توقف الشارع امام انهيار الحصان الذى يجر العربة الكارو فجأة على الارض ، العربة غير محملة بالاثقال المعتادة التى تنوء تحت ثقلها تلك الحيوانات المسكينة التى تعمل فى صمت بدون ان تصدر اى بادرة للتذمر او الاعتراض ، قفز العربجى ابن ستين كلب بل الكلب بريء من امثاله ، قفز وفى يده العصا وانهال ضربا على الحصان المسكين وحاول الحصان النهوض على قوائمة تحت وطئة الضرب المبرح على رقبته وظهره فلم يستطيع وبرك على الارض فى استسلام منتظرا الموت وقد غلبه الذل والقهر وهو الحيوان الشريف الذى كرمه الله فى سورة العاديات
ما هذه القسوة التى تفقد الانسان ادميته وتجعلة فى مرتبة ادنى من اى حيوان واى حشرة تستحق السحق تحت الاحذية ؟ وما هى الظروف التى واجهها هذا العربجى المجرم فى حياته ليرتكب مثل هذه الحماقات المخزية ؟ هل نشأ هذا العربجى الشاب فى اسرة سوية ؟ ام تحمل هو ايضا ضربات قاسية وجهها له ابوه او امة عقابا على عبثه الطفولى ؟ هل ارضعته امه من صدرها وهى تحتضنه فى حنان ؟ ام القته على ارض الشارع وسط مياة المجارى يحبو على يدية وركبتيه والذباب ياكل عينيه و ويضع فى فمه فضلات الطعام الملوثه ؟
هل ذهب يوما الى المدرسة وفى قدميه حذاء وقد غسل وجهه وامتلك قلما وكراسة وكتابا وجلس يسمع المدرس يتكلم عن الحق والخير والجمال؟
هل هو ضحية ايضا للظروف والفقر حيث لا مجال للمشاعر فى حياته فالقسوة تولد القسوة والعنف يواجه باعنف منه
قالت لى كرستين يوما وقد وقفنا معا نشاهد احد صيادي الاسماك يفلت السمكة من السنارة ويتركها تتلوى وتتقافز حتى تموت مختنقة ، عندنا فى بريطانيا نقتل السمكة بالسكين فور خروجها من الماء حتى لا تتعذب ، اما انتم فقلوبكم قاسية ، يومها ابتسمت فى سرى فما خفى كان اعظم
هل تعلمون ان استراليا رفضت ان تبيع لنا الخراف قبل عيد الاضحى الماضى لاننا نعذب تلك الحيوانات فى حفلات الذبح الدموية فى الشوارع فنجعلها ترى السكين تذبح وترى الدم يسيل فتهيج وتحاول الهرب فيلقونها على الارض ويضعون اقدامهم على اعناقها لمنعها من الهروب وقد يكسر عظمها قبل ذبحها وهذا العام منظر الدم اصاب احد الثيران بالهياج فالقى بالجزار نطحا من اعلى البناية فارداه قتيلا
وما ذكرته هنا نماذج قليلة لما يكاد ان يكون ثقافة شعبية فى مصر الا وهى تعذيب الحيوانات بدون مبرر بل والاستمتاع بهذا التعذيب فى كثير من الاحيان
الخميس، فبراير 14، 2008
سفالة عربجى
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
هناك 22 تعليقًا:
ياااه يا أستاذ راجي حضرتك طرحت موضوع لطالما أرقني وألمني
ولن أذكرك بالكلاب التي تعدم رميا بالرصاص والتي جعلت العالم ينكر فعلتنا عندما شاهدوها وجعلونا نرتدع
والقطط التي يختلط دماؤها كل يوم بكاوتش السيارات في الشوارع ثم لا يقدم لهاالفاعل أو حتى أي جسد يحمل صفة إنسان خدمة بسيطة
وهي فقط دفنها أو حتى إبعادها عن الطريق...فلا تكمل باقي السيارات تأكيد ذوبانها في الأسفلت
أين نحن من الرفق بالحيوان؟ أنا لا أطلب لهم فنادق ولا منتجعات أنا فقط
أرجو الرحمة التي فقدناها وأن نزرعها
في قلوب أبنائنا
مى
انتى عارفة كان عندنا فى المنطقة كلبين اخوات من بطن واحدة يعنى، وكبروا وكانوا اصدقاء لكل الناس يهزوا ديولهم لما يشوفوا واحد نازل او طالع بس بدون صوت او هوهوه وبدون مايقربوا يلحسوا الناس يعنى كانوا فاهمين حدودهم كويس جدا وكنا نطعمهم بما تيسر
ذات يوم لقيت واحد منهم مرمى وراسه وارمة وموش قادر يمشى والتانى ميت بجوارة ولما سألت اتضح ان الحكومة بتوفر الرصاص وبتضرب الكلاب بالعصى الغليظة يعنى بالشوم واللى يموت يتساب مرمى واللى يعيش بيبقى معوق وممكن يعقر الاطفال من كتر الخوف
مأساه
يا استاذ راجي المشكلة مش بس في كده
بل المشكلة ان فيه ناس لو احنا قلنا الكلام ده قدامها حيقولوا علينا فافي و مرفهين و متدلعين و مش واخدين بالنا من حقوق الانسان المهدور في البلد
و المشكلة ان سواء حقوق الانسان او الحيوان فكلها مهمة و كلها علامة على رقي انسانية المجتمع اللي احنا عايشين فيه
صدقني لما بكون في مصر و بشوف ازاي بيفضلوا يكربجوا الحمار او الحصان يا حرام و ضهره تلاقيه مسلوخ زائد سوء التغذية والظروف الغير رحيمة
ببقى حبكي
و حرجع اقول لو انسان و مش واخد حقوقه على الاقل يقدر يتكلم و يعبر عن نفسه و يثور
لكن الحيوان ده من له غير ربنا ؟ و المفروض ان احنا نرحمهم مخافة لله و المفروض ان احنا عندنا احاديث و حاجات بتبين مصير اللي بيعذب حيوان
لكن فعلا الاخلاق غير الدين
فلذلك احنا عمرنا ما حنطور و لا ينفع مع مجتمعاتنا اي دين
المشكلة فينا احنا
تحياتي
الساديه بقت طبيعه فى معظم الناس تقريبا يعنى خد عندك الاطفال لما يمسكوا قطه لسه بيبى ويربطوها ويقعدوا يشدوا فى رقبتها او حتى كلب صغنن ولما تشتكى لاهله يقولولك وايه يعنى خليه يطلع راجل جرىء.. بتهيالى الطريق للرفق بالحيوان اننا نرفق بالانسان ونعلمه ونربيه كويس
في بلدنا المبارك
كل شيء ليس لة وضع وسط
يا فقر مدقع يا غنا فاحش
يا رفاهية يا قحط
يا كلاب بتتسمم وتضرب بالنار
يا كلاب عايشة في فنادق اليلة ب 150 دولار full board
ولما تموت تدفن في نادي الجزيرة
لا يجد المصري سوي الحيوان لكي يطرشق في خلقتة
سيدنا النبي بيقول فيما معناه الحديث
اذا ذبحتم فأحسنو الذبحة
واذا قتلتم فأحسنو القتلة
ومن سنن الذبح مثلا عدم ذبح الاضحية امام اضحية اخرى
ودخلت امرأة النار في هرة
ودخل رجل الجنة في كلب
وصلي اللهم على محمد واله وسلم تسليما كثيرا
استاذ راجى
انها حقا منتهى السفالة تلك التى نراها تتكرر يوميا
وحضرت صغت الموضوع بشكل رائع وربطك للاحداث بالاسباب اللى ممكن تكون وصلته لكده
انها حقا القسوة التى تولد القسوه
بمعاملة الحيوانات برفق تعتبر رفاهيه بالنسبه لهم فهم لم يتلقوا يوما تلك المعاملة
خالص تحياتى
فاقد الشىء لا يعطيه.. إذا كان هذا العربجى قد حرم من أىميزة من ميزات الأدميين من سكن ومأكل وملبيس وتعليم وإحساس بالذات.. فضلا عن التربية الاجتماعية والدينية والتى تنعدم فى بيئة تلفظ فيها الأسرة الأطفال إلى الشارع حيث أن المساكن تضيق عليهم... فكيف نطلب من هذا الشبه أدمى/ شبه بهيمة أن يشفق على الحيوان وهو نفسه بحاجة إلى الشفقة والاتهمام!!
حفصة
والله انا معنديش مانع ان يتقال عنى فافى ومتدلع بس الانحراف ده لازم يبقى له حدود ، بس ومع ان ملهمش عذر الجماعة الهمج دول ضحايا ايضا ، والمسئولية تقع علينا كلنا
نوسة
متفق معاكى الحل فى التربية
انا جعان
اولا انا سعيد بزيارتك
ثانيا مرة اخرى لا فض فوك ومتفق معاك ان التطرف من سمات المرحلة دى
باشمهندس ابو شنب
اللهم صلى على محمد وسلم تسليما كثيرا
سارة
اشكر لكى الزيارة وادعو الله ان يشعر الناس بان الحيوانات لها روح وعندها احساس
cleo
متفق معك فى كلامك والموضوع عاوز نهضة حضارية لكل جوانب الحياة فى مصر
أشعر أن الرحمة تجاه الانسان قبل الحيوان مفتقدة كثيرا فى مجتمعنا فى هذا الزمن
لازم نلاقي مجرم نحاسبه لازم نشوف حد نشنقه عشان نرتاح ونخلص
لازم مش كل الناس كده صح
..في محطه اشارة منطقه رشدي القريبه تقف فتاه ضريرة ربما قدرا او بفعل فاعل تحت سطوة احد البلطجيه في مناوبه من الصبح الي المغرب لتتسول مع اخري تغطي مقلتيها غشاوة بيضاء وقد تصل لبيتها بلا اي حصيله فالبلطجي يري جيدا كل حسنه تدخل الي جيبها والجميع يراه
تحياتي
جميل ان تهتم بشئ "مهم" زي ده
أعجبني الاسلوب البسيط الراقي والصورة المصاحبة والتي تدل على "عين" فنان
تحياتي لك
وردة القاهرة السوداء
لست ادرى هل السواد يعود على الوردة ام على القاهرة ؟
انا اقترح انه يكون على القاهرة
طبعا القافية حبكت لكن اشكرك على المشاركة والتعليق وعلى فكرة البوست بتاعك عن المرجيحة
is very educational
اشكرك وادعوكى الى تكرار الزيارة
قمرة
ياريت البلد تنصلح لو شنقنا العربجى او البلطجى ، اخشى اننا سنحتاج الى خط انتاج كامل من المشانق
تحياتى
الاستاذ مصطفى فتحى
الله يحفظك ياباشا والله انا سعيد بتشريفك عندى وقد القيت نظرة سريعة على مدونتك وواضح ان حضرتك استاذ وفنان كمان ، ولنا لقاءات متجددة ان شاءالله
حاولت أدور على كلام أعلق بيه .. لكن افتكرت النبى عليه الصلاو و السلام و هو بيوصينا بأن نحسن معاملة الحيوان فقلت أفضل تعليق هو
اللهم صلى على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم
العزيز العسقلانى
صلى الله على محمد وسلم تسليما كثيرا
إرسال تعليق