الخميس، يوليو 09، 2009

مسرحية من فصل واحد


اول الليل ، غرفة المعيشة فى بيت عصرى بها منضدة مستطيلة واربعة كراسى تعلوها ثريا من النحاس والزجاج ، فى الخلفية نافذة عليها ستارة ذات شرائح افقية ، على اليمين باب يؤدى الى المطبخ والى اليسار باب غرفة النوم

هو جالس الى المنضدة وقد فرد اوراقا وكتبا واقلاما ملونة واخد يخط سطورا على الورق الاصفر المسطر الذى يستخدمة لمسودات المواد التى يعدها لبرنامج المناقشة الاسبوعى فى القناة الفضائية السياسية ، سرقه الوقت ولم يعد امامه الا سويعات قليلة قبل تسليم المادة المطلوبة

هرش رأسه وبدا عليه التوتر والنرفزة ،احضرت هى صينية عليها بعض الشطائر و الشاى والماء المثلج


نظر لها من خلف نظارته وقال لها وقد لمعت فى عقله فكرة ما

هو : تعالى اشتغلى معايا شوية

رسمت على وجهها ابتسامة محايدة وفكرت قليلا

هى: طيب لحظة واحدة

غابت دقائق وعادت وقد ارتدت ثوبا شفافا قصيرا بلون ليمونى وقد تحررت من حمالة صدرها فبدا ثدييها الصغيران وجسدها الاسمر النحيل المتناسق ، جلست على حجره واحاطت عنقه بذراعيها فى دلال

اطلق ضحكة

هو: لا موش قصدى ، انا كنت محتاج اناقش معاكى شوية افكار قبل ما اكتب الشكل النهائى لمادة البرنامج

انتقلت الى الكرسى المقابل له وهزت راسها الجميل من اعلى الى اسفل باشارة الموافقة

هى: الموضوع بخصوص ايه ؟

هو : اليسار المصرى المعاصر ، يعنى مثلا تاريخ اليسار وفلسفته وكده

هى : انا ما اعرفش غير ان اليسار هم الجماعة اللى بيقعدوا على الشمال

هو : كلامك صح ميه فى الميه ولكن دى البداية لما عامة الشعب قعدوا على شمال الملك الفرنسى بينما قعد النبلاء ورجال الدين على يمينه ومن يومها اتصنفت الحياة السياسية الى يمين له افكار تقليدية جامدة ويسار بيتطلع للتطور والتجديد

هى : يعنى اليسار ضد الدين ؟

هو : لا موش ضرورى ولكن المشكلة فى رجال الدين او الناس اللى بيمثلوا الدين هم اللى بيفهموا الدين بطريقتهم وطريقتهم دى بتعطل التقدم

هى : يعنى الدين موش ضد التقدم ؟

هو : على حسب ما تفهميه انتى ، فالدين له قيم جميلة بتدعوا للخير لكن المشكلة فى التعصب وتفسير النصوص المقدسة على حسب المصالح

هى : ايوه زى اعداء المرأة اللى بيفسروا الدين بحيث دايما الستات يبقوا مهمشين

هو : قضية التهميش دى مهمة جدا وموش بس ضد النساء ولكن ضد فئات كاملة من الناس فى المجتمع لدرجة انه لا احد يعرف تفاصيل دقيقة عن الخريطة الاجتماعية فى مصر

هى : يعنى اليساريين بيدافعوا عن الحرية؟

هو : والمساواة كمان ، اليمنيين بينادوا بالحرية عشان تكون هدف فى حد ذاته ودى حاجة نبيلة لكن دايما اليمينيين بيغمضوا عيونهم عن الاساليب اللى بتوصل للغايات النبيلة بعكس اليساريين

هى : الحياة تبقى بايخة جدا بدون حرية ، انا من انصار الحرية ، ممكن بقى اروح اشوف شغلى ؟ ( تغنى بصوت عال ) اعطنى حريتى اطلق يديا

هو : ( ضاحكا )الله الله ، العبيد يتمردون على السادة

هى : مولاى الملك انا اشتغل واتعب بدون اجر مافيش حد عندك فى التاريخ دافع عن العمال

هو : كارل ماركس احسن واحد رصد العلاقة بين صاحب العمل والعامل وازاى تطور المجتمع على حساب العمال الغلابة بالقيمة المضافة

هى : يعنى ايه

هو : يعنى صاحب العمل ما بيدفعش للعامل ثمن العمل ولكن بيدفع له اجر صغير وبياخد الفرق وهى دى القيمة المضافة

هى : انا عاوزة القيمة المضافة بتاعتى دلوقتى حالا

هو : انا بادفعها لك كل ليلة حب وحنان

هى : يا شقى

هى تذهب الى الباب الايمن بينما هو ينكب على اوراقه وينهمك فى الكتابة ، بعد قليل تدخل هى وفى يدها هاتف نقال

هى : مكالمة

تعطيه الهاتف وتعود الى الباب الايمن

هو : اهلا يا باشا ، قربت اخلص الموضوع

هو : الليبرالية ؟ بلاش من فضلك نتشعب فى الحوار ، طيب طيب ممكن نشير بدون تفاصيل الى ايمان الليبراليين بالحق فى الحياة وحق الاختيار

هو: حرية التعبير موضوع صعب علشان الفنان او الاديب المبدع بيرفض اى قيود ولكن الاشكالية فى مجتمعنا ان المؤسسة الدينية واقفة بالمرصاد

هو : فى الحقيقة انا مؤمن ان الحرية المطلقة هراء

هو : ماشى ياباشا ح احاول

هى : مين الباشا ده ؟

هو : منتج البرنامج يسارى قديم ولكنه بيغير جلده زى الحرباء

هى : كلهم زى بعض ، هو تونى بلير وحزب العمال فى انجلترا موش يساريين برضو؟ موش خانوا مبادئهم ودخلوا الحرب على العراق مع امريكا؟

