عيون تنظر لللاشيء واصابع صفراء مرتعشة تدفع السجائر بين الشفاة الجافة اقدام بالكاد تحمل من تحلقوا حول الباب وتلك الفتاة الصغيرة فى ثوب زهرى تمنح الاذن بالدخول
تعبر الى الداخل وتشعر بنظرات ثلجية على ظهرك وينقبض صدرك فشبح الموت قد خيم على المكان البارد
تنظر اليها راقدة كوم عظام وصدرها يلهج فى حشرجة وعلى شفتيها ابتسامة عجوز كانت مليحة فى غابر الزمان
رائحة نفاذة تخترق الانف صاعدة الى المخ فتترنح رأسك ، الاقدام تتململ واقفة فلا مقاعد حول الاسرة ولا كلمات الا دوى الدعوات المكتومة فى صدور مغلقة على اسرار واحزان
صفير الجهاز المعلق فوق الفراش سيخ محمى يخترق الاذان والضوء الاخضرقد لمع على منحنى الحياة على الشاشة الصغيرة
الرجل على الفراش المجاور وحيدا يصارع فى ضعف وقد التفت حول صدره الخراطيم التى تحمل السوائل الى جسدة المسجى
طفلة رضيعة اسرعوا بها وهى تختنق ببطء فالهواء قد انقطع عن صدرها الغض وراسها يتلفت فى جزع فلا مفر ولا منقذ يعيدها الى الحياة من قبضة الموت
الراقدة المبتسمة حان الوقت لتغيير كيس البول الممتلء فتنظر الى النافذة بغير رغبة فى انتهاك عريها النظرات
وبعيدا بعيدا يسّود الافق فالليل قد هبط بجناحيه على المدينة فلم تعد السماء بصيرة وعادت الطيور الى اوكارها فوق الشجر