر بدلا منه فغمره شعور جميل بالامتنان لزملاء اللعبة فى نفس الوقت تسلل اليه احساس خافت بتأنيب الضمير فان لم يكن هؤلاء اصدقاء فكيف يكون الاصدقاء اذن ؟
السبت، ديسمبر 11، 2010
البئر
مثل بطل شتاء السخط (the winter of our discontent )انظر الى بئرى الخاص بالذكريات استدعى منه ما يبعث نفس الحرارة للجسد ومشاعر قد احتوت الوجدان فيفضى الجميع الى السرور القديم الذى فى وقت لاحق تسبب فى اثارة دوامة ندم وتعنيف للنفس ولكن ها هو ذلك الضمير الساخر يطل برأسه الخبيث من جديد أطرح عليه السؤال لماذا لم يمح تلك الذكريات اذا كان هو مصدر الندم ؟ لماذا هو فالح فقط فى نخز الدبابيس و يترك مبضع الاستئصال للصدأ؟
وما الضرر من استعادة شعورا بالسعادة من جديد اصدر عن سقوط شرير ام صدر عن ترفع وورع ؟
السرور مجرد نتيجة لا تستوجب تكرار الخطيئة فقط هى الذكرى لا تتزحح عن مكانها بل تهرع فى اى وقت تقدم البهجة للجسد وللنفس معلنة عن نفسها فى صراحة ووضوح بينما ذلك الضمير لا ادرى كنهه واين يكون اعرف فقط انه مصدر الشقاء والندم فهو ينتظر دائما فى حالة تحفز للوثوب ليضع المرآه امام وجهك القبيح ، ساعتها لم يكن الوجه قبيحا بل كان فتيا وجميلا ولاهيا فتتبعته وجوه اخرى فتية وجميلة ولاهية صنعوا معا ذكريات لا تمحى مع الزمن ملونه بكل الالوان الناصعة الحارة
الجمعة، ديسمبر 03، 2010
الراقص الوحيد
عندما اعلن عن مسابقة الرقص الكبرى فى المدينة ،استعد كل الراقصين للحدث المنتظر فاسرعوا لشراء الملابس الملونة الجديدة واحذية الرقص ولصقوا الاوراق المصورة على الحوائط واعمدة الانارة وانخرطوا فى التدريبات بكل همة ونشاط
ولكن الراقص الفائز فى المسابقة الاخيرة التى عقدت قبل خمس سنوات كان قد طعن فى السن واصبحت قدماه لا تقويان على حمله فضلا عن خوض مبارة نزيهة مع المتنافسين الشباب فاضمر فى نفسه امرا
وفى ليلة المباراة دعى كل المتنافسين لتناول طعام العشاء و قد دس فى الشراب عقارا مخدرا ، فلما نام المتنافسين وضع فى قدم كل واحد منهم حلقة ثقيلة من الحديد
وفى الصباح عندما استيقظ الراقصين المشاركين فى المسابقة لم يجدوا الوقت الكافى لفك الاغلال الثقيلة من اقدامهم وعندما دق الناقوس ايذانا ببدء الرقص لم يستطيعوا الحركة وهنا دار الراقص العجوز فى الحلبة وحيدا متمهلا مبتسما مزهوا بنفسه وعندما توقفت الموسيقى تقدم للحصول على الجائزة الكبرى فلم يجد الحكام على المنصة ولم يجد النظارة فى المدرجات فارتدى عباءة الحكام وامسك الميكرفون واعلن تربعه على عرش الرقص ثم استدار واغلق الابواب وجلس على الباب يعاقر خمر الانتصار
الاثنين، نوفمبر 22، 2010
فلسطين
اشعر بالانزعاج كثيرا عندما يتسلل الى نفسى بعض الاعجاب بالاسرائيليين هؤلاء الشراذم الذين اتوا من بقاع عديدة من الارض مستضعفين و فقراء واستطاعوا خلال ستون عاما بناء دولة حديثة تتسع لثقافات مختلفة وتصهرها فى ثقافة واحدة ، عنصرية بالطبع ولكنها توحدهم لتحقيق حلم واحد وفى هذه الاثناء استطاعوا بعث اللغة العبرية بعد موات الا فى قاعات الاكاديميات الى الحياة فى الاسواق وفى البيوت والكتب وعبر الاثير ، وبالرغم من العدد القليل والمساحة الصغيرة من الارض التى اغتصبوها فقد استطاعوا التفوق النوعى على ملايين العرب الذين يحيطون بهم فى معظم المجالات و لاعزاء لهم ولا حجة فاذا ساعد الاوروبيين والامريكان اسرائيل بالمال فالعرب يملكون الكثير من المال واذا ساعدوهم بوسائل اخرى فهى متاحة ايضا للعرب
ولكن وبالرغم من القوة العسكرية والقسوة البالغة والممارسات اليومية لاذلال الفلسطنيين وبالرغم من عزل زعماء وقادة الشعب البائس فى سجون انفرادية ولمدد تتجاوز الاعوام الثمانية لا يرون احد ولا يتكلمون مع احد ولا يعرفون عما يدور فى العالم الخارجى شيئا و بالرغم من تبنى الكثير من الساسة العرب للاجندة الاسرائيلية فلم يستطيع الاسرائيليين تطويع الفلسطينيين فيفقدوا هويتهم ولا هزيمتهم بحيث يلوذوا بالفرار من ارضهم والحقيقة ان الفلسطينيين جديرين بالاعجاب حقا فهناك الكثير من الشعوب فى العالم التى انكسرت وسلمت لاعدائها وانقلبت على تاريخها وثقافتها عند اول هزيمة عسكرية بالرغم من الامكانات التى كانت تتيح لهم الاستمرار على مبادئهم ، ولكن الفلسطينيين يبدو كأنهم شعب قد من فولاذ وهم يقدمون الشهداء يوميا ولا ييأسون من استعادة حقهم فى ارضهم المغتصبة ولم يسمحوا ابدا لساستهم بالتنازل عن حق العودة وحقهم فى القدس ، وهم شعب متعلم مثقف ومرن فهم قد يذهبوا للعمل داخل الارض المغتصبة مقابل الشيكالات الاسرائيلية ويعودون ادراجهم الى مخيماتهم رافعى الرؤوس ، وعرب الداخل او عرب ال48 الذين يعيشون داخل اسرائيل منهم عزمى بشارة وحنين الزعبى اعضاء الكنيست الاسرائيلى الذين لم يهادنوا ولم يبيعوا ، واخيرا شاهدت برنامج عن الفلسطينيين فى شيكاجو فى الولايات المتحدة الذين يخططون للسفر بالمئات الى مطار اللد حاملين شعار العودة للديار وهم يعدون لاسطول امريكى بحرى لكسر حصار غزة وهم على ثقة من التنكيل الذى ينتظرهم هناك ولكنها محاولات سوف تؤتى ثمارها يوما ما ونحن جديرون بالفخر انهم ينتمون الينا بل نحن الذين ننتمى اليهم
تحية للفلسطينيين المجاهدين فى غزة والضفة وفى الارض المغتصبة وفى مخيمات اللاجئين وفى العالم العربى وفى جميع انحاء العالم وادعوا الله ان اعيش حتى ارى فلسطين حرة عربية مرة اخرى
الأربعاء، نوفمبر 17، 2010
تمرد
عندما تهل بشائر العيد لا تحل البركة الا بحضور الست الشغالة لكى تقلب البيت رأسا على عقب فى واحد من تلك الايام المشهودة وهو يوم تؤول ملكيته خالصة لهذه السيدة فلا استطيع ان اقول ثلث الثلاثة كم بالرغم من احتجاجى فى كل مرة على فلسفتها فى العمل حيث ترى الشغالة أن النظافة مثل اي عمل فنى ، عبارة عن شكل ومضمون وأن المضمون طبقا لرؤيتها الخاصة يتلخص فى النهاية فى عملية غسل بلاط الارض
