فتحت على نفسى باب من العذاب لما صدقت الدكتور محمد نجيب اللى كان بيحاضرنا فى الجامعة الامريكية عن اهمية الوقت وازاى نقدر نستفيد من كل دقيقة فى اليوم وكانت محاضراته ضمن برنامج ادارة المشروعات فى مركز عبد اللطيف جميل ( مع تعطيش الجيم )
و الدكتور نجيب من ظرفاء العصر وابن بلد وابن نكته و بالطريقة دى دخل قلبى وخلانى اصدق كلامه موش بس لان الاستفادة من الوقت بقى علم اساسى فى الادارة الناجحة ولكن لانى كمان حسيت انه مؤمن بالكلام اللى بيقوله فى المحاضرات
وبعد كام محاضرة لقيت نفسى اشتريت نوته مكتوب عليها Things to do
بدات اسجل فيها الصبحية قائمة المهمات اليومية وارتبها حسب الاهمية و احدد الوقت المطلوب للبدء فى المهمة والوقت المناسب علشان تخلص
وبقيت لما اقابل اصحابى وقرايبى ابص فى الساعة فى بداية اللقاء وبعد شوية استاذن بحجة انى موش فاضى الاجندة مزدحمة واجرى علشان الحق اللى ورايا وادوس على الكلاكس بعصبية وفى الشغل بقيت اقول للمدير بص يا افندم الحاجات اللى سعادتك بتطلبها وبتكون مستعجل عليها لازم نتفق الاول عليها هى مهمة ولا مستعجلة علشان اقدر اوضب الاجندة لان الحاجات المهمة وموش مستعجلة بتعمل انتربشن ( interruption ) لجدول المهام فالراجل يبص لى بشك وارتياب ويهز راسه ويسكت او ينفجر ويزعق فاعرف ان المطلوب موش بس مهم لا مستعجل كمان واضطر اعدل الجدول بتاع اليوم
وطبعا يطير من عينى النوم لو فى مهمة ما اتعملتش واقعد اضرب اخماس فى اسداس ازاى ح اقدر احشرها فى اجندة المهام بتاعة تانى يوم
وتطور الموضوع الى انى حطيت برنامج البريمافيرا ( اللى ما يعرفوش مايشغلش نفسه ) و اصبحت ماشى باللاب توب على طول فى النادى وفى عيادات الدكاترة وفى الحمام ، عمال انظم فى وقتى وفى حياتى وفجاة نورت فى مخى فكرة ، طيب يا واد ماتنظم ميزانية البيت بالمرة وما كدبتش خبر وحطيت سوفت وير للميزانيات وبقيت اسجل ربع جنيه للمنادى و واتنين جنيه عيش فينو وثمن الخضار والفاكهة واراجع مع المدام والاولاد كل مليم بينصرف فى البيت واتخانق وازعق بكام المصاصة والشيبسى موش كان بنص جنيه ايه اللى غلاه يا غجر فين الفواتير ، وهكذا شوية شوية بقيت زى العلماء المجانين اللى بيطلعوا فى الافلام شعرهم منكوش ودقنهم طويله وف حالة ذهول مستمر وسرحان وعكننه و امساك وكوابيس
وفجأة وبدون مقدمات ضربت الويندوcrashed وقعدت ابص على الشاشة الزرقا وانا موش مصدق انى نسيت اعمل backup وحسيت بعرق غزير فى شعرى ونزل العرق على قفاى وظهرى
مستسلما ارحت ظهرى على الكرسى ومديت رجليه وغمضت عنيا شوية ثم شميت ريحة الاكل طالعه من المطبخ فشعرت بالجوع الشديد وقمت على مهلى على السفرة فإذا بالاكل فى طبق جديد وكنت على وشك سؤال المدام عن ثمن الاطباق الجديدة ومنين اشترتهم ، لكن ترددت قليلا ثم غيرت رايى وبدأت امضغ الاكل على مهلى خالص وعلى شاشة التلفزيون كان فريد الاطرش بيغنى الحياة حلوة بس نفهمها فسرحت ونظرت مرة اخرى فإذا بصورة فريد الاطرش تتبدل ويطل الدكتور محمد نجيب من الشاشة مبتسما وعينه بتغمز