فى منتصف خمسينات القرن الماضي ، قام الدكتور كالهون بتجربته الشهيرة “ مدينة الفئران “ لدراسة تأثير الازدحام على السلوك الانساني
والتجربة عبارة عن قفص تم تقسيمه الى اربعة اقسام بينها فواصل مكهربة وجعل وسيلة الاتصال بين اقسام القفص كباري تسمح للفئران بالانتقال من قسم الى اخر فوق الفاصل المكهرب ، ولكنه ركب تلك الكباري بحيث يكون قسمان لهما كوبري واحد فقط كمدخل ومخرج وليس بينهما اتصال مباشر بينما القسمان الاخران كل منهما مفتوح على باقي الاقسام مثل الموضح فى الصورة
وضع فى اقسام القفص عدد من الفئران يتراوح بين 32 و56 وكان التصميم للقفص بحيث يسع كل قسم 12 فأرا بالغا ، وامد كل قسم بغذاء وماء بكميات كبيرة وبالطبع كان القفص بعيد عن اي تهديد فاصبح بمثابة الجنة للفئران ثم قام الدكتور كالهون باضافة فئران جديدة الى القفص حتى وصل العدد الى حوالى ثمانين فأرا وهنا طرأ تحول فى سلوك الفئران حيث نجح احد الذكور ومعه تسع من الاناث فى الاستئثار بنصف مساحة القفص اى بحجرتين من الحجرات الاربع ودافعوا عن حجراتهم فلم يستطيع باقى الفئران العبور اليهم
وهكذا انحشر سبعون فأرا فى حجرتين فقط فبدأ الذكور فى سلوك عدوانى بمهاجمة الاناث والصغار والذكور الخاملين ثم حدث تحول فى السلوك الجنسى فحدث هياج جنسى للذكور فاخذت تسعى خلف الاناث بوتيرة متصاعدة ثم تحول بعض الذكور الى الاتصال الجنسى بالذكور الاخرين
ارتفع معدل وفيات اناث الفئران ثم حدث تحول نوعى عند الاناث حيث توقفن عن الامومة بل وهاجمن صغارهن لقتلهم وعلى اثر هذا التحول مات 69 فى المائة من الفئران فى المنطقة المزدحمة من القفص
و الغريب ان الفئران الناجية من هذه التجربة عندما تم تعديل ظروفها المعيشية الى الافضل بتقليل الازدحام الى الحد المناسب لها استمرت فى سلوكها العدوانى ضد الاخرين وفى شذوذها الجنسى
وقد اجرى كالهون هذه التجربة كنموذج للسلوك البشرى فى الاماكن شديدة الازدحام وقد اثرت نتيجة هذه التجربة على تصميمات المهندسين المعماريين والمخططين للمدن وغيرهم بل واعتمدت وكالة الفضاء ناسا نتيجة التجربة فى ابحاثها
فيما بعد حاول العلماء تكرار التجربة على البشر فواجهتهم مشكلة كيفية قياس الانهيار الاخلاقى وانهيار الامومة والشذوذ الجنسي واخيرا عام 1975نجح فريدمان فى اجراء تجربة مماثلة على طلبة الجامعة فلم تأتى النتائج مطابقة تماما للتجربة على الفئران حيث التحول فى السلوك تحت ضغط الازدحام لم يكن بالشكل الدراماتيكي الذى حدث للفئران واستنتج فريدمان ان الانهيار الاخلاقي عند البشر لا يحدث من مجرد المعيشة فى احياء مكدسة بالبشر فحسب بل من الالتحام الزائد و فرض ما لا يمكن تجنبه من علاقات تفاعلية مع الاخرين
وعندما اتأمل الكثافة السكانية فى مدينة القاهرة والتى تخطت المعدلات العالمية بمراحل يفرض السؤال نفسه ، هل نعيش فى مدينة الفئران ؟
هناك 8 تعليقات:
ان الانهيار الاخلاقي عند البشر لا يحدث من مجرد المعيشة فى احياء مكدسة بالبشر فحسب بل من الالتحام الزائد و فرض ما لا يمكن تجنبه من علاقات تفاعلية مع الاخرين
>>>>>>>>>>>>
الالتحام الزائد... توصيف عبقري مش بنكتشفه مقدار زيادة هذا الالتحام عن الحد الا بعد وقوع الكارثة
واستنتج فريدمان ان الانهيار الاخلاقي عند البشر لا يحدث من مجرد المعيشة فى احياء مكدسة بالبشر فحسب بل من الالتحام الزائد و فرض ما لا يمكن تجنبه من علاقات تفاعلية مع الاخرين"
المشكلة فعلا فيما لايمكن تجنبه من علاقات تفاعلية مع الآخرين
والسلوك العدوانى الزائد أصبح مثار انتباه فى الفترة الأخيرة
توارد افكار مدهش بين سيدتان ظريفتان وجميلتان من الاسكندرية يجعلنى ابحث عن اكتشاف قانون يربط بين السيدات السكندريات من نفس الجيل ونفس الثقافة وقد يكون معطيات القانون العوامل المشتركة بينكما
1- الحياة فى نفس المدينة
2- الاشتراك فى حرفى النون والياء فى الاسم الاول
3- الذرية التى تشمل البنات
4- يمكن فى وقت ما سفر الزوج وغربته
5- عشق القهوة
6- الظرف وخفة الدم
7- نفس العمر تقريبا
وارجو مساعدتى فى اكتشاف عوامل اخرى تحقق القانون الذى انوى تسميته باسمى واسجله فى الشهر العقارى
امانى ونسرين يا مرحبا منورين
لا احنا مختلفين نسرين جوزها شغله منتظم ومش بيسافر اكتر من 48 ساعه غير سفرية العمرة طبعا انا جوزي سفرياته قد تمتد لشهر او عده شهور احيانا
2 انا عندي بينتين ونسرين عندها بنتين وولد
2-انا مش بشرب قهوة اطلاقا ولا نسكافيه لمتاعب في المعدة ولا حتي مياه غازية
3- انا نزلت لينك التدوينة عالفيسبوك انهارده فمتاحة لقراء اكبر ونسرين علقت عليها او عجبتها هناك
اذا عرف السبب يعني
:-)))
:))
ميرسى يا باشمهندس لكلامك ..كلك ذوق
إضافة الى أوجه الشبه اللى ذكرتها
*أمانى وانا بنحب موسيقى الكمان
* بنحب الميلفوى
* لنا عدد من الأصدقاء المشتركة اللى ليهم مَعزّة خاصة
....
واضافة لأوجه الاختلاف اللى ذكرتها امانى
*أمانى أكثر مهارة فى صنع المحشى
* وبتعرف تسوق
:-))))
مقال جميلة
به دعوة للتفكر
تجربة غريبة
الالتحام الزائد و فرض ما لا يمكن تجنبه من علاقات تفاعلية مع الاخرين
هو فعلا الوصف الدقيق للضغط الذي يدفع البشر في ما بعد للتغير
أحييك
استمتعت جدا بقرائته
امانى ونسرين
ربنا يخليكو ويبارك فيكو
فريدة
مرحبا بك
إرسال تعليق