ولتنفيذ تلك الاستراتيجية الفنية ذات الصبغة العسكرية ، بمجرد ان تضع ملابسها وترتدى الاثمال التى تعمل بها ، يبدأ الهجوم الذى تشنه الست الشغالة على محتويات البيت من اثاث وسجاجيد ويسفر عن تكويم كل شيء فى الاركان ، يتبع ذلك عملية تنفيض الاتربة التي تتصاعد فى الهواء ثم تتشتت فى منظر رائع عندما تصنع قوس كقوس قزح مع اشعة الشمس المتسللة من الخارج وبعد ذلك مباشرة تلقى الماء على ضلف الشيش العمل الذى يسفر عنه تصاعد الشتائم من المارة اسفل النوافذ ، وبالرغم من زجرها فى كل مرة وتذكيرها بان الماء يتلف الخشب ويجعله منتفخا فلا نتمكن من احكام غلق النوافذ كما ان الدهان سوف يتقشر بعد جفاف الماء وعودة الخشب الى حجمه الطبيعى ،تنظر لى فى بلاهة ثم تستمر فى العمل على اساس انه موش شغلى
ثم تبدأ رحلة مليء الجردل بالماء الممزوج بالصابون الذى يقطر طول الطريق من الحمام والى باقى انحاء الشقة حيث تعشق هذه السيدة البغيضة اراقة الماء وهى فى وضع الوقوف فيطرطش على اقدامى فأطلق سيلا من الاسئلة الميتافيزيقية ليس لها اجابات قائلا لها - للشغالة -على سبيل المثال ،متى ولو لمرة واحدة فى عمرك -الذى اتمنى ان يكون قصيرا- سوف يتم تلميع اكر الابواب ومتى يتم تنظيف مفاتيح الاضاءة ومتى سوف تستخدمى الجلانس فى تلميع الزجاج والمرايا والبليدج فى تلميع الخشب ومتى ترشى النجف بالاسباركل ومتى تستخدمى كل هذه السوائل المعبأة فى الزجاجات والعلب الملونة التى تكلف شيئا وشويات فلا اجد الا طرطشة جديدة على اقدامى ثم يأتى دور ذات الشراريب لمسح الارض ثم عصر المياة فى الجردل وعندما تتحول المياه الى اللون الاسود اصرخ فيها لازم تغيرى الميه ياست انتى وهكذا يستمر الحال الى ان تنتقل الى المطبخ ولست ادرى لماذا لاتبدأ بالمطبخ حتى يمكن اعداد طعام الغذاء مبكرا ولا اضطر فى كل مرة الى طلب الطعام هوم دليفرى باهظ الثمن ثم تنتقل الى الحمام عند الغروب ولا تغادر البيت الا بعد العشاء بفترة طويلة بعد ان تتناول الطعام وتصلى وتحدث زوجتى عن زوجها و اولادها العفاريت
هذه المرة قررت التمرد ، استيقظت فى الصباح الباكر فى اليوم المحدد لحضور الست الشغالة واغلقت باب غرفتى الخاصة التى احتففظ فيها بالكمبيوترو الراديو والتلفزيون الخاص بى بالمفتاح وغادرت المنزل الى النادى وعندما عدت بعد صلاة العشاء خطوت الى داخل الشقة ثم الى باب غرفتى متجنبا النظر فى عيون حرمنا المصون وعندما فتحت باب الغرفة اكتشفت الفارق الكبير بين الفوضى والاتربة التى تغطى كل شيء داخل الغرفة والنظام والنظافة خارج الغرفة
قضيت ليلة مليئة بالارق فقد اجهدت ذهنى فى التفكير فى خطة علمية حديثة لتنظيف غرفتى تعتمد على المعدات الحديثة المتاحة ومستحضرات التنظيف التي يمتلئ بها دولاب الكرار ومع اول ضوء فى اليوم التالى بدأت فى تكويم الاثاث فى ركن الغرفة وبعد اراقة الماء على الارض انهمكت فى مسحها بذات الشراريب
الاثنين، نوفمبر 15، 2010
عيد سعيد
ها قد اقبل العيد والطقس جميل وفى النفس امنيات ادعو الله ان شاء و تحققت ان تكون خيرا محضا غير ملتبسة بفتنة او اختبار افشل فى اجتيازه او التحذر منه فقد حدث فى الماضى ان سعيت وراء رغبات تشتهيها النفس وانتهيت الى ندم وتبكيت للنفس
ولكن هذا العام رغم الاجواء البائسة المحيطة بنا عندى امل ان نرى الضوء فى اخر النفق المظلم ، فقط نخطو تلك الخطوات الى الاتجاه الصحيح بعين بصيرة وضمير يقظ ونترك الشباب يجرب ويخطيء ويتعلم و نقف ليس بعيدا نمد له يد العون اذا تعثر
عيد سعيد ان شاء الله
الخميس، نوفمبر 04، 2010
Gossip
مع نهاية مبارة التنس الزوجى الحامية تهاوينا نحن الاربعة على الدكة نجفف عرقنا ونشرب الماء البارد وفى انتظار انتهاء اللاعبون الاربعة للمبارة التى بدأت للتو حان وقت الدردشة والنميمة
بعد مكالمة قصيرة على الموبايل قال محمد بك ان عمال البناء هذه الايام فقدوا المهارة والدقة وانه كمقاول يبنى الفيلات الفاخرة للوزراء يضطر للاشراف على عمله طول النهار و كيف انه صديق لمعظم الوزراء فقال الاستاذ سيد : اذن تتوسط لاخى عند صديقك الوزير فلان فهو لا يستطيع مقابلته منذ شهور بالرغم من خدماته الجليلة للوزراة التى خدم بها البلد فى الداخل وفى الخارج وكيف ان القاصى والدانى من المصريين والاجانب يعرفون مشكلته والظلم الذى وقع عليه لدرجة ان شيمون بيريز عرض عليه ان يتوسط له فرفض خوفا من البطش به ، هنا اطلق محمد بك ضحكة قصيرة وقال انه لم يقابل صديقه الوزير منذ زمن طويل كما ان المعروف عن الوزير انه لا يحب الوساطة
فى نفس الوقت انطلق الحاج محمود فى مكالمة على هاتفه بصوت مرتفع يتفاوض على بيع سيارته الفولكس فاجن الباسات بمبلغ 240 الف جنيه ساردا لمواصفات السيارة الفريدة ثم قال له انه فى الاسكندرية الان وعلى استعداد لمقابلته بعد ثلاث ساعات وارتسمت الابتسامات على شفاهنا فقد كنا فى القاهرة ثم اتصل الحاج بزوجته وقال لها محذرا انه اخبر صديقه بانه فى الاسكندرية وانها يجب ان تؤكد لصديقه ذلك لو اتصل بها
اما هيثم فقد دعانا لحضور الجمعية العمومية للنادى والتى سوف تعقد يوم الجمعة وانه يجب علينا ان نرفض الميزانية المقترحة من جانب مجلس الادارة وشرح لنا كيف تم التلاعب فى اجتماع الجمعية العمومية الاخير وفض الاجتماع بحجة عدم اكتمال النصاب فقد اثبتوا حضور 497 عضوا للاجتماع بينما النصاب المطلوب حضور 500 عضو وطبعا ضحكنا طويلا على هذه الكوميديا المصرية الخالصة ولكنى فى النهاية غير مهتم بالمرة بالجمعية العمومية والذى سوف يسفر عنه اجتماعها
انتهت الدردشة والنميمة واخذنا نتابع اللعب على ارض الملعب الرملية
