الأربعاء، نوفمبر 17، 2010

تمرد


عندما تهل بشائر العيد لا تحل البركة الا بحضور الست الشغالة لكى تقلب البيت رأسا على عقب فى واحد من تلك الايام المشهودة  وهو يوم تؤول ملكيته خالصة لهذه السيدة فلا استطيع ان اقول ثلث الثلاثة كم بالرغم من احتجاجى فى كل مرة على فلسفتها فى العمل حيث ترى الشغالة أن النظافة مثل اي عمل فنى ، عبارة عن شكل ومضمون وأن المضمون طبقا لرؤيتها الخاصة يتلخص  فى النهاية فى عملية غسل بلاط الارض
ولتنفيذ تلك الاستراتيجية الفنية ذات الصبغة العسكرية ، بمجرد ان تضع ملابسها وترتدى الاثمال التى تعمل بها  ، يبدأ الهجوم الذى تشنه الست الشغالة على محتويات البيت من اثاث وسجاجيد ويسفر عن  تكويم كل شيء فى الاركان  ، يتبع ذلك عملية  تنفيض الاتربة التي تتصاعد فى الهواء ثم تتشتت فى منظر رائع عندما تصنع قوس كقوس قزح مع اشعة الشمس المتسللة من الخارج وبعد ذلك مباشرة تلقى الماء على ضلف الشيش العمل الذى يسفر عنه تصاعد الشتائم من المارة اسفل النوافذ  ،  وبالرغم من زجرها فى كل مرة وتذكيرها بان الماء يتلف الخشب ويجعله منتفخا فلا نتمكن من احكام غلق النوافذ كما ان الدهان سوف يتقشر بعد جفاف الماء وعودة الخشب الى حجمه الطبيعى ،تنظر لى فى بلاهة ثم  تستمر فى العمل على اساس انه موش شغلى
ثم تبدأ رحلة مليء الجردل بالماء الممزوج بالصابون الذى يقطر طول الطريق من الحمام والى باقى انحاء الشقة حيث تعشق هذه السيدة البغيضة اراقة الماء وهى فى وضع الوقوف فيطرطش على اقدامى  فأطلق سيلا من الاسئلة الميتافيزيقية ليس لها اجابات  قائلا لها - للشغالة -على سبيل المثال ،متى ولو لمرة واحدة فى عمرك -الذى اتمنى ان يكون قصيرا- سوف يتم تلميع اكر الابواب ومتى يتم تنظيف مفاتيح الاضاءة ومتى سوف تستخدمى الجلانس فى تلميع الزجاج والمرايا والبليدج فى تلميع الخشب ومتى ترشى النجف بالاسباركل ومتى تستخدمى كل هذه السوائل المعبأة فى الزجاجات والعلب الملونة التى تكلف شيئا وشويات فلا اجد  الا طرطشة جديدة على اقدامى ثم يأتى دور ذات الشراريب لمسح الارض ثم عصر المياة فى الجردل وعندما تتحول المياه الى اللون الاسود اصرخ فيها لازم تغيرى الميه ياست انتى وهكذا يستمر الحال الى ان تنتقل الى المطبخ ولست ادرى لماذا لاتبدأ بالمطبخ حتى يمكن اعداد طعام الغذاء مبكرا ولا اضطر فى كل مرة الى طلب الطعام هوم دليفرى باهظ الثمن ثم تنتقل الى الحمام عند الغروب ولا تغادر البيت الا بعد العشاء بفترة طويلة بعد ان تتناول الطعام وتصلى وتحدث زوجتى  عن زوجها و اولادها العفاريت
هذه المرة قررت التمرد ، استيقظت فى الصباح الباكر فى اليوم المحدد لحضور الست الشغالة  واغلقت باب غرفتى الخاصة التى احتففظ فيها بالكمبيوترو الراديو والتلفزيون الخاص بى بالمفتاح وغادرت المنزل الى النادى وعندما عدت بعد صلاة العشاء خطوت الى داخل الشقة ثم الى باب غرفتى متجنبا النظر فى عيون حرمنا المصون وعندما فتحت باب الغرفة اكتشفت الفارق الكبير بين الفوضى والاتربة التى تغطى كل شيء داخل الغرفة والنظام والنظافة خارج الغرفة
قضيت ليلة مليئة بالارق فقد اجهدت ذهنى فى التفكير فى خطة علمية حديثة لتنظيف غرفتى تعتمد على المعدات الحديثة المتاحة ومستحضرات التنظيف التي يمتلئ بها دولاب الكرار ومع اول ضوء فى اليوم التالى بدأت فى تكويم الاثاث فى ركن الغرفة وبعد اراقة الماء على الارض انهمكت فى مسحها بذات الشراريب

هناك 9 تعليقات:

Ramy يقول...

ههههههههههههههههههههههههههه

لقد اجبت على سؤالك الميتافزيقى بنفسك


كل سنة و حضرتك طيب يا أستاذ راجى

و العائلة الكريمة بخير و سلام

شوفت بقى ان سياسة الست الشغالة لها مفعولها السحرى

... يقول...

:))))
جميلة الخاتمة
علينا احيانا ان نضع انفسنا في اثمال الآخرين

Tarkieb يقول...

جميل ....بس المرة الجاية اول وواحد ح يستقبل الشغالة اكيد حيكون انت عشان ترحمك من التعب...

Nastaran يقول...

Thanks for the visit and the comment. I wrote in your response that "Of course Iran has a gorgeous nature with lots of trees and leafs, but I didn't take that photo in Iran."

By the way, Happy Athar iid! (with a bit delay)

ن يقول...

كل سنة وحضرتك .. عيد مبارك ان شاء الله .
مع خالص تحياتى

د/على خميس يقول...

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كل عام و حضرتك بخير
و إن شاء العيد القادم بلا تمرد
دمت بخير حال

خمسة فضفضة يقول...

العيد مايبقاش عيد من غير تنضيفة العيد

لازم نقلب الشقه راسا علي عقب عشان نعرف نعدلها صح

عقباك يا مصر اما نعملك تنضيفة العيد :))))

sheeshany يقول...

يعني رجعت الدائرة لبدايتها و لنفس الشراريب :)
يا للعيد :)))

Unknown يقول...

فعلا بتحس بسعادة
غريبة بعد كل شىء
ما يخلص وكل حاجة
ترجع لمكانها سعادة
تعود عليك كذكرى سعيدة
كلما شرعت وتعبت فى بداية
التنضيف.