هو : فعلا دى نقطة مهمة جدا كانت تايهة عن بالى

هو يكتب بعض السطور

هى : انت عارف انا معجبة بمين اكتر ؟

هو : مين ؟

هى : فرويد ، راجل واضح ومعقول ومفهوم ، فسر الكون كله حسب الغريزة الجنسية ، هى اللى بتمشى العالم ده ( ترفع صوتها ) يحيا فرويد

هو : يعيش فرويد يعيش يعيش يعيش

ينهض من امام المنضدة ، يقبلها ويحملها بين ذراعيه ويمشى بها الى باب غرفة النوم ، تطفأ الانوار وتسدل الستار

الخميس، يوليو 02، 2009

السيدة ذات الثوب الابيض

جلست على حافة الفراش وفى يدها كوب القهوة بالحليب وهى تنظر إليه وقد بدأت روحه تعود إليه  فيتحرك لينقلب على ظهره وتسرع حركة مقلتيه ثم يفتح عينيه فوجدها تمعن النظر إلى وجهه ، اعتدل في الفراش وانزل ساقيه من الناحية الأخرى من الفراش فأخذت تنظر إلى بيجامته من الخلف وقد انشلحت فبانت فانلته البيضاء  ، تنحنح وسعل وقام ليدور حول الفراش متجنبا النظر إليها  قاصدا الشبشب الذي استقر بجوار قدمها اليمنى وقد ثنت ساقها اليسرى تحت فخذها على الفراش واسندت ظهرها على شباك السرير النحاسي الأصفر اللامع

في طريقه إلى الحمام أتاه صوتها الأجش  الخشن بسبب تدخين السجائر

محتاجة متين وخمسين جنيه النهار ده

تمتم بكلمة لم تتبينها

صاحت : بتقول ايه

نظر إلى جهة اليسار وقال : ماشى 

أغلق باب الحمام بطريقته المعتادة بدون صوت فهو يمسك بمقبض الباب ولا يتركه حتى تستقر ضلفة الباب مكانها فيترك المقبض فلا يصدر إلا صوت تكة واحدة

نظرت إلى سقف الغرفة وقد زوت ما بين حاجبيها وكأنما أصابتها خيبة الأمل في بدء معركة حامية الوطيس حول النقود التي طلبتها

الراجل جرى له ايه ؟

منذ ثلاثة شهور لم تخض معه اى معركة أو حتى  نقاش فهو يوافق على ما تطلبه فورا بدون أن يظهر على وجهه اى نوع  من الامتعاض وبدون اى كلمة اعتراض ، لماذا تغير ؟

راقبت سلوكه بدقة لم يبدو عليه اى تغيير فمن المؤكد انه لا يخوض علاقة غرامية كما حدث في الماضي فلا عطور جديدة  فقط كولونيا بعد الحلاقة ذات رائحة الليمون الخفيف ولا ملابس ولا حتى كرافتات جديدة

إذا تأخر في العودة إلى المنزل تطلبه على  الهاتف الجوال فتسمع ضجيج الشارع ونفير السيارات وتنصت فلا تسمع أصوات ضحكات نسائية ولا موسيقى شبابية بل صوت إذاعة البى بى سى العربية بأصوات مذيعيها المميزة فهو لا يبدل أبدا محطة الإذاعة تلك وهى تعرف انه في أحيان كثيرة لايصغى إلى راديو السيارة المفتوح دائما

اتصلت بشقيقه وشريكه في مكتب مراجعة الحسابات وكلمته بلهجة عادية وسألته عن أخبار زوجته والأولاد ومتى سوف يلتقون ثم عرجت في السؤال إلى العمل وأخباره ومشاكله فاخبرها أن كل الأمور على ما يرام والعمل يسير على نفس الوتيرة

اتصلت بصديقتها الأقرب  وطلبت منها الحضور فهي  تمر بأزمة عنيفة وتريد أن تفضفض

حضرت صديقتها فاستقبلتها بالأحضان والقبلات ، نظرت إليها الصديقة في انزعاج

مالك يا حبيبتي في ايه ؟

انخرطت في البكاء ولم تستطيع أن تتكلم واستمرت في البكاء والنحيب ودخان السيجارة يلف وجهها ويزيد احمرار عينيها

اسندت رأسها على كتف صديقتها حتى توقفت عن البكاء وهدأت تماما ، انصرفت صديقتها بعد حوار قصير حول الطقس وأخبار المودة والشوبنج 

لم تعد لها شهية للطعام ولا للكلام وأصبحت تنخرط في بكاء طويل بدون صوت فقط الدموع تبلل خدودها ومخدتها وأصبحت السيجارة لاتفارق أصابعها وهى شاردة لا يردها إلى وعيها إلا سقوط الرماد الساخن على جسدها

ثم كان ذلك الصباح الشتوي البارد ، بعد خروجه إلى  عمله ارتدت ثوبا ابيض وخرجت إلى الشارع ، وقفت في شرود و هي تنظر إلى  شاطئ النهر على الناحية الأخرى  ، حاولت العبور وانتبهت إلى صوت نفير السيارة المسرعة نظرت إليها وبعد لحظة كانت ملقاة على الأرض مضرجة في دمائها

 

الأحد، يونيو 28، 2009

من الشرفة

اقترب الفتى من حاجز الشرفة  وقد انتصف النهار ، انحنى واعتمد بمرفقيه على حجارة الحاجز التي قشرها تناوب الفصول ، كان يشعر بالملل ولم يدرى أين يذهب فكل معارفه يستيقظون عند العصر ، دار بناظريه على النوافذ والشرفات حتى توقف عند المنظر الغريب الذي جعله يتجمد في مكانه ويحبس أنفاسه