الثلاثاء، أكتوبر 26، 2010
ساندوتش الواحدة صباحا
حضر نفسك لسهرة طويلة ، هكذا جاء صوتها عبر الهاتف فقلت لها مولاتى سمعا وطاعة
اشتريت قنينة ماء و بعض البسكويت فسوف ننطلق فور نزولها من المترو الى الواحة (سميت مصر الجديدة عند نشأتها بواحات عين شمس ) للرفع الميدانى والتصوير
الاختيار وقع على مربع كبير من ميدان المحكمة الى البزاليكا حيث يرقد امبان البارون البجيكى عاشق مصر الذى خطط لبناء مدينة جديدة فى مطلع القرن العشرين تحديدا 1906 و بنى لنفسه قصرا على الطراز الهندى لامثيل له فى العالم
العمارات الباقية منذ نشأة الضاحية على الطراز الاسلامى بصبغة اوروبية تضفى على النفس البهجة خصوصا انها قليلة الارتفاع و تطل على شوارع فسيحة مما يساعد على تحديد خط السماء وهو الخط المتعرج الذى يفصل بين نهايات المبانى والسماء
وصلنا الى ميدان المحكمة وشرعت هى فى التخطيط على الخرائط وتحديد اماكن العمارات والمساجد والكنائس ثم تلتقط صورا لكل هذا من زوايا مختلفة
وحيث انى من جيل الستينات فقد اصابتنى حالة من التوجس والقلق خوفا من عسكرى او مخبر يقبض علينا بتهمة تصوير اماكن هامة وقد نقلت لها هذا الخوف ولكنها هزت كتفيها باستهانة تناسب تماما جيل الفيس بوك والتويتر
انتقلنا الى شارع هارون الذى يخترق الضاحية بسوق كبير متنوع واستمر الحال من توقيع مبان وتصويرها بدون هوادة ولا راحة وساعدنا على ذلك اننا كنا نعمل ( هى التى كانت تعمل وانا مجرد شوفير ) قرابة منتصف الليل حتى اصابها الارهاق عند ميدان صلاح الدين ثم عودة الى ميدان المحكمة مرة اخرى
قلت يكفى ذلك فهزت رأسها متثآئبة ثم انزلقت الى الامام فى مقعد السيارة وهنا ايقنت انها تنوى النوم بدون طعام طول اليوم الا افطار هزيل تناولته على عجل فى الصباح
اسرعت الى حيث تباع ساندوتشات كبيرة محشوة باللحوم والمخلللات و عندما القيت بالسندوتش على حجرها و شرعنا فى العودة الى المنزل تهللت اساريرها واخرجت الكاميرا تصور الساندوتش
هذه مناسبة تستحق التسجيل - هكذا قالت وهى تحتضن الساندوتش بدون ان تفتح الغلاف السيلوفان ثم القت راسها على المسند وراحت تغط فى نوم عميق
الجمعة، أكتوبر 22، 2010
لا مشاحة فى الاصطلاح
يبدو ان المفاهيم المتعارف عليها قد اصبح لها معان اخرى خلاف ما يردده السياسيين واصحاب الاقلام والمفكرين بلا ملل ليلا ونهارا ، فالتبجح فى البلاد المتقدمة بجنة الديموقراطية حيث يحكم الشعب نفسه عن طريق انتخابات حرة نزيهة مراقبة من جهات محايدة تضمن للناخبين ان من يعطونهم اصواتهم سوف يعملون حسب الوعود المقطوعة فى البرامج الانتخابية و ان الشعوب اصبحت قادرة على اسقاط الحكومات التى تحيد عن تحقيق مصالح واحلام الناس ، يخالف الواقع الذى نعيشه تماما فها هو الشعب الفرنسى يعبر عن رفضه لقانون رفع سن التقاعد الذى يريد الرئيس ساركوزى ان يمرره فنرى المظاهرات تعم البلاد تضم النقابيين والعمال والطلبة والشباب ساخطين ورافضين لهذا القانون بينما السيد ساركوزى لا يلقى لهم بالا بل ويعلن تحديه لهم وانه سوف يمرر القانون غصبا وعنوة
وبالامس القريب تجاهل حكام الديموقراطيات العريقة فى اوروبا وامريكا المظاهرات المليونية التى اجتاحت المدن ترفض غزو العراق كما يتجاهلون اليوم حصار شعب غزة ويتجاهلون المجاعات فى افريقيا ويتجاهلون تلوث الماء والتربة والهواء، اضف الى ذلك ملايين القرارات التى اتخذها الحكام عبر التاريخ الانسانى بدون موافقة الشعوب او خداعا لها باستخدام مصطلحات فضفاضة و التى ادت الى الحروب او الخراب الاقتصادى و الاجتماعى
والشاهد ان الحاكم - اى حاكم - يصر دائما على انه يعرف مصلحة شعبه اكثر من الشعب نفسه متشحا بعباءة الديموقراطية كأن الناس قطيع من الابقار تساق الى حيث يريد هو وقد غميت عيونهم وكممت افواههم فقد اقتصر دورهم على التصويت فى الانتخابات
وقياسا على ذلك فان اى تصريحات فى وسائل الاعلام عن المصالح العليا للوطن يعنى ان قيودا جديدة على الحرية سوف تفرض على الناس واذا سمعت دفاعا عن حرية التعبير يعنى استباحة السخرية من الدين والانبياء والحديث عن حرية الابداع يعنى دفاعا عن الافلام الاباحية والاغانى النص نص
وقديما قال استاذ لى انه لامشاحة فى الاصطلاح وهى قاعدة فقهية علمية عند تناول مفهوم واحد بعدة مصطلحات ولكن ان يكون للمصطلح الواحد عدة مفاهيم فهذه مفسدة مطلقة واى مفسدة ، وتفريغ المصطلاحات من المفاهيم المتفق عليها يحدث فوضى واضطراب فى الاراء مما يحط من قدر اللغة التى هى اداة للتواصل ويحولها الى مصطلحات فضفاضة تحتوى مفاهيم متعددة فتنقلب الاداة الى جدار يعزل الناس ويضمهم فى نفس الوقت نفسه الى حوار الطرشان
الاثنين، أكتوبر 18، 2010
رؤى
مابين النوم واليقظة اطارد اذيال الاحلام محاولا اعادة تركيب تفاصيل جعلت قلبي يرتجف منفعلا مزحزحا اياي الى تلك الحافة الرمادية ، ولكن هيهات فانا كباسط كفيه الى الماء
اضغاث احلام وما كنت عابرا للرؤي فهى اشباح المنقضى او بشارات الاتي ولا يعيش ابن يعقوب بين ظهرانينا ، لكن شعور التدفق يصبغ السحر قبل الشروق ليحدد الملامح الى الغسق ثم تتبدل الوجوه وتسقط الجلود على الوسائد قوتا على موائد المخلوقات غير المرئية
انقباض يتبعه انبساط يتبعه انقباض هكذا الرحلة عبر الكثافات المادية للحاق بالمطلق شوقا وظمأ ، الاسباب تصير الى نهايات و النهايات تتحلل وتذوب فى الزمن
لو عرفت الزمن عين اليقين فقد تنكشف لك الستر و يعبر من قلبك النور
الخميس، أكتوبر 14، 2010
التقدير
فى شيلى فى امريكا اللاتينية تم انقاذ كل عمال المناجم الذين احصروا اكثر من شهرين على عمق 700 متر فى المنجم الذى انهار عليهم هذا هو الخبر الذى تصدر الصحف وتلفزيونات العالم
