الأربعاء، يناير 09، 2008

الجمال وقيمته



الجمال قيمة من القيم المتعارف عليها وهى الحق والخير والجمال ، ومثل أعلى يحتزى فى الادب والفن والحياة


قد تناولت الفلسفة الجمال واسهبت فى شرحه بل قد تأسس علم للجمال قائم بذاته ، وقديما قيل


Beauty is in the eyes of the beholder


اى ان الجمال ليس خاصية فى الشىء الذى تنظر اليه بقدر ما هو احساس فى عين الناظر اليه ، اى اننا عندما ننظر الى شجرة مورقة ذات افرع كبيرة تظلل ما تحتها وترتفع شامخة تطاول السماء فى علوها يختلف احساس كل انسان ينظر اليها بجمالها حسب منظومة التجارب التى مر بها فى حياته وتبعا للخلفية الثقافية التى يحملها على عاتقه


وفى العمارة تغيرت معايير الجمال على مر الزمان ففى عصر البارووك مثلا اهتم المعمارى بالزخرفة والتزيين المبالغ فيه على حساب الوظيفة ، بينما فى القرن العشرين قلب فرانك لويد رايت ولوكوربواذيه المعايير فأسسا العمارة العضوية التى تهتم بالوظيفة ولا تهتم بالمظهر الخارجى فنشأت ناطحات السحاب الصماء ذات الواجهات المكونة من الحديد والزجاج


وقد تناول بعض المفكرين جمال الجسم بالتحليل فنظروا الى ذكور الطيور والحيوانات فوجدوها اكثر جمالا من الاناث وكلنا يعرف ان ذكر الطاووس وذكر الديك الرومى والاسد الذكر اكثر جمالا من اناث تلك الطيور والحيوانات


اما جسم الانسان فقد اجمعوا على ان جسم الرجل من حيث التناسق هو اجمل من جسم الانثى الذى يكثر فيه البروزات والانحناءات


وقال بعض اصحاب الرأى ان جمال اى شيء انما هو بقدر نجاحه فى اداء الوظيفة التى خلق من اجلها فجسم الرجل يكون جميلا بقدر صلاحيته لاداء دوره فى الصيد والصراع ومواجهة نوازل الطبيعة وان جسم المرأة لا يكون جميلا الا اذا كانت ابعاد الحوض عندها تجعلها قادرة على الحمل والولادة وصدرها كبيرا بحيث تستطيع ارضاع اولادها


كذلك كان من المتعارف عليه قديما ان المرأة البدينة السمينة اكثر جمالا ، حتى قال عبد الفتاح القصرى واصفا مارى منيب ( ياصفايح السمنة البلدى ) دلالة على بدانتها المفرطة وجمالها بمقاييس هذا الزمان


ثم جاءت هوليوود فأثرت على العالم كله بالشقراوات الطويلات النحيلات مثالا للجمال واعتمدت مقاييس الجسم المثالى للفتاة لتستطيع ارتداء المايوه البيكينى فكانت 36 بوصة للصدر و25 للوسط و36 للارداف هى المقاييس التى تطمح اى فتاة للوصول اليها


وفى السنوات القليلة الماضية، حدث تحول شديد فى معايير الجمال فقد ظهر الجمال الاسود ممثلا فى عارضة الازياء ناعومى جامبل التى تربعت على عرش الجمال فى اوروبا


اما الاخوة مصممى الازياء من امثال ايف سان لوران و كريستيان ديور فقد سطحوا جسم المرأة تماما فاصبحت نحيلة شديدة النحول واختفى الصدر والارداف واصبحت مريضة الانيميا هى الاجمل


هناك 25 تعليقًا:

دكتورة سنان يقول...

اه ياصفايح الزبده السايحةة
عشان كده مش عاوزه اعيش ايام زمان
كان زمانى هبقى منبوذه بنحافتى دى
ده انا دلوقتى كل شويه ادعى واقول يااارب ازيد 5 كيلو يارب
يارب 5 كيلو يارب
حسرره عليا
زمان بقى كنت هقول يارب 40 كيلو يارب
نيهاهاهاهاهاها

قولت قبل كده انى بحب مواضيعك وهقولها تانى بجد بحب مواضيعك
جديده كده وفى الصميم يعنى

عين فى الجنة يقول...

نوسة
والله يادكتورة مافيش احلى من النحافة والرشاقة طالما بعيد عن الانيميا
وانا كمان باحب اقرا عندك فى مدونتك لانها بسيطة ومعبرة
لك التحية

loumi يقول...