كانت جالسة على ارض الغرفة في  شرفة الشقة السفلية من المنزل المجاور وهو فوقها تماما فلم تشعر به كانت جالسة وقد كشفت عن ساقيها وفخذيها في نور الشمس وانهمكت في  فرد المادة اللدنة على جلدها الأسمر  لتغطى اكبر مساحة ممكنة ثم تنزعها بسرعة وبقوة وهى تشهق بصرخات مكتومة  تكررت عملية الفرد ثم الانتزاع مع الشهقات والصرخات  واندفع قلبه في ضخ الدم إلى جسده ورأسه بقوة وتضخمت دقات قلبه في إذنيه مثل الطبول ، لم تكن واحدة من أفراد الأسرة التي تقطن الشقة فهو يعرفهم وقد عاشوا زمنا جيران ، كانت فتاة غريبة عن الأسرة ربما كانت قريبة لهم في زيارة واختارت تلك الشرفة التي تغمرها الشمس لتنظف ساقيها من الشعر وكانت منحنية برأسها فلم يرى سوى شعرها الأسود الخشن ، تمنى لو ترفع رأسها ليرى وجهها  فعنده مقاييس للجمال تبدأ من الوجه ومهما كان جسد الفتاة التي  يقع عليها بصره جميلا ومثيرا ألا انه لم يكن ليهتم ألا بذات الوجه الحسن جميل القسمات

ثار في عقله ألف سؤال بدون إجابة، من هي ؟ كم تبلغ من العمر ؟ هل تتعمد تعرية نفسها لشخص ما ليرى جمالها أم  تستعرض جسدها على الملأ ؟ هل تتصرف بتلقائية وقد اطمأنت إلى عدم وجود احد خلف النوافذ المغلقة التي تطل عليها ؟

من خلفه جاء صوت أمه : ادخل، الشمس حامية

انتفض في مكانه وتراجع إلى الوراء ثم  نظر بإمعان إلى كل النوافذ والشرفات المحيطة به فلم يجد أحدا يراقب تلك الفتاة ، تسلل مرة أخرى واطل بحذر إلى أسفل فلم يجدها ووجد باب شرفتها مفتوحا ولكن ستارة شفافة قد أسدلت  ، انتظر قليلا وركز بصره على الستارة التي اخذ يحركها الهواء فتكشف قليلا عن ما ورائها ثم تعود لتستقر بين ضلفتى الشيش تحجب ما ورائها

يا أبنى ادخل الشمس نار

استدار ودلف إلى الداخل وقد اشتعلت به نارين ، نار الرغبة تحرق جسده ونار الفضول تشوى عقله

مر على هذه الحادثة أكثر من عشر سنوات ولا يزال كلما خرج إلى الشرفة يلوى عنقه تلقائيا إلى شرفة الجيران ولكن الفتاة لم تعد للظهور مرة أخرى

 

الأربعاء، يونيو 10، 2009

الدكتورة عزيزة

انا اسمى الدكتورة عزيزة ، دكتوارة فى ادارة الاعمال من امريكا ، اول اجتماع مع اعضاء مجلس ادارة مؤسسة الاستثمار العقارى اللى تعاقدت معايا كرئيس مجلس ادارة والعضو المنتدب ، لازم مسميات الوظائف تكون بصيغة المذكر من موروثات البيروقراطية البالية اللى لازم تتغير

اعرفهم كلهم من تقارير الامن السرية اللى فيها كل تفاصيل حياة الاعضاء اللى سهرت اسبوع كامل اذاكرها ، لازم اعرفهم كويس جدا اكتر من معرفتهم لانفسهم امال ده انا عزيزة والاجر على الله ، ، اكيد انا كمان الامن عامل تقرير عنى وعن جوزى وعن اولادى وكل العيلة

حاجة مزعجة جدا ياترى اللى بيكتبوا التقارير دى ناس اسوياء ولا عندهم مشاكل نفسية ؟ يا ترى بيستمتعوا بتتبع الفضايح وكشف العورات وبيهتموا بغرف النوم واللى بيحصل فيها اكتر من اى نشاط تانى ، لازم يمسكوا لكل انسان ذلة

الاستاذ حمدى اول الجالسين على يمينى مليونير عنده اسطول مرسيدس وشاليه فى العين السخنة ، مصادر ثروته غير معروفه على وجه التحديد وان كانت التقارير بترجح ان له نشاط فى تجارة غير مشروعة وبيغسل امواله فى البورصات

كتير جدا حاولت اخلى شوقى جوزى يستثمر فى البورصة وهو رافض على طول الخط ودايما يقول انا مشغول ومعندوش وقت للبورصة وكل الفلوس اللى بعتها له من امريكا مسحبش منها ولا مليم وزى ما هى فى حساب البنك المشترك

الاستاذ حمدى عمره 54 طويل ونحيف وشعره كثيف على غير العادة وواضح انه بيعتنى بيه ويفرقه من الجانب الايسر

فكرنى بعصام ايام الجامعة كان شعره بالضبط زيه بس كان لونه فاتح وكنت دايما اطرد الفكرة اللى بتسيطر عليا لما اشوفه انى امسح بايدى على شعره واحس بنعومته

الاستاذ حمدى نشاطه الاجتماعى محدود ولما يكون فى القاهرة ما بيروحش غير النادى الاجتماعى المقفول على اعضائه للعب البريدج وزوجته حسب التقارير حسنة السمعة ومتدينة للغاية ذهبت للعمرة والحج مرات عديدة و مخلفوش اولاد