ولقد ابهجنى كثيرا ان تحشد الحكومة الشيلية والرئيس هناك طاقة وسعهم لانقاذ ابناء وطنهم من العمال المحصورين ولقد تم تصميم كبسولة لرفع العمال من تحت المنجم المنهار الواحد تلو الاخر فى سابقة هى الاولى فى العالم وعلى عكس التوقعات فقد تبارى العمال المحصورين فى ايثار الاخرين على انفسهم ولم تظهر تلك النزعة الانانية التى توقعها الاخرين
وقد تم تجهيز مستشفى ميدانى لاستقبال الناجين قبل اطلاقهم للممارسة حياتهم العادية
فى المقابل طالعتنا صحيفة الاهرام منذ ايام بخبر ان خفير احد المزلقانات بترت يده فى محاولته لمنع عربة كارو عبور المزلقان فى توقيت مرور القطار وكانت مكافأته مبلغ ( واحد ) الف جنيه
الخميس، أكتوبر 07، 2010
الفشل
يقال ان الانسان لكي يستمر فى الحياة فى حالة من الاتزان النفسي والشعور بالرضى عن الذات لابد له من نوعين من الاهداف التي يسعى لتحقيقها ، اهداف بعيدة المدى او استراتيجية واخرى قصيرة المدى او تكتيكية يحققها على فترات متقاربة
وعندما اتأمل اهدافي الاستراتيجية فى الحياة اجدها دائما غير واضحة بدرجة كافية ومتداخلة بل وتتغير بتغير حالتي المادية او المزاجية وحسب حالة الطقس
وكنت دائما افتخر امام الناس وامام نفسي بقدرتي الكبيرة على تحقيق الاهداف قصيرة المدى بسبب وضوح معالمها فى ذهنى ايضا بسبب تأثير مهنتى على حياتي فلكي تكون مهندسا ناجحا يجب ان تشرع فى تقسيم العمل الى وحدات صغيرة يسهل توصيفها وتحديد الموارد المطلوبة للتنفيذ فى مدة زمنية محددة
ولكن الصدأ بدأ يعلو تلك البراعة التى كنت اتميز بها وبدلا من تحقيق هدفان او ثلاثة على التوازى اصبحت الان -بسبب الظروف التى فرضت نفسها علينا و التى تلوكها الالسن ليل نهار - اهدافى التكتيكية من التفاهة وقلة القيمة بحيث ان الهدف الذى اسعى لتحقيقه هذه الايام لايرقى اعلى من محاولة الانتقال من مكان لاخر للقاء او شراء بعض الاحتياجات او انهاء المعاملات مع الجهات الحكومية
وقد اشرع فى تحقيق تلك الاهداف الصغيرة ثم انكص على اعقابى عائدا الى حيث بدأت ليس لسبب خطير ولكن لمجرد الشعور بان اليوم ليس هو الاختيار الامثل ، ولطالما تسألت عن الاسباب الحقيقية وراء ذلك الشعور بالعجز عن اتمام ما اريد فلم اجد مبررا جديرا بالاعتبار اللهم الا الحرص على الربح دون خسارة قيمة الوقت ولكن المحصلة النهائية دائما هى الخسارة فما اقسى الفشل فى تحقيق تلك الانجازات اليومية الصغيرة وما اثقل الاحساس بالعجز
الجمعة، أكتوبر 01، 2010
أسئلة
هل توجد علاقة بين الحكم المخفف على هشام طلعت مصطفى واحتمال براءته وعودة مدينتى الى شركته بدون سوء من جانب و بين الاستعداد للمقاطعة الاقتصادية للمسيحيين بتشكيل جبهة اقتصادية قوية من جانب اخر ؟
وهل تصريحات بيشوى ومن وراءه شنوده تستهدف بالاساس التغطية على موضوع تخزين السلاح فى الاديرة الذى كان مجرد تساؤل للعوا على قناة الجزيرة لم يكلف احدا من المسؤولين نفسه مشقة التحقيق فيه والتحقق منه ؟
ام هى تصريحات تستهدف بالدرجة الاولى لم الشمل المسيحى فى مواجهة المقاطعة الاقتصادية المحتملة من جانب المسلمين برغم تعنت الكنيسة فى مسائل الزواج والطلاق الذى يقسم الطائفة الارثوذكسية عملا بالمأثور عن الساسة اذا واجهوا انقساما داخليا بحثوا عن عدو خارجى يوحد الجبهة الداخلية ؟
هل نشهد مصالحة بين الحكومة والاخوان المسلمين ذوى النفوذ والايدى فى طبقات المسلمين الفقراء بالسماح لهم ببعض مقاعد مجلس الشعب فى مقابل الدعم المادى من جانب الاخوان للحكومة بعد الدعم السياسى المباشر ؟
هل ننتظر الى ان يبدأ كل طرف فى تخزين السلاح فعلا ام ان هذا هو التوقيت المناسب لتفعيل قانون الطواريء والتأسى بما اقدم عليه السادات من قبل ( والحدق او الحاذق فى قول اخر يفهم )؟
وهل اللقاء بالفنانين له الاولوية ام عقد مؤتمر وطنى موسع مذاع على الملأ يناقش ويقترح الحلول لقضايا الوطن اولى واهم ؟
الخميس، سبتمبر 23، 2010
مشهد
عاد من الخارج بعد صراع فى الطريق المزدحم فوجد مؤخرة عاملة النظافة المميزة تتأرجح الى اليمين والى اليسار وهى خارجة بظهرها من حجرته، جلس على اقرب مقعد وابدى امتعاضه
خلع الحذاء بجوار باب الشقة وشمر البنطلون ودخل الغرفة التى تسبح فى ماء التنظيف ونظر فوجد السرير بدون ملاءة ولا اثر للمخدات وقد تم فصل الكهرباء عن التلفزيون والكمبيوتر والاباجورة وتم ترتيب الاوراق على مكتبه والاشياء على الارفف فاستغرب النظام بعد الفوضى
نظر من النافذة المفتوحة على مصراعيها فوجد الالآت الضخمة ذات الصوت الهادر قد بدأت فى خلع حجارة طوار الشارع وعلى الفور تصاعدت الاتربة الى الاعلى فحجبت الشمس الساطعة حامية الوطيس وما ان انقشع الغبار حتى شاهد فلول الخنافس والسحالى تسرع مع صغارها هاربة الى ثلاجات السوبر ماركت بينما وقفت القطط على الاسوار تراقب المشهد فى فضول وهى ترفع اذيالها كالهوائيات التى تبث ما يحدث الى الاثير
فى نفس الوقت بالضبط وقف الناس من اصحاب السيارات التى تحول بين الالآت وبين استكمال خلع الحجارة عاجزين عن التصرف
من مكانه خلف النافذة اشار لهم بدون ان يصدر صوتا الى قمم الاشجار ليعلقوا سياراتهم فى الفروع فلا شيء سيقف دون دوران الماكينات
شعر بصدر العاملة الكبير يلتصق بظهره فالتفت ووجد ان الماء على ارض الغرفة قد ارتفع وغطى قدميه فعاد الى باب الشقة وخرج ليختبر متانة فروع الاشجار
الخميس، يوليو 29، 2010
العقبة
اقترب الكهل وهو يسير الهوينى على ممشى نادى الضاحية المظلل بالاشجار وكان يحمل حقيبة فى يد وكيس بلاستيكى فى يده الاخرى كما لو كان يحفظ توازنه اثناء سيره
جلس على المقعد الخشبى فى مواجهتى و اعطى ظهره لى وكنت منكبا على كتابى اقرأ قليلا ثم ارفع نظرى عندما اسمع وقع اقدام السائرين امامى اتطلع اليهم ويتطلعوا الى ثم اعود لكتابى
