دعوة

شاعت البذاءة والفحش بين الفئات المتعلمة من الناس والشباب خاصة فى الحوارات والكتابات ، ويظهر ذلك فى كثير من المدونات ولا استثناء للشابات المدونات فمنهن من تعتمد هذا الاسلوب فى تقديم افكارها
وقد عهدنا ان تكون الكلمات البذيئة صادرة من جاهل او امى وكنا نغض الطرف عنهم ونحمى بناتنا واطفالنا ان تتسلل تلك الكلمات اللى الاسماع ، و التطور الطبيعى للاخلاق والسلوك فى المجتمعات ان يرتقى الجاهل فيصبح متعلم او البذئ ليصبح متعفف ولكن للاسف عندنا يحدث العكس
البذائة هى الفحش فى التعبير اما بالقول اوالكتابة والتحرر من القيود التى تفرضها الاديان ومن ثم الاخلاق على ما يصح وما لايصح من القول ، وقد يتطاول البذئ على الدين فيسبه وقد يسب الاخر بذكر الاعضاء التناسلية لامه او اخته او باتهام الام او الاخت بالسقوط وسوء السيرة وقد يسب الموتى من اهله او يتهمه بالشذوذ الجنسى او العنة وعدم القدرة على الاتيان الجنسى او يتهمه بالسرقة وغيرها من الجرائم وقد يسخر من الاخر متهما اياه بالخبل والعبط
و يلاحظ ان البذئ يحاول ارهاب الاخرين بالشتائم والفحش فى القول لفرض رأيه عنوة فيستدرجهم الى الرد عليه و الدخول فى مباراة فى الشتائم و السباب بدلا من المناقشة الهادئة للموضوعات المفتوحة للمناقشة
وقد يكون البذئ حاقدا او حانقا على الوضع السياسى او طائفة او طبقة ما فى المجتمع وغير قادر على التغيير الى ما يحوز رضاه فيصب جام بذائته على ما لا يرضى عنه
وقد يكون مقلدا لغيره من الذين يتعمدون فاحش القول معتقدا انه بذلك يصل الى الشهرة السريعة
ويبتهج مثل هذا الشخص البذئ ايما ابتهاج لو شاركه امثاله فى التعليق على ما يكتبه وايدوه بنفس اسلوبه فيشعر حينئذ انه ليس وحيدا ولا منبوذا بل هناك من يشاركه بذائته
اذن فالشخص البذئ ما هو الا عاجز عن التعبير عن نفسه بلغة سوية توصل غضبه ورفضه الى الاخرين وهو ضعيف نفسيا وثقافيا واعتقد انه اما شخص انطوائى خجول لا يستطيع المواجهة والتعبير عن نفسه او منبوذ من الناس فتغلى نفسه بالحقد والغل ولا يجد سوى لوحة المفاتيح ليفرغ فيها غله
وانا ادعو الاصدقاء والزملاء الى التفكير والتأمل والكتابة بجمال ورشاقة كما عودنا كل الناطقين بالعربية ان المصريين هم اصحاب الفكر والقلم المستنير