نظر الى بعيون ثعلبية زرقاء وسألنى بانجليزيته التى لا تشوبها لكنة تدل على مسقط رأسه : " انت ذاهب الى لندن للسياحة كما كتبت فى طلبك للفيزة ، ولكن كما تعلم فان فى موسم الصيف هناك كثير من الوظائف الموسمية فهل تقبل العمل بصفة مؤقته لو عرض عليك ذلك ؟" ، وبتلقائية قلت " طبعا ، لن افوت مثل هذه الفرصة " فاعتدل فى جلسته فى مكتب المقابلات فى السفارة البريطانية بجاردن سيتى وابتسم ابتسامة ادركت معها على الفور الفخ الذى اوقعنى فيه ذلك الماكر الخبيث ، ختم لى وثيقة السفر بخاتم مستطيل اسود اللون كوصمة العار لا يسمح له بدخول المملكة المتحدة
لم يكن بينى وبين السفر الى لندن الا الكذب والاصرار على انى لست الا سائحا اسافر الى هناك لانفاق النقود وليس لاكتسابها ، وشعرت بالاهانة كسكين بارد غاص فى قلبى واظهرت له عدم الاكتراث به وبانجلترا بتاعته وليذهبا معا الى الجحيم
سرت على قدمى من جاردن سيتى حتى شارع طلعت حرب وشعرت بالجوع فوقفت امام عربة الكبدة والكفتة التى كانت على ناصية التقاطع مع الشارع المؤدى الى قصر النيل ، ممسكا بالساندوتش فى يدى ، استدرت واقفا على الرصيف فأصبحت فى مواجهة لافتة القنصلية الفرنسية مباشرة
غرقت فى تيار من الافكار وانا التهم ساندوتش الكفته ماذا اعرف عن لندن ؟ ان فيها ساعة وستمنستر الشهيرة وهايد بارك وانها باردة ضبابية طول العام ، طيب
وماذا اعرف عن باريس ؟ هنا بدأ فيض من لقطات افلام كيلود ليلوش وبرجيت باردو واغانى كلود فرانسوا وجونى هاليداى وميريل ماثيو والقصص التى قرأتها عن الفرسان الثلاثة واحدب نوتردام ووداعا ايها الحزن وسارتر وسيمون دي بوفوار والبير كامى ومظاهرات الطلبة فى الستينات واندريه مالرو وكتب طه حسين ورفاعة الطهطاوى وبرج ايفل ( من فضلك لا تقول ايفيل مثل ترجمة كلمة شر بالانجليزية ) ومسلة الكونكورد والشانزليزية وحى مونمارتر والكارتى لاتان ،،،
عبرت الى الجانب الاخر ودخلت القنصلية وطلبت الفيزا وبعد عشر دقائق وبدون اى مقابلات او اسئلة استلمت وثيقة السفر وعليها خاتم فرنساوى جميل ست اشهر سياحة تبدأ من تاريخ الدخول الى الاراضى الفرنسية
ذهبت الى امى وقلت لها لن اذهب الى لندن بل سأسافر الى باريس ولا اضمن ان ارد لكى نقودك لان لغتى الفرنسية اقل بكثير من اللغة الانجليزية التى كنت اعتمد على انى احسنها فى العمل فى لندن وليس لى اى معارف او اصدقاء فى باريس
وهكذا سافرت الى عاصمة النور اجمل مدينة على وجه الارض على الاطلاق واعتقد انها ستظل كذلك الى يوم البعث
واليوم والامطار تنهمر على القاهرة والشمس قد احتجبت تذكرت هذه الاحداث من الماضى البعيد وقلت لنفسى شكرا ايها الثعلب البريطانى على سؤالك الخبيث
لم يكن بينى وبين السفر الى لندن الا الكذب والاصرار على انى لست الا سائحا اسافر الى هناك لانفاق النقود وليس لاكتسابها ، وشعرت بالاهانة كسكين بارد غاص فى قلبى واظهرت له عدم الاكتراث به وبانجلترا بتاعته وليذهبا معا الى الجحيم
سرت على قدمى من جاردن سيتى حتى شارع طلعت حرب وشعرت بالجوع فوقفت امام عربة الكبدة والكفتة التى كانت على ناصية التقاطع مع الشارع المؤدى الى قصر النيل ، ممسكا بالساندوتش فى يدى ، استدرت واقفا على الرصيف فأصبحت فى مواجهة لافتة القنصلية الفرنسية مباشرة