كنت ارى وجهه عندما يلتفت الى اليسار وقد تعلقت بصفحته قطرات العرق وشعرت كما لو كنت قد رأيته من قبل ولكن ذاكرتى لم تسعفنى
الان دار برأسه وهو يبتسم وقال
- الرطوبة اليوم تصل الى تسعين بالمائة
- فعلا؟
- هل تعرف انهم فى روسيا قد اعلنوا حالة الطواريء بسبب الحر ؟
-لا ، ولكن الجو هنا لطيف تحت الاشجار
-نعم
نظرت اليه فى انتظار ان يواصل الحوار ويصل الى هدفه من الكلام معى، مجرد الدردشة او طلب مساعدة ولكنه لم يقل شيئا بل قام وواصل سيره المترنح على الممر
تابعته وقد شعرت بالندم يتسلل الى قلبى ، لماذا عجزت ان ابقيه للتعرف عليه وتبادل الكلام معه فأنا اؤمن ان الصدف ليس لها مكان فى الحياة وان كل شيء مقدر ومدبر وان هذا الرجل قد جاء يحمل رسالة الى وقد فشلت فى اقتحام العقبة التى طالما وقفت حائلا بينى وبين التواصل مع الناس والان منعتنى من تلقى رسالة قد تحمل بشرى او خبرا من عالم الغيب وتركتنى اعانى ذلك الشوق الابدى لكى امد يدى كما فى لوحة مايكل انجلو لتلمس يد كائن اخر
كانت الدهشة تصدمنى دائما اذا ركبت قطارا او حافلة ورأيت السهولة التى يتعامل بها الناس مع الاخرين من الغرباء ، مباشرة ما ان يجلس شخص بجوار اخر حتى يبدأ بينهما حوار وانا حريص على تجنب الاخرين ولا يفوتنى ابدا اصطحاب جريدة او كتابا فى رحلتى ذريعة لانشغالى
ولقد عملت مع اشخاص اكثر من خمسة عشر عاما فى نفس المبنى بل فى الحجرات المجاورة لحجرتى دون تبادل كلمة واحدة معهم او حتى معرفة اسماؤهم
وانا اكلم القطط والكلاب والعصافير ولا اشعر بالخجل فقد ارى قطا فينظر الى وانظر اليه ثم اوجه له كلاما يتبعه مسحة على الظهر يرفع لها ذيله ثم يمسح جسمه فى ساقى وقد يحط غراب على مائدتى فاقرب له بعض الخبز او السكر فيقفز مقتربا ليأكل بدون خوف ، هززت رأسى ونظرت ابحث عن الرجل الذى ابتعد ولكن ليس كثيرا فاحتشدت وقمت مسرعا خلفه لعلى اقتحم العقبة
الجمعة، يوليو 16، 2010
عزلة
نجح فى غزل شرنقته التي تعزله عن الناس ، نوافذ بيته القديم فى وسط المدينة صار لها الواح زجاجية مزدوجة ثابته يتطلع الى الناس فى الشارع من خلفها ولا تصله اصواتهم ، يراقبهم يمشون كسالى تعلو وجوههم غبرة يتخبطون ويتعثرون يلوحون بايديهم ويتلامسون ، عندئذ يشعر بالوهن يتسلل الى جسده فيسحب الستار الثقيل لينطفيء الشارع ويستديرالى غرفته المعزولة ليستلقى على كرسيه بجوار المصباح ذو الغلالة الصفراء ثم يغرق فى صفحات كتابه حتى ينام
فى الصباح ، يصدر الصوت الخافت للجهاز المتصل بباب البيت الحديدي فيضغط الزر ليدخل النوبي الشيخ ذو الجلباب المقلم والعمامة ناصعة البياض ، عندما ينتهى النوبي من صعود درج السلم يكون هو خلف الباب فى بزته القديمة ورابطة العنق السوداء مستعدا للخروج فى نفس اللحظة ، يهز راسه وبدون كلمات يدخل الشيخ النوبي الوحيد الذى يثق فى انه سيؤدى المطلوب منه من نظافة واعداد طعام فى الموعد المحدد ثم يغادر البيت قبل عودته بعد ان يأخذ مظروف الجنيهات القليلة الذى يتركه له على الرف اسفل المرآة الكبيرة بجوار الباب
يدلف الى المرآب من الباب الداخلي ليفتح الباب المؤدى الى الشارع اعلى المنحدر ويقود سيارته الصغيرة فيتصاعد دخان العادم الابيض من الانبوب الخلفي لينضم الى صفوف السيارات البطيئة فى نهر الشارع ، يرفع زجاج النافذة بالرغم من حرارة الجو حتى لايصل اليه الضجيج
بعد دقائق تصل سيارته بمحاذاة المقهى فى الميدان ينظر الى الجالسين على الموائد التي اصطفت على الرصيف فلا يرى احد من اصدقاء الماضي ، لقد رحل الاصدقاء من المقهى كما رحلوا من حياته ، كم كانوا يمرحون ويصخبون ، كانوا يسيرون فى نهاية الليل عبر طرقات وسط المدينة الخالية حتى المذبح على مشارف الحى الشعبي فيجلسون الى احدى الموائد لتناول الكباب وسط الزحام ودخان الدهن المحترق المتساقط على جمرات الفحم ، كانت هناك فى تلك الليلة القمرية بعطرها الفواح الذى تسلل اليه بالرغم من رائحة الشواء التى تعبق الهواء ، يهز رأسه ليطرد اشباح الماضى
فى محل عمله يراقب مساعدته خلف القاطع الزجاجى تشير الى احد المرؤوسين يطلب رؤيته فيهز رأسه ملبيا الطلب ، يدخل المرؤوس فيراجع الاوراق التى وضعها امامه ثم يمهرها بتوقيعه ، تردد المرؤوس قليلا ثم قال
- هون على نفسك يا بك لقد مرت شهور
صوب اليه نظرة ارتجف لها المرؤوس وقام على الفور مرتبكا تتعثر خطواته الى الباب الزجاجى نظر فوجده يتبادل الحوار مع مساعدته
اه لو لم يدق الهاتف اللعين فى ذلك اليوم ، اه لوكان الشارع هادئا وخاليا من الناس والسيارات ، كل شيء تحالف ضدى ذلك اليوم
موجة جديدة عاتية من الذكريات تهاجمه ، عندما عبر اليه عطرها فى تلك الليلة القمرية التفت فوجد عيناها تفحصه بل تقرأه بجراءة غير معهودة بينما الرجل الاشيب الذى يجلس اليها مشغول بالكباب والثرثرة
عيناها السوداواتان لهما عمق كبئر بدون قاع تحت حاجبان مزججان وحولهما الظلال الكستنائية بلون شعرها القصير على الطريقة الفرنسية وقد افترقت شفتاها الشهوانيتان لتكشف عن ذلك الفارق الجميل بين اسنانها الامامية ، نظر الى اصدقائه وهتف ضاحكا
- ما احلى الوقوع فى الحب
لكزه صديقه وطلب منه ان يصمت
- الا تعرف الرجل الذى ترافقه ؟
- لا اهتم
- انه سفيرنا فى تلك الدولة الاوروبية
قامت الى دورة المياه فتبعها ووقف حائلا بينها وبين المرور فى الممر الضيق
- من انت ؟ من اى كوكب هبطتى لتأسري روحي ؟
اقتربت منه حتى التصقت به وهمست فى اذنه
- بعثت فتنة للرجال
- صدقتى
- ولكنى لست حرة واخاف من الرجل فله نفوذ وسلطان
- ستكونين حرة
تبادلا ارقام الهواتف وافترقا
عاد الى اصدقائه فحكى لهم وبينهم صحافي مجتهد وعده بأن تكون خالصة له
