هذه مفارقة تدعو للدهشة والحزن و تحجب اى تفاؤل قد يراود النفس فى مستقبل افضل ، الشعور بالرضا وانه ليس فى الامكان ابدع مما كان هو المسمار الاخير فى نعشك و ستار كثيف يحول بينك وبين الحياة الحقيقية !!!
الحياة الحقيقية ؟ هل هناك حياة حقيقية واخرى وهمية ، هل الحياة الحقيقة هى ما تراه فى اعلانات السلع عن البيوت النظيفة والوجوه المبتسمة ؟ هل تقطن الحياة الحقيقة فى قصور الاغنياء وتركب يخوتهم وسيارتهم الديناصورية ؟ هل تجدها على ارفف المكتبات فى الكتب التى تحتوى على التاريخ الانسانى ؟ هل هى تحلق فوق الصحراء العطشى والحبلى بالزرع والمعدن تنتظر ان تهبط بك لتلسع حرارة رملها قدميك ؟ او هى تنادى عليك وراء الحدود فى وطن اخر ؟
ما نفتقده هو الوعى والادراك ، واتخيل اى انسان يستقيظ من النوم وهو شاعر بالرضا والاطمئنان لن يبارح سريره اذا كان يملك سريرا فما الذى يدفعه نحو الحركة ؟
الوعى والادراك ان تخرج نفسك من الالة الجهنمية التى انت مجرد ترس فيها ، ان تفلت من المدار الازلى الذى تدور فيه حول شيء ما ، ان تفقد ذلك الانتماء القاتل لجسدك الثقيل الذى يشدك الى الارض وتبحث عن روحك
اين روحك ؟ ابحث عنها فإن لم تجدها اخترعها