يعتقد الكثيرون ان المعيار الوحيد لنجاح ثورة 25 يناير هو استرداد الاموال التى نهبها الاثرياء واعادة توزيعها على افراد الشعب فهم وبحسبة بسيطة جدا يقومون بجمع كل المبالغ التى يقال انها فى حوزة رموز نظام مبارك ثم يقسمون الناتج على ثمانين مليون فيكتشفون على سبيل المثال ان نصيب كل فرد من الشعب من ثروة مبارك بمفرده يتجاز المائة مليون جنيه وهكذا وبناء على رغبة البعض فأن الشعب يريد ان يقسم مع اللصوص والمجرمين الاموال التى يثقون انها اتت من مصادر غير شريفة على الاطلاق
وهذا خلل جسيم فى الفكر السائد الذى يثمن قيما دخيلة على المجتمع المصرى المعروف عنه تاريخيا رضاه بالقليل وقناعته بالستر والكفاف من الحياة طالما انه اكتسبه من الحلال ، وهذه القيم التى تعلى من الثراء السريع بدون عمل ولو من طرق غير مشروعة ما هى الا نتيجة لما روجته النظم الحاكمة فى مصر من قيم متدنية ادت الى انهيار فى المنظومة الاخلاقية للكثيرين
ولو القينا نظرة على الفارق بين اخلاق طبقة الاثرياء قبل ثورة يوليو 52 وبعدها نجد ان الاثرياء قبل ثورة يوليو كانت مصادر ثروتهم من زراعة الارض فى الغالب الاعم ومن الاستثمار فى الصناعة اى من مصادر انتاجية تثرى اقتصاد الدولة تعود بالخير على افراد الشعب وكان الاثرياء غالبا من العصاميين الذين عملوا واجتهدوا لتنمية ثرواتهم والابقاء عليها داخل حدود الوطن اما الطبقة الثرية فى العقود التى تلت ثورة يوليو فقد اكتسبت ثروتها بسهولة غريبة ومن طرق تحيط بها الشبهات ما جعل هؤلاء الاثرياء يفضلون الاحتفاظ بجل ثرواتهم خارج حدود الوطن
والغريب ان الحكومة الحالية بعد الثورة ومعها قيادة الجيش مازالت تثمن قيمة الربح بدون عمل فهى فى انتظار اموال السياح وقناة السويس التى تدخل خزينة الدولة لكى تدفع منها رواتب جحافل البيروقراطية والبطالة المقنعة ولا تبذل اى مجهود ملحوظ لتبنى مشروعات قومية يوظف فيها الايدى العاطلة من البلطجية وغيرهم من الفئات المهمشة ويحفز المستثمرين على ضخ الاموال فى الاقتصاد الوطنى
وسوف تكون الثورة بدون قيمة حقيقية لو نجحت فقط فى ازاحة نظام ليأتى من بعده نظام جديد يفكر بنفس الطريقة القديمة ويعتنق نفس القيم السلبية ، فلو كانت الثورة بدون نظرية فكرية متكاملة فلتبحث لنفسها عن نظرية من تجارب الاخرين الذين نجحوا فى اللحاق بقطار الحضارة
ملحوظة : الكاريكاتير للاستاذ وليد طاهر منشور فى بوابة جريدة الشروق
ملحوظة : الكاريكاتير للاستاذ وليد طاهر منشور فى بوابة جريدة الشروق
هناك 5 تعليقات:
أنا مُتفق مع حضرتك
فى جزء كبير من البوست
و لكن بأختلف مع حضرتك ان أحنا مش مديين أى حد فرصة لبناء اى شيىء
أحنا كشعب يعنى
يعنى دى هتبقى الحجة الأولى و الحمد لله أحنا مينهم الفرصة يتحججوا بيها
يعنى كان من رأيى أن نديهم فرصة سنة يظبطوا الدنيا
و نستحمل رواتبنا سنة و حياتنا سنة واحدة بس
علشان يبقى لينا حق نتكلم و نقول
هنستحمل و أحنا عارفين ان فى الأخر هيكون فى أحسن و لو مكنش أحنا هنقدر نتكلم خلاص
بالنسبة لموضوع المُحكمات بقى لالالا دة لازم يحصل مش علشان اللى حصل فى الثورة بس و الناس اللى ماتوا لالا علشان اللى حصل خلال 30 سنة
مش عارف قدرت اوصل لحضرتك وجهة نظرى و لا لأ
تحياتى
السلام عليكم
تحياتى
طبعا اللى بيفكر بالطريقه دى يبقى فكره على قده .. معروف ان لو رجع اى فلوس يعنى ودا ربنا يستر فيه ان الفلوس دى حتدخل خزينة الدوله ويعاد توزيعها طبقا للانفاق العام
بس مش شايف معايا ان الاثراء السريع دا بعيد عننا كلنا .. احنا طول عمرنا بنشتغل وبنكد وبنتعب وما فيش حاجه شفناها خالص .. يعنى برضه نسامح الناس على فهمها عشان كتر الحرمان اللى عاشوا فيه
تحياتى
عزيزى رامى
اشكرك وارجو ان يحمل المستقبل كل الخير لبلدنا الحبيب
فشكوول
اهلا بك زائرا لاول مرة فى مدونتى المتواضعة ولقد قمت بزيارة سريعة لمدونتك الجميلة سوف يعقبها بالتأكيد زيارات متعددة
"مازالت تثمن قيمة الربح بدون عمل فهى فى انتظار اموال السياح وقناة السويس التى تدخل خزينة الدولة"
فعلا أنا أول مرة أخد بالى من الموضوع دا .. إعتمادنا على ورثنا من جدودنا (الآثار و قناة السويس)
لكن احنا بنعمل ايه و بننتج ايه ...
تدوينة جميلة و مدونة رائعة يا أستاذ راجى
إرسال تعليق