يتهادى بمنقاره الطويل وعرفه المروحى الجميل فاخاطبه من النافذه ويعلو صوتى قليلا محاذرا ان يظن بى الجنون :
ايها الهدد هل تستطيع ان توصل رسالة ؟ هل لازلت تفهم لغة البشر ام اختص جدك دون الاخرين بالكلام والحكمة ؟ واخبره بكلام يوصله اليك
يلوى عنقه ويرنو الى بعين سوداء كالخرزة اللامعة ثم يواصل النبش فى ارض الحديقة وقد يطير الى غصن شجرة عال او يختفى بين الحشائش
وقد يحضر فى يوم اخر وانادى عليه لعله يفصح عن بعض الاسرار او يمهد طريقا او يفتح لى بابا
وقد يحاول قط ان يصطاده فيتربص به من بعيد ويتجمد فى مكانه اذا توقف الهدد عن الحركة ثم يعاود القط محاولة الاقتراب وتضييق المسافة وبطنه تكاد تلامس الارض ولكن الهدد اليقظ يتحرك بعيدا محافظا على نفس المسافة الامنه بينه وبين القط الطموح
فهل حمل لك الهدد الرسائل ؟
وعندك وبعد الحاجز الحديدى هناك دائما طيور قد تكون بيضاء او لها الوان اخرى تحلق او تحط على السور الحجرى وهذه لا ارسل معها رسائل فقط عندما اجد الهدد الذى يبدو انه لا يعبأ بى او انى لا اعرف مفتاح الكلام معه
وقد ارزق يوما مفتاح للكلام معك يا صديقى ويومها اعدك ان احذرك اذا اقترب منك القط وانت عنه غافلا