انتمى أكثر إلى الإنسانية حين تعتمل مشاعري بالألم أو الاندهاش أو حتى القرف في مواجهة قضايا ومشاكل الإنسان المعاصر التي عملتها يداه أو فرضت عليه بينما تهدد حياته ووجوده على الأرض ،تطفو كل حين في الصحف وعلى الشاشات ثم تتراجع أمام الإخبار الساخنة لتعود مرة أخرى لساحات النقاش والحوار
أخيرا اكتشفت أن ما اعرفه عن تفاصيل وأبعاد هذه القضايا قليل جدا بل اقل من القليل ولا يتعدى بعض الشعارات و عناوين المقالات الصحفية التي لا اعتنى بقراءتها غرورا منى وظنا بأني قد أحطت بالموضوع علما وانأ اجهل الجاهلين
وعندما يثار النقاش حول قضية ما أجد أن معظم الحاضرين مثلى تماما لا يعلمون إلا ظاهرا من القول وكل ما يقال عبارة عن معلومات مشوشة وتصورات مغلوطة وفتاوى بدون حجج وأسانيد
وذات ليلة طار من عيني النوم ، فأنا من الذين تقع أعينهم آخر ما تقع قبل أن أروح في النوم على شاشة التلفزيون وكانت هناك ندوة عن انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون وقد انقسمت المنصة إلى فريقين من العلماء والخبراء ، فريق يؤيد خفض انبعاث الكربون والآخر يرفض إنفاق المال في هذا المجال ، وكنت احسب أن نتيجة المناقشة محسومة سلفا وانه لن يجرؤ شخص ما على معارضة تقليل انبعاث الكربون ولكنى كنت مخطئا بسبب الجهل وعدم الغوص في تفاصيل المشاكل الهامة التي تواجهني على اعتبار أنى فرد من الناس الذين يواجهون الأخطار نفسها التي أحدقت بنا وقد تستأصلنا من الدنيا
قبل فتح الباب للمناظرة كانت نسبة المؤيدين لإنفاق المال لخفض انبعاث الكربون من جمهور المناظرة حوالي 49 في المائة والمعارضين حوالي 16 في المائة والنسبة الباقية لم تحسم أمرها وهم 35 في المائة من الجمهور
وبدا المؤيدين لإنفاق المال لخفض الكربون يسوقون الحجج التي تبين خطورة انبعاث الكربون على كوكب الأرض فتزيد درجة الحرارة على الكوكب بمقدار درجة أو درجتين فيذوب الجليد في أقطاب الأرض ويرتفع منسوب الماء في المحيطات فتغرق بلاد بأكملها ويدخل الكوكب في سلسلة من الكوارث وتغير المناخ وكنت استمع إلى تلك الحجج ولا أجد غرابة في مايقال فهذا ما تعودت على سماعة ولكن الذي أطار من عيني النوم كان الحجج التي ساقها المعارضون لإنفاق المال في محاولات خفض انبعاث الكربون ، قالوا أن الإنسان الآن يستطيع البقاء على قيد الحياة في مناخ تتغير فيه درجات الحرارة من ناقص خمسون تحت الصفر في سيبريا وجرين لاند إلى خمسون فوق الصفر في الجزيرة العربية والصحراء الكبرى فدعوى أن انبعاث الكربون سيزيد درجة حرارة الكوكب درجة أو اثنين فتزول الحياة من الأرض تبدو كأنها مزحة كوميدية
وقالوا أن خفض انبعاث الكربون بعد مائة عام من الآن سيتكلف أموال طائلة والعائد تافه وغير مضمون وهناك من الناس في هذا العالم اليوم يعيشون في ظروف الفقر والمرض ومن العدل إنفاق تلك الأموال لصالحهم الآن
وقالوا أن استثمار قليل من الأموال في الأبحاث والتجارب لإيجاد تكنولوجيا رخيصة لاستخدام الطاقة النظيفة أفضل من إنفاق أموال طائلة لتقليل الكربون بدون عائد اقتصادي حقيقي
وقالوا كلاما كثيرا أخر وشعرت بالتضاؤل والجهل والتقصير في التعرف على تفاصيل القضايا التي تمس حياتي ومستقبل اولادى
وكانت نتيجة المناظرة أن انخفضت نسبة المؤيدين لإنفاق المال لخفض انبعاث الكربون إلى 48 في المائة
وانخفضت نسبة الذين لم يحسموا أمرهم إلى 10 في المائة
والعجيب أن نسبة الذين عارضوا إنفاق المال لخفض انبعاث الكربون ارتفعت إلى 42 في المائة بعد أن كانت 16 في المائة فقط
رابط المناظرة:
http://www.intelligencesquaredus.org/TranscriptContainer/CarbonEmissions011309.pdf
هناك 11 تعليقًا:
أولا المكتوب مكتوب
ثانيا
هما هيصرفوا مبالغ علشان يخففوا وجود ثاني أكسيد الكربون
وارتفاع نسيته دي نتيجه مش سبب
هما يشوفوا السبب
يشوفوا حرق الوقود الاحفوري (مثل الفحم والبترول)
يشوفوا قطع الأشجار في الغابات وخاصة الغابات الاستوائية
الإنسان بإيده بيخل بالتوازن الموجود
يا حلاوة النسب
يعنى هى لسه حتسود اكتر من كده
رحمتك يا رب
مش كنت تنام احسن
:0)
يعنى يا عينى عليا انا بقى
اللى كل يوم لازم جوزى يشغل ديسكفرى و اسمع درر و انا فاتحة بوءى و لما اسأله احس انى قاعدة مع احمد زويل
نفس موقفك ده حصل معايا لما دكتور عرض مشكلة غرق الدلتا و اقترح لها حلين ..اما يتعمل جدار على حدود الدلتا يخليها مرتفعة شوية او يتعمل زى هاويس على مضيق جبل طارق و ده يكون مشارك فيه كل دول البحر الابيض
الرجل كان ممتاز و مفيش نقطة مش عارفها و ناس كتير اتصلت و كانت قلقانة خصوصا سكان المدن اللى هتغرق مع الدلتا
بعد كام يوم حصل هجوم عليه و انه عايز يثير موجة تضر بالامن العام للبلد ..
