هل يمكن ان تصبح مصر ملكية مرة اخرى؟
لقد تأملت الحفاوة التى استقبل بها احمد فؤاد اخر ملوك مصر ثم تسألت لماذا نكره الملكية الى هذا الحد هل هو تراث وافكار ثورة يوليو ام هو الوعى الباطن الذى استقر فيه الحب والاعجاب للعصر الذهبى للخلفاء الراشدين الذى انتهى بالملك العضوض لبنى امية ثم العباسيين من بعدهم ثم سلاطين العثمانيين واسرة محمد على عندما فرض على الشعب ملوكا لا يملكون دائما الحكمة والقدرة على تصريف امور الرعية فكان منهم الاطفال الذين حكموا تحت وصاية اشخاص وضعوا مصالحهم الشخصية نصب اعينهم ونسوا او تناسوا مصالح الشعب ومنهم المجانين والدمويين والذين ارتموا فى احضان الاجانب
الملكية فى حد ذاتها ليست شرا مستطيرا بل قد تكون خيرا فى اطار نظام سياسى بحيث يملك الملك ولا يحكم على غرار الملكية فى انجلترا او هولندا او اليابان او اسبانيا حيث يقوم الملك او الملكة بحضور المناسبات والقاء بعض الخطب او لقاء السفراء طبقا لاجندة تحدد نشاطة الاجتماعى دون السياسى بينما يكون رئيس الوزراء هو الشخصية السياسية التى تدير امور الدولة مع وزارء منتخبون يحاسبون امام البرلمان فان حققوا مصالح الناس يمكنهم الاستمرار والا تنزع منهم الثقة وتعاد الانتخابات ليأتى حزب جديد بافكار جديدة ووزراء جدد والملك هو هو يتفرج على ما يحدث ولا يشارك فيه ويورث عرشه لولى عهده الذى قد يكون احد ابناؤه او احفاده
ولقد تصورت ان اهل الحل والعقد فى مصر من الشخصيات التى لا يختلف على حكمتها ووطنيتها قد يعرضون الامر على حسنى مبارك ليصبح ملكا لمصر ( لن يغير ذلك فى الواقع شيئا )وبذلك نخرج من مأزق الخروج الآمن لمبارك واسرته من السلطة وايضا تتاح الفرصة لجمال مبارك او حتى اخوه علاء ان يكون وليا للعهد بطريقة رسمية وذلك بعد تعديل الدستور ليصبح رئيس الوزراء هو الحاكم مع فريق من الوزراء الذين يختارهم الشعب فى انتخابات نزيهة تراقب من جهات دولية محايدة
وقد حدث فى اسبانيا ان اطاح الجنرال فرانكو بالملكية وحكم منذ ثلاثينات القرن الماضى وحتى عام 1975 وبعد وفاته عادت الملكية مرة اخرى لاسبانيا واصبح خوان كارلوس ملكا لا يحكم وله بعض الصلاحيات المحدودة بينما ينتخب الشعب الاسبانى الحزب الذى يرى انه قادر على تحقيق مصالحه
و اعتقد ان هذا النظام يصلح للتطبيق فى مصر لترضى جميع الاطياف السياسية من اقصى اليمين الى اقصى اليسار ويصبح تداول السلطة ممكنا لاى حزب يقنع الناس بانه قادر على تحقيق النهضة التى نتطلع لها فى وجود ملك يحترم الشعب ويحترمه الشعب و اظن اننا جميعا سوف نقدر لحسنى مبارك اتخاذه هذا القرار الجريء وتصبح له شعبية حقيقية ليدخل التاريخ من اوسع ابوابه