غرقت فى تيار من الافكار وانا التهم ساندوتش الكفته ماذا اعرف عن لندن ؟ ان فيها ساعة وستمنستر الشهيرة وهايد بارك وانها باردة ضبابية طول العام ، طيب
وماذا اعرف عن باريس ؟ هنا بدأ فيض من لقطات افلام كيلود ليلوش وبرجيت باردو واغانى كلود فرانسوا وجونى هاليداى وميريل ماثيو والقصص التى قرأتها عن الفرسان الثلاثة واحدب نوتردام ووداعا ايها الحزن وسارتر وسيمون دي بوفوار والبير كامى ومظاهرات الطلبة فى الستينات واندريه مالرو وكتب طه حسين ورفاعة الطهطاوى وبرج ايفل ( من فضلك لا تقول ايفيل مثل ترجمة كلمة شر بالانجليزية ) ومسلة الكونكورد والشانزليزية وحى مونمارتر والكارتى لاتان ،،،
عبرت الى الجانب الاخر ودخلت القنصلية وطلبت الفيزا وبعد عشر دقائق وبدون اى مقابلات او اسئلة استلمت وثيقة السفر وعليها خاتم فرنساوى جميل ست اشهر سياحة تبدأ من تاريخ الدخول الى الاراضى الفرنسية
ذهبت الى امى وقلت لها لن اذهب الى لندن بل سأسافر الى باريس ولا اضمن ان ارد لكى نقودك لان لغتى الفرنسية اقل بكثير من اللغة الانجليزية التى كنت اعتمد على انى احسنها فى العمل فى لندن وليس لى اى معارف او اصدقاء فى باريس
وهكذا سافرت الى عاصمة النور اجمل مدينة على وجه الارض على الاطلاق واعتقد انها ستظل كذلك الى يوم البعث
واليوم والامطار تنهمر على القاهرة والشمس قد احتجبت تذكرت هذه الاحداث من الماضى البعيد وقلت لنفسى شكرا ايها الثعلب البريطانى على سؤالك الخبيث
هناك 18 تعليقًا:
و رب ضارة نافعة يا أستاذ رجي
بالنسبة لي احب اروح بلد اوروبي يمكون فعلا فيه ريحة اوروبا
لكن لمدم دي بحسها اليطه كده و لوحدها
سيبك منها يا عم
باريس كويسة اوي
ان شاء الله تكون انبسطت
تحياتي
ايا حفص ( بدون تاء مربوطة) قد حللتى اهلا ونزلتى سهلا ( لسة عايش فى دور المسلسل التاريخى اياه بتاع الافكار الشريرة الخاصة بالحجر الصحى)
:)))
منورة والله
وعلى فكرة عندكو فى الدوحة بيقولوا على لمدم لاندن فارجو عدم الخلط بين الثقافات :)))
طبعا انا رحت لندن بعد كده كنوع من فش الغل والانتقام من الثلعب بتاع السفارة لكن سنتها رحت باريس وهى ام الدنيابدون مبالغة
ستاذى الفاضل... أهنألك (ولو أنها متأخرة شويتين) على زيارتك لباريس عاصمة النور والجمال والثقافة والنظافة واللطافة والذوق... دى حاجة تغيظ على رأى بيرم التونسى :)))
ومع ذلك فأنا قد أحسست فى باريس أن قيمة تحضرها المبالغ فيه توشك أن تلتهم قيمتى أنا كإنسانة... ولذلك فالحب كله حبيته لروما.. الحب كله :)))
أستاذ راجي
تحياتي
بالفعل كما يقال رب ضره نافعه
أعتقد أنه من حسن حظك أنك التقيت بهذا الثعلب المكار ليحول مسار رحلتك من لندن الي باريس ، لا أعلم لماذا أرتبطت عندي لندن بالكئابه والوحشه
باريس بالفعل عاصمه النور عاصمه الثقافه، لكم تمنيت -ومازلت - السفر اليها
أتذكر أيام مراهقتي البعيده وأنا أقرأ لتوفيق الحكيم كتاباته التي يتحدث فيها عن ذكرياته في تلك البلاد وتأخذني أحلام اليقظه الي بعيد الي الحد الذي يجعلني أعتقد أني سافرت اليها بالفعل... ياه باريس لها وقع موسيقي عندي
أستاذ راجي أخيرا ينبغي أن تعترف أنك مدين بالشكر لهذا الثعلب المكار
تحياتي لك يا أستاذ راجي وألف تقدير
