الثلاثاء، ديسمبر 21، 2010

الاصدقاء


عندما قفزت الكرة الصفراء من ارض الملعب الحمراء على ارتفاع الصدر حرك المضرب الى الخلف ونظر الى منتصف المسافة بين زوج اللاعبين على الطرف الاخر من الملعب ثم ضرب الكرة فاصطدمت بالشبكة وانتهت على الارض فى منتصف الملعب الذى يحتله هو وزميله ، امتعض الاخير بصوت عال
- كيف تضيع هذه الكرة السهلة ؟
شعر بالغضب يعتمل فى صدره واذنيه اصبحتا اكثر سخونة فهذا الزميل مع كل الاخطاء الساذجة التى يرتكبها لا يستطيع بكل بساطة هكذا توجيه النقد اليه فتتصاعد القهقهات من الخصوم على الجانب الاخر ولكنه بارع فى انتحال الاعذار فمرة الولد جامع الكرات مر بجانبه ومره شغلته تلك الرنات من التليفون الذى يحمله احد الجالسين خارج الملعب و مرة اخرى اضاءة الملعب المبهرة زغللت عينيه ولكن صاحبنا لا يستطيع التماس اعذار مثل هذه ، فقط يكتم الغضب والكراهية نحو زميله والاخرين الذين يضحكون على السواء
واصدقاء التنس لايمكن وصفهم بالاصدقاء الحقيقيين كما تعارف الناس على علاقة الصداقة ولكنهم مثل الناس تقابلهم فى القطار الذى يمكن ان تستقله بانتظام فى موعد محدد فتلتقى بهم يذهبون الى المحطة النهائية معك وتلتقى العيون وقد تهتز الرؤوس بتحيات مقتضبة وابدا لا يتطور الامر الى علاقة ابعد من ذلك ، فقط فى الاستراحة بين مباراة واخرى ينطلق زملاء اللعبة فى الافصاح عن بعض ما يعتمل فى صدورهم فيمكنك ان تعرف عنهم بعض المعلومات التى لا تمكنك العلاقة السطحية من مشاركتهم فيها عن طريق الاسئلة المباشرة
كان فى حالة احباط من ضياع تلك النقطة السهلة واخذ يحاول التركيز فى باقى الشوط ليعوض الخسارة وكانت تلك الكرة الماكرة الساقطة مباشرة خلف الشبكة من الخصم المقابل فانطلق باقصى سرعته متجها اليها شارعا المضرب فى الهواء و مرة واحدة شعر بالتمزق فى عضلة الفخذ كأن وترا مشدودا قطع فجأة فانطلق الالم فى عضلة الفخذ مثل سيخ من الحديد الساخن يشق العضلات
جلس على اقرب مقعد وهو يمسك بفخذه وهو يتأوه من شدة الالم  فانطلق اللاعبون اليه وفى اعينهم الجزع كل  يحاول مساعدته باحضار مقعد اخر ليمد ساقه عليه او رش مكان التمزق بالرشاش المخدر او جلب قارورة ماء ليشرب واستسلم لهم وجلس مادا ساقه فتوقف اللعب فى انتظاره ليكمل المباراة ولكنه لم يرد ان يزداد التمزق فاعتذر  
       جلس يراقب المبارة بعد اشراك لاعب اخر بدلا منه  فغمره شعور جميل بالامتنان لزملاء اللعبة فى نفس الوقت تسلل اليه احساس خافت بتأنيب الضمير فان لم يكن هؤلاء اصدقاء فكيف يكون الاصدقاء اذن ؟

هناك 4 تعليقات:

sheeshany يقول...

looking 4ward 4 a game with u
:)

كلام حلو و يمكن إسقاطه على مواقف أخرى غير "تنسيّة" :)

عين فى الجنة يقول...

ولو ، اهلا بك يا صديقى اى وقت تختارة فالقاهرة فاتحة ذراعيها لاستقبالك
وعندك حق فى باقى التعليق

حسن ارابيسك يقول...

أذيك ياباشمهندس
تسعدني عودتي ومشاركتي هنا كماأعتدت من خلال تدويناتك الرائعة
قصتك القصيرة جميلة وبسيطة كنت تتحرك بنا ببساطة عالية بين الكرة والمضرب والقدمين والشبكة بترادف تنقلك مع الفكرة نفسها في مخزون بعض القناعات داخل الانسان وتغيرها من خلال تجربة ما
تحياتي
حسن أرابيسك

Ramy يقول...

أظن ما حدث

هو شعور انسانى طبيعى لمجموعة من البشر يتشاركون شيئاً ما

و لكنها ليست صداقة

و حضرتك شرحت هذه العلاقة فى الموضوع

(:

أسف لعدم المتابعة من فترة لظرووف