بعد يومين نشرت الصحيفة خبر فى صفحة المجتمع تحت عنوان
" السفير فلان يتناول الطعام مع ابناء الشعب "
وفى تفاصيل الخبر ابرز الصحافي ان سعادة السفير كان بصحبة احدى السيدات والتي خلبت لب المواطنين بجمالها و نعومتها وان وجودهما فى المطعم الشهير بالحى الشعبي بالقاهرة خير دليل على التحام الحكومة بالشعب
فى نفس يوم نشر الخبر تم استدعاء السفير الى مقر الوزارة وصدرت له الأوامر بأن يقطع علاقته بتلك السيدة
اتصلت به لتعبر له عن اعجابها بذكائه وسعة حيلته واتفقا على لقاء عاشا بعده فى غرام صادق دام شهورا ثم تزوجا وقنعت بالمكوث فى البيت القديم ثم حملت فزاد حبه لها والتصاقه بها وشرعا فى كتابة قائمة باسماء المولود المنتظر
افاق من الذكريات وانهمك فى عمله حتى انصرف كل المرؤوسين فصرف مساعدته ثم خرج مهرولا لا يلتفت الى رجال الامن على المدخل واستقل سيارته وقد انسدل الغروب على المدينة
يعود مرة اخرى الى مقعده بجوار المصباح ذو الغلالة الصفراء ويفتح الكتاب على نفس الصفحات التى لم تقلب منذ رحيلها ، يراها قادمة وهى تهرول من المطبخ وفى يدها الهاتف يأخذه منها وهو بجوار النافذة التى تحمل ضجة المدينة الى داخل الغرفة فلم يتبين صوت الانفجار المكتوم الصادر من المطبخ
كانت قد اهملت احكام غطاء قدر الضغط لتسرع له بالهاتف وعندما عادت تعمل بجوار الموقد زاد ضغط البخار داخل القدر فطار الغطاء وارتطم برأسها كالقذيفه فسقطت على ارض المطبخ فاقدة الوعى
ناداها فلم ترد عليه ولما ذهب الى المطبخ ووجدها راقدة على الارض والدماء تسيل من جبهتها وتصبغ عيناها وشفتيها اسرع الى الشارع وصرخ فى الناس طالبا النجدة ولكنها كانت قد فارقت الحياة
فى سرادق العزاء وقف يصافح المعزين ثم وقف امامه رجل لم يمد يده ليصافحه فرفع بصره اليه فكان سعادة السفير فى مواجهته يبتسم له ، صرخ فى رعب وانطلق يجرى لا يلوى على شيء
سقطت رأسه على صدره وراح فى النوم وهو جالس على مقعده بجوار المصباح ذو الغلالة الصفراء وفى حجره الكتاب المفتوح على نفس الصفحات منذ شهور فى الغرفة الهادئة المعزولة
الثلاثاء، يوليو 06، 2010
صديقى العزيز
مر بسنوات قد تدفع ذو مشاعر حساسة كالتى لديه الى قتل نفسه ، فلم يكن يتصور يوما ان يعيش فى بيت لا يضم طفليه ولكن اخيرا تحققت اسوأ احلامه ، وعندما دعانى الي فيلته الجديدة البسيطة جدا والجميلة جدا بواجهة مكسوة بحجر الهاشمة الفاخر المنحوت من الكيلو 60 بالقطامية المركب كبس هواء على يد المعلم سيد بندق اشهر معلم هاشمة فى شق التعبان ، دلفت من باب المدخل الارو الماسيف ثم اخذنى مباشرة الى غرف النوم ذات الابواب الحشو باللون القرمزى الداكن والخردوات النحاسية الايطالية واحدة لمريم والاخرى لعمرو فغلبته دموعه وسقطت على الارض الملساء وتكورت كحبات الزئبق من فرط التوتر ثم اشار الى خزانات الملابس الفارغة التى ينبعث منها رائحة زيوت الخشب الزكية بيد ترتجف فجذبته من كمه وقلت له اين المطبخ دعنا نصنع شايا
فى المطبخ البكر الذى لم تدخله انثى شغل غلاية الماء وعرض على انواع الشاى ايرل جراى بالياسمين او القرنفل عندى كل النكهات نظرت اليه باسما فانا اعرف ان الامر سينتهى بنا الى كيس من شاى ليبتون فى كل كوب ذلك اجمل وكذلك ارخص ، فصديقى الذى عرفته منذ اكثر من عشرين عاما حريص جدا فى انفاق النقود وهو يعترف بذلك فى كل المناسبات بطريقته المرحة المحببة، وحرصه الزائد على النقود له ما يبرره فقد حكى لى انه لم يرث مليما من ابيه سليل البشوات وانه اى ابيه كان ينفق بلا حساب وترك اسرته من بعده تعانى الفقر والضنك خلف ستار من السمعة البراقة الكاذبة التى فاقمت من ازمة الاسرة فكانوا يجوعون اياما لتوفير ثمن حذاء الباليه لاخته الصغيرة او لتنجيد فوتيهات الانترية او تدبير مصاريف المصيف ،وتربى صديقى على تقدير النقود واحترام مصدرها وعمل بهمة وجدية لزيادة دخله و تحقيق اهدافه و عندما قرر الزواج اصر على ان لايكون هناك حفل زفاف مقنعا اسرة العروس بان هناك اوجه اخرى لانفاق النقود اهم من حفلات لا جدوى لها،
عاش مع زوجته التى كانت تحبه بجنون فى سعادة فلم تهتم كثيرا بحرصه على النقود وفى الواقع لم يكن صديقى بخيلا فى يوم من الايام فهو ينفق نقودا كثيرة للحفاظ على مظهر اسرته ووضعه الاجتماعى ، ولست اعرف بالضبط السبب الرئيسى لخلافهما ولكنها كانت تعاقبه بقسوة فى كل مرة يحتدم بينهما الخلاف فتهجر الفراش لاسابيع قد تمتد الى شهور طويلة فى نفس الوقت كانت تمعن فى انفاق مبالغ كبيرة من النقود على امور تافهة فقط لاغاظته وبالطبع كانت تصيب الهدف ، وفى نهاية كل خصام طال او قصر كانا يجلسان سويا لعقد صفقة مالية تكون هى الطرف الرابح فيها قبل استئناف حياتهما الطبيعية
ويبدو ان بداية النهاية بينهما كانت عندما صارت ناجحة فى عملها فهى مترجمة معتمدة للوثائق كما انها تطلب للمؤتمرات للقيام بالترجمة الفورية فتدفقت عليها الاموال واصبحت تسافر بعيدا لاياما وليالى ويضطر هو لترك عمله والعناية بالاطفال وكان يعول دائما على كسب ود الطفلين وحبهما تحسبا لاى نزاع مستقبلى قد يؤدى الى الطلاق وذلك بتدليلهما الزائد ولكن مع الوقت واستمرار الخلافات تعرض الاطفال لمشاكل نفسية عميقة
كان يحكى لنا نحن اصدقاؤه المقربين تفاصيل مشكلته مع زوجته اذا سافرنا فى رحلات العمل خارج القاهرة وكنت اعشق رحلات العمل تلك بصحبة صديقى الذى يشع علينا مرحا وبهجة فتارة يقلد اسماعيل يس او القصرى او يعلو صوته فى منتصف الليل مغنيا عووووكل واحيانا يغازل فتاة الاستقبال فى الفندق حتى تحمر وجنتاها ويبدو ان الغربة تساعد على الحكى وفى حالة صديقى هذا فلا خطوط حمراء لحكاياته ولطالما اعجبت بشجاعته وصراحته عندما يحكى فينطلق لسرد كافة التفاصيل التى لو كنت مكانه لتحرجت فى سردها ولكن ظرفه وحسه الكوميدى الساخر كان يحول الماساة الى ملهاة نضحك لها حتى تدمع اعيننا