مدام نرمين اول الجالسين على يسارى عمرها 49 ، ارملة ورثت ثروة من العقارات والاراضى ، لها علاقة قوية مع المحامى ووكيل اعمالها فى نفس الوقت والغريب ان التقارير ماوضحتش ايه نوع العلاقة دى وهل هى غرامية ولا مجرد علاقة عمل وده يخلينى اشك فى اللى كتب التقرير انه اما معجب بيها او بيقبض منها

ونرمين لها بنت واحدة تدرس فى الجامعة الفرنسية ودى بقى صايعة وعلى حل شعرها مع شلتها من اولاد وبنات الاغنياء وبيعملوا كل حاجة بدون حساب

من التفاتات نرمين الحادة وضحكاتها العالية خمنت انها عصبية وطبعا اى ست فى السن ده لازم تكون عصبية خصوصا مع احساسها الدائم بالسخونه والهبو اللى طالع عليها

الحمد لله لم تحدث عندى اى مشاكل بعد انقطاع الدورة بعد ما عشت سنة كاملة فى قلق وخوف من التغير الهرمونى وشوقى عمره ما شعر بالفرق ، ربنا يخليه ليا من غيره ما كانش البيت ممكن يمشى لكن طبعا انا موش باصرح له بكده مع انى عارفه انه بيراعى البيت والاولاد علشان هو بيستمتع بكده لكن دايما اقاوم رغبتى فى انى اشكره و احسسه انى ممتنه له مع ان ده بيتعارض مع اخلاقى والحاجات اللى انا مؤمنة بيها ، لكن فى دايما فى نفسى شك من ناحيته واكيد دى مجرد وساوس ، طبعا انا عارفه كويس كلام ماما ويمكن كل الستات عن خيانة الرجال والاحتياط بكل الوسائل للساعة اللى بتواجه ستات كتير لما تكتشف انه بيخونها او اتجوز عليها فى السر

بعد الاستاذ حمدى بيقعد الدكتور حسن متولى طبيب امراض النساء الشهير التقارير بتقول انه ناجح جدا فى عمله فى الجامعة والعيادة ولكنه فاشل فى حياته الزوجية ، تزوج وطلق ثلاث مرات وانجب ولدين وبنت اكبرهم حاليا طالب فى كلية الطب وعلاقة الدكتور متولى متوترة جدا مع ابنه الكبير اللى بيعيش لوحده فى شقة صغيرة فى مصر الجديدة

يا رب خلى لى اسامة وسامح بالرغم من كل المشاكل اللى مرينا بيها الا انهم عمرهم ما علوا صوتهم عليا ولا على ابوهم

ثروة الدكتور متولى معروف مصدرها ومعظمها من عمله فى الكويت ومن عمليات الولادة اللى لازم تكون قيصيرية ما فيش واحدة بتولد عنده طبيعى ابدا

لسة فاكره الدكتور فريد بعد ما ولدت ابنى البكرى وهو بيضحك وبيقول لزوجى انى بعد الولادة والفضل يعود الى مهارته فى خياطة الجرح حابقى معاه احسن من الاول ساعتها شوقى كشر فى وشه ورمى له الفلوس على المكتب وقعد يشتم ويسب بس انا كنت فى قمة الفضول اعرف هل كان الدكتور فريد بيتكلم جد ولا هزار

التقارير كمان فيها معلومات عن عمليات الترقيع والاجهاض اللى بيعملها الدكتور متولى وبيكسب من وراها مبالغ طائلة لانه زباينه من بنات وسيدات الاثرياء والمليونيرات

بعد الدكتور حسن متولى يجى مكان الحاج حمادة الراجل العصامى صاحب محل الادوات الصحية فى الفجالة اللى ورثه عن ابوه وفضل انه يقف فيه بالرغم من تخرجه فى كلية الهندسة

الحاج حمادة خدمه الحظ فى صفقات الاستيراد للخلاطات واطقم الحمامات اللى استوردها من اسبانيا والمانيا وباعها بمكسب رهيب لشركة مقاولات قطرية بتبنى فيلات وقصور فى مصر والصفقات دى مشيت معاه كويس لانه صديق صاحب المكتب الاستشارى المشرف على اعمال الشركة القطرية اللى زى المنشار طالع ياكل من الشركة ونازل ياكل من الموردين

فى التقرير الامنى حاجة مثيرة وهى ان جهة اجنبية ويمكن تكون المخابرات الامريكية بعد 11 سبتمبر طلبت وضع الحاج حمادة تحت الرقابة 24 ساعة فى اليوم ومراقبة تليفوناته ولكن مافيش اى اجراء اتاخد ضده

قلبى وقع فى رجليا لما حصل الهجوم على ابراج نيويورك بالرغم من وجودى فى بوسطن موش انا بس كل العرب تشأموا وتوقعوا المشاكل ولما علقوا لى ورقة على العربية مكتوب فيها ارهابى قررت انى ارجع مصر فورا

اخر واحد هو الصيدلى شحاته الشهير بالخواجة شحاته على عادة اهل الصعيد فى التعامل مع الاقباط ، الخواجه شحاته على علاقة وثيقة بالكنيسة وهو مليونير وابوه كان صايغ وتاجر ذهب مشهور فى اسيوط ولاتوجد اى شبهات على مصدر ثروته ولكن علاقته بالكنيسة هى اللى مخلياه تحت انظار الامن باستمرار

لما كنت فى امريكا كان لى اصدقاء كتير من الاقباط كانوا طول الوقت بيشتكوا من اضطهاد الاقباط فى مصر مع انها بلدهم فى الاصل وكتير منهم كمان كانوا بيشتكوا من تشدد الكنيسة فى مسائل الطلاق و زواج المطلق ومنع البابا لهم من الحج للقدس

والخواجه شحاته له طموح سياسى ومدمن الترشح فى انتخابات مجلس الشعب لكن بيسقط كل مرة ومع ذلك ما بيحرمش

الساعة دلوقتى عشرة بالضبط ، بسم الله نفتتح الجلسة

انا اسمى الدكتورة عزيزة زى ما حضراتكم عارفين ..........