بالرغم من انى -حاليا- مش طايقه البلد دى
بس مش متخيله انى اسيبها واروح حته تانيه ولو على سبيل الفسحه حتى
ممكن لانى بيتوتيه شويه بحب اقعد فى البيت اطبخ واستنى مسلسل الساعه 7
ويمكن لانى جبانه شويه وبخاف من اللى معرفوش
ده غير انى مش متخيله-او اللفظ الادق اخاف- انى اركب طياره او سفينه حتى
بس ممكن تقولنا عملت ايه بقى فى باريس
يعنى اتعاملت مع الناس هناك
هما ناس عاديه كده زينا ولا ايه
انا بصراحه مش متخيله واحد فرنسى بيشتم مثلا
بتهيالى على مايصرف الفعل ويظبط الجمله كده هيكون نسى الشتيمه
عجبنى الموقف اوى وهارجع تانى واقولك عن موقف لذيذ قريب من موقف دا
سعيد جدا بمدونتك استاذ راجى
وباريس يحيا الجمال والسهر
كريم بهي
الله يا بختك نفسى اروح باريس و النمسا و تونس اوى
يا رب كون الرحلة كانت ممتعة
عجبنى اوى بوست ( نفسنة ) و كنت عايزة اسالك الى مش عارف يركز فى شغله و تفكيره و شعوره منصب فى شخصية واحدة يعنى ليله نهاره دا يبقى ايه و يحلها ازاى المشكلة دى
cleo
توقفت عند عبارتك الجميلة الغير تقليدية عن باريس وبالرغم من التناقض الظاهرى فيها الا ان المتأمل المتمهل يجد فيها صدق صاحب التجربة واتقان المتمرس
حقا ، امام جمال مظاهر الحضارة الاوربية المبهر والذى يتمثل فى باريس فاننا نفقد ذواتنا ونذوب فى هذا العالم الساحر
اما روما فاعلم عن جمالها الكثير وان كنت لم اسعد بزيارتها واتمنى ان تتاح لى الفرصة لعلى اصادف هناك الحب او قبس منه
شكرا لرقتك ولجمال لغتك التى تعكس ثقافة وحسن تذوق
باريس
باريس
باريس
تيجي ايه باريس جنب الكويت
ولا حاجه طبعا
عااااااااااااااا
انا عاوزه اروح باريس
:(
مادو ( محمد بك )
اتمنى لك ان تسافر الى اوروبا لترى بنفسك مظاهر الحضارة واتمنى ان تذهب هناك وانت سائح معك ما يكفيك من النقود لتسنح لك فرصة الاستمتاع هناك وانت لك اليد العليا
اخيرا لك الشكر على اهتمامك وتعليقك
قمر (بنت القمر حتكون ايه يعنى ؟)
الله الله الله علمناهم الشحاته سبقونا على الابواب، انتى ضربتى غطس جامد فى اعماق شخصيتى لكن هيهات هيهات
طبعا سوف احكى لكم عن مغامراتى فى باريس عندما يحين الوقت
ياترى النوة خلصت عندكم فى اسكندرية ولا لسة؟ عاوز اسافر اشوف شغلى موش عارف
كريم بهى
طبعا تشرفنى فى اوقت ياباشا واهلا بيك
نوسة
والله الجماعة الفرنساوية مريحيين نفسهم من الجرامير المعقد بتاعهم وبيختصروا كتير فى الكلام
بس يا دكتورة لو بتخافى من الطيارات يبقى حتخافى انك تخلعى الاسنان وتحشى الضروس خصوصا الشينور الفزيع ده اللى بيخرم الضرس لازم اغمض عيونى اول مااسمع صوته وامسك ايد الدكتور واقول له فى عرضك بشويش
نسرين
بصى بقى انا قلبى ضعيف قدام البنات وخصوصا لما يعيطوا ، خلاص المرة الجاية اخدك معايا باريس بس على حسابك :)))
عاليا العزيزة
طبعا بعد الفحص والتحليل اتضح انك غارقه فى الحب لشوشتك ولا علاج الا بالزواج وربنا يهدى سرك ومتنسيش تعزمينى على الفرح
قمر
سمعا وطاعة ، قد تم تغيير اعدادات التعليقات على الرسائل
تشاءون وتشاء الأقدار
المهم
عساها كانت رحله سعيده
خالص تحيااااااااتي
شكرا لله وللرابط
بين تدوينتك هذه
وبن مدونتى والتى
بفضهلها قرأت هذه
الذكرى الجمـيلة
عن لندن وباريس
إرسال تعليق