العزيز راجي
أشكرك على لفتتك الكريمه في التعليق السابق
فعلاً
الجمال هو إحساس المتلقي بما يشاهده
وأحياناً ترى نفس المشهد يتكرر أمامك ولكنك تحس به في كل مرة بشكل مختلف
ويعود ذلك لحالتك النفسيه
وعاده الإنسان الذى يتعرض للضغوط الحياتيه يكون أقل قدرة على تذوق الجمال بشكل عام لأن لديه من الهموم ما يجعله مش مهتم


اما مقاييس الجمال ومن يحددها فهى تبع الموضه ودائما تتبع تغيرات مصممى الأزياء
عشان السوق يمشى


تحياتي لك

عين فى الجنة يقول...

لمى
يسعدنى دائما زيارتك وتعليقك
لكى التحية

مروة الزارع يقول...

اةةةةةةةةةة

كان نفسى ارجع زماااااان

كنت هعجب ساعتها اوى

..............

ملحوظة

عاملة رجيم يا افندم وخسيت 7 كيلو

ادعيلى اكمل

يارب قوينى

عين فى الجنة يقول...

ربنا يساعدك يامروة وتبقى 55 كيلو بس

Hypatia يقول...

ازيك يا باشمهاندس

والله انا 54 كيلو
مممممممممممممممم

اكيد حاكون من انصار الرشاقه يعنى بس الحقيقه ان فى ستات كتير جمالهم فى امتلائهم والمساله اذواق
رشاقه الرجل او المرأه اكيد بيزود من جمالهم لكن معتقدش ان السمنه ممكن تنتقص من جمال حد روحه جميله

دايما دايما باستفيد من حضرتك وباستمتع

تحيه وتقدير لحضرتك
سلام عليكم

عين فى الجنة يقول...

نسرين العزيزة
وزنك 54 كيلو !!طيب طولك كام علشان اعرف انتى مصنفة فى اى خانة:)) طبعا انا موافق على رايك وفيه الكثير من الصواب
لكن على فكرة انا لما كتبت الموضوع كنت اقصد الجمال كمعنى وقيمة بصفة عامة لكى شكرى وتقديرى

سلوى يقول...

أولا كل سنه ووإنت طيب

بس الجمال عندي شئ تاني غير المقاييس المذكورة

يمكن كما قلت حضرتك في بدايه البوست
كل واحد يرى الجمال من وجهة نظرة
المهم
كلامي على الإنسان سواء رجل أو إمرأه
ممكن تقابل إنسان بمقاييس الجمال ليس جميل
وتأخذ عنه إنطباع أولي طبقا لمعايير الجمال
وعندما تتعامل معه يظهر شئ آخر
الجمال أو الداخلي
أرى أن هذا الجمال أو هو الذي يطغى على الجمال الخارجي
فتبدأ ترى أنه جميل جدا
مش عارفه بس دي وجهة نظري
كتير أجد وجوه جميله
ولكن عند التعامل ترى مدى قبحها
فالإنسان ليس هذا الجسد الخارجي فقط هناك الروح وهي أهم

طولت انا

المهم .. البوست دفعني لكده
تحياااتي

رحــــيـل يقول...

استاذ راجى

انا ايضا ارى ان الجمال يكون له مقايس اخرى غير الشكل الخارجى
فهناك الروح وجمال الاخلاق والطباع
اظنها الاهم دوما

موضوع جميل كالعاده

تحياتى وتقديرى لك

عين فى الجنة يقول...

سلوى وسارة
انا اتفق معكما ، فكل له وجهه نظره التى احترمها
ويلاحظ اننى فى هذا البوست لم اكتب رأيى الخاص ولكن عرضت بعض وجهات النظر حول الموضوع
وفعلا جمال الروح يضفى جمالا على الشخصية لا جدال
لكما الشكر والتحية

غير معرف يقول...