الأحد، يونيو 07، 2009

روتين

الاصوات من حوله تقرع اذنيه ، تلفاز ونقل المقاعد حول المنضدة ابواب تقفل وتفتح يود لو استطاع سماع حفيف اوراق الشجرة الذى يرسل السلام الى هبات النسيم الضعيف، يطل على شجرة من النافذة ، الفروع والاوراق الخضراء تمنعه من الرؤية الى مسافة ابعد

اضواء تتسلل من خلال الفروع والاوراق ، يكره ضوء النيون ، لاحظ ان الجيران يستبدلون مصابيح الصوديوم الصفراء بالمصابيح الانبوبية التى تبعث ضوء الفلورسنت ، يفضل اباجورة على يساره بالرغم من الصهد الصادر عنها والحشرات التى تحوم حولها

النمل يحب المطبخ ، يبذلون جهدا فى نظافة الارضية والحوائط ومسح االاسطح الرخامية بعناية من ذرات السكر ولكنه لا يمل من السير على الارض فى طوابير تتقابل فتسر اول نملة فى الطابور القادم من اليمين شيئا الى اول نملة فى مقدمة الطابور الاخر ثم يتفرق الطابوران كل الى هدف ما ، واضح ان النمل الصغير اكثر جدية وتنظيما من النمل الكبير ذو البطون الكبيرة والاجنحة فهو اكثر كسلا و لا يفضل الطوابير ، النمل ايضا طبقات العبيد يسلكون فى نظام والسادة كما يحلو لهم

القطة السوداء تنتظره كل صباح تمسح نفسها فى رجليه وهى ترفع ذيلها الى اعلى ولا تموء تجرى امامه على خط زجزاج وعندما يصل الى السيارة تتوقف وتنظر اليه طويلا ثم تغمض عينيها كأنها ترسل اليه رسالة ما ، يغمض عينيه لها فى محاولة منه للتحدث بنفس اللغة وهو قلق ان يسخر منه الحارس ، كان دائما عندهم قطة ،القطة فى الشقة ذات شخصية مستقلة تأخذ قراراتها بدون مراجعة ولا استئذان وعندما تشبع تجلس على حجره تقرأ وتسبح ربها يمسح على رأسها وتحت ذقنها فترفع له عينيها وتغمضهما فيفعل مثلها فترهف السمع باذنيها المشرعتان فعرف انها لغة العيون

الحارس سهر طول الليل يشرب الدخان المخلوط بالعسل وعندما يسفر الصباح يبدأ متثاقلا فى دفع السيارات المتراكمة ليستطيع من عاد مبكرا فى الليلة السابقة الخروج بسيارته الى الشارع الرئيسى ، الحارس يدفع السيارات بقوة حتى تصطدم ببعضها فتنبعج لوحات الارقام ويعود الى دفعها الى الخلف مرة اخرى ، كشك الحارس خشبى حالك اللون ومن حوله تناثرت اطارات قديمة وعلب زيت فارغة واوانى بلاستيكية يعلوها شحم اسود وقصعة حديدية بها فحم ورماد واغطية سيارات ممزقة

حراس السيارات القرويين النازحين من الصعيد والدلتا فضلوا الحياة السهلة فى المدينة والبقشيش الذى يتيح لهم لف الاوشحة على رؤسهم وتدخين المعسل بينما تعمل نسائهم فى تنظيف شقق السيدات البدينات اللائى يبذلون الجهد فى تنعيم كعوبهن وطلاء اظفارهن

ينظر امامه متشاغلا بالنظر فى مرآة السيارة وهو يدعو فى سره ان ينجو من حديث جاره الممل ، جاره متقاعد تعدى الستين وقد نصب نفسه مسئولا عن مرآب السيارات وهو لا يتوقف عن الشكوى من كل شيء ولكن صاحبنا لا تشغله تلك الامور فيبتسم له ويغمغم بكلمات مبتورة ويسرع فى الابتعاد عنه

على مدخل البناية التى يعمل فيها يقف العامل يكنس الارض فى اتجاه الموظفين يكتم انفاسه ويهش الغبار بالجريدة ويتكلم فى همس مع نفسه : كل يوم يا فوزى؟ كل يوم ؟

يتحرك المصعد الى اعلى وقد انحشر داخله فيكتم انفاسه حتى لا تصل روائح النساء الزاعقة الى انفه ، يصل الى الطابق الذى يقع فيه مكتبه يجاهد حتى يخلص نفسه من اجساد راكبى المصعد وهو يتمنى ان يسلم حذائه من النعال، ينظرون اليه فينظر الى الارض ويمشى ليجلس خلف مكتبه يدور على مقعده ليواجه النافذة الشرقية التى تطل على الكوبرى والكنيسة والمقطم فى الافق ، تدق اجراس الكنيسة يوم الاحد اول الاسبوع ثم تنبعث الاغانى من الكافيتريا الملحقة بها ويصيح الميكروفون رقم ثمانية رقم ثمانية همبرجر وبيض وطلب الكفته كمان نص ساعة

فى اخر الغرفة تنبعث تلاوة قرآنية ، يتململ صاحبنا فهو يريد ان يلقى نظرة سريعة على الجريدة ولكنه يتردد فهو يعتقد ان التشاغل عن التلاوة فيه معصية

