فتح فرن الموقد ووضع فيه الخبز المجمد ، قسم المقانق إلى أجزاء صغيرة متساوية ثم وضعها في الزبد الساخن وطش عليها البيض ، وضع ملابسه في الغسالة وضبطها في وضع التشغيل ، هاتف محل البقالة ليرسل عبوة من الفلفل الأسود المطحون ومائة جرام من الشاي الخرز
صوت التلفاز يعلو في غرفة المعيشة بصراخ ونقاش ، من الحمام دق على الباب من الداخل " الميه السخنه فين ؟ اقفلوا الميه في المطبخ " يسرع إلى الحوض ويحول ذراع الخلاط إلى المياه الباردة
يخترق الصالة إلى احدى الغرف ويسأل " ساندوتش ولا تغمس؟ " ويعود فيرى زوجته جالسة أمام الشاشة وقد مدت ساقيها على المقعد الواطئ، المذيع السمين والداعية ذو اللحية المصبوغة يرددان نفس الكلمات ولكن كما لو كانا يتشاجران ، هز رأسه وأسرع ليطفئ الفرن ويفرغ الطعام ويضع أطباق على الصينية ويسرع عائدا إلى الغرفة حيث يقبع الذي طلب الطعام خلف المكتب
الهاتف يطلق رنينا موسيقيا فيضعه بين كتفه ورأسه وهو يفتح الباب للولد الصغير الذي يعمل في محل البقاله فيأخذ منه الشاي ويعيد الفلفل الأسود بدعوى انه تأخر عليه ولم يعد في حاجة لفلفل اسود
يسرع ليغلق النافذة حتى لا يصاب الذي كان في الحمام بالزكام " عندك السشوار، راسك محتاجة تنشف "
يحمل كوب الشاي ويجلس بجوار زوجته " هما بيزعقوا ليه؟ "
" استنى لما يخلصوا وابقى اقول لك " يبتسم فهو يعرف إلى اى حد تعشق هذا البرنامج
" هما مختلفين ؟ "
" لا مافيش خلاف ، دول بيتكلموا في الدين ازاى يختلفوا "
صوت الموسيقى يتصاعد من الغرفة " مين اللى بيغنى ؟"
"ميتاليكا"
" بيزعقوا ليه ؟ هما بيتكلموا في الدين؟ "
" دمك تقيل "