من الواضح جدا انه بعد الاختلاف الواضح جدااا فى تعريف او تحديد مفهوم الجمال
أن الجمال قيمة خاضعة تماماا للنسبية
او لعين المتلقى فقط
وليست مقاييس ثابتة او جامدة تفرض على أعين الناس

فمثلا
دى امرأة رشيقة وجميلة
حين ينظر لها اثنان ، لن يريا جمالها بنفس القيمة او بنفس الدرجة لدى كل منهما
حتعجب واحد
ومش حتعجب التانى
اللى حيشوف جنبها واحدة ربما بمقايس زميله دميمة او ليست على مستوى جمال الأولى
ولكنها تجذب نظر وربما مشاعر الآخر
فلولا اختلاف النظر كما قال القدماء

يعنى برج ايفل كمثل معمارى يراه كثيرون جدا جداااا تحفة معمارية
أما عن نفسى فأانا ارى ان مبنى بنك كوالالمبور بماليزيا أكثر روعة وجمالا منه


وهكذا
فمن سيترك عقله وجسده ومعاييره الجمالية لتقييم الآخرين
مش حيخلص
لأن كل واحد وله نظرة ورؤية
وكل منا له عين تلتقط ما يحلو لها هى من نقاط جمال وتنقب عن مكامنه فى كل شىء ، حتى فى االشريك

تحياتى

Empress appy يقول...

هو انا فى اعتقادى الصغير وبما انى مش تخينه وطويله كمان ان الجمال بس مش جسما لان فيه بنات واولاد لوين جسما جدا وده شكليات انما الروح ياااااا ربى مش ممكن لا تطاق وفيه بنات تخينه وبرضه لا تطاق لان ده نابع من احساس عندها بالنقص فى حاجات بس انا دايما بقول ان كل انسان فيه حته جمال لو عرفها ونماها هتغطى على اى عيوب تانيه

عين فى الجنة يقول...

شهروزة
كلامك متسق مع القول المأثور ان الجمال فى عين الناظر وليس خاصية متعلقة بالشيء الذى ننظر اليه اى ان الاحساس بالجمال نسبى يختلف من شخص الى اخر متفقين فى هذه النقطة تماما
اما قيمة الجمال فهى مطلقة مثل الحق والخير على حد سواء
المشكلة هنا هى معايير الجمال التى تسوق وتباع للعامة من الناس للاغراض الاستهلاكية اى لخلق الحاجة فى نفوس الناس لتدفعهم الى الشراء والاستهلاء لسلع غير اساسية فقط لاشباع شهوات ورغبات التقليد وكما ذكرت فى مثال هوليوود وبيوت الازياء فأن معايير الجمال تفرض فرضا على الناس بغرض تسويق النجوم الجدد و خطوط المودة الجديدة
اشكر لكى التعليق القيم ولكى منى التقدير

عين فى الجنة يقول...

ابى
انا سعيد بتعليقك الجميل ومتفق معاكى فى كل كلمة فيه
لكى الشكر وانا ايضا سعيد بنجاح المدونة بتاعة الكوكب الخاص بيكى والقلل وبطوط الى اخره
مع الشكر

نبضات يقول...

اذا اردنا ان نتخيل الجمال فى اكمل صوره فيكفيينا أن نستمع الى الموسيقى الجميله ......المؤلف الموسيقى فاجنر

مثل الموسيقى المصاحبه لمدونتك رائعة .. شهرازاد لريمسكنسكوف

فالجمال فى اى شىء مرتبط بكل المعانى الجميله فى حياتنا لان فى كل شىء مساحة جمال ابتداء من الطبيعه حولنا والموسيقى الجميله وأيضا ......فى
كل شخصيه حتى ولو بدت لنا قبيحه لكن أذا بحثنا فى اعماقها سنجد مساحه من الجمال وفى الاشياء وفى الالوان من حلولنا

هذا... هو مفهوم الجمال من وجهه نظرى

فالجمال...علم يستحق الدراسه والتحليل

تحياتى

Cleo يقول...

لى سؤال يخرج عن سياق جمال جسد المرأة ويصب فى الجمال المطلق.. ما هو سر النكسة الجمالية التى أصيبت بها مصر مع ثورة يوليو ؟؟ فنرى رجال الدولة الجديدة ينكلون بكل ما هو جميل من قصور وحدائق ومتنزهات حتى أن الأبنية القبيحة الأشبه بعلب الكبريت حلت محل الأبنية الأنيقة ذات الطرز الأوروبية والإسلامية الجمالية المختلفة فى مصر الجديدة ووسط القاهرة والإسكندرية؟

عين فى الجنة يقول...