"وَإِذَا قُرِىءَ ٱلْقُرْآنُ فَٱسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ "

يغرق فى مراجعة كميات الاعمال المنفذة يعدل بعضها ويكتب ملاحظات ثم يوقع فى اخر الورقة يلقى بها الى السكرتيرة لتدور من مكتب الى اخر

طعام الافطار عند الظهر الجبن الرومى والعيش الفينو احيانا يقترح الساعى طعمية محشية شطة من عند البغل يرحب بالاقتراح بشرط ان يكون الخبز مغلف فهو ذو بطن لا تتحمل وهو لا يتصور فكرة دخول الكابينيه فى اى مكان خلاف منزله

يمضى يوم العمل بسرعة بعد صلاة الظهر ويتمنى ان يذهب الى السينما وسط البلد ولكنه يعدل عن الفكرة ليتجنب عذاب البحث عن مكان للسيارة وقلقه الدائم من عدم اللحاق بالفيلم من بدايته وكراهيته الشديدة لحامل المصباح الذى يصر على مرافقته الى مقعده حتى والنور مضاء قبل اظلام قاعة السينما وهو يريد ان يدفع له المبلغ المناسب بدون زيادة تجعلة مثل الاحمق الساذج ولا نقص يدفع حامل المصباح الى النظر اليه فى حنق

يصل الى مرآب السيارات عند منزله وهو يشعر بالارهاق يتجاهل حارس النهار الذى ينبهه كل مرة الى ترك فرامل اليد ووضع الفتيس فى النيوترال

ينظر الى اسمه على باب على باب الشقة يدير المفتاح ويدخل

الاثنين، مايو 25، 2009

خواطر

مرة أخرى ضبط نفسه وخواطره تطل من نقطة ما في الفراغ تحمله إلى ماض بلا شاطئ فيرى وجوها ويسمع اصواتا و مرة أخرى تلح عليه المواقف التي تمنى لو كان نسيا منسيا قبل أن يمر بها ومواقف أخرى لم يجد لها تفسيرا عبر سنوات وسنوات ومواقف تمنى لو تجمد عندها الزمان فظلت شاخصة في الأفق مطبوعة على صفحة السماء

هذه المرة جرب أن يعود بذاكرته إلى أول شيء يتذكره في طفولته لا يذكر شيئا قبله فلم يستطيع أن يتذكر ابعد من جلوسه على كتف أمه وهى واقفة في المطبخ ورأسه تكاد تلمس المصباح المتدلي وهو يشير إلى ما فوق الأرفف من اوانى وعلب ويسألها : إيه ده ؟ فترد عليه بصوتها الفرح المحبب إلى نفسه فيستشعر السعادة و يعود إلى السؤال : إيه ده ؟ فتجيب مرة أخرى ومرة أخرى ومرات عديدة  و تجلس على الكرسي العتيق ويقف في حجرها و أمامه النافذة ويشرف على الشارع الهادئ ويمتد بصره إلى بيوت ونوافذ وشرفات عاشت معه  وشكلت جزء من وعيه بالمكان تمسك به بقوة خوفا عليه من السقوط فيلتصق بها ويدفن وجهه في صدرها ويغلبه النوم ثم يستيقظ وهو على الأريكة التي في البهو لكي تراه عيناها على الدوام فهي تود أن لا يغيب عنها لحظة واحدة

كانت قد شارفت على الخمسين حين أنجبته بعد سنتين من ولادة شقيقته وقد أيقنت أنها لن تنجب من بعده فحاصرته بالحب والحنان حتى كادت أن تهمل أخته وكانت لحظات من السعادة الحقيقية عندما تضعه في فراشه عند حلول الليل وتغنى له بصوتها الشجي وهى تمسح على رأسه،

  وكانت تحاصره بالخوف المجنون على حياته فحبسته عن اللعب مع أولاد الجيران لا تستجيب لبكائه ونحيبه  و لما تركت له القليل من الحرية كان يحلو له اكتشاف الأماكن والدكاكين وحدائق البيوت في الحي الهادئ  وكان الشارع الذي يقع بيتهم على احد جانبيه يقسم الحي إلى منطقة راقية خلفية تحيط الأشجار ببيوتها وقريبا من منزلهم بيت الخواجاية وأولادها ذوى الشعر الأصفر يتحدثون الفرنسية ويترفعون عن اللعب مع أولاد الجيران وعندما سقطت كرته في حديقة الخواجاية خرج له السفرجى الأسمر وقال له لن ترى الكره مرة أخرى لان المدام غضبانة فجعله الرعب ينسى الكره ويهرب إلى حضن أمه

 وعلى الجانب الأخر بيوت كلح الطلاء على حوائطها عامرة بالناس والحياة والكثير من الأولاد والبنات الذين لا يكفون عن الحركة والصخب  و كان يقترب من الأولاد في حذر ويقف يراقبهم منتظرا منهم دعوته إلى مشاركتهم اللعب حتى نجح في كسب ود احدهم فأصبحا صديقان 

كان صديقه مغامرا لا يهاب الناس فيتحدث مع الكبار بسهولة تدهشه وكان لإيهاب السيارات التي تسير الهوينى في الشارع بينما كان يرتعد منها خوفا و يتذكر حين صفعته على وجهه بقوة أذهلته لما خرج مع صديقه يلعب على الكوبرى الذي يمر من تحته القطار سريعا فيميلان على الحاجز الحديدي ويلقيا أوراقا على القطار فترتد إليهما صاعده على الهواء الساخن المندفع إلى أعلى وحينما استدار وجدها خلفه فصفعته تلك الصفعة التي لا يستطيع أن ينساها فلم يتوقع أن تضربه أبدا