شوفت الفرق .. معندناش تفاهم و لا مناقشات و كلام فاضىمن ده ..عندنا امن الدولة و بس :)
لهذا عزيزى فان التسرع بحكم وتقيييم مرسل هو غير مأمون .. وبعيد عن الحكمة
لكن القضية الحقيقية هو ان معظمنا لايدرى اين هذه المناظرات .. والحقيقة ربما لايهتم باكثر من حياته المباشرة التى يتآكل معها أى محاولة للتركيز فى شأن آخر
بالذات مدمنى القراءة والاطلاع .. يحتاجون عمرا فوق العمر ليكفى فضولهم وشغفهم بالمعرفة
يبدو ان العالم اقتنع اخيرا بالمثل القائل
احيينى النهاردة وموتنى بكرة
لم يعد هناك ادنى شك انه كلما زاد التقدم التكنولوجى فى شتى مجالات الحياه زادت معه الاضرار والكوارث على الارض ..
من ثقب الايزون الى الكوارث الطبيعية والغير طبيعية " من صنع الانسان"
وكما بدأت الحياة على الارض بسبب الانسان سوف تنتهى حتما بسببه اذا لم يتشبث الحكماء بأختيار الحياه الافضل والاهتمام بنعمة الحياة بدلا من تدميرها
العالم الثالث مؤبوء بالكوارث وقله الحيلة المادية ..
طبيعي جدا أن تزيد نسبة المعارضين
والطبيعي الحق أن البحث العلمي والحقول التجارب مهمله الجانب لعدم توفر الامكانيات المادية وهجره العقول
لك تحيتي سيدي
حقيقة لا أعلم أستاذ راجى
هل هى حقائق تتكشف لنا فنُغير
افكارنا ومسلماتنا نتيجة لها ؟
ام هى براعةالمجادلة وتحزب كل فئة
لرأيهاوسوقها الدلائل والبراهين لما
تقول حتى تزعزع كل رأى أخر غيرها ؟
تدرى أستاذ راجى :الان لم يعد بى أى
ثقة فى أى كلام يقال عبر التليفزيون وخلافه......هل هو احباط ؟هل هو أكتئاب ؟لا ادرى :(
اليس البحث عن تكنولوجيا جديدة لطاقة نظيفة من الوسائل التى تؤدى لخفض انبعاث ثانى اكسيد الكربون؟؟
او هذا على الأقل ما أفهمه
اذا اختلف الخبراء فيما بينهم فكيف لغير المتخصص مهما قرأ أن يصل للحقيقة
يمكنك أن توازن بين الفكرين ولكن مجرد الاختلاف فيما بينهم يجعل تفكر مرة أخرى فربما لست وحدك الذى يجهل حقيقة بعض الأمور
من الصعب أن يحيط الناس علما بكل شىء ولكننا نحاول من وقت لأخر
تبدو مائة سنة خطة بعيدة المدى وخاصة فى بلادنا العربية حيث لم نتعود على وضع خطط للسنة التالية فما بالك بمائة عام
تحياتى
باشمهندس راجي
الحقيقة تفسيرك أو تحليلك للحالة التي أصبحنا عليها وأصبح عليها الكثيرون هنا بشان ضألة ما نعرفه من تفاصيل لأمور كثيرة حولنا هي ما لفتت نظري هنا وهو أمر هام الحقيقة هل نحن نعلم أو لانعلم هل نبحث أو لانبحث ام نظل نردد مثل البغبغاوات فقط عناون ومانشيتات اي موضوع تقع أعيينا عليه ونقع فريسة لأول موضوع أو لأول محلل أو لأول متخصص أو أول هاوي وهكذا والحقيقة ده في حد ذاته موضوع في غاية الخطورة
تحياتي
حسن ارابيسك
يشرفنى ان ادعوك لحضور حفل توقيع أول كتاب لى فى عالم الادب " لست الا بعض الاوراق" والذى يقام باذن الله يوم الاحد 5 ابريل 2009
المكان : مكتبة ديوان بمصر الجديدة
العنوان : 105 شارع ابو بكر الصديق مصر الجديدة – مقابل نادى ضباط الجلاء بمصر الجديدة
التاريخ : الاحد 5 ابريل 2009
الميعاد : 7 مساءا
فى انتظار تشريفك
رحمتك يااااااااااارب
الله يكون فى عوننا ؟
تسلم الايادى
إرسال تعليق