نبضات
اولا ارحب بك فى اول زيارة
ثانيا يبدو انك متفألة وسعيدة فى حياتك ولذلك ترين الجمال فى كل شيء
يابختك

عين فى الجنة يقول...

cleo
سيدتى شهدت مصر منذ الستينات مجموعة من عباقرة العمارة والهندسة، وحيث اننى اعمل فى هذا المجال منذ فترة طويلة فيمكنك فعلا تصديق ما اقول
ولكن
لان كل هؤلاء المهندسين العباقرة كانوا فى خدمة الدولة ذات التوجهات اليسارية والاشتراكية وفى ظل حالة التقشف التى كانت تمر بها مصر كانت البنايات تخلوا من الجمال
ومع الانفتاح السداح مداح فى عصر السادات تحولت العمارة فى مصر الى سلطة من مختلف المدارس فلم يكن هناك ضابط للانماط التى تصمم على اساسها المبانى خصوصا بعد ضخ البترودولارات فى سوق البناء
الان مصر تشهد نهضة معمارية لا شك فيها فقد عاد لمهندسى العمارة الحرية فى الابداع بعيدا عن التوجهات السياسية كما الاحتكاك بمدارس العمارة فى العالم وفر لهم الكثير من الافكار والاساليب الحديثة فى العمل
ويممكننى ان اقول ان فى مصر الان نخبة من امهر مهندسى العمارة والديكور التى تخرج لنا مبانى جميلة لا تقل عن مثيلتها فى الدول الاخرى
واشكرك على التعليق

Cleo يقول...

أخى العزيز الفاضل راجى.. بلأنا التى أشكرك على الرد على التعليق.. ولكن ما يزال سؤالى بدون جواب.. لماذا تم التنكيل بكل الجماليات من مخلفات العصور السابقة فى عهد الثورة وما بعدها؟؟

أتفق معك أن عنصر الجمال قد عاد للعمارة فى مصر ومبانى القاهرة الجديدة دليل على ذلك حيث التفنن فى التصميمات والزخارف قد عاد وبقوة للمبانى وإن لم يكن بسمترية وتناسق وفخامة المبانى القديمة فى وسط القاهرة ومصر الجديدة والزمالك..

ولك منى أطيب تحية

عين فى الجنة يقول...

cleo
اختى العزيزة ، فعلا تم فى بداية الثورة فتح القصور الملكية للجمهور بدافع الترويج للثورة بين طوائف الشعب الفقيرة ليشعروا انهم قادرون على دخول الاماكن التى حرموا منها وكانت مخصصة للملوك والحكام وكذلك تم تخصيص الكثير من الفيلات لضباط الجيش ويقال انه تم نهب الذهب والتحف وان كنت غير متأكد من هذه المعلومة
واعتقد انها مرحلة مرت بها مصر كأى ثورة فى اى مكان فى العالم فلا بد من وجود خسائر وضحايا

ذو النون المصري يقول...

باعتقد ان الجمال راي شخصي بنسبة 100 فيه الميه اذا كان الشخص له استقلالية الفكر و الرغبه في تحديد ما يريد
سمعت من استاذنا في الدراسه في الفنون
انه كان في ايطاليا و بيدرس في الاكاديميه هناك
و كان في الفندق قام لقي شاب اشقؤ شعره طويل نازل علي السلالم بيداعب قرد افريقي "يقصد بني زنجيه" و حاولت اعرف اي معايير للجمال اختار علي اساسها هذه البنت ملقيتش
و قعد يضحك حتي جلس علي ا لكرسي

Carol يقول...

أولا شكرا على مرورك بي :)
ثانيا أعتقد الله لم يخلق شيء قبيح و هذا ليس كلام دبلوماسيا لكن إذا دققنا النظر في كل شيء سنكتشف فيه جمال مختلف
========================
هناك ثقافة تسمى بتربية الذوق العام للأسف لا توجد في بلدنا فإذا نزلت الى شوارع المدينة ستجد ما يسمى بانعدام تناسق الألوان في الميادين و الدكاكين و المباني و انطبع هذا الجهل على ملابس المارة
فالفقر ليس سبب في انعدام الذوق
نحن في احتياج شديد للرقي يا سيدي

عين فى الجنة يقول...

ذو النون المصرى
فعلا الاحساس بالجمال بيختلف من شخص لاخر وان كان هناك قوالب يتم تسويقها للجمال من الجهات المستفيدة
شرفت يا باشا واشكرك

عين فى الجنة يقول...

carol
سيدتى العزيزة
خلق الله الاضداد لتعرف الاشياء بضدها، فلو لم يكن هناك القبح لما احسسنا بالجمال ولو لم يخلق الشر لما عرفنا الخير وهكذا
وانا اتفق معك تماما وبدون تحفظ فى ضرورة الاهتمام بالذوق العام للناس والاماكن والبنايات والنظافة والبساطة اساس الجمال