عبرنا بجوار غرفة النوم الرئيسية شاسعة المساحة بحمام الجاكوزى المتناثر حوله قطع غشيمة من جرانيت اسوان وغرفة تبديل الملابس ذات الخزانة المصنوعة بورق الشيش الابيض مرورابغرفة المورننج كوفى ذات القبة السماوية بالواح البولى كربونيت ثم نزولا الى غرفة المعيشة على مستوى الحديقة الخارجية التى يفصلها عن الداخل قاطع جرار من الزجاج و قطاعات الومنيوم ايجيبيل الثقيل ليكون سقفها بضعف الارتفاع العادى للغرف الاخرى وارضية من ترابيع رخام الجلالة السيناوى المصرى الجميل وقد وضع فى احد الاركان البيانو القديم لوالده وفى الصدارة شاشة لتلفزيون عملاق امام المنضدة التى جلسنا اليها نحتسى الشاى ولم ينسى صديقى على عادة المصريين ان يشعل البخور من شر اى حسد قد يعتمل فى صدرى ولم انس ان اردد بسم الله ماشاء الله عدة مرات بصوت عالى لنفى اى تهمة حسد قد تجول فى نفسى
الان قل لى ما الجديد فى حكايتك ؟ هكذا سألته فقال ان الحياة مع زوجته قد اصبحت عذاب لكل منهما وللاطفال وانه اخيرا قرر الانفصال فترك البيت فى المعادى وانتقل الى هذه الفيلا داخل كومباوند فى التجمع الخامس وان هذا القرار قد تأخر كثيرا فهو الان ينعم بالامان و الاستقرار لاول مرة منذ سنوات الخلاف و توتر الاعصاب وهو يريد ان يأخذ رأيى فى مشروع زواج جديد
وعندما سألته عن زوجته الحاليه قال انه سيطلقها فور اعلان خطبته و حكى لى عن السيدة التى اختارها للزواج فاذا هى جارته الارملة صديقة زوجته وهى سيدة لعوب ذات جمال صارخ
قلت له انك غير جاد فى تفكيرك
نظر الى مثل الطفل الذى ضبطته امه وقد وضع اصابعه فى برطمان المربى و لوث ملابسه وضحك عاليا فقلت له انه اختار اخر امرأة تصلح للزواج فهى قدتصلح للحب والغرام والمواعدة ولكنها ابدا لا يمكن تصورها زوجة وأم وانه قد اختار صديقة زوجته فاذا شاع الخبر هرولت اليه زوجته معتذرة ونادمة يا عزيزى انت لازلت تحب زوجتك فعد اليها
بعد شهر من هذا اللقاء اتصل بى واخبرنى بموعد عقد قرانه على سيدة فاضله قد وفقه الله فى العثور عليها فتمنيت له السعادة وتمنيت للعروس -فى نفسى -ان يلهمها الله الصبر على ما ستواجهه فى المستقبل مع صديقى العزيز
السبت، يونيو 19، 2010
كرة القدم
كرة القدم لعبة الرجال لامجال فيها للنساء الا قليلا وهى داروينية بامتياز يدوس فيها القوى على الضعيف بل يسحقه سحقا تاركا اياه منبطح على الارض ليشق طريقه الى المرمى ليسجل نقاطا جديدة للشهرة و دولارات اضافية لرصيده فى البنك فى نفس الوقت الذى يرفع فيه يده بحركة جنسية بذيئة يعاقب عليها القانون فى ظروف اخرى معبرا عن فرحته بالهدف ثم يسجد على الارض او يرسم علامة الصليب على صدره .
كل فريق من اللاعبين المحترفين يخوض المباريات طبقا لخطة تشبة الخطط العسكرية فى الهجوم والدفاع حيث يتمركز اصحاب العضلات فى الخلف واصحاب الذكاء فى المنتصف اما الهجوم ففيه اصحاب المهارة والسرعة لتسجيل الاهداف
ويؤازر معظم الفرق جماهير متعطشة للدماء وللمتعة المتوحشة بلا حدود مدججين بالشماريخ والزمامير والطبول وقد صبغوا وجوههم بالالوان مثل مقاتلى القبائل فى الغابات ومن الملاحظ ان الكثير من الجماهير فى المدرجات لا يكفون عن الصراخ والرقص مما يجعل من المستحيل عليهم متابعة اللعبة والاستمتاع بها فهم فقط فى انتظار الاهداف التى تسجل فيصابون بالذهول من شدة الفرحة او تتوقف قلوبهم من فرط الاحباط و فى كلتا الحالتين فانهم يميلون لمهاجمة جماهير الخصم بالسباب و السخرية وفى كثير من الاحيان بالحجارة والزجاجات الفارغة والكراسي ، هم يحتاجون هذا الصخب و العنف بالتأكيد لارضاء شيء ما فى نفوسهم
اللعبة ابعد ما تكون عن العدالة بل ان الظلم الذى يرتكبه الحكم اذا احتسب ضربة جزاء او طرد لاعبا لم يرتكب ما يستحق الطرد يعتبره المسؤلون جزء من متعة المباراة ولا رجوع عن قرارات الحكام ولو ثبت خطأهم وظلمهم وبينما يسعى المسؤلين عن لعبة التنس لتحقيق اكبر قدر من العدل باستخدام عدد كبير من الحكام الذين لا يجدون غضاضة فى الرجوع عن قراراتهم اذا ثبت خطأ تقديرهم و يتم تجهيز ملعب التنس بما يسجل بدقة كل التفاصيل و يرفض نظرائهم الكرويون ذلك بكل صلافة
التلفزيون اصبح اللاعب الاساسى فى هذه الرياضة بكل الاموال التى يخصصها لبث المباريات على الهواء من اى بقعة على الكوكب الى كل الانحاء ثم يعود ليحصل عليها مع الارباح لعرض اعلانات المنتجات التجارية ، ويحاول المخرجين اضفاء ابعادا انسانية للعبة الدموية بتسليط الكاميرات على انفعالات اللاعبين والجماهير وان كانوا اخيرا تطرفوا فى ابراز الآم اللاعب المصاب بل ونصب اكبر عدد من الميكروفونات الحساسة لكى تصل صرخاته الى كل المشاهدين ثم متابعة ما ينزفه من دماء قبل علاجه ونقله الى خارج المستطيل الاخضر على نقالة الاسعاف الا يذكرنا ذلك بحلبات المصارعة و الشهداء المسيحيين ايام الامبراطورية الرومانية ؟
واخبار كرة القدم تزاحم اخبار الحروب والكوارث وانهيار البورصات فى عناوين الصحف ولا توجد جريدة تحقق مبيعات فى السوق الا وتخصص صفحات وملاحق لكرة القدم ونجوم اللعبة
و لكن بالرغم من كل المثالب لهذه اللعبة فان لها جانبا مضيئا وحيدا عندما تخرج الى الشوارع الخالية من السيارات والمارة وتتمتع بالمساحات الشاسعة بينك وبين الاخرين المنهمكين فى مشاهدة المباريات حيث يكون الدليل الوحيد على وجودهم صرخاتهم عند كل هدف يسجل او يضيع
الجمعة، يونيو 11، 2010
برقع الحياء
نجحت اخيرا فى اقتناص نسخة من كتاب بثينة محمود برقع الحياء بعد ما جبت مكتبات وباعة الصحف فى مصر الجديدة بلا جدوى ثم لم اجد مفرا من النزول الى وسط البلد حيث مكتبة عمر بوك ستور ( عمارة فلفلة بشارع طلعت حرب ) وكما يقولون لاجل الورد يتسقى العليق بالرغم من انى لا اعرف معنى لكلمة العليق ولكن هكذا يقولونها كناية عن بذل الجهد للحصول على شيء له قيمة عاليه
( الكتاب ثمنه 15 جنيها فقط ، يابلاش )
( الكتاب ثمنه 15 جنيها فقط ، يابلاش )
قرأت الكتاب فى ساعتين ولكنه يحتاج لشهور واعوام لكى تفحص كلماته وجمله وتهضمها وتتعلم منها كيف تفكر سيدة ذكيه معاصرة تعيش معك الاحداث اليومية التى تعيشها ومع ذلك فهى تحتفظ بمسافه بينها وبين قرائها ومحبيها لا يجوز اختراقها ، ولعل هذا الامر يروقنى اكثر من الاقتراب المباشر للرموز التى احبها فتبدو بشريتهم وتنتقص من عبقريتهم
وبثينه تحذر القاريء منذ البداية انها لا تكتب عن نفسها ولعلها كذلك وان كان من المستحيل على الاديب المبدع ان يفصل مشاعره واحاسيسه عن ما يكتبه فهو عصارة النفس وان كان مستمدا من تجارب الاخرين
و الكتاب يدور حول تسأولات و احاديث مع النفس لانثى او بمعنى ادق للانثى فى مجتمعنا المعاصر حيث ترى انها لاتكتمل الا بوجود الرجل الزوج والحبيب وصراعها معه ليشعر بمدى حبها له وتفانيها لاسعاده ثم يأسها منه فتقرر الفراق بعيدا عنه لتعود مرة اخرى للشعور بالنقص وعدم الاكتمال فتبحث عن رجل اى رجل لتكتمل ولو فقط فى عيون الاخرين ومن خلال كل هذا تبوح بمكنونات قلبها ومشاعرها وغضبها ورضاها ولكن من وراء برقع الحياء الجدير بالانثى ذات الحس الاخلاقى المثالى
تحية لبثينة على كتابها الرائع
الاثنين، مايو 31، 2010
منصّرون هزليون .......... و شياطين اخرون
تبث قناة البى بى سى العربية برنامج تحت اسم ما لايقال تتناول فيه قضايا تم اختيارها بعناية بحيث تكون كلها روافد لقضية واحدة يضعها البعض نصب اعينهم وهى كيف تضرب الاسلام فى مقتل ، للوهلة الاولى قد يبدو هذا الحكم متسرعا وفيه مبالغة ولكن تأمل محتوى حلقات هذا البرنامج وطريقة التناول تؤكد ما ذهبت اليه انفا و باستعراض تفاصيل كل حلقة على حدة نكتشف الخيط الذى يربطها معا
على سبيل المثال حلقة عن ترقيع غشاء البكارة تصور الرعب الذى انتاب الفتيات اللاتى سقطن فى الزنا قبل الزواج فى مجتمع ( مجتمعنا المسلم طبعا )متزمت يقيد حرية الفرد فى اختيارته مما يدفعهن الى ترميم بكارتهن والمطلوب كسب التعاطف مع الساقطات و تصويرهن كضحايا للمجتمع ( المسلم ) وهنا نرى الهدف بوضوح وهو ضرب فكرة العفة عند نساءنا وربط العفة بالتزمت الاسلامى وتقييد الحرية الجنسية التى لا يعترف بها الاسلام الا فى اطار الزواج الشرعى ولو نجحوا فى تفريغ مؤسسة الزواج من مضمونها فسوف يسقط المجتمع كله فى الفحشاء والمنكر
( يرتبط الموضوع ايضا بقضايا تمكين المرأة والجندر)
( يرتبط الموضوع ايضا بقضايا تمكين المرأة والجندر)
حلقة اخرى عن الشواذ من لوطيين وسحاقيات تسير على نفس النهج بتصوير هؤلاء كضحايا لمجتمع متزمت غير متسامح ولتسويق فكرة التسامح مع الشواذ فانهم مثل غيرهم يطلقون عليهم اسم المثليين لتخفيف وقع كلمة الشواذ او اللوطيين على اسماعنا بينما يصبح الافراد الطبيعيون ذوى الفطرة السليمة غيريين وهو وصف له وقع منفر على الاسماع وواضح طبعا الهدف وهو زرع الشواذ ككيان فى المجتمع المسلم ليصبح لهم حقوق سياسية واجتماعية ومصالح اقتصادية تحميها امريكا واسرائيل واوروبا ثم يتم قبولهم على مضض ومن ثم يمنحون حرية الفحشاء والاعتداء على اطفالنا ثم تقبل منهم بيانات صحفية تعتذر عن هذه الانتهاكات بنفس نمط اعتذار الفاتيكان عن اغتصاب القساوسة للاطفال وما هى فائدة الاعتذار والضرر قد وقع فعلا
حلقة ثالثة عن اليهود العرب الذين هاجروا الى اسرائيل بدعوى عدم استطاعتهم العيش فى مجتمع ( مسلم )لا يقبل الاخر وكيف عاد احدهم الى لبنان ولكنه كان جنديا فى جيش الاجتياح الاسرائيلى على اتم استعداد لقتل جيرانه واصدقاء طفولته وهنا يهدف البرنامج الى تذكير المسلمين بسيف اسرائيل المسلط على الرقاب ومحاولة تغيير الحقيقة التاريخية للتسامح الاسلامى مع الاقليات النصرانية واليهودية
حلقة رابعة عن المتنصرون الذين تحولوا من الاسلام الى النصرانية بل ومن فرط ايمانهم الجديد وسعادتهم باكتشاف طريق الحق ( كما يزعمون ) تحولوا الى منصرين يتمترسون فى فضائيات التبشير وهى محاولات خائبة فاشلة لشخصيات كارتونية مثل زكريا بطرس الذى يسب الرسول الكريم وال بيته الاشراف ومثل الذى يسمى نفسه باحمد اباظة ويحاول التمسح فى عائلة الاباظية الذين لايعلمون عنه شيئا وهو يبث هراء مضحك من قناة الحقيقة( الشيء بالشيء يذكر فقد تم حجب قناة الرحمة الاسلامية بسبب تناول اليهود وعدائهم للاسلام ) من كاليفورنيا لتنصير المسلمين وهو يعتقد انه يستطيع ذلك فى مده قياسية واللافت للنظر هو انتهاج سياسة السباب والسخرية من الاسلام ورموزه فى التبشير للمسيحية بعيدا عن تعاليم عيسى عليه السلام بالحب والتسامح مما يضمن بطريقة قاطعة عدم الاستجابة لتبشيرهم وهرائهم وينطبق عليهم مقولة ان السحر ينقلب بالضرورة على الساحر ( الحقيقة ان الاسلام اكثر الاديان من حيث معدل الذين يتحولون اليه من اتباع الديانات الاخرى ) هذا بخلاف الصراع الناشب بين القنوات المسماة بالتبشيرية على الدعم المالى المتاح من جهات معلومة ، وقد اعترف بعض الذين يدعون تحولهم من الاسلام الى المسيحية بالاغراء المالى الذى عرض عليهم للقيام بالهجوم على الاسلام ، ويبدوا بوضوح ان البرنامج يجاهد لزرع الفتنة بين المسلمين والنصارى
لقد تجاوزت قناة البى بى سى عن قواعد مهنة الصحافة والاعلام فى اجتزاء وجهات النظر الاخرى او المحايدة بحيث تبدو كأنها عرضت لكل الاراء بينما هى تتلاعب لتحقيق اهدافها الشيطانية لضرب مجتمعنا المسلم
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)