عندما حاولت تأمل الاحداث التى تجرى بنا على الساحة ولا نجرى بها من تخبط وتهريج اشبه بالمسرحيات الهزلية من النوع الفارص ، تذكرت صديقى العزيز سيد عندما نلعب التنس الزوجى فعندما يكون فائزا باشواط تقربه من حسم المجموعة يتغاضى دائما عن اعتراضات الخصوم عندما يطالبون احتساب نقاط تحيط بها الشكوك لصالحهم قائلا
- ريٍّح الزبون
بمعنى ان احتساب نقطة او نقطتان للخصم لن يغير من النتيجة النهائية شيئا
وعلى النقيض تماما عندما يسير اللعب لصالح الخصوم فانه يتغير 180 درجة ويحاول احتساب النقاط الخلافية لصالحه وينسى تماما مقولة ريّح الزبون
ربما يكون ما يحدث فى بلدنا الان مقتبسا من نظرية صديقى سيد الخاصة باراحة المتظاهرين والمعتصمين طالما ان النتيجة النهائية على طريق الحسم لصالح خصومهم
ماذا يريد المتظاهرون اليوم ؟ تغيير الوزارة ؟ ماشى ريّح الزبون
هل يريدون محاكمات علنية ؟ ماشى ريّح الزبون
هل يريدون انهاء خدمة المتهمين من ضباط الشرطة ؟ ماشى ريّح الزبون
هل يريدون الانتخابات اولا ؟ ماشى ريّح الزبون
هل يريدون الدستور اولا ؟ ماشى ريّح الزبون
هل يريدون مواد فوق دستورية ؟ ماشى ريّح الزبون
وهكذا تسير بلدنا هذه الايام
والسؤال الذى يطرح نفسه بقوه من هؤلاء الذين يقتبسون نظرية صديقى سيد ؟ من هم الخصوم فى المباراة التى قد بدأت ولا نرى لها اى قواعد وليس لها حكاما ؟ طبعا لا اجابة واضحة لهذا السؤال
ولكن المؤكد ان هؤلاء الخصوم يراهنون على اضاعة الوقت ونحن جميعا نعلم ان اضاعة الوقت هى استراتيجية الفائز الارجح فى المباراة و ارى ان يكون السؤال هو متى ينتهى وقت المباراة الاصلى وما هو مقدار الوقت المحتسب بدل الضائع ؟
ستنتهى المباراة حتما عندما يتم ترتيب ملفات النظام السالف وتنتهى المفاوضات التى ستفضى الى التوازنات التى ترتب ملفات السياسة الخارجية وملفات الاقتصاد وغيرها من ملفات لا ندرى عنها شيئا
فى نفس الوقت سوف تأكل الثورة نفسها وتستهلك طاقتها فى تفاصيل تافهة عندئذ تنطلق صافرة النهاية