الاثنين، أبريل 27، 2009
الخميس، أبريل 16، 2009
لست اذكر آخر مرة أجلست نفسي لاستمع إلى خطاب سياسي ، فعندي دائما قدر كبير من الشك والريبة في السياسيين ومن لف لفهم وفى نهاية المطاف فاني أدرج ما يقولون دائما في خانة الكذب أو الجنون أو الجهل
ويبدو أنى شفيت من هذا الداء عندما استمعت إلى باراك اوباما في خطابة أمام جامعة جورج تاون ، الرجل ساحر ذو كاريزما من الطراز الأول وهو يتكلم كأنه يلقى قصيدة من الشعر لا يتلعثم ولا يتردد بل تخرج الكلمات من فمه في سلاسة وسهولة وتنتفخ خدوده عند النطق ببعض الحروف مما يضفى عليه جاذبية إضافية وهو ينظر إلى أعلى كأنه يستلهم كلماته من السماء
شرح أسباب الأزمة المالية واستفاض في الشرح كأنه أستاذ جامعي يحاضر والناس صامتة ثم القي باللوم على المصارف والشركات التي خلقت فقاعة من المكاسب والإرباح الوهمية والنتيجة انفجار الفقاعة وانهيار الاقتصاد
اوباما لخص الحل في أهمية إصلاح وول ستريت والحصول على مصدر طاقة نظيفة وإصلاح التعليم وخفض تكاليف العلاج والهدف وضع أمريكا على القمة لتقود العالم من جديد والوعد بتحقيق الحلم الامريكى
الحلم الامريكى هو الحق في الحياة وفى الحرية وفى السعادة وهو ما بشر به الآباء المؤسسون للولايات المتحدة وقد ألهب هذا الحلم خيال الشباب في العالم كله وأصبحت الهجرة إلى أمريكا هدف الملايين
ولكن هؤلاء الشباب استيقظوا على الواقع المرير للرأسمالية في أقبح صورها التي أثمرت فقرا وحروبا و خواء روحيا مقابل السعار المادي فانطلقت ثورة شباب الهيبى في ستينات القرن العشرين ترفض هذا الحلم المادي وتبشر بالحب والسلام
وعادت الرأسمالية من جديد تكشر عن أنيابها في نهاية القرن العشرين وبداية القرن الحالي حتى أصبح الناس وقد كفروا بإمكانية تحقيق الحلم مع انهيار الأسواق المالية في أمريكا والذي جر معه أسواق أوروبا وباقي العالم
وهنا لفت نظري أن الربط بين الخروج من الأزمة المالية و إصلاح التعليم وخفض نفقات العلاج ما هو إلا رؤية مستقبلية لمفكر وفيلسوف أكثر منها رؤية سياسي يعلم علم اليقين انه تارك منصبه لا محالة بعد ثمان سنوات على الأكثر ، فهل هي عودة للرومانسية في الحياة السياسية ؟
الأحد، أبريل 12، 2009
لا يوجد عندي ذرة من الشك في ذكاء المصريين وقدرتهم على التكيف مع الظروف المتغيرة للاستمرار في البقاء على قيد الحياة
وفى اغلب الأحوال هم لا يحتاجون إلى الكثير من العنف لمواجهة ما قد يتعرضون له من ظلم أو تعسف ، فبعد تجارب مريرة مع الحكومات والحكام على مر التاريخ قرر المصريون الحصول على الحرية ورسموا خطا على الأرض يفصل بينهم وبين الدولة الرسمية و ابتكروا أسلوب للحياة يعتمد على السلبية المطلقة وهم يعبرون ببلاغة واضحة عن امتعاضهم من الحكومة بتجاهل وجودها والتعامل معها في حالة الضرورة فقط عندما تستخدم الحكومة معهم يدها الغليظة لتلفت انتباههم لوجودها ،
وهم يرفضون الممارسات السياسية بعدم الانخراط فيها فيحجمون عن الانضمام للأحزاب ويقاطعون الانتخابات ولا يشاركون إلا بمقابل مادي فوري واستعاضوا عن التحزب السياسي بالطائفية الدينية والكروية
وهم يتفننوا في كسر القوانين والاستهزاء بها و الالتفاف حولها وإذا طلبت منهم الحكومة تحديد النسل أنجبوا أكثر وإذا طلبت منهم الامتناع عن تدخين الحشيش والسجائر أفرطوا في تناولها وأمام الفقر الذي يقف حائلا بينهم وبين الحصول على سكن أقاموا العشوائيات وعندما فشلوا في الاستقرار في مؤسسة الزواج التقليدي لجأوا إلى الزواج العرفي أو التحرش الجنسي والاغتصاب
وقد تجلى تجاهل المصريين للحكومة في انصرافهم بكل طوائفهم عن التعليم الرسمي فالأغنياء لهم مدارسهم الأجنبية باهظة المصاريف والطبقة المتوسطة أولادهم في مراكز الدروس الخصوصية والفقراء أولادهم يعملون في الحقول وفى الورش
ويبدو أن الحكومة سعيدة جدا بالطلاق بينها وبين الشعب فهي تنظر لهم بعين الترفع والتعالي وتتهمهم في كل حين بعدم النضج والجهل بمصالحهم فهي تبيع المصانع والشركات المملوكة لهم بدون استئذان منهم وهى تفرط في المخزون الاستراتيجي للغاز الطبيعي المملوك للشعب بابخس الأسعار للعدو اللدود إسرائيل
وهى تترك شعبها نهبا للأمراض المزمنة وفريسة لتجار الأغذية المسرطنة وتغمض عينها عن رجال الأعمال الفاسدين المفسدين
فكيف يتم الصلح بين الشعب وحكومته؟
" إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما "