عندما بسط الدهماء السيطرة على الطرقات واقاموا قدسا للاقداس فى الباحة الرحبة اسقط فى يد الكهنة واجتمعوا فى صحن الهيكل يتشاورون
قال قائل منهم فلنرسل اليهم الجنود فلا طاقة للدهماء بهم و قام الاخر معترضا وقال نخشى الاعداء على الحدود وانقسم الكهنة الى فريقين وكادوا يقتتلون
حينئذ قام حامل المفاتيح وقال بل نقدم لهم قربانا لعلهم يرجعون الى بيوتهم ، فقد اعتدنا تقديم القرابين للالهة والفراعين والان تبدل الحال واضحى الدهماء هم الالهة فلنقدم الفرعون لهم قربانا
ذهبوا جميعا الى البلاط ونظر اليهم الفرعون فى ريبة وخفق قلبه المريض لما رأى انهم له لا يسجدون ، ولما عرضوا عليه الامر قال دعونى اخرج من المدينة فرد عليه حامل المفاتيح بل تذهب الى الضاحية فتكون فى حراستنا فلا يصلون اليك ، و من اجل ذلك يجب ان تكون فى معية الاله انوبيس فارتعد الفرعون وقال بل هو اله الموتى قالوا لاتخف سوف يكون لك معه الخلد ومعك الصولجان و الذهب والحلى التى هى لك الان
ولما انصرفوا تركوا حامل الاختام ومعه الاطباء فى انتظار ان يذهب فرعون الى سرير النوم وعندما ارتفع صوت شخيره ذبحوه واخرجوا احشاءه و القوه فى حوض التحنيط ولفوه بالشرائط البيضاء وحملوه الى الضاحية ووضعوا المومياء فى تابوت من الزجاج
ذاع الخبر فى المدينة فعلا الصخب والضحك وارسل الكهنة الى الدهماء بعربات محملة بالنبيذ انكبوا عليها يشربون ويصخبون ولما امعنوا فى السكر حضر الكهنة فى ثيابهم وحليهم وجنودهم فسجد لهم الدهماء وقالوا لقد طلع الفجر ياله من حلم جميل وغريب دعونا نرجع لبيوتنا ونسائنا واولادنا فهم ينتظرون الطعام