فى الصباح شعرت بالنشاط يتبعه التفاؤل بأن هذا اليوم مختلف عن الايام الماضية فأعددت العدة وأحتشدت لكى أقود سيارتى لمركز المدينة وعندما اصبحت محصورا فوق الكوبرى المعلق فى السماء أنحسر عنى تفاؤل الصباح بعض الشيء فقد كنت فى وضع يصعب معه التراجع الان وعندما انزلقت السيارة نازلة من الكوبرى بسرعة كبيرة نسبيا أستنشقت الهواء المدخن بالكربون و حدثتنى نفسى متسائلةمتى اذن اتعلم ؟ لا شك اننى كنت سمكة فى حياة اخرى فأنا مثل السمك لا يتعلم ابدا فكل مرة يسقط فى الشبكة
يوم امس جائتنى المكالمة عبر الهاتف تحدد لى موعدا هذا الصباح وكنت فى حالة من الترقب والفضول فقد يتمخض اللقاء عن فرصة طال انتظارها ولكن الترتيب للموعد جاء من خلال طرف ثالث و لست ادرى كم مرة سببت لى الاطراف الثالثة مشكلات احيانا بسبب سوء الفهم او الانطباع الخاطيء و فى معظم الاحوال كان الطرف الثالث مثل الدبة التى قتلت صاحبها ، فما بالنا اذن نقرأ التاريخ الذى وصلنا عبر اطراف شتى ثالثة ورابعة الى اخر السلسلة بكل هذا الاطمئنان وقد تبدو تلك الخاطرة خارج اطار الحدوتة ولكنها ليست كذلك تماما
درت فى الشوارع المحيطة ولففت وتمهلت ثم تهورت ثم عدت فأسرعت دون جدوى اخيرا استسلمت وتركت السيارة ومفاتيحها فى ايدى اشك كثيرا انها امينة وقد استبد بى القلق ، آه انه القلق مرة اخرى ذلك الضيف الثقيل الذى يتسلل الى نفسى ثم يتمكن منها فيخرجنى عن المزاج الرائق الذى احاول بلوغه فيساعدنى على التركيز فيما اقوم به ، فلماذا حضرت بالسيارة من اصله ؟ الا اعيش فى هذه المدينة العصية منذ زمن ؟ الم ارتكب هذه الغلطة من قبل مرات ومرات و عانيت حتى تمنيت ان اخرج من السيارة واتركها فى عرض الشارع ولتذهب السيارة وباقى السيارات التى تحيط بى الى الجحيم فيكون هذا التصرف الارعن هو عينا بعين هذه المدينة اللعوب ؟ سمكة مافيش كلام
ثم صعدت فدنوت من السكرتيرة التى يتخذها المديرون ستارا يحتمون ورائها ممن يرغب فى الدخول الى جناتهم ، سألتنى عن وجود سابق موعد فأكدت لها بتردد ان هناك موعد فعلا وتطرق الى سمعى النقاش الذى دار داخل غرفة المكتب الذى ظهرت على اثره الفتاه ودعتنى الى الدخول مختلسة الى النظرات من طرف خفى فدخلت فنظر الى الرجل متفحصا ومتسائلا فرددت فابتسم متذكرا ومرحبا ولكن اللقاء لم يرتقى لتوقعاتنا فشكرا للطرف الثالث الذى اكد لى اننى سمكةبدون شك فمتى اتعلم؟
ومن المساخر انى اضطررت بناء على طلب الطرف الثالث ان اتصل به لكى اطمئنه على نتيجة اللقاء الذى قام بكتابة السيناريو له فى منطقة الخيال من تلافيف مخه الذى به هذا القدر من الطاقة القادرة على تحريك المادة ، و الفكرةقد تبدو مجنونة الا انى بت مؤمنا بانها ممكنة لان كل انواع الطاقة قابلة للتحول ويبدو ان الروح تحملها طاقة تعبر بها من اطر المكان والزمان ، فهل حلت روحى فى وقت ما فى جسد سمكة لا تتعلم فتكررت اخطائها فعوقبت بان تحل فى جسد ادمى يعيش فى هذه المدينة فتعذب لعلها تكفر عن سذاجتها فترتقى الى مستوى اخر فى عصر جديد؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق