السبت، يناير 07، 2012

ماذا بعد



اعتقد انى لم اكن موفقا فى عنوان الموضوع السابق و قد يكون الانسب تغيير العنوان الى لماذا فشل الثوار فى تطوير الثورة ، لاننا يجب ان نعترف ان ما حدث يوم 25 يناير و الايام اللاحقة هو ثورة بكل المقاييس وهى ثورة ناجحة كذلك بكل المقاييس ولو اقتصر نجاحها فقط على احتشاد ملايين من الشعب الساخط خلال فترة زمنية معينة على اتساع رقعة الوطن لكفاها ذلك النجاح لتدخل التاريخ مع باقى الثورات الشعبية الاخرى على مر العصور والتى نجح بعضها فى تحقيق الاهداف التى قامت من اجلها او اخفقت واجهضت ولكنها كلها من نجح ومن اخفق تركت للانسانية فكرا وفلسفة وتجارب وتضحيات ونجاحات وقدرة على التغيير او على الاقل حلم لم تتمكن من تحقيقة فى الواقع ولكنه الهم الانسان فى كل مكان

منذ اللحظة الاولى اتخذ الثوار شعارا جذابا وهو خبز وحرية وعدالة اجتماعية ولكنهم لم ييقدموا معان جديدة او مبتكرة لهذه المطالب التى نادوا بها فالكلمات ليست جديدة بل هى قديمة قدم التاريخ الانسانى نفسه ولكن هذا التاريخ الانسانى لم يعرف تعريفا واحدا متفقا عليه لهذه الكلمات الجميلة المتداولة فى الكتب والادبيات لكل شعوب الارض ومن الواضح ان الثوار لم يبذلوا جهدا كبيرا فى تقديم تفسيرا لهذا الشعار البراق ولم يعرف لهم مفكرا له مدرسة فكرية عصرية متميزة ملتصقة بالشعب المصرى فى حاضره بكل مشاكله وهمومه فاهمة ومقدرة لتاريخه وثقافته حاول الثوار ان يروجوا لها ويكتسبوا انصارا من افراد الشعب من البسطاء الذين انقلبوا على الثوار بل على الثورة نفسها عند اول منعطف شعروا فيه بالخوف على مصادر رزقهم التى تصوروا بحق او صور لهم البعض انها مهددة بان تقطع بسبب المليونيات والمظاهرات والاعتصامات وبوادر الفوضى فكان البديل الجاهز امامهم هو الدين الذى ليس فقط عنده حلولا لمشاكل الحياة الدنيا بل يمتد تأثيره الى ما بعد الموت فيعد المؤمنين الصابرين على شقاء الدنيا بجنة الخلد فى مقابل الغموض فى الاساليب التى يطرحها الثوار لمستقبل مصر
وهكذا وجد الثوار انفسهم فى حالة من المواجهة غير المتكافئة مع الدين الذى يمثل ثقافة عامة الشعب فهم لم يقدموا ثقافة بديلة مقنعة للناس  بل وبعضهم يجاهر بما يحتمل ان يفهمه الناس على انه عداء صريح للدين وظهر هذا واضحا فى نتائج الانتخابات التى حقق فيها التيار الدينى السياسى نجاحا كبيرا كنتيجة طبيعية للعمل اللصيق بالناس على مدى ثمانين عاما وكان حتما ان يختلف الثوار ويضيعوا جهدا كانت تحتاجه مصر لبناء المستقبل
ولما كانت كل الثورات تهدف الى تغيير الواقع بمستقبل افضل وبما اننا نتفق على ان الثورة حدثت بالفعل ونجحت فى اعادة الامل الى الشعب فهل يقدر الثوار على تصحيح المسار وفرز فكر جديد ذو طابع تصالحى واصلاحى لمستقبل مصر يقنع جموع الشعب المصرى لدعمه واعتناقه ؟ وهل اربع سنوات مدة كافية لهم للتحول الى ساسة لهم احزابهم وبرامجهم ذات المرجعية الفكرية الثورية الجديدة التى تصلح لخوض الانتخابات القادمة ؟

هناك 4 تعليقات:

loumi يقول...

نتمنى ذلك.

يا مراكبي يقول...

مقال جيد جداً
ولكني لا أعلم هل اختيار العامة كان نابعاً من شعور ما يرتبط فعلاً بالدين، أم أن الإختيار كان نابعاً من أن الناس لا تشعر إلا بمن هو يقترب منهم ويشعر بظروفهم، وهو ما توفر في الأحزاب الدينية على وجه الخصوص؟
فعن تجربة شخصية عبر احدى الجمعيات الخيرية، لا يكون ولاء البسطاء إلا لمن يقترب من آلامهم ويتفهم ظروفهم ويعينهم على مصاعب الحياة فعلاً لا قولاً، كما أن الطبقة المتوسطة تحترم ذلك وتؤيده وبالتالي فإن الجميع (البسطاء و المتوسطون) يختارون من يقدمون الخدمات للناس على أرض الواقع، وينئون عمن يتكلمون فقط، فما بالك إن كانوا يتكلمون في أمور لا يفهمها ولا يشعر بها الناس؟

sheeshany يقول...

و الله مقال مهم... ماذا بعد = لا يجب أن نحتكم إلى الوقت كمقياس و محك فقط ... ينبغي ان تكون هناك مراجعات في الأثناء أيضاً

سلوى يقول...

متميز الحقيقه

بس المرحله الجايه هى اللي تقدر تجاوب
نتمنى الصلاح والاصلاح