في مرحلة مراهقته احتوته وبفطرتها لم تتركه نهبا للقلق والحيرة كان يشعر بعيونها خلف ظهره وهو يتطلع إلى بنت الجيران وكانت تمتص غضبه غير المبرر وكانت تغسل له ملابسه الداخلية بدون تعليق على الآثار التي كانت عالقة بها وكانت تضحك عندما تراه يسرح أمام المرآة بالساعات يمشط شعره ويدندن اغانى الحب والغرام

ولازال يسمع الزغرودة العالية وقد تكون الوحيدة التي أطلقتها حينما احضر له ساعي البريد نتيجة التنسيق والتحاقه بكلية الهندسة وبعدها لم تعد تناقشه أبدا في طلباته التي كان يبالغ فيها دائما ليستطيع أن يخنصر ثمن تذكرتي سينما أو علبة سجائر

ويوم اخترق الألم صدرها فصرخت وسقطت على الأرض بجوار سريرها سقط معها قلبه ونظر إليها بلا حول ولا قوة وعاشت بعد ذلك على الأدوية المسيلة للدم ولكنها لم تفقد نشاطها وحيويتها

تحملت فراقه سبع سنوات يعمل في الخارج وكانت تحتاج لمساعدته المالية ولكنه كان في غمرة مع الساهين ولم يدرك ما تعانيه هي وأبوه المسن إلا بعد أن صرحت له أخته باحتياجاتهم التي لا تستطيع أن توفيها وحدها

وعندما تزوج كانت سعيدة مبتهجة وتغاضت عن كل الاهانات التي واجهتها من أسرة العروس المتعجرفة ليس عن ضعف فطالما واجهت الشدائد بقوتها العجيبة فلم تكن تخشى أحدا وكانت دائما تشعر أن كفتها هي الراجحة ولكنها ماكانت لتفسد عليه سعادته

وفى سنواتها الأخيرة استضافها في بيته بدون تردد حممها وأطعمها بيده وقصر لها شعرها ودفع لها الكرسي ذو العجلات لتستمتع بشمس الشتاء في الخارج وخاصم من اجلها امرأته ونام على الأرض بجوار فراشها ليلبى طلباتها وكان لا ينام إلا سويعات قليلة يخاف أن يغط في النعاس فلا يسمعها إذا نادته

وعندما جلس بجوارها وهى ممددة في سيارة الإسعاف تنقلها إلى العناية المركزة أمسكت بيده وابتسمت وهى تنظر بعيون فارغة ، وقضت أسبوعان في وحدةالانعاش ثم تحسنت وأفاقت فظن أنها  ستعود إلى المنزل ونقلت إلى غرفة بالمستشفى وفى الصباح كانت نائمة والأنبوب الشفاف يحمل السائل الملحي إلى عروقها فاضت روحها

كان في فصل الشتاء ووقف ينظر إلى الناس والبيوت والسيارات وقد تشوهت وتاهت صورهم في تكثف بخار الماء المتصاعد مع أنفاسه الحارة على زجاج نافذة المستشفى البارد ثم تنحدر قطرات الماء إلى الأسفل

 

الأحد، مايو 17، 2009

كوكى شب عن الطوق

استيقظت على الصوت الغريب وقد اختلط في صخب الأولاد الكبار العائدين في إجازتهم الأسبوعية وقد تعودوا فور دخلوهم الهجوم على شقيقهم الصغير بمداعبات ثقيلة يصرخ لها بصوت رفيع حاد يستنجد بابيه وأمه من هذا الهزار السمج

هذه المرة لاحظت تغير صوت ولدي الصغير كأنه صوت دوزنة أوتار القانون ووجدته قد التحم معهم في مصارعةلايهاب قوتهم التي اكتسبوها من التدريب الشاق

دققت النظر إلى الزغب الأخضر فوق شفته العليا وانا احتضنه واخلصه منهم وقد غمر قلبي السرور

كأنه فتح بابا ودخل دنيا جديدة يراها كالأطياف في سقف الغرفة وهو سارح أمام كتابه وقد مال بظهره إلى الخلف ولوي عنقه ويراها واقفا أمام المرآة مندمجا بالمشط والفرشاة يحاول نفش شعره كشوك القنفذ

إذا دخل الحمام استعصى خروجه منه وإذا امسك التليفون فلا نهاية لكلامه وإذا جلس إلى الحاسب الالى فقول يا رحمن يا رحيم على الليلة ، مناقشاته مع أمه عالية محتدة يريد الاستقلال عن حمايتها الزائدة فهو يرى دنيا جديدة واعدة مختلفة وهو لازال طفلها الصغير ومن وجهة  نظرها رجله على رجلها

اختلف  ذوقه في الطعام فكره طبيخ البيت و اقتصر طعامه على بطاطس ودجاج الوجبات السريعة وأصبح يعرف عن فريق برشلونة كأنه اسباني ولد في كاتالونيا وحفظ ماركات السيارات والموتوسيكلات  وأسعارها ويكرر هذه المعلومات على مسامعى اذا اصطحبته فى  مشوار ويرتفع صوته متمسكا برأيه ان الفيرارى احسن عربية فى الدنيا وانه يتمنى ان يمتلك هارلى دافيدسون وجاكت جلد مرسوم عليها جمجمة وعظمتين

إذا ناديته بكوكى اسم الدلع قلب شفته السفلى وعقد ما بين حاجبيه وعبر عن اعتراضه متجاهلا إياي كأنه لم يسمع شيئا

واعمل حسابك انا خارج أخر يوم في الامتحانات مع أصحابى وحا سهر ومحدش يقعد يرن لى على الموبايل اللى أصلا باتكسف من منظره قدام أصحابى

أهلا بك يا صغيري في عالم الرجال فقد شببت عن الطوق

 

 

 

الثلاثاء، مايو 05، 2009

ZIZI SEXUAL L'EXPO


في جنيف – سويسرا – معرض للثقافة الجنسية للأطفال قبل سن البلوغ من 2 ابريل إلى 28 يونيو 2009 باستخدام شخصية كارتونية شهيرة اسمه تيتوف – Titeuf- لمواجهة الفضول الطبيعي والقلق عند الأطفال عندما يواجهون ما هو شائع الآن في المجتمع من صور وأفلام ومعلومات واشعاروكتب حول الجنس والحب ، والمتوقع أن يحضر المعرض حوالي  عشرين ألف طفل وطفلة

تبدأ أقسام المعرض بقسم تحت عنوان حالة حب – being in love – ويعرض الكلمات المتداولة بين العشاق البالغين وكذلك صور كارتونية والعاب عن لغة الأجساد مثل القبلات والأحضان وإمساك الايدى

القسم الثاني من المعرض بعنوان البلوغ – puberty- ويعرض صور كارتونية عن علامات البلوغ مثل نمو الشعر في أجزاء الجسد عند البلوغ وحب الشباب وفيه معروضات من خلف سواتر خاصة بالأطفال فقط دون الاباء الذين يمنعون من الدخول ليشعر الأطفال بالخصوصية

القسم الثالث تحت لافتة مطارحة الغرام – making love – يحتوى على صور كارتونية توضح الأعضاء التناسلية ومراحل اللقاء الحميمى والعبارات التي تستخدم خلال مطارحة الغرام أيضا يعرض الواقي الذكرى بألوان مختلفة على شكل لعبة يتنافس فيها الأطفال

القسم الرابع مخصص لشرح تكون الأجنة في الأرحام – making babies- ويعرض بالألعاب وصور الكارتون لمراحل تكون الجنين حتى الولادة

القسم الخامس والأخير حول الانتباه – keep an eye out- وفيه تحذيرات للأطفال ضد التحرش الجنسي داخل المنزل اى من أفراد العائلة أو من خارج العائلة

وكل المعروضات في كل الأقسام ليس بها صور أو أفلام  لأشخاص بشرية بل كلها باستخدام الكارتون أو الألعاب التي تحاكى الطبيعة

ومن الملاحظ في هذا المعرض عدم التطرق إلى الشذوذ الجنسي فالمعروضات كلها تتناول العلاقة بين فتى وفتاة

وقد شاهدت حوار حول المعرض في القناة الفرنسية رقم خمسة – TV5- حضره مفكر كهل يعارض المعرض معارضة شديدة وعلى الجانب الآخر من المؤيدين طبيب أطفال وشاعر كما انضم إلى الحوار طفلتان فرنسيتان حضرتا المعرض

والمذيعة الرقيقة شديدة الرقة فائقة الجمال على الطريقة الفرنسية ( خمرية وشعرها اسود الا جرسون )

المذيعة – سيدي أرجو أن توضح لنا سبب اعتراضك على هذا المعرض

الكهل – ليس له فائدة فهو من قبيل تفسير الذي لا يحتاج إلى تفسير

المذيعة – كيف

الكهل – الجنس هو ميل طبيعي والناس تمارسه منذ خلقوا بدون حاجة للإرشاد

منظمة المعرض – ولكن أطفالنا يتعرضون يوميا لصور مبتذلة على الهواتف المحمولة وعلى الانترنت فيجب أن يفهموا

الكهل – يفهموا بالمزيد من الصور المبتذلة؟

الطبيب – لقد كنت أخاف أن تكون المعروضات من صور لأشخاص طبيعيين ولكنى سعدت جدا أنها صور كارتونية ولقد لاحظت سعادة الأطفال بها واعتقد أنها خطوة إلى الأمام

الكهل – هذه رؤية يسارية ارفضها

المذيعة إلى الطفلة  1 – حبيبتي هل سعدتى بحضور المعرض؟

الطفلة رقم 1 – أكيد كنت سعيدة

المذيعة – هل تعلمت شيئا جديدا ؟

الطفلة 1- لا، كنت اعلم كل شيء قبل المعرض!! ( الطفلة في التاسعة أو العاشرة )

المذيعة إلى الطفلة 2- هل استمتعت بالمعرض ؟

الطفلة 2 – جدا ولقد تعلمت أشياء جديدة

المذيعة – ما رأيك في صور الأعضاء التناسلية للذكور والإناث؟

الطفلة2 – لا بأس بها والرائع أن ابواى ظلا في الخارج بينما كنا نشاهدها لانهما لا يستطيعان الدخول إلى هذه المنطقة من المعرض

الكهل – يا الهي لا استطيع أن أتحمل

المذيعة- ماذا بالضبط ؟ أرجو التوضيح

الكهل – مدام ، بالنسبة للأطفال تكفى القصص وقصائد الشعر الرومانسية عن الحب

الشاعر – سيدي، أنت خير من يعلم أن الشعراء الآن ينظمون قصائد شعرية غاية في الإباحية

منظمة المعرض – سيدي هل تشرح لنا ما هو أكثر شيء سبب لك امتعاضا في المعرض

الكهل – كل شيء خصوصا غرفة الروائح، هل من المناسب أن نجعل الأطفال تشم رائحة العرق وروائح أخرى تنبعث من الأجساد ؟

منظمة المعرض – ولكنها روائح أجسادنا تبثها في الهواء ويجب قبولها فهي طبيعية

الكهل – ليس كل شيء في الطبيعة جميل فالطبيعة مليئة بالقبح

المذيعة – اشكر السادة الضيوف واذكر بأن المعرض سيستمر حتى 28 يونيو

 http://www.zizisexuel